ناقش برنامج "ما وراء الخبر" في حلقته يوم الاحد الماضي التي كانت بعنوان " مؤشرات انطلاق الحوار في اليمن وتوافر الظروف" .وكانت محاور الحلقة مقسمة على محورين أساسين الاول مدى ملائمة البيئة السياسية والأمنية الحالية في اليمن لانطلاق الحوار الوطني والثاني القضايا المطروحة على جدول الأعمال أيها أكثر إلحاحاً لإنقاذ البلاد.
واستضاف البرنامج كلاً من الدكتور عبد الحكيم الشرجبي رئيس جامعة صنعاء و الاستاذ مصطفى راجح محلل سياسي.
وتحدث الدكتور الشرجبي عن أن هناك خطى جادة لعقد مؤتمر الحوار الوطني ،وأنه لم يعد لليمنيين خيار الا الجلوس على دائرة واحدة لمناقشة كل قضايهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية.
من جانبه أكد راجح على أن الكثير من المكونات السياسية ستذهب إلى الحوار ولكنه نبه إلى التحفظات والتعقيدات التي تحيط بالحوار.
الجدير بالذكر أن مؤتمر الحوار الوطني في اليمن ينطلق الاثنين القادم 18 مارس 2013م، وتشارك فيه كافة المكونات والاطياف السياسية في اليمن ،ويأتي الحوار كأحد بنود المبادرة الخليجية.
واستضاف البرنامج كلاً من الدكتور عبد الحكيم الشرجبي رئيس جامعة صنعاء و الاستاذ مصطفى راجح محلل سياسي.
وتحدث الدكتور الشرجبي عن أن هناك خطى جادة لعقد مؤتمر الحوار الوطني ،وأنه لم يعد لليمنيين خيار الا الجلوس على دائرة واحدة لمناقشة كل قضايهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية.
من جانبه أكد راجح على أن الكثير من المكونات السياسية ستذهب إلى الحوار ولكنه نبه إلى التحفظات والتعقيدات التي تحيط بالحوار.
الجدير بالذكر أن مؤتمر الحوار الوطني في اليمن ينطلق الاثنين القادم 18 مارس 2013م، وتشارك فيه كافة المكونات والاطياف السياسية في اليمن ،ويأتي الحوار كأحد بنود المبادرة الخليجية.
(نص الحلقة)
عبد القادر عيّاض: وصل إلى صنعاء المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر للمشاركة في التحضيرات لانطلاق الحوار الوطني وذلك بعد لقاء في دبي عقده مع عدد من القادة الجنوبيين وسط تباين مواقف الأطراف المختلفة بشأن جدول المشاركة.
نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: ما مدى ملائمة البيئة السياسية والأمنية الحالية في اليمن لانطلاق الحوار الوطني؟ من بين القضايا المطروحة على جدول الأعمال أيها أكثر إلحاحاً لإنقاذ البلاد.
تتعدد المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية في اليمن بعد عام من تنفيذ المبادرة الخليجية وبالنظر إلى أن المرحلة الانتقالية لم يتبق فيها إلا عام آخر فإن اليمنيين يواجهون تحدياً قوياً للتغلب على هذه المصاعب حتى تبدأ البلاد مرحلتها المقبلة بأقل حد ممكن من التحديات، ويعتقد أن الحوار الوطني المرتقب الجاري التحضير له حالياً هو الخطوة الأهم لتحديد مسار آمن للبلاد.
