arpo48

عدن: افتتاح المؤتمر العلمي للنهوض بدور المرأة في الحراك السياسي

نظم مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن في اليمن اليوم الثلاثاء (26 فبراير 2013م)، مؤتمراً علمياً موسوماً بعنوان (النهوض بدور المرأة في الحراك السياسي)، والذي سيستمر خلال المدة 26 و 27 فبراير الجاري، في قاعة فندق جولد مور بالتواهي محافظة عدن.

ويشارك في المؤتمر اكثر من 100 مشاركاً ومشاركة، يمثلون اتحادات ومنظمات محلية وإقليمية ودولية وأعضاء مجلس نواب وأعضاء من اللجنة الفنية وناشطون شباب وقيادات حزبية ونسوية وكتاب واكاديميون وصحفيون مناصرون لقضية المرأة.

وفي حفل إفتتاح المؤتمر الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم ألقى الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن كلمة أشار فيها إلى الأهمية التي تكتسبها هذه المؤتمرات النوعية التي تناقش فيها أوراق علمية تتيح الفرص لكل المشارب السياسية للتعامل مع بعضهم البعض، تحت سقف الحوار وحرية التعبير، وذلك من خلال إتاحة الفرص المتساوية والمساحة الكبيرة للتعبير عن الآراء وتوفير المناخ المناسب، موضحاُ أن هذا الملتقى العلمي "المؤتمر" التي يعقد تحت مظلة جامعة عدن قدم نموذجاً حقيقياً ينبغي على كل المؤسسات والجهات الإحتداء به.

وأشار الأخ/رئيس الجامعة في كلمته التوجيهية إلى مامرت به اليمن من أزمة سياسية حادة وتدعياتها السلبية على حياة الناس..، أفرزت التوصل إلى المبادرة الخليجية المزمنة التي سيتمخض عنها عقد مؤتمراً للحوار الوطني الشامل المزمع عقده في الـ18 مارس المقبل، الذي سيشكل منصة حقيقية للتحاور لكل القوى السياسية لطرح رؤاهم للحلول التي ستقود إلى التحول التدريجي لمستقبل اليمن المآمول.

وأكد الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور أن المجتمع لا يمكن أن يتغير إلا بنمو طبيعي وتدريجي، وأن على الجميع المساهمة والإيمان بكل القوى الموجودة والتقارب في الأفكار فيما بينها للمساعدة على تطبيع القضايا وتسويتها.

ونوه في سياق حديثة أن مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن قد تقدم بمبادرة لإعتماد كوتا نسائية لمشاركة المرأة في كل مؤسسات صنع القرار بالدولة بنسبة 30%..، مشيراً أن المركز أستطاع من خلال مبادرته هذه من تبني هذه القضية المحورية والتي حظيت بجدل كبير وحديث في إجتماعات لجنة الحوار الوطني، وأدت في الأخير إلى إعتماد هذه النسبة من الكوتا للمرأة رسمياً في مؤتمر الحوار.

من جانبها أوضحت الدكتورة/هدى علي علوي الحريري مديرة مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن أن هذا المؤتمر سيناقش عدد من المحاور المختلفة الهادفة لتمكين المرأة في المشاركة الجادة في صنع القرارات الفعلية على مستوى كل الإطر بالدولة وذلك إنسجاماً مع رسالة ودور المركز.

ووجهت الدكتور/هدى علي علوي في سياق كلمتها رسالة من مركز المرأة بجامعة عدن لكل المنظمات الحقوقية أكدت من خلالها على أن أي خيارات لا تفرض بالقوة وأنه لا مجال في نهوض وتطور المجتمعات إلا بمشاركة للمرأة.

ودعت مؤتمر الحوار الوطني إلى تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية وأن يكون لها دور فعلي في المؤتمر بما يتيح لها المساهمة الجادة مع شقيقها الرجل في صنع القرار السياسي.

وعبرت الدكتورة/هدى علي علوي في كلمتها عن رفضها لمحاولات تجريد مدينة عدن عن طابعها الحضاري والتاريخي والثقافية، داعية جميع المشاركين في هذا المؤتمر (النهوض بدور المرأة في الحراك السياسي)، إلى المناقشة الجادة وتقديم توصيات ذات قيمة وفائدة.

