التيار السلفي في اليمن ، قصة طويلة، من فصول متعددة ومشكلات لاتنتهي، فكلما تقدمت به الأيام كلما ازدادت تياراته تباعدا وانقسامات تتلوها انقسامات، إلا أن ذلك لايعني أن السلفيين غائبون عن المشهد العام، فقد أصبحوا في الفترة الأخيرة حديث الشارع السياسي ووسائل الإعلام، وزاد من ذلك تمثيل حزب الرشاد السلفي في اللجنة الفنية للحوار ودخوله بسبعة مقاعد إلى مؤتمر الحوار الوطني القادم.
ورغم انحصار تمثيلهم في الحياة السياسية العامة بتيار واحد، وغياب بقية التيارات عن المشهد السياسي، الا ان الايام القادمة حبلى بالمفاجآت، إذ من المتوقع الاعلان قريبا عن مولود سلفي جديد أو أكثر في المعترك السياسي، لكن أغلب الظن أن السلفيين في اليمن لايزال أمامهم سنين طويلة حتى يصلوا إلى ماوصل إليه السلفيون في دول عربية أخرى كمصر والكويت مثلا.
القيادي السلفي البارز الشيخ الدكتور عقيل المقطري الذي خرج مطالبا بالتغيير داخل الجماعة السلفية وانضم مع عدد من المشائخ في بداية الثورة إلى ساحة التغيير، وكان من أوائل من دعا إلى انخراط السلفيين في العمل السياسي وأسّس مع عدد من المشايخ حزب اتحاد الرشاد اليمني، وحدثت بعض الإشكالات بعد التأسيس قضت بخروجه وجماعته منه؛ وعاد إلى جمعية الحكمة السلفية لاستنهاضها من أجل تأسيس حزب سلفي جديد، وأكثر من ذلك فهو في نظر بعض مشايخ الحكمة "إصلاحي" نظرا لتقارب آرائه بشكل كبير من آراء حزب التجمع اليمني للإصلاح.
في هذا الحوارمع صحيفة "إيلاف" يتحدث الدكتور عقيل المقطري عن المشهد اليمني قبل الثورة وبعدها، وعن علاقة السلفيين بالنظام السابق والثورة، والخلافات التي أدت إلى انسحاب تيار الحكمة من حزب الرشاد، وعن جدوى تأسيس حزب سلفي جديد، بالإضافة إلى علاقة السلفيين بحزب الإصلاح ومدى إمكانية انضمامهم إلى تكتل اللقاء المشترك.. كما يتطرق الحوار إلى قضايا الحوار الوطني وعلاقة السلفيين بالحاكم الجديد، وعدد من القضايا الهامة.. فإلى التفاصيل:
* مرحبا فيك دكتور عقيل، لو نبدأ من المشهد اليمني اليوم بعد مرور أكثر من عام على انتخاب الرئيس عبد ربه منصور رئيسا لليمن، كيف تقرؤون المشهد؟
- بداية أشكركم في "إيلاف" على هذه الاستضافة، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.. أما المشهد السياسي فلا يزال معقدا وفيه ضبابية شديدة وبطء في الانتقال للجدية، ولاتزال أطرافٌ تعمل بجد لعرقلة الانتقال السلمي وعرقلة الحوار الوطني، ومايؤسف له هو عدم الكشف عن تلك الأطراف التي تعرفها الدولة ويعرفها المجتمع الدولي ولم تتخذ ضدها أية عقوبات رادعة، وكأنهم يُعطون تلك الأطراف الضوء الأخضر لعمل كل مايحلو لهم، فهاهم يوغلون في القتل وإقلاق الأمن وإيذاء المواطنين في خدماتهم، وزرع الفتنة الطائفية في المجتمع، ومالم يكن هناك حزم وردع وبسط لهيمنة الدولة فنخشى عياذا بالله من أن تؤول الأمور إلى مالايحمد عقباه.