[تقرير مسجل]
محمد الكبير الكتبي: تُقرأ زيارة مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن جمال بن عمر لصنعاء والتي بدأها من دبي ضمن التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده باليمن في الثامن عشر من هذا الشهر، أجرى بن عمر في دبي مشاورات مكثفة مع بعض قادة الحراك الجنوبي باعتبار أن قضية الجنوبيين تتصدر أجندة الحوار المرتقب، جناح رئيس المجلس الأعلى لليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض قاطع الاجتماع معتبراً أن الحوار ينبغي أن يتم فقط حول قضية الجنوب، أجنحة بالحراك الجنوبي أكدت ضرورة الحوار لحل قضايا الجنوب دون أن تلتزم بالمشاركة في مؤتمر الثامن عشر من مارس الذي يناقش القضايا المتعلقة بمستقبل اليمن والتي تجسد- كما يقول منظمو المؤتمر- تطلعات ثورة الحادي عشر من فبراير للحكم الراشد والحريات والدستور وبناء الجيش والأمن وتحديد دورهما في الحياة العامة، صنعاء أعلنت مؤخراً في اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن بلندن أن البلاد تواجه تحديات كبيرة وحذرت لندن من الآثار السيئة لعدم استقرار اليمن على كل المنطقة، ويعول أصدقاء اليمن هؤلاء على مؤتمر الحوار القادم وتوعدت لندن مَن يحاول تقويضه بردود قوية، الثابت أن في أجندة مؤتمر الحوار اليمني القادم قضايا قد تشكل خلافاً بوادره واضحة على الساحة اليمنية مثل المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، فالشعارات المطالبة بمحاكمة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأركان نظامه لا تزال مرفوعة بشدة، ومشاركة كل الأطياف الجنوبية أساسية لإنجاح أي حوار وطني خاصة وأن قضية الجنوب في مقدمة أجندة المؤتمر القادم مع قضايا أخرى طالما خرجت مظاهرات الجنوب تطالب بها وهي العدالة وبناء الدولة والحقوق المتساوية والتنمية المتوازنة في كل اتجاهات اليمن، لا بديل لنجاح مؤتمر الحوار برأي الكثيرين والتقاء جميع اليمنيين على صعد واحدة قد يكون صعباً لكنه مهم لمواجهة تحديات البلاد المختلفة، ومهم أيضاً كضمان وحيد لإقناع جميع أصدقاء اليمن بالاشتراك في مرحلة بناء البلاد القادمة، لكن كيف يتحقق ذلك؟
[نهاية التقرير]
مؤشرات انطلاق الحوار وتوافر الظروف
عبد القادر عيّاض: كيف يتحقق ذلك، لمناقشة هذا الموضوع معنا من صنعاء كل من الدكتور عبد الحكيم الشرجبي الباحث في علم الاجتماع السياسي ومصطفى راجح المحلل السياسي أهلاً بضيفيّ، دكتور عبد الحكيم حتى الآن المؤشرات بعد أيام قليلة ستنطلق جلسات الحوار، المؤشرات حتى الآن، هل توفرت الظروف لكي ينطلق هذا الحوار بشكل جيد؟
عبد الحكيم الشرجبي: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أعتقد أن كل المؤشرات تدل على أن هناك خطى جادة وعزيمة ثابتة نحو عقد مؤتمر الحوار الوطني، هذا المؤتمر الذي لا خيار أمام اليمنيين سوى أن يقعدوا على الدائرة المستديرة ليناقشوا كل قضاياهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وكافة القضايا، ولا يوجد لدى اليمنيين كما ذكرتم في تقريركم السابق لا يوجد أمام اليمنيين إلا هذا الخيار الذي يمكن أن يخرج اليمن مما تعانيه، من التحديات التي تعانيها، وهي تحديات كما ذكرها تقريركم تحديات جمّة ينبغي أن يقف اليمنيين عليها بكل..