من جانبه ألقى الأستاذ/أنور عبدالقادر الرشيد رئيس المنتدى الخليجي لمنظمات المجتمع المدني (الكويت) كلمة عبر من خلالها عن شكره لمركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن على هذه الدعوة للمشاركة في فعاليات هذا المؤتمر، الذي يتناول قضية النهوض بالمرأة ويعد بادرة شجاعة في المحيط العربي.

ونوه الأستاذ/أنور عبدالقادر الرشيد أن مثل هذه الفعاليات العلمية و(المؤتمر) تساهم بشكلٍ كبير في توصيل رسالة المرأة لكل صانعي القرار لإتاحة الفرصة أمامها للمشاركة الإيجابية والفعلية لتكون شريك في صنع هذه القرارات.

وبعث الأستاذ/أنور عبدالقادر الرشيد في كلمته رسالة شكر للمرأة اليمنية التي شاركت في الحراك السياسي السلمي في مختلف المحافل السياسية..، مؤكداً أن اليمن هو العمق التأريخي والاستراتيجي الحقيقي لدول الخليج العربي والمنطقة العربية بشكلٍ عام ..، وأن أمن هذه المنطقة هو من أمن اليمن.

إلى ذلك تم عرض ريبورتاج وثائقي مصور عن دور المرأة اليمنية في عملية التغيير..، مستعرضاً عدد من النماذج للنساء المناضلات في البلاد واللاتي لعبن دوراً أساسياً في الدفاع عن حقوق المرأة.

عقب ذلك بدأت فعاليات الجلسات العلمية للمؤتمر العلمي..، حيث ترأس الجلسة الأولى لمحور مبادئ الحوار (الضوابط والتحديات) الدكتور/مبارك سالمين، والأستاذة/رضية شمشير، وقدمت ورقتين علميتين الأولى بعنوان "الحوار آلية ديمقراطية" للدكتورة/فائزة عبدالرقيب سلام، والثانية بعنوان "الذكاء العاطفي وثقافة الحوار" للدكتور/ مير عبدالرحمن الشميري.

في حين تناول المحور الثاني "شهادات انطباعية شفوية من تجارب أعضاء اللجنة الفنية للحوار الوطني"، والتي قدمت من قبل الأستاذ/ماجد المذحجي، والأستاذة/رضية المتوكل.

وتطرق المحور الثالث الذي كان بعنوان "رؤية المرأة لقضاياها في الحوار (الواقع والتطلعات)"، حيث قدمت فيه ورقتين علميتين كانت الأولى بعنوان "نضال المرأة واشكالياته بين الخاص والعام" للأستاذ قاسم داؤود العمودي، أما الورقة الثانية فقد قدمتها الأستاذة/ أم الخير الصاعدي والمعنونة ب"قراءة في تجربة المرأة في الحوار والتفاوض في اليمن".

في غضون ذلك فتح باب النقاش العام للمشاركين في هذا المؤتمر..، حيث قدم المشاركون عدد من المداخلات والأراء التي أغنت الأوراق المقدمة..، كما أكدت النقاشات على ضرورة مواصلة التوعية بقضايا المرأة وأهمية مشاركتها في كل مجالات الحياة السياسية..، ومواجهة كل محاولات اقصائها وتهميشها وابهات دورها في رسم مستقبل البلاد.

وكان قد المؤتمر قد استهل فعالياته بقيام الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن بمعية الدكتورة/ هدى علي علوي مديرة مركز المرأة للبحوث والتدريب المعرض الفني التشكيلي لمناصرة المرأة للفنانة إلهام العرشي ، ثم قدمت فرقة جامعة عدن نشيد مركز المرأة للبحوث والتدريب ،كما القيت عدد من القصائد المعبرة عن المناسبة التي نالت إعجاب واستحسان المشاركين.