* لو قارنا بين النظام السابق والنظام الحالي، برأيك ما الذي تغير.. أين الإيجابية في الثورة التي حصلت؟
- هنالك تغيير حدث وإن كان ليس هو التغيير المنشود، فنحن نتطلع لتكون اليمن دولة نظام وقانون ودولة مؤسسات، لكن من الأمور التي تحققت إلغاء التوريث ونزع سلطة الجيش من أيادي العائلة وأنصارها في أكثر من موقع، وإبعاد بعض الفاسدين الكبار من بعض مؤسسات الدولة، وتم البدء في هيكلة الجيش والأمن وإن كانت تنقصه بعض الخطوات العملية والعلمية والمهنية إلا أنه أحسن من لاشي، وانتعش الاقتصاد نوعا ما؛ وارتفعت إيرادات الدولة وعُدلت اتفاقية الغاز واستعيد ميناء عدن، وبرز وزراء أكفاء في حكومة الوفاق الوطني، والتعديل جار في النظام الانتخابي، وتوفرت المشتقات النفطية والمحروقات، واستقرت أسعار كثير من السلع.
* لماذا لم يحدث التغيير الجذري والسريع في ظل حكومة الوفاق؟
- لاشك أنه في ظل حكومة وفاق لايمكن أن يتم كل التغيير، فلا يزال نصف النظام السابق في الحكومة، ولاتزال مفاصل الدولة بيد أنصار النظام السابق، ولايزال الكثير منهم يعمل بالعقلية نفسها، فالتغيير آت بإذن الله ولن يكون في يوم وليلة ولن يكون إلا في ظل انتخابات حرة ونزيهة.
* من وجهة نظرك الخاصة إلى أين آلت ثورات الربيع العربي، خصوصا الثورة في اليمن؟
- آلت الثورة في اليمن إلى مصالحة سياسية وهذه حكمة ومنحة ربانية في نظري، ولولا الله ثم الحكمة اليمانية لكانت اليمن اليوم كما هو حال سوريا، وهاهم السوريون اليوم يتمنون أن يتم التفاوض بشرط تنحي الأسد المجرم الفاشي الذي دمر سوريا وقتل شعبها وسوف تتحقق بإذن الله أهداف الثورة في اليمن ولو على مراحل، ولعل في ذلك حكمة ليذل الله الظالمين والطغاة الذين لايزالون في غيهم ولم يحمدوا الله على ماحصلوا عليه وأنجاهم من مآل غيرهم كابن علي ومبارك والقذافي، ولاتحسبن الله غافلا عما يعملُ الظالمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
* الموقف السلفي من التغيير
* هناك من يتساءل ويقول ياشيخ: أين يقف التيار السلفي من التغييرات التي شهدها الوطن العربي خلال العامين الماضيين؟
- لايزال التباين واضحا في أوساط السلفيين، فبينما شارك البعض في الثورات والتغيير في تلك البلدان لايزال البعض يبكي على الماضي ويتهم المشاركين في الثورات بأنهم خرجوا على الحاكم رغم أن حاكم اليمن السابق قد تنازل عن سلطته بموجب المبادرة الخليجية ونقل السلطة أمام الملأ..
وبينما يتفاءل الطرف الأول إذ بالطرف الثاني يتشاءم من الوضع الراهن ومن المستقبل بالرغم من أن السلفيين كانوا يعيشون في أطر ضيقة وقد نقلت الأحداث بعضهم إلى مجال أرحب وهو العمل السياسي كما هو الحال في مصر وليبيا واليمن، وأوصلت ذلك الطرف إلى المشاركة الفعلية في صناعة القرار وهذا هو المطلوب من السلفيين، ولاتزال التفاعلات السلفية جارية مع التغيرات القائمة، وأتوقع أن يزداد انتفاع السلفيين من المتغيرات وانحسار التيار الجامد الذي يريد دائما أن يعيش في الهامش وفي أبراج عاجية يصدر من خلالها الأحكام على الناس.