عبد القادر عيّاض: عفواً وصفتها بالخطوات الجادة ولكن إلى الآن ولا يفصل انطلاق الجلسات تقريباً إلا حوالي أسبوع إلى الآن الطرف الجنوبي بقيادات الخارج لم ترد على مسألة المشاركة، حركة الإصلاح لم تقدم قائمة بالأسماء، المؤتمر الوطني لم يقدم قائمة بالأسماء، بعد سنة من الحديث والكلام عن انطلاق جلسات الحوار، كيف يبدو هذا مؤشراً إيجابياً برأيك؟
عبد الحكيم الشرجبي: الواقع أن الكثير من المكونات في الحراك الجنوبي أبدت استعدادها للحوار حتى أولئك الذين يرفضون الدخول أو المشاركة في مؤتمر الحوار وكما ذكر تقريركم بأنهم يرحبون بمؤتمر الحوار إذا ناقش القضية الجنوبية فقط بمعنى أنهم مؤمنين بأن الحل الوحيد هو الحوار ولكنهم لهم اشتراطاتهم الخاصة وهي في نظري رؤية قاصرة ينبغي أن ننظر لكل مشكلات اليمن السياسية والأمنية والاقتصادية كجملة واحدة وبالتالي لا بد يعني هنا هم مؤمنين بقضية الحوار ولكنهم لهم اشتراطاتهم الخاصة، أما في ما يتعلق ببقية المكونات فأنا أعتقد أن هناك بوادر طيبة فخلال يعني كل ربع ساعة بل إن كل دقيقة هناك تغيرات في المشهد اليمني نحو مؤتمر الحوار الوطني، وهناك يعني فعالية كبيرة جداً وهناك تحضيرات على مستوى عالي وهناك تفاعل مؤتمر الحوار الوطني نشعر به في الشارع وعلى المستوى الإعلاني وعلى المستوى الإعلامي وعلى كافة الصعد.
عبد القادر عيّاض: عفواً، أستاذ مصطفى راجح هل توافق الدكتور عبد الحكيم ما ذهب إليه أن هناك مؤشرات إيجابية وخطوات جادة حتى تنطلق هذه الجلسات وتؤسس لحراك سياسي وحوار سياسي جيد في اليمن؟
مصطفى راجح: الحقيقة أنه لا أحد ينكر وجود تعقيدات كبيرة جداً بل إن كثيرين من الذين سيذهبون إلى مؤتمر الحوار الوطني وكثيرين من الذين يؤيدون انعقاده لهم تحفظات كثيرة ولهم ويدركون هذه التعقيدات وحاولوا تلافيها وانتقادها وتجاوزها منذ وقت مبكر ولكن لا بديل من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني لأن البديل سيكون هو التمديد، والتمديد سيحتاج إلى إطار توافقي جديد سيهدر ميزان القوى الذي خلقته الثورة الشعبية السلمية وبالتالي سيهدر الإطار الآمن الذي يقول الآن إن الحوار يتم في إطار وحدة اليمن وأمنه واستقراره وسيتحول الإطار الجديد للتسوية إذا ما أهدر مؤتمر الحوار وأهدرت المبادرة الخليجية وآليتها، سيكون إطاراً للتسوية على أساس الاعتراف بالانقسامات الحادة الموجودة في المجتمع الآن وهي انقسامات يمكن تجاوزها في إطار معالجتها..
عبد القادر عيّاض: هل لديك تفسير أو تحليل مثلاً لماذا القيادات الجنوبية التي التقى بها السيد بن عمر رحبت بالحوار وتمسكت بمسألة سلمية الحراك ولكنها لم تحسم مسألة المشاركة إلى الآن هل من تحليل لذلك؟ بعض الأحزاب في الداخل، المؤتمر إلى الآن لم يسلم الأسماء، حركة الإصلاح وهي جزء من اللقاء المشترك إلى الآن لم تسلم، هل لك أن تفسر أو تعطينا بعض التفاصيل قد تفهم أو قد نفهم من خلالها ما يجري في هذه الأيام قبل انطلاق الجلسات؟
مصطفى راجح: بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام والتجمع الشعبي للإصلاح فهي مسألة وقت ومسألة إجراءات ولكنهم من حيث المبدأ أكملوا اختيار أسماءهم وسيقدمونها، أما بالنسبة للحراك الجنوبي فهناك فصائل يعني متعددة وتيارات وهناك جزء من الحراك الجنوبي قد أقر المشاركة وقدم قوائم إلى الرئيس، ومن المتوقع أن تعلن خلال الأيام القادمة، أما يعني.. والمفترض من البداية أن التسوية أتت استجابة للثورة الشعبية السلمية وهي ثورة تغيير وليست ثورة تشطير وبالتالي ليس مهماً حتى أن يشارك الفصيل الذي يرفض الحوار ويدعو إلى فك الارتباط، هذا الإصرار من قبل السلطة الانتقالية على إيفاد وعلى أن يكون بن عمر هو المحاور للقيادات الجنوبية في الخارج هذا يضعف السلطة الانتقالية ويكشف أنها عاجزة عن التعاطي كان من الممكن أن يترك الفصيل الذي يرفض الحوار وأن ينتظر نتائج الحوار لأن هذا الحوار أتى بناءاً على تسوية، التسوية هذه أتت استجابة لميزان القوى الذي فرضته الثورة الشعبية السلمية وهذه الثورة تدعو إلى التغيير، تغيير النظام السياسي بما يستجيب لكل المشكلات الموجودة في المجتمع اليمني وفي مقدمتها القضية الجنوبية ولكن هو يتعاطى معها هنا ضمن اليمن ككل وليس كقضية منفصلة.
