رئيسية

يحيى الشامي يزيح النقاب عن رؤية الاشتراكي في الحوار ويقول إنها فيدرالية من شطرين ‏‏(حوار)‏

كشف القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني يحيى الشامي إن حزبه يطرح بأن الأنفع في ‏اليمن هو فيدارلية وتقسيم اليمن فيها إلى إقليمين، على أساس "شمال" و"جنوب"، مشيراً إلى أن يمكن ‏التفكير بأنواع أخرى من الفيدرالية في المستقبل. ‏

وقال الشامي في حوار مع صحيفة الجمهورية إن تصورنا "هو المحافظة على وحدة البلاد في ‏صيغة فيدرالية, وحدة اتحادية يتمكن المواطنون في جنوب البلاد من أن يمارسوا دورهم في صناعة ‏الحياة سواء في جنوب البلاد وكذلك في شمال البلاد ومثل هذه الصيغة هي توفر شرط ملموس لتحقيق ‏المشاركة الفعلية في العمل السياسي وفي صناعة القرارات وفي صناعة التنمية الاقتصادية ‏والاجتماعية وفي تحقيق العدالة الاجتماعية وربما يضاف إليه شيء كنوع من التنافس بين الحكومة ‏اللامركزية في الشمال والحكومة اللامركزية في الجنوب في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية ‏ووظيفة الحكومة المركزية أنها تحقق التكامل والإشراف في إطار مهماتها المركزية وخصوصا ‏السيادية منها".‏

وقال: "في الظرف الراهن دولة اتحادية أو دولة فيدرالية من شطرين لكن يمكن أن يكون في كل ‏شطر حكومة إقليمية لكن لا أطرح هذا الموضوع الآن يمكن أن تقوم الدولة الاتحادية مع بقاء ‏المحافظات كما هي لكن يمكن في المستقبل أن يناقش من في الجنوب أو من في الشمال أو يناقشوا ‏جميعاً صيغة أخرى للفيدرالية".‏
‏ ‏
وسأله المحاور "هل هذه رؤيتكم في الحزب الاشتراكي اليمني التي ستدخلون بها الحوار ‏الوطني".. فأجاب "عن الخيارات نحن قد طرحنا هذا الموضوع في وقت سابق وفي بيانات رسمية". ‏فعقب عليه المحاور: يعني أفهم الآن أنها فيدرالية من شطرين؟" أجاب الشامي: نعم الأمر كذلك.‏

وحول ما إذا كان ذلك مقدمة للانفصال قال الشامي "هذا كلام فاضي لمن يتخوف من الوحدة ‏الاتحادية الفيدرالية أنها ستكون تمهيداً لانفصال, هذه تعزيز للديموقراطية وتعزيز الدولة الديمقراطية ‏تعزيز للدولة الموحدة وتعزيز لازدهار الحياة السياسية والحزبية داخل البلد".‏

نص الحوار:
أستاذ يحيى نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الحوار الوطني.. رؤيتكم الأولية ؟
طبعاً نحن كمجتمع ودولة وقوى سياسية واجتماعية قادمون على مرحلة جديدة قديمة في تاريخنا ‏المعاصر ولحسن الحظ أن المرحلة القادمة صار عنوانها “ الحوار بين مختلف القوى “ وهذا الأمر من ‏الأمور التي سيتضمنها المؤتمر ، هي ضخمة ومعقدة وفي ظرف إقليمي ودولي أيضا مركب ومعقد ، ‏طبعا الحوار القادم في رأيي الشخصي ينبغي أن يستمر ولديه خلفية من الحوارات الطويلة والعريضة ‏التي تمت داخل البلد تحت إشراف اللجنة التحضيرية للحوار الوطني والتي كانت قد وصلت إلى ‏مشروع رؤية للإنقاذ الوطني .. أيضا لدى المتحاورين وثائق عديدة وهي وثائق الثورة اليمنية سبتمبر ‏وأكتوبر أو وثيقة العهد والاتفاق أو اتفاقيات الوحدة اليمنية وأيضاً البرامج السياسية للأحزاب السياسية ‏كلها سواء كانت في المعارضة أو كانت في الحكم وكلها تشكل أساساً ينطلق منه المتحاورون على أن ‏يأخذوا بعين الاعتبار الظروف الجديدة والتطلعات الجديدة وخصوصاً تطلعات الشباب وفي رأيي أن ‏تطلعات الشباب هي جديدة لأن الشباب نزلوا إلى الساحات ليتكلموا بصوت عال لكن الموضوعات ‏التي طرحوها هي موضوعات كانت قد أشارت إليها وثائق الثورة اليمنية ووثائق الوحدة والعديد من ‏برامج الأحزاب السياسية ، لكن الفضل للشباب هذه المرة أنهم تكلموا بصوت عال ومن ثم على ‏المتحاورين أن يسمعوا هذا الصوت باحترام وأن ينحنوا أمامه إجلالا واستعدادا لتنفيذ ما طرحه ‏الشباب.‏