* هناك من يسأل أيضا عن تحول الموقف السلفي اليمني، كيف تحوّل من الفتاوى التي كان تُحرم التحزب والديمقراطية إلى الدعوة إلى تأسيس أحزاب سياسية سلفية؟
- كان السلفيين في الماضي يُحرمون التحزب وإنشاء الأحزاب والمشاركة في الانتخابات والانخراط في العملية السياسية الديمقراطية وهذا إلى بداية التسعينيات، والسبب في ذلك هو التقليد الأعمى لما كان ينظره بعض المفكرين من السلفيين، بل كان البعض يعتقد أن المشاركة في الانتخابات بأي شكل من الأشكال يُعد من الكفر الأكبر المخرج من الملة وهكذا الدخول في المجالس النيابية كون ذلك ارتضاء بالاحتكام إلى غير الشريعة الإسلامية الغراء، ثم حدث نوع من الانفتاح على الآخر وتطور فصيل من الفكر السلفي وتلاقحت أفكاره مع الأفكار السُنية المعتدلة فوصل إلى نتيجة مفادها أن الانتخابات والدخول في البرلمانات والعملية الديمقراطية مسألة اجتهادية، وكذا إنشاء الأحزاب السياسية التي بها يصل الإسلاميين إلى البرلمانات، وبقي الآخرون فترة طويلة على الفكر القديم بحجة الحفاظ على المنهج وحمايته إلى نحو ثمان سنين ماضية، بعدها تبين لفصيل أو لجزء كبير من فصيل سلفي أن فكره واجتهاده السابق خاطئ فصار إلى ماصار إليه الفصيل الأول وبقي بعض السلفيين إلى يومنا هذا على فكرهم السابق القائل بتحريم الحزبية والانتخابات وما التصق بها.
* كيف وصلوا إلى هذه القناعات؟
- مراجعة السلفيين أفكارهم واجتهادهم بين الحين والآخر أمر محمود وليس بمذموم، فوصلت قناعة الجمهور الأعظم من السلفيين اليوم إلى مشروعية إقامة الأحزاب السياسية والانتخابات، بل قد تكون واجب أحيانا وهذا داخل تحت القاعدة الشرعية (ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب)، وأنا في الحقيقة أعيد هذا التباين إلى مايعيشه السلفيين من التمزق والشتات وعدم وجود مرجعية شرعية وقيادة موحدة تضبط مسار العمل والحركة.
* من خلال موقعك، هل ترى أن السلفيين مناسبون للدخول للعمل السياسي؟
- مايجب أن نعترف به هو أن السلفيين تنقصهم الخبرة والحنكة والدهاء السياسي، لكن هناك أفراد لهم خبرة وتجربة يمكن أن يكونوا نواة للعمل السياسي، والسياسة علم مكتسب يمكن أن تقام دورات مركزة لمن عندهم ميول لهذا الاتجاه، ويمكن للسلفيين أن يدفعوا بأكبر قدر ممكن من شبابهم للدراسة في هذا الجانب وبين هذه المرحلة ووجود كادر سلفي متخصص يمكن للسلفيين أن يستفيدوا من الأحزاب الإسلامية التي سبقتهم في هذا الجانب على أن يكون هناك مصداقية في التعامل وإخلاص للقضايا دون مناكفات، وأن يتوافق الإسلاميون في الرؤى حتى لايضعفوا أنفسهم أمام من يناصبهم العداء، فالعمل السياسي يحتاج إلى عقليات سياسية تعرف مآلات الأمور ولايمكن أن يدار العمل السياسي بغير العقول السياسية.
