ما حقيقة سفن الأسلحة الإيرانية جيهان (1) و(2).. وكيف تخدم البيانات الحكومية طهران وأتباعها في اليمن؟
خلال الأيام الماضية برزت في التسميات والتناولات الرسمية في اليمن تسمية جديدة لسفينة الأسلحة الإيرانية التي قبض عليها 23 من الشهر الماضي، في حين كشف الرئيس عبدربه منصور هادي عن شحنة أخرى من الأسلحة الإيرانية إلى اليمن ..
والتسمية الجديدة التي ظهرت على وسائل الإعلام الرسمية هي "جيهان 2"، بعد أن كان معروفاً أن التسمية للسفينة الإيرانية المعلن عن تفاصيلها هي "جيهان 1" والتي قال وزير الداخلية في اليمن اللواء عبدرالقادر قحطان إنها تحمل ما يكفي لقتل الملايين من اليمنيين..
وحاول نشوان نيوز التواصل مع مسؤولين أمنيين في وزارة الداخلية لمعرفة اللبس بين "جيهان 1" و"جيهان 2"، إلا أن بعضهم قال إنه لا يعرف بالتحديد، وآخرون رفضوا الإجابة، ومنهم المسؤول الإعلامي في الداخلية..
وتزامنت التسمية الجديدة من قبل وسائل الإعلام اليمنية مع تصريح الرئيس عبدربه منصور هادي بأن "هناك شحنة أخرى وحاويتين اثنتين محتجزه لدى المحكمة وبكل الدلائل التي تشير إلى أنها قادمة من إيران إلى اليمن". ولم يعرف إن كانت "جيهان2" هي الشحنة الأخرى، أم أنه الاسم للشحنة الشهيرة المعلن عنها وبعد التحقيقات أصبح اسمها "جيهان 2".؟
وإذا كانت جيهان 2 هي شحنة أخرى، لماذا لا يحقق الفريق الدولي المرسل من الأمم المتحدة في "جيهان 1" أيضاً.. وهذا الالتباس وعدم الوضوح، يقول مراقبون لـ"نشوان نيوز" إنه تقصير أو تواطؤ من قبل بعض الجهات الرسمية..
ومن شبه المؤكد أن هناك أكثر من شحنة إيرانية تحمل أسلحة ومتفجرات خطرة، لم تكن السفينة المعلن عنها 23 من الشهر الماضي إلا الأولى التي تقع في أيدي السلطات، حيث أكد رئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي في مؤتمر صحفي بصنعاء وفي مقابلة صحفية مع صحيفة كويتية أعاد نشرها نشوان نيوز، أن الشحنة المعلن عنها، ضمن ثلاث شحنات، الأولى قد وصلت بالفعل إلى الجهة المرسلة إليها، ولم تتمكن السلطات من توقيفها في مايو من العام الماضي، والثانية هي التي وقعت في أيدي السلطات 23 من الشهر الماضي، والثالثة قال رئيس جهاز الأمن القومي إنها لم تزل إيران على أهبة الاستعداد للتوجه إلى اليمن..
وقال الأحمدي: "معلوماتنا تشير إلى وجود شحنة سابقة على الاقل وصلت إلى البلاد من إيران ونحن مانزال في اطار التحقيقات، وهناك باخرة أسلحة ثانية دخلت إلى اليمن وكان على متنها هذا الطاقم الذي تم ضبطه وهي السفينة " جيهان 1" بحيث ما ان تفرغ شحنتها تعود إلى المنطقة التي انطلقت منها ليستلموا الشحنة الثالثة الموجودة الآن في إيران".
لكن السلطات عادت من خلال الوسائل الرسمية مع وصول فريق التحقيق من الأمم لتتحدث عن "جيهان 2"، وكأنها، وهي تسمية ربما أطلقت بعد التأكد من أن "جيهان 1" قد وصلت العام الماضي.. واللبس يبدو كتقصير في الإعلام الرسمي الذي أظهر فجوات في الفترة الأخيرة جراء اعتماده على عناصر متناقضة من النظام السابق أو بديلة.. حيث أن هذه الفجوات تضعف الرواية الرسمية رغم أنها في الحقيقة واضحة إلى حد ما..
وسائل الإعلام غير الرسمية، المحلية والخارجية، بعضها تعامل مع جيهان 2 حرفياً، وبعضها اعتبرتها خطأً مطبعياً وراح تصححه، بجيهان 1، والبعض الآخر قامت باعتماد التسمية جيهان 2 وربطها بإعلان الرئيس عن شحنة أخرى من إيران مدعمة بجميع الأدلة والوثائق، ووسائل أخرى حذفت 2 و1 وتعاملت مع الاسم "جيهان" فقط.
