[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

هاجس الأمن يسبق مؤتمر الحوار في اليمن

يستعد اليمن لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد أربعة أيام، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة يشارك فيها نحو ستين ألف جندي لتأمين المؤتمر خشية حدوث اضطرابات أمنية تفتح شهية مسلحي تنظيم القاعدة أو الأطراف الرافضة للمشاركة فيه لإفشاله.

وقال راجح بادي -المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق باليمن- للجزيرة نت إن تدابير أمنية مشدّدة سترافق سير عملية الحوار لضمان حفظ الأمن والاستقرار، وعدم حدوث أي اختلالات قد تؤثر على سير الحوار.

وأشار بادي إلى أن جهودا سياسية وأمنية كبيرة تبذل من قبل الدولة على كافة الصعد، وبإشراف مباشر من الرئيس عبد ربه منصور هادي لخلق مناخات أمنية لنجاح أعمال الحوار.

خطة أمنية

وكانت سلطات الأمن اليمنية نشرت خلال اليومين الماضيين المئات من الجنود والمدرعات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، تمهيدا لإجراءات أمنية أوسع قبيل وأثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي ستبدأ أعماله في 18 مارس/آذار الجاري.

وبحسب العميد الركن عبده حسين الترب -قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية كبار الشخصيات- فإن هذه الإجراءات تأتي ضمن الخطة الأمنية الشاملة التي وضعتها جهات حكومية يمنية وقيادات أمنية وعسكرية لتأمين سير مؤتمر الحوار في أجواء هادئة.

وأوضح -في حديث للجزيرة نت- أن أكثر من ستين ألف جندي من مختلف وحدات الأمن والجيش يجري توزيعهم حاليا، وسيشاركون -على نطاق واسع وفي عموم المحافظات اليمنية- في تأمين حماية المنشآت والمدن والمشاركين في الحوار، والأماكن وكبار الضيوف والشخصيات السياسية.

وعن حجم المخاوف الأمنية المهددة للحوار قال الترب "نحن في الإجراءات الأمنية يجب أن نضع كل الاحتمالات بحيث لا نترك أي فرصة لحدوث اختراقات للحالة الأمنية".

وأضاف "كقيادات أمنية ولجان حماية لا بد أن نتوقع دائماً حدوث أشد المخاطر، وإذا لم نتوقع حدوث شيء فإن إجراءاتنا الأمنية ستكون مهملة وغير مجدية".

ويعول اليمن كثيراً على نجاح مؤتمر الحوار الذي يستمر ستة أشهر، ويشارك فيه 565 شخصا يمثلون مختلف القوى والمكونات اليمنية، في مواجهة المعضلات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالبلاد.

مخاوف

ويخشي مراقبون وسياسيون من عمليات تقويض الأمن في البلاد، في ظل استمرار
المواجهات الدامية في جنوبي اليمن مع فصائل الحراك الجنوبي الانفصالية الرافضة للحوار، وتصاعد عمليات استهداف أنابيب النفط وأعمدة الكهرباء من قبل مسلحين مجهولين.

ويشير الباحث في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي إلى أن "هناك مخاوف أمنية من أن ينشط المعارضون للحوار بشكل خفي ممن لديهم أهداف سياسية من وراء إفشاله لاستغلال فزاعة القاعدة خلال فترة مؤتمر الحوار".

وقال -في حديث للجزيرة نت- إن القاعدة في اليمن غير معنية بالحوار، وهي تدرك جيداً أن القيام باستهدافه سيجلب لها ضررا كبيرا وسخطا شعبيا نظرا لأن المتحاورين من مختلف فئات وأطياف الشعب اليمني، ومن المستبعد أن تتورط في استهدافهم.

وأضاف "ربما تظل القاعدة تنفذ إستراتيجيتها باستهداف القيادات العسكرية باعتبار أنها تخوض حربا مفتوحة ودائمة".

وتابع "وربما تكون فترة الحوار وانشغال الدولة في تأمينه بالنسبة لها فترة تنفس وإعادة ترتيب لأوراقها، خاصة أنها تلقت خلال المرحلة الماضية ضربات موجعة فقدت خلالها الكثير من عناصرها" .

وأشار الجمحي إلى أن زيادة وتيرة هذه العمليات أو انخفاضها مرتبط بمدى إمكانية القاعدة والحالة التي تعيشها من قوة وضعف.
سلطان العتواني قلل من حجم المخاوف الأمنية على الحوار (الجزيرة نت)

تقليل

من جهته، قلل نائب رئيس اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني سلطان العتواني من حجم المخاوف الأمنية على نجاح المؤتمر.

وقال إن "هناك جاهزية أمنية، وهي إجراءات ضرورية لا بد من توفرها في إطار الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني حتى ولو كانت الأوضاع الأمنية طبيعية".

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- "ليس هناك أي مخاوف أمنية على الحوار، وكل المؤشرات إيجابية وتوحي بأن الأجواء أصبحت مهيأة لانعقاد مؤتمر الحوار في الموعد المحدد له".

زر الذهاب إلى الأعلى