تقدم مؤسسة وثاق للتوجه المدني تقريرها الثاني عن إحد اكثر الجرائم الخطرة التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء في احدى مديريات محافظة حجة شمالي اليمن ، وهي مديرية "كُشر" ( 241 ) كم شمال صنعاء – العاصمة .
وتقول إنه "خلال عام 2012، لقي 37 شخصاً من السكان المحليين المدنيين في مديرية كشر محافظة حجة مصارعهم بفعل الألغام التي زرعها مقاتلوا الحوثي في قراهم وفي مناطق رعي الماشية ، وعلى الطرقات . وهناك 45حالة معاقين ، بعض هؤلاء إعاقتهم دائمة ، منهم أطفال ونساء" .
فيلم وثائقي:
ملخص التقرير
الموت المزروع في وديان وتباب مديرية "كُشر" يحصد ارواح المدنيين بلا رحمة.
حتى الان هناك (37) شخصاً قتلوا بالألغام بينهم اربعة اطفال احدهم لم يكمل عامه الخامس بعد . وهناك (45) شخصاً اصيبوا وبُترت اطرافهم (7) إعاقتهم دائمة .(لاحظ الجداول ادناه) ثم بإمكانكم الاطلاع على كشف اسماء الضحايا واسماء المعاقين في التقرير .
اولاً القتلى:
- الاطفال (4 (
- البالغين (33)
- الاجمالي (37)
ثانياً الجرحى:
الجرحى حسب الجنس :
- ذكور (42)
- أناث (3)
- الاجمالي (45)
2- حسب الاعاقة:
الجرحى حسب الاعاقة :
- إعاقة دائمة (7)
- إعاقة غير دائمة (38)
- الاجمالي (45)
تعتبر مديرية "كُشر" ،الواقعة إلى الشمال من محافظة حجة مديرية منكوبة . وهذه المديرية ذات الطبيعة الرعوية والاجتماعية الاكثر بؤساً ، تحولت إلى مزرعة كبيرة لألغام جماعة "الحوثي" .
لم تكن هذه المديرية ، مسرحاً للعمليات القتالية في سنوات الحرب الست ، بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي ، ولكن بعد الحرب السادسة ، صارت "كُشر" وجارتها مديرية "مُستبا" التابعتين لمحافظة حجة ، هدفاً توسعياً لمقاتلي الحوثيين ، الذين ينشطون في ظروف السلم ويحاولون بسط نفوذهم ، أكثر منهم في زمن الحرب وفي مايو2011 ، استغلت الجماعة (جماعة الحوثي) حالة الارباك التي حصلت للجيش ، واحداث الثورة في صنعاء ، وبدأ مقاتلوا الجماعة يغيرون على مديرية "مستبا" بكثافة. فقد بدأ يوسف إسماعيل المداني ، وهو احد القادة الميدانيين للجماعة ، ومعزز بمئات المسلحين ينفذ طلعات ميدانية باتجاه الغرب ، بحجه امتلاك والدة بيتاً في مديرية مستبا .
امضى المداني ثلاثة اشهر يتردد على تلك المديرية البائسين اهلها والفقراء ، ثم قررت الجماعة بعد ذلك السيطرة الكاملة على مديرية مساحتها ( 87 )كم، والبالغ عدد سكانها ( 42531 ) نسمة .
وبما ان مواطنوا مستبا ، مسالمون ولا يمتهنون القتال والحرب ، فلم تكلف هذه المديرية جماعة الحوثي الكثير من الجهد ، حيث لم يواجه مقاتلوا الجماعة اية مقاومة من السكان المحليين ، ولذلك عين الحوثي احد اتباعه عاملاً على مديرية مستبا(مديراً ) . لكن مهمة الحوثي لم تتوقف ، ففي 6نوفمبر 2011، الذي صادف عيد الاضحى لعام 1432ه هاجم مقاتلوه مديرية كُشر المجاورة لمستبا من جهة الشرق ، واغار مئات المسلحين على مديرية كُشر يوم عيد الاضحى و استولوا على عدد من الجبال والمواقع المهمة ثم احكموا قبضتهم على المراكز الحكومية والطرقات وعلى سوق عاهم .