وأيا كانت، فإن الفجوات الإعلامية في الجهاز الرسمي للنظام الجديد يساعد الجماعات المسلحة وإيران على التشويش، في قضية هامة، تختص بوصول أسلحة ومتفجرات في غاية الخطورة كافية لإسقاط دولة وقتل الملايين من أبنائها بحسب ما أكدت السلطات وعرضت محتوياتها أمام الرأي العام.
السفينة المضبوطة:
وكانت وزارة الداخلية قد أكدت في بيان رسمي ضبط السفينة جيهان 1 في 23 من الشهر الماضي وهي متجهة إلى السواحل اليمنية لتفريغ حمولتها في نقطة معينة بالقرب من منطقة قصيعر بغرض تخزينها فيها ومن ثم نقلها إلى وجهتها في الداخل .. مبينة أنه تم اقتياد السفينة من قبل خفر السواحل من موقع ضبطها في محافظة المهرة إلى محافظة عدن. وأنها "وعند تفتيش السفينة تبين انها كانت محملة بحوالي 73 طن من مادة الديزل ونحو 40 طن من الاسلحة والقذائف والمتفجرات حيث يوجد بالسفينة عدد سبع فتحات منها ست فتحات تحتوي على كمية الديزل والسابعة تحتوي على كمية من الماء وفي احدى خزانات الديزل عثر على قناة ضيقة توصل إلى الخزانات التي وضعت الاسلحة بداخلها وهي أربعة خزانات منفصلة عن خزانات الديزل مغطاة بصفائح حديدية يصعب اكتشافها ".
وقالت الداخلية:" بعد اكتمال عملية شفط الديزل تم تفريغ السفينة من الاسلحة والمتفجرت التي شملت ، 133 دبة سعة الواحدة 20 كجم تحتوي على مسحوق مادة متفجرة (RDX) بكمية 2660 كجم ، 50 صندوق تحتوي على اكياس سعة "25 كجم بداخلها مسحوق مواد متفجرة "سوربيتول" بكمية 1250 كجم ، 150 صندوق تحتوي على اكياس سعة 20 كجم بداخلها مسحوق تفجير بكمية 3000 كجم ، أكياس تحتوي على 16716 قالب بداخله مادة متفجرة "C4" شديدة الانفجار ، صناديق تحتوي على عشرين صاروخ أرض جو صناعة إيرانية، صناديق تحتوي على 18 صاروخ كاتيوشا صناعة إيرانية، 100 قاذف آر بي جي ، 316 ألف طلقة آلي عيار 62ر7 ، 12495 طلقة ذخيرة دوشكا عيار 7ر12، 124080 طلقة ذخيرة تشيكي عيار 62ر7 ".
كما احتوت شحنة الاسلحة المضبوطة على 66 كاتم صوت طويل وقصير ، خمسة نواظير استطلاع بعيدة المدى ، خمسة نواظم مدفعية مع ركائزها ، 50 ناظور بـ8 "ناظور القائد" ، عشرة نواظير اسطلاع ليزرية صناعة إيرانية ، 5 نواظير تسديد خاص بالمدفعية ، 48 ناظور ليلي صناعة روسية ، 90 بوصلة ، 200 جهاز تفجير كهربائي ، 800 صاعق لتفجير العبوات الناسفة ، كمية كبيرة من مواد تجهيزات صناعة العبوات الناسفة (أجهزة تفجير – مؤقت تفجير – فيوزات – مواصلات – كابلات) ، 800 كبسولة تفجير ، 402 حقائب تفجير متكاملة.. بالاضافة إلى 50 منظومة تفجير "دوائر كهربائية" , و200 وحدة تحكم بالتفجير عن بعد ، 310 جهاز تعريفي للمتفجرات، 132 توصيلة للأجهزة المفجرة ، 186 جهاز من اجهزة التفجير.
وقال مسؤول أمني لنشوان نيوز إن أخطر ما حملته الشحنة على الإطلاق هو 16 ألف عبوة ناسفة تعمل عبر أشعة الليزر، والمواد المتفجرة 20 مرة ضعف الTNT. وهي مؤشر خطير لدى أجهزة الأمن على مخطط اغتيالات يستهدف الآلاف من اليمنيين..