عبد القادر عيّاض: بالإشارة إلى مسألة الحراك الجنوبي أو قضية الجنوب برأيك هل سيشارك طبعاً بعد الحوار الذي جرى مع قيادات في الخارج طبعاً الرئيس اليمني أقنع بعض قيادات الحراك الجنوبي في الداخل بالمشاركة في هذه الجلسات ولكن ماذا عن قيادات الخارج هل تعتقد بأنهم سيشاركون وإن لم يشاركوا ما تأثير ذلك ؟
عبد الحكيم الشرجبي: أنا أعتقد أن بعد الجولة الموفقة لفخامة رئيس الجمهورية إلى المحافظات الجنوبية وإقناع عدد كبير من فصائل الحراك في الجنوب للمشاركة في الحوار وأيضاً الجولة الأخرى في دبي من المبعوث الأممي جمال بن عمر والالتقاء بقيادات على مستوى عالي من الذين يمثلون الحراك من خلال الرئيس علي ناصر محمد وحيدر أبو غطاس وبقية العناصر الأخرى المختلفة التي أبدت موافقتها للمشاركة في الحوار يعتبر هذا انتصار كبير جداً للمجاميع، الغالبية العظمى من المجاميع المنضوية في إطار الحراك الجنوبي للمشاركة في الحوار أما فيما يتعلق..
عبد القادر عيّاض: ألم تحسم مسألة المشاركة؟
عبد الحكيم الشرجبي: أنا أعتقد بأن مسألة المشاركة كما تحدث زميلي مصطفى هي مسألة، مسألة تحديد الأسماء هي مسألة وقت لا أقل ولا أكثر..
عبد القادر عيّاض: نتكلم هنا عن قيادات الخارج من الحراك الجنوبي .
عبد الحكيم الشرجبي: قيادات الخارج كما قلت هي رحبت بالحوار وأنا في تصوري الشخصي أنها توافق على الحوار لها بعض التحفظات على بعض القضايا لكن أنا أعتقد أن طرح مؤتمر الحوار في دائرة مستديرة يطرح كل القضايا التي تهم المجتمع اليمني بدون تحفظات على كل القضايا سواء صغيرة كانت أو كبيرة يساعد على أن..
عبد القادر عيّاض: ماذا عن الشق الثاني من سؤالي وهو طبعا شق افتراضي في انتظار ما سيحدث إذا لم توافق هذه القيادات قيادة الحراك الجنوبي في الخارج في هذا الحوار ما الذي سيحدث؟
عبد الحكيم الشرجبي: أنا أعتقد أن الحراك الخارج بالنسبة للحراك الجنوبي هو جانب مهم وينبغي أن يكون هناك مشاركات ولا أتصور نهائياً أن كل الموجودين في الخارج سيرفضون المشاركة في الحوار بالإضافة إلى أن الفصائل الموجودة في الداخل هي التي تعبر عن حركة الشارع الحقيقية في المحافظات الجنوبية ولا ننكر دور القيادات في الخارج ولكنها أنا في تصوري الشخصي أنها ستشارك بطريقة أو بأخرى في مؤتمر الحوار الوطني.