* لماذا تقدمون رجلا وتؤخرون أخرى في عملية تأسيس حزب سياسي خاص بالحكمة خصوصا بعد خروجكم من الرشاد؟
- لدينا قناعة تامة لإنشاء حزب سياسي آخر بعد أن وصلت المفاوضات مع قيادة حزب الرشاد إلى انسداد، وإنشاء حزب كما هو معروف يحتاج إلى نفقات كبيرة كما يحتاج في نظري إلى حذر من الوقوع تحت تأثير أي قوى إقليمية يمكن أن تؤثر عليه من خلال الدعم كما وقعت بعض الأحزاب القائمة اليوم، فنحن نريد حزبا وطنيا ليس للسلفيين فحسب بل لكل اليمنيين الذين يؤمنون برؤى وبرامج الحزب.
وعلى كل حال فالعمل والتحضير جار لهذا الغرض ثم إن لم نتمكن من إنشاء حزب فلن نترك العمل السياسي فمجالات العمل السياسي واسعة كما هو معروف.
* سمعنا قبل فترة أنه يجري حوار مع بقية الفصائل السلفية كالحكمة وأصحاب الشيخ المأربي وغيرها من أجل الانضمام إلى حزب الرشاد، إلى أين وصلت هذه الحوارات؟
- للأسف وصلت جميعها إلى طريق مسدود.
* حزب سلفي جديد
* من وجهة نظرك أيها أصلح لكم في الحكمة، هل هو الانضمام لحزب الرشاد، أم تأسيس حزب سياسي جديد خاص بكم؟
- كنا حريصين كل الحرص على أن يكون هناك تنازل من قيادة الرشاد وتوافق مع إخوانهم ليكون حزب الرشاد لكل السلفيين، لكن طالما وقد وصلت المفاوضات إلى الانسداد فلا مانع من إنشاء حزب بل أحزاب سياسية سلفية ثم تتحالف فيما بعد.
*بالنسبة لك ومن كانوا معك في قيادة حزب الرشاد ثم انسحبوا هل يمكن أن تعودوا إليه، وماهي مطالبكم فيما إذا عدتم؟
- لسنا حريصين على العودة إلى مناصبنا فقد كنا في مناصب رفيعة ادعى البعض أننا أكرمنا بها!! بل كنا ولانزال حريصين على شراكة بقية الفصائل السلفية في الحزب فمطلبنا الشراكة لا المشاركة، ونحن خرجنا دون أن يؤثر علينا أحد بل رفضنا الاستئثار والتأثير على مجريات الانتخابات، فمن حضر قاعة الانتخابات الحرة المزعومة عرف الحقيقة فكأنها كانت أشبه بقاعة اختبارات غاب عنها المراقب، حيث كان كل عشرة أو خمسة عشر شخصا حلقة؛ ينقل بعضهم عن بعض واتضح عند فرز الأوراق أن هناك نحو أربعين ورقة كأنها مصورة من أصل واحد، فهل هذه انتخابات حرة ونزيهة؟! أين صناديق الاقتراع، وأين كبائن الاقتراع، ولهذا اعترضنا على النتيجة وحدثت بعد ذلك مفاوضات لم يكن القصد منها سوى إضاعة الوقت ومسك أوراق باليد وهذه القضية مدونة بتفاصيلها في مذكرات البعض.
* حزب الاصلاح
* يقال أن الرشاد قريب إلى الإصلاح ولذا ترفض جمعية الحكمة أن تنضم إليه باعتبار الحكمة تضع الإصلاح من ضمن من يعادونه بشكل أو بآخر؟
- ليس صحيحا أن بين الحكمة والإصلاح عداوة، ولا الإصلاح في سلم عداواتنا، صحيح هناك بعض الشخصيات متحسسة من الإصلاح نتيجة لمواقف قديمة وبعضها حديثة، لكن هذا لايمثل توجه الحكمة، كما أنه يوجد في الإصلاح من هو متحسس من الحكمة، لكن ليس ذلك هو توجه الإصلاح، فالعدل مطلوب والإنصاف عزيز وقضية التنسيق والتقارب مطلب شرعي وضرورة يقتضيها الواقع.