وبخلاف مستبا قاوم السكان المحليون هذا الغزوا وسقط اول قتيل من المواطنين واسمه منصور علي جبهان ، ثم دارت مواجهات بين ابناء المنطقة ومقاتلي الحوثي القادمين من محافظة صعدة ، ليسقط العديد من القتلى والجرحى من الجانبين .
وبعد هذه المواجهات الضارية تدخلت وساطة قبلية وعقدت بين الطرفين صلحاً في7ديسمبر 2011، أي بعد شهر تماماً من المعارك ، إلا ان هذا الصلح لم يصمد طويلاً ، لتندلع المواجهات من جديد. وفي 27يناير 2012 تدخلت احزاب المشترك وقادت صلحاً قضى بانسحاب الحوثيين إلى خارج مديرية" كُشر" ، فتراجع مقاتلوا الحوثي إلى الخلف ولكن ليتمركزوا في الجبال المطلة على الطرقات ونصبوا نقاط لتفتيش المواطنين على اطراف المديرية وبين فترة الـ20 يوماً ، من 7/12- 27/1/2012 ، عندما شعر الحوثيين ان التراجع امراً لابد منه ، عمدوا إلى زراعة الالغام وبشكل مكثف داخل العزل والمناطق التي قرروا الانسحاب منها ، وفي هذه المناطق تحديداً بات الموت المزروع تحت التراب يحصد الكثير من الابرياء.
والالغام المزروعة ، محلية الصنع (تصنع بواسطة جماعة الحوثي) ، وهي لا تستهدف القوات العسكرية ، والتي لا وجود لها في كُشر ، وانما زرعت خصيصاً لحصد ارواح البشر والحيوان ايضاً .
ومنذ ذلك التاريخ ، وحتى اليوم وقع 37شخصاً ضحايا لتلك الالغام ، وجرح اكثر من 45شخصاص بينهم نساء واطفال ومسنين في حوادث الالغام .
مؤسسة "وثاق" رصدت كل تلك الحوادث، ووثقتها بالصور ، وهي إذ تقدم إليكم حصيلة إجمالية بعدد الضحايا ،وتنشر أسماء القتلى والجرحى بالاسم وبنوع الإعاقة وزمن وقوع الحادثة. وطبقاً للجنة الوساطة ، فان اللجنة طلبت من الحوثيين "نزع الالغام " أو إعطاء الخارطة التي تم زراعة الالغام فيها واسماء المناطق المزروعة فيها ، غير ان الجماعة اعتذرت ، بحُجة ان الذي زرع الالغام قد قُتل " وليس لديهم واحدة منها" .وبسبب تلك المخاطر فإن مزيد من الضحايا سيسقطون بفعل تلك الالغام المزروعة عشوائياً في كثير من وادي وسهل وعلى اكثر من طريق .
السير في "كُشر" محفوف بالمخاطر والمجازفات ، ونتيجة لذلك الوضع ، لم تستطع مئات -الذين غادروا "كشر" إلى مخيمات التهجير القسري- العودة إلى بيوتهم خوفاً على حياتهم من الألغام التي حصدت ارواح العشرات ، وبالتالي فإن العديد من المدارس مغلقة ، والعديد من القرى باتت خالية من السكان .
التهجير القسري:
عدد الاسر المهجرة حسب المنطقة:
- مديرية حيران (1270 )
- مديرية مستبا (339)
- مديرية عبس(102)
- مثلث عاهم مديرية حرض (500)
- الاجمالي : (2211)
لا وجود للدولة في "كُشر" والمرجح ان اكثر الألغام مزروعة في هذه القرى :قرية الخطوة، المركز الامني ، المعهد المهني ، جبل الجرابي، الجرايب ، الحازة ، البياضة ، الكولة السوداء ، السواعد ، وعاهم ، التي تعتبر المركز الرئيسي لمديرية "كُشر" .
هناك العشرات من الجرحى والمصابين وذوو الاعاقات الدائمة ، لا يتلقون العلاج على نفقات الدولة ، بل على نفقات أُسرهم المعدمة ، لدرجة ان بعضهم استسلم للاعاقة ، وقعد في البيت بفعل الفقر والعوز .
يفتقر هؤلاء الناس إلى مسئولية الدولة ، ويفتقدون إلى الامان الشخصي والسلامة الجسدية ، وهي حقوق طبيعية وعلى الحكومات تجاه مواطنيها .