المناخ الأمني وتأثيراته على مجريات الحوار
عبد القادر عيّاض: إلى أي مدى سيؤثر، الدكتور عبد الحكيم، المناخ الأمني الآن في اليمن على مسألة انطلاق هذا الحوار والتأثير في مجرياته؟
عبد الحكيم الشرجبي: في الواقع أن هناك التحدي الأكبر والهم الأكبر لدى اليمنيين سواء سياسيين واقتصاديين ومجاميع الشعبية العادية هي المسألة الأمنية، وهو تحدي حقيقي وإذا استطاع اليمنيون أن يتجاوزا هذا التحدي وأنا أعتقد أن لديهم القدرة والرغبة وهذا هو المعيار، الرغبة في تجاوز هذا التحدي، فإن مؤتمر الحوار الوطني سيمضي بطريقة جيدة إلى حد ما، وهناك طبعاً هناك مَن يريد أن يعرقل مؤتمر الحوار الوطني عن طريق الاغتيالات الأمنية التي يمكن إحداثها خلال هذه الفترة، ولكن هناك تجهيزات وهناك التزام قطعته على نفسها اللجنة العسكرية ووزارتي الدفاع والداخلية على توفير الرعاية الأمنية الكاملة لمؤتمر الحوار الوطني وهي تجربة ينبغي أن يخوضها اليمنيين بغض النظر عن التحديات التي تواجهه.
عبد القادر عيّاض: أستاذ مصطفى ما تفسير أن الحوثيين سارعوا وقدموا قائمة بالأسماء التي سوف ستشارك في جلسات الحوار بينما أحزاب أخرى كما ذكرتها قبل قليل إلى الآن لم تقدم؟
مصطفى راجح: بالنسبة للأحزاب التي لم تقدم هي مسألة إجرائية نعود ونكرر لأن موقفها العام الذي تعبر عنه باستمرار هو الالتزام بالتسوية والالتزام بالحوار أما بالنسبة للحوثيين فهذه بادرة طيبة أن هذا التيار الذي كان في البداية يرفض المبادرة ويرفض الآلية ويرفض الحكومة الانتقالية، يقدم الأسماء ويشارك فهذه بادرة طيبة وتدل على انفصام في أو ازدواجية في تعامل الحوثي بأنه يحاول أن يستخدم رفضه للمبادرة وللآلية وتعبئة الشارع من خلال هذا الإطار وبنفس الوقت يقبل بالتسوية ويقبل بالمبادرة وهذا شيء طيب وسيكون هذا تطوراً كبيراً بأنه يقدمه كحزب سياسي وكتيار سياسي يمكن الاعتراف به ويتخلى عن حمل السلاح ويقبل بوجود الدولة في صعدة بتعيين مؤسسات الدولة والمحافظ وغيرها من الحياة.
عبد القادر عيّاض: جلسات الحوار سوف تتناقش أو سوف تناقش الكثير من القضايا المطروحة بإلحاح في الساحة السياسية والأمنية والاقتصادية في اليمن، ماذا عن ترتيب هذه الأولويات؟ هذا ما سنناقشه في الجزء الثاني من هذه الحلقة.