‏ ولكن من ناحية ثانية الشباب يتهمونكم أنتم كقوى سياسية بأنكم خطفتم عليهم الثورة وحولتموها ‏من فعل ثوري إلى فعل سياسي؟
شخصياً أنا لا أجد هناك ترابطا ولا يوجد خطف، القوى السياسية هي موجودة قبل أن توجد ثورة ‏الشباب ولديها برامجها وأطروحاتها وخصوصاً أحزاب المعارضة أو التي كانت في المعارضة ‏وتعرضت للكثير من الأذى من جانب الحكم سابقا لأنها كانت تطرح جملة من القضايا، وكما قلت ‏سابقا: الشباب وجدوا أن من الضروري أن يتكلموا بصوت عال وما طرحوه لا يختلف عما كانت ‏تطرحه القوى السياسية لكن سواء كانت الأحزاب السياسية أو كان الشباب أنفسهم لم يتمكنوا من تنفيذ ‏ما كانوا قد طرحوه هو تأكيد لما كانت تطرحه الأحزاب السياسية وخصوصاً أحزاب المعارضة أو ‏أحزاب اللقاء المشترك ، طبعا تعثرت الأحزاب السياسية ولم تتمكن من تحقيق ما كانت تطمح إليه ‏ولهذا قرر الشباب أن ينزلوا إلى الساحات ليتكلموا بصوت عال عن تلك الأطروحات التي كانت ‏تطرحها القوى الديموقراطية والتقدمية داخل البلد.‏

‏ لكن في النهاية أنتم حولتم الثورة من فعل ثوري إلى فعل سياسي، حولتم المشهد نفسه إلى فعل ‏سياسي وكان فعلاً ثوريا؟
هذا صحيح ولكن لا تستطيع أن تعزل الممارسة الفعلية كممارسة للفعل السياسي عما كانت ‏تطرحه هذه الأحزاب في وقت سابق وأنا لا أرى أنه يوجد تناقض بين ممارسة الشباب لدورهم ‏وممارسة الأحزاب لدورها، كلٌ في ميدانه وعلينا أن نتذكر أن الشباب الموجودين في الساحات ‏المختلفة هم قطاع عريض يتضمن العديد من المشارب السياسية والعديد من قواعد الأحزاب السياسية ‏وقواعد اللقاء المشترك.‏

‏ أنتم في الحزب الاشتراكي اليمني ستدخلون الحوار وعندكم لاشك رؤى وتصورات للدولة اليمنية ‏القادمة، أبرز عناوين أو خطوط هذه التصورات؟
‏ الحزب الاشتراكي عندما طرح شعار الوحدة اليمنية، طبعاً هذه المسألة الديموقراطية لا كشرط ‏أنها رديف لوحدة اليمن ومن ثم ما يطمح إليه الحزب الاشتراكي هو أن توجد الدولة الديموقراطية ‏بظواهرها المختلفة من الحق في حرية التعبير من صيانة حقوق الإنسان من الفصل بين السلطات ‏العامة من حرية الانتخابات من إقامة الدولة الدستورية القانونية المدنية الحديثة التي ترتكز في نشاطها ‏على قواعد محددة وتراث نضالي محدد هي العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين تكافؤ الفرص ‏أمامهم وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل ضمانة رئيسية ووسيلة ملموسة لتحقيق ‏الديموقراطية وما هو أهم من هذا تحقيق العدالة الاجتماعية فعليا ولا زالت تعثرت حتى الآن في ‏تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومن ثم انتشر الفقر والفقر المدقع.‏

‏ لكن أبرز تصوراتكم أنتم لوضع الحلول للمرحلة القادمة؟
نحن أولاً طرحنا جملة من الأفكار التي تمهد للحوار الوطني في بيان صدر عن الحزب ‏الاشتراكي ومن حسن الحظ أن البيان في النقاط الاثنتي عشرة أضافت إليه اللجنة الفنية التي تمهد ‏وتحضر للحوار الوطني ثماني نقاط أخرى فوق النقاط الاثنتي عشرة وأتمنى مجدداً - وهذا أشرت إليه ‏في حديثي مع بعض الصحف - أن تتمكن السلطة التنفيذية سواء رئاسة الجمهورية أو الحكومة من ‏تنفيذ هذه الأفكار كمسألة تمهد للحوار لأنها تتضمن على سبيل المثال الاعتذار عن حرب 1994م، ما ‏الذي يمنع الدولة أن تقول نحن آسفون على ما حدث سواء في حرب 94 أو الحرب في صعدة لأنها ‏كانت حروبا عبثية ولماذا لا يتم الاعتذار عن هذا الذي حدث .. أيضا هناك قضايا أخرى تتعلق ببعض ‏المظالم الموجودة في الجنوب وأنا شخصيا أنظر إلى أن حرب 94 لم تكن بين الشمال والجنوب وإنما ‏شنتها القوى المحافظة والرأسمالية والبرجوازية الطفيلية ضد المكاسب التقدمية التي كانت أحرزتها ‏الجماهير الشعبية في جنوب الوطن، ولهذا تلاحظ أن الخطوات التي تمت بعد حرب 94 كانت هي ‏الخصخصة وتعني الاستيلاء على المصانع وبعض المعامل وبيعها بأرخص الأثمان للرأسمال المحلي ‏وأتمنى من الذين اشتروها بأبخس الأثمان أن يواصلوا نشاطهم التنموي والرأسمالي، لا أن يستخدموها ‏بعد ذلك للرأسمال الطفيلي.‏