* التيار السلفي ظل لفترة طويلة يعمل في إطار العمل الخيري والاغاثي والدعوي، والآن بدأ يدخل في العمل السياسي، برأيك كيف سيؤثر المسار السياسي على العمل الدعوي والخيري؟
- أعتقد لن يؤثر عمل على آخر ولن يطغى إذا أعطيت القوس لباريها، بل هذا الذي يجب أن يبقى.. العمل الخيري والدعوي يعمل في طريقه وله مختصوه، ويعمل الجانب السياسي بمختصيه، بل أعتقد أن العمل الخيري والدعوي سيستفيدان من العمل السياسي.
* كيف تتعامل قيادة جماعة الحكمة مع اصوات النقد في وسطها؟ وأنت من ضمن تلك الأصوات الناقدة؟
- الناس يتفاوتون في تقبل النقد، فمنهم من يتقبل ويعمل، ومنهم من يتقبل ولايعمل، ومنهم من يخاف من النقد، والنقد المطلوب هو النقد البناء ونحن نزعم أن نقدنا بناء، وهناك نتائج إيجابية وتقدم ملموس أفرزه النقد، لولا الله ثم هو لما وصل العمل إلى ماوصل إليه.
* السلفيون والحوار الوطني
* أين السلفيون من الحوار الوطني، وماهو حجمهم فيه؟
- أُعطي لحزب الرشاد سبعة مقاعد وتطالب منظمات المجتمع المدني التابعة للسلفيين بنصيبها فلو قُدر واستُجيب لمطلبها وحصلت على نصيبها من النسبة التي حددت للمنظمات ستشارك.
* هل تشعرون أنه تم إقصاؤكم من الحوار الوطني؟
- نعم.. نحن نشعر بذلك إذ انه إلى يومنا هذا لم توجّه لنا كمنظمة مجتمع مدني أي دعوة من اللجنة الفنية ولا من غيرها.
* لماذا تم تمثيل الحوثيين بـ35 مقعد، بينما تم تمثيل السلفيين فقط بـ7 مقاعد؟
- لأن الحوثيين شاهرين السلاح في وجه الدولة، ثم هناك من يقف معهم من الدول الراعية للمبادرة الخليجية وعلى رأسها أمريكا؛ والمنظمون الدوليون للحوار هم من وضع تلك النسب.
* هل هذا يدل على أن الدولة تتعامل مع المكونات السياسية المعترف بها، أم أن السلفيين لايملكون من يوصل صوتهم لها؟
- الدولة والمنظمون للحوار وخاصة اللجنة الفنية يتجاهلون قطاعات شتى؛ ليس منظمات المجتمع المدني فحسب؛ وخاصة من يرون أنه لن يمكنهم من تجاوز الشريعة، وقد حاولت بعض المنظمات ومنها جمعيتا الحكمة والإحسان إيصال الطلب إلى رئاسة الجمهورية لكن لم يأت أي رد إلى يومنا هذا.
* مؤخرا ثار لغط واسع حول قضية مرجعية الحوار الوطني، بعض العلماء أصروا على مرجعية الكتاب والسنة، في حين أن البعض اعتبر أن المجتمع مسلم والدستور ينص على ذلك، فلا داعي للإصرار من قبل العلماء بمثل هذه الأطروحات التعجيزية؟ ما هو رأيك أنت في هذه القضية؟
- ولم الخوف على أن يُنص على ذلك، هذا ما جعل العلماء يتخوفون ولهم الحق، فهناك بوادر ومؤشرات أنّ رُعاة المؤتمر يريدون أن تكون المرجعية هي القوانين والمواثيق الدولية، لكن وبالرغم من هذا فإن العلماء لابد أن يكون لهم دور قوي ومؤثر، فهم حماة الشريعة والموقعون عن الله ولايجوز لهم السكوت إذا رأوا أن عقيدة ودين وأخلاق الأمة في خطر.