[فاصل إعلاني]
عبد القادر عيّاض: أهلاً بكم إلى هذه الحلقة من وراء الخبر والتي نناقش فيها مسألة الحوار التي ستنطلق بعد أسبوع من الآن في اليمن ونتناول جملة من القضايا السياسية والأمنية في اليمن، نرحب بضيفيّ في اليمن الدكتور عبد الحكيم الشرجبي الباحث في علم الاجتماع والأستاذ مصطفى راجح المحلل السياسي، دكتور عبد الحكيم لو رتبنا مسألة الأولويات في القضايا التي يجب أن يبدأ بها اليمنيون حوارهم في مجمل القضايا المطروحة في هذه الجلسات؟
مقدمة أولويات الحوار الوطني
عبد الحكيم الشرجبي: الحقيقة أن كل القضايا مترابطة وكل قضية تؤدي إلى الأخرى هي سبب ونتيجة في نفس الوقت وبالتالي فإن يعني هناك تصور شائع لدى الكثيرين بأن القضايا السياسية والقضايا الأمنية ستحتل أولوية والقضية الجنوبية وقضية الحوثيين وقضية العدالة والمساواة وقضية المواطنة المتساوية، كثير من القضايا والغبن الذي وقع لبعض المحافظات الجنوبية تحديداً كلها قضايا ستحتل الأولوية، لكن في تصوري الشخصي أن كل هذه القضايا هي تمثل مجموعة متداخلة من القضايا تطرح على بساط البحث في الدائرة المستديرة وبالتالي كل واحدة من هذه القضايا تؤثر وتتأثر بالقضية الأخرى فالقضية الأمنية تؤثر على القضية الاقتصادية، شكل الدولة تؤثر على التوجهات الاقتصادية المزمع في المرحلة الجديدة ما شكل الدولة وما شكل النظام الاقتصادي؟ وما هي الترتيبات الأمنية التي ينبغي أن تسود في إطار المجتمع؟ ما هي القوانين والمنظومة التشريعية التي ينبغي أن تواكب هذه التغيرات بعد الثورة؟ كلها قضايا متشابكة، وسيفرز مؤتمر الحوار الوطني الأهمية النسبية لكل قضية من واقع المناقشات التي ستتم في إطار المؤتمر الوطني لكن بصفة عامة هي أعتقد..
عبد القادر عيّاض: هي قضايا متشابكة هي قضايا متشابكة وهذا أكيد ولكن لو أرادت جلسات الحوار أن تنظم القضية قضية تلو قضية بما تبدأ برأيك ؟ باختصار لو سمحت.
عبد الحكيم الشرجبي: الحقيقة أن هناك محاور أنا أعتقد في أن هناك محاور بعد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني التي ستكون جلسة عامة، هناك محاور ستناقش قضايا تخصصية ثم سيصير بعد ذلك لقاءات لكي يصير تكامل بين المناقشات المختلفة لأنهم لا يمكن أن يجتمعوا 800 أو العدد المطلوب لمؤتمر الحوار الوطني ليناقشوا قضية بعيدة ثم ينتقلوا إلى قضية أخرى، لا، ستكون هناك لجان، لجان تناقش القضية الجنوبية ولجان تناقش قضية صعدة ولجان تناقش الوضع الاقتصادي ولجان تناقش الأوضاع السياسية وشكل الدولة وطبيعة الدستور وما هي المواد التي ستعدل بالقضايا، قضية المواطنة، كثير من القضايا المتشابكة والتفصيلات التي ستدخل في قضايا النقاش وبالتالي سيتم في محصلة كحوصلة في نهاية اليوم أو نهاية اليومين أو الثلاثة لما تتبلور بعض القضايا سيطرحون بعض القضايا لتتزاوج مع بعضها من أجل أن يخرجوا بنتائج أو بقرارات أو بتوصيات يمكن أن يخرج بها مؤتمر الحوار الوطني، أما أنه أنا تصوري الشخصي أنه لن تكون هذه اللقاءات كلها على شكل حلقة واحدة وإنما ستكون على شكل حلقات متساوية تناقش قضايا مختلفة بحسب التخصصات والاهتمامات..
عبد القادر عيّاض: دعني أسمع رأي الأستاذ مصطفى في هذه المسألة في هذه الآلية إن صح التعبير مسألة كيفية ترتيب هذه الموضوعات أو توزيعها على مجموعة لجان تدرسها يتم النقاش فيها ومن ثم إيجاد آلية لبحثها في الدوائر المغلقة أو الموزعة، أستاذ مصطفى.