الجدير بالذكر أن (النهوض بدور المرأة في الحراك السياسي)، يهدف إلى ابراز دور المرأة كشريك رئيسي في مختلف مراحل العملية السياسية الجارية ومستوى تعاطيها الفاعل مع المتغيرات الحيوية في المشهد السياسي العام, من خلال التأكيد على مشاركة حقيقية للنساء في كل المكونات السياسية التحضيرية للحراك السياسي في مختلف الاصعدة، واستدعاء خطاب نسوي شجاع ومتقدم كجزء لا يتجزأ من ديناميكية الحراك المجتمعي عموما والتصدي بمسئولية لروحه ومضامينه السامية والقضايا الماثلة بندية، ووفق ضمانات لا تتيح بأي شكل من الاشكال لأي من الاطراف الالتفاف عليها.

ويناقش المؤتمر خلال يومين من انعقاد جلسات فعالياته، عدد من المحاور حول دور وآليات تمثيل المرأة في مكونات العملية السياسية ومن خلال ورشتي عمل بعنواني (تمكين المرأة من صنع القرار في الحراك السياسي) و (فرص تعزيز الاستحقاقات السياسية للنساء)، في اطار تمكين المرأة من المساهمة الجادة في جميع الجهود الرامية إلى حل النزاعات ومعالجة التجاذبات وانتزاع الاستحقاقات, ايمانا بقدرتها في بناء السلام الاجتماعي وفي صنع القرارات المحورية, وهو الامر الذي لن يتأتى إلا بضمان تمثيل النساء على جميع المستويات ابتداء من هيئات التصالح والتسامح إلى مختلف خيارات العملية السياسية سواء الحوارية أو التفاوضية وآليات السلام وتحقيق الاستقرار.

وانسجاماً مع دور المركز وتأكيدا لرسالته فان القضايا محل التفاوض والحوار المزمع الوقوف امامها على قدر تعقدها في الفترة الاخيرة بسبب تعنت بعض الاطراف وعدم تفهمها لواقع وخصوصية القضية الجنوبية, حيث ان استخدام القوة المفرطة في مواجهة المظاهرات السلمية هو اشارة إلى انحراف مسار العملية السياسية ومحاولة جرها إلى مربع العنف، لأن مثل تلك الاستدراجات، انما تنم عن التجاهل في قراءة خطورة الموقف السياسي وتهيئة المناخات لمزيد من الاحتقانات وإغلاق كل فرص الحوار, لانه من غير المنطقي استقطاب اي طرف للحوار في وقت تقمع فيه التظاهرات السلمية المعبرة عنه، اذ ان احترام حق الجماهير بالتعبير عن خياراتهم من خلال التظاهرات والاعتصامات يعد حق اصيل من حقوق الانسان تكفله كل الشرائع والتشريعات الدولية والدساتير الديمقراطية وشبه الديمقراطية وحتى دساتير بعض الانظمة الديكتاتورية المعاصرة.

ويحرص مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن في هذه المناسبة ان يوجه المؤتمر رسالة عاجلة لكل مكونات المجتمع الدولي والاقليمي والداخلي مفادها ان اية خيارات مشروعة في نظر بعض مراكز القوى لا يجوز ان تفرض بالقوة, لان خيارات الشعوب هي التي يجب ان تسود في الاخير.

يشار أن انعقاد هذه الفعالية في ظل هذه الظروف المعقدة هو تحدي على كون النساء هن رقم صعب في كل المراحل والمنعطفات، وانهن قادرات على ان يتمثلن ما يدور حولهن ويعبرن عنه بأريحية وشفافية، فلم تعد المرأة مجرد صوت في صناديق الاقتراع، وهذا لا يتقاطع مع حقيقة ان النساء هن رسولات سلام ومحبة وهن رمز حي ومتجدد للتغيير وبالتالي فأنهن قادرات على صناعة المستقبل واستشراف أفاقه.

حضر فعاليات المؤتمر الأخ/عبدالخالق البركاني عضو مجلس النواب، والدكتور/محمد صالح عبادي مساعد نائب رئيس جامعة عدن لشئون الدارسات العليا والبحث العلمي، والأخ/محمد حسن سالم الأمين العام لجامعة عدن، والدكتور/فضل ناصر مكوع رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وعدد من ممثلي المنظمات العربية والأجنبية، وحشد من الباحثين والمهتمين.

زر الذهاب إلى الأعلى