وهكذا إذا رأوا خطرا محدقا بالأمة أو الوطن، وقد حصل العلماء على وثيقة من رئيس الوزراء ومعمدة من رئيس الجمهورية تنص على أنه لايمكن أن يصدر أي تشريع أو قانون يتصادم مع الشريعة الغراء، ثم لماذا تم تجاهل العلماء ومشايخ القبائل المؤثرين من الحوار، أليس هذا يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها وفي اعتقادي أنه سيكون للعلماء دور كبير في المرحلة القادمة.
* ماهي الإجراءت التي يمكن أن يتخذها العلماء فيما إذا انحرف مسار الحوار الوطني إلى ماتحذرون منه؟
- سيقومون بكل أمر ووسيلة مشروعة من أجل الحيلولة دون تنفيذ تلك المآرب الدنيئة؛ تماما كما فعلوا في معركة الدستور أيام الوحدة، بل من حقهم أن يحركوا الشارع برمته.
* هناك من ينادي بإدماج الحركة السلفية مع الإخوان في إطار واحد أو مكون مشترك باعتباركم جميعا تيار إسلامي ، هل أنت مع هذه الفكرة؟ ولماذا؟
- لست مع الدمج في هذه المرحلة فهناك خطوات يجب التفاهم حولها قبل الشروع في الدمج وأنا مع التنسيق والتعاون والتوافق في هذه المرحلة.
* في حوار مع رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح قال ان هناك ضرورة للتواصل والتشاور حول الكثير من القضايا مع السلفيين ورحّب بفكرة إنشاء حزب الرشاد السلفي، هل تعتقد أن الإصلاح لديه نية للتواصل معكم وهل ستوافقون؟
- لا شك أننا نوافق على ذلك والاصلاح لديه نيه صادقة فيما نحسبهم، فإذا كان قد تشاور مع الإشتراكي والبعثي والناصري وغيرهم فمن باب أولى أن يتشاور وينسق مع الأحزاب الإسلامية الأخرى التي تقبل بالتنسيق والتعاون والتشاور.
* لو وجهت لكم دعوة للانضمام إلى اللقاء المشترك، هل ستوافقون، ولماذا؟
- هي فكرة جيدة لكن في نظري ليس في هذه المرحلة فبقاء بعض الأحزاب خارجا عن اللقاء المشترك ضرورة فهناك قضايا قد يسع الخارجين عن اللقاء المشترك القول فيها بما لايسع من كان ضمن اللقاء المشترك لأن أحزاب اللقاء المشترك موقعة على بعض الاتفاقات التي لايمكن أن تتنصل عنها في هذه المرحلة، ثم ليبق التنوع في هذا المجال.
* من هي الأحزاب التي ترون أنها أقرب إليكم، ويمكن أن تتعاونوا معها؟
- يتفاوت التنسيق والتعاون مع الأحزاب السياسية من قضية لأخرى، فهناك قضايا وطنية يمكن التنسيق والتعاون فيها مع كل الأحزاب القائمة، وهناك قضايا يمكن أن ننسق فيها مع حزب دون آخر، فالقضية ليست كلية لكن سيبقى الإصلاح أقرب إلينا من غيره.
* السلفيون وعلي صالح
* يقال إن السلفيين كانت علاقتهم بالحاكم السابق علي عبدالله صالح طيبة، ماذا عن الحاكم الجديد عبد ربه منصور هادي؟ هل التقيتم به أو دعاكم لزيارته؟
- هذه مجرد دعوى والسلفيون ليسوا سواء، صحيح هناك فصيل من السلفيين كانت علاقتهم بصالح جيدة والبعض الآخر كان كغيره يدخل عليه ليقضي بعض المصالح والتي لم يتحقق منها شيء يذكر وقد كانت مجرد حبر على ورق، وأما الرئيس الحالي فلم يدعُنا ولم نلتق به كجمعية بل قابله بعضنا بصفات أخرى مثل اللقاء الذي تم مع هيئة علماء اليمن، ولو دعانا للزيارة للبينا الدعوة.