مصطفى راجح: أنا أرى أن الأولوية الأساسية هي لبناء الدولة، الدولة في اليمن تاريخياً لم يتم إنجازها ودولة الوحدة أيضاً لم يتم إنجازها والذي فجر حرب 1994 هو أيضاً شكل الديمقراطية الذي اتبع آنذاك والقائم على الأغلبية العددية أو الأكثرية فأنا أرى أنه شكل يعني شكل الدولة وطبيعة النظام السياسي هما لهما الأولوية وفي ظل مجتمع متعدد ويعاني من انقسامات حادة لن يكون ممكناً وجود ديمقراطية قائمة على الأغلبية وإنما ديمقراطية توافقية وبالإضافة إلى أن شكل الدولة التاريخي في اليمن لم ينجز لا في إطار اليمن الجنوبي ولا في إطار اليمن الشمالي، وقد كانت الدولة التي حكمت اليمن منذ ما بعد الحرب دولة قائمة على العصبية القبلية وعلى التسلط الفردي وبالتالي نحن بحاجة إلى التحرر من هذه السمة وبالتالي المشكلة أيضاً ليست فقط في وجود دولة مركزية بقدر ما هي موجودة في وجود يعني تسلطية فردية عائلية تستند إلى عصبية قبلية ينبغي أن تتحرر هذه الدولة من هذه العصبية التي كانت المشكلة في أغلب مراحل التاريخ اليمني.
عبد القادر عيّاض: برأيك إلى أي مدى سيكون النقاش والحوار في هذه الجلسات يمني يمني بعيد عن أي تأثير خارجي سواء حتى من خلال آلية الأمم المتحدة والمبعوث الدولي أو من قبل جهات أو جهات دولية أو جهات إقليمية؟
مصطفى راجح: كثيراً من الأطراف تعتقد أن وجود العامل الخارجي هو عامل ضامن في ظل وجود قوى السلاح أو وجود مراكز قوى لا زال لديها تراكم القوى في السابع الذي تراكمت في السابق سواء من خلال تواجدها في الجيش أو من خلال وجود السلطة والثروة في يدها وبالتالي كثير هذا العامل الخارجي أو وجوده يعتبر من قبل عدد كبير من الأطراف عاملاً ضامناً لنجاح الحوار، أما الحوار في مبتدئه فهو سيكون يمنياً لأن الإشكالات يمنية والأطراف المعنية كلها موجودة في مؤتمر الحوار الوطني وستطرح وجهة نظرها وتصوراتها لكي يتبلور الحل النهائي الذي سيستوعب الدستور الجديد.
عبد القادر عيّاض: دكتور عبد الحكيم برأيك، طبعاً تم تخصيص حوالي نصف سنة لهذا الحوار هل العامل الخارجي بشكل أو بآخر سيكون ضامن أن الحوار لن يكون من أجل الحوار وإنما لإيجاد مخرجات لتنفيذ هذا الحوار؟
عبد الحكيم الشرجبي: دعني قبل أن أجيب على سؤالك أن أعرج على ما طرحه الزميل مصطفى وأقول أن شكل الدولة وبناء الدولة صحيح أنه يحتل أهمية قصوى بالنسبة لليمنيين نظراً لطول الفترة الماضية التي غابت فيها الدولة بشكل كامل تقريباً إلا أن إيجاد الدولة ونظام الدولة ودولة النظام والقانون أيضاً يقتضي أن نتحدث عن طبيعة كيف ستكون هذه الدولة في ظل القضية الجنوبية، هل ستكون فدرالية أو شكلها ماذا؟ ما هو ستكون طبيعة النظام الاقتصادي الذي سيسود؟ ولهذا قلت أن هناك تداخلات كبيرة فيما يتعلق بهذا الأمر، أما فيما يتعلق بقضية الضمانات الخارجية أنا أعتقد أوافق الأخ مصطفى بأن العامل الخارجي يشكل ضمانات وأن هناك أطراف أيضاً تعتمد على بعض الجوانب الخارجية للضغط ولطرح بعض القضايا أو المناصرة في بعض القضايا، ولكن في الأخير المصلحة العامة سواء كانت المصلحة الوطنية الداخلية أو المصلحة الإقليمية أو المصلحة الدولية يعني ينبغي أن تتوحد كلها من أجل الخروج باليمن من هذه الحالة التي هو عليها لمصلحة الجميع لمصلحة اليمنيين أولاً ولمصلحة الإقليم ثانياً ولمصلحة المجتمع الدولي ثالثاً وبالتالي فإنه بالتأكيد سيكون وجود العامل الخارجي ضمانة ولكن هذه الضمانة ينبغي ألا تكون بفرض إملاءات أو تصورات معينة تفرض على اليمنيين سيكون المؤتمر يمني بنسبة كبيرة جداً لكن وجود العامل الخارجي سيكون عامل ضمانات لإعادة أحياناً والخروج عن بعض القضايا إلى مسارها الصحيح، وبالتالي سيساعد اليمنيين على الخروج برؤية قد تتبلور بصورة أفضل من ناحية شكل الدولة فيما يتعلق بالدستور فيما يتعلق بالقضايا التي هي مثار خلاف كبير..
عبد القادر عيّاض: عن القضايا دكتور عبد الحكيم، عن القضايا وهنا سؤالي موجه للأستاذ مصطفى إلى أي مدى هذا التشابك والارتباط في القضايا المطروحة في هذه الجلسات من الترابط بحيث أنه الفشل بنقطة ما قد يؤثر على بقية النقاط المطروحة أو العكس يعني بالنجاح؟
مصطفى راجح: الحقيقة أنه القضية الجنوبية هي مستوعبة في البندين الأولين الذين يعني يتعلقان بنوع الدولة وبشكل النظام السياسي، إذا تم حل هاتين النقطتين فتعتبر القضية الجنوبية محلولة لأن القضية الجنوبية هي تعني المشاركة وتعني وجود ديمقراطية توافقية تحفظ لا تقوم على الأغلبية العددية ووجود أيضاً نوع من الأقاليم القطاعية بحيث أن كل إقليم يدير نفسه في المسائل التنفيذية، وبالتالي إن القضية الجنوبية هي موجودة في شكل الدولة وفي شكل النظام السياسي، أما الجانب الآخر الذي سيتبقى فهو مجموعة الحقوق التي تتعلق بالموظفين والذين تم استبعادهم والذين تم تقاعدهم بشكل غير قانوني وكذلك الأراضي التي نهبت وهي كلها من آثار حرب 1994 فإذن لدينا بالنسبة للقضية الجنوبية نوعان: النوع الأول يتعلق بالمشاركة وهذه تتحدث في الدستور الجديد الذي سيحدد شكل الدولة وسيحدد طبيعة النظام السياسي القائم، أما بالنسبة.. هذه هي القضية الرئيسية لمؤتمر الحوار الوطني القضية الجنوبية وشكل الدولة، أما القضايا الأخرى فهي قضايا جزئية ويمكن التوافق حولها ولا يوجد يعني تعقيدات كبيرة يمكن أن تمنعها من الحلول أما أعود أيضاً إلى ما ذكره زميلي بالنسبة للعامل الخارجي أقول كلمة واحدة بأن السفير الأميركي عندما سئل قال..
عبد القادر عيّاض: أشكرك، أشكرك أدركنا الوقت الأستاذ مصطفى راجح المحلل السياسي وأعتذر منك ربما لا تسمعني أشكرك، وكذلك أشكر ضيفي من صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي الباحث في علم الاجتماع السياسي شكراً لضيفيّ الكريمين، بهذا تنتهي هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر نلتقي بإذن الله في قراءة جديدة فيما وراء خبر جديد إلى اللقاء.
http://www.youtube.com/watch?v=k0LRpD1d410