‏ لاشك لديكم تصورات جديدة فيما يخص بعض القضايا المطروحة على جدول الحوار اليمني منها ‏القضية الجنوبية وقضية صعدة ، حبذا لو تكلمنا عن القضية الجنوبية وحلها من منظوركم أنتم في ‏الحزب الاشتراكي اليمني ؟
عندما نتكلم الآن كاشتراكيين وكنا مسؤولين عن الحكم في جنوب البلاد وقام الحزب الاشتراكي ‏وقبله التنظيم الموحد والجبهة القومية سلسلة من الإجراءات التقدمية لصالح الجماهير وقامت دولة ‏حقيقية في جنوب البلاد .. دولة يحكمها الدستور ويحكمها القانون ، طبعا نحن كاشتراكيين ندرك ‏طبيعة المرحلة الجديدة ، لا يعني بالضبط العودة إلى ما كانت عليه الحالة السابقة .. نحن ندرك أن ‏هناك ظروفاً جديدة ومختلفة داخل البلد لكن نشعر أن حل قضية الجنوب هو ضرورة أخذ الإجراءات ‏التنفيذية التي تساعد على أن يتعامل المواطنون في جنوب البلاد مع المؤتمر الوطني بجدية وهو ما ‏أشارت إليه النقاط العشرين الصادر عن اللجنة الفنية وأنا شخصيا استغرب لماذا لا تصدر قرارات ‏سريعة لتنفيذ هذه الأفكار.‏

‏ لكن ماذا عن تصوركم أنتم للقضية الجنوبية؟
تصورنا أن جزءاً مما كنا نطرحه عند قيام الوحدة وهي الديمقراطية هو المحافظة على وحدة ‏البلاد في صيغة فيدرالية، وحدة اتحادية يتمكن المواطنون في جنوب البلاد من أن يمارسوا دورهم في ‏صناعة الحياة سواء في جنوب البلاد وكذلك في شمال البلاد ومثل هذه الصيغة هي توفر شرط ملموس ‏لتحقيق المشاركة الفعلية في العمل السياسي وفي صناعة القرارات وفي صناعة التنمية الاقتصادية ‏والاجتماعية وفي تحقيق العدالة الاجتماعية وربما يضاف إليه شيء كنوع من التنافس بين الحكومة ‏اللامركزية في الشمال والحكومة اللامركزية في الجنوب في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية ‏ووظيفة الحكومة المركزية أنها تحقق التكامل والإشراف في إطار مهماتها المركزية وخصوصا ‏السيادية منها.‏

‏ طيب قلتكم : إنكم مع الفيدرالية أو هكذا فهمت من كلامك، ما طبيعة هذه الفيدرالية؟
توجد عدة صيغ في هذا العالم وعلى المؤتمر أن يتوقف أمام تجارب الشعوب الأخرى في وحداتهم ‏الاتحادية عند الدول الكبرى والدول الصغرى الفيدرالية ، سويسرا دولة صغيرة دولة فيدرالية ، الهند ‏وروسيا والولايات المتحدة هي دول كبرى اتحادية ، عندنا دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد ‏الإقليم هي دولة اتحادية يمكن التوقف أمام هذه التجارب وقد عقدت العديد من الندوات هنا داخل ‏صنعاء وفي تعز وعدن وناقشها الكثير من الأكاديميين والباحثين وهناك آراء متنوعة لكن ما أتمنى هو ‏أن يفهم المؤتمر للأخذ بهذه الصيغة الاتحادية للوحدة.‏

‏ هل تكون فيدرالية من شطرين أو من ثلاثة أو من خمسة؟
في الظرف الراهن دولة اتحادية أو دولة فيدرالية من شطرين لكن يمكن أن يكون في كل شطر ‏حكومة إقليمية لكن لا أطرح هذا الموضوع الآن يمكن أن تقوم الدولة الاتحادية مع بقاء المحافظات ‏كما هي لكن يمكن في المستقبل أن يناقش من في الجنوب أو من في الشمال أو يناقشوا جميعاً صيغة ‏أخرى للفيدرالية.‏

‏ هل هذه رؤيتكم في الحزب الاشتراكي اليمني التي ستدخلون بها الحوار الوطني؟
عن الخيارات نحن قد طرحنا هذا الموضوع في وقت سابق وفي بيانات رسمية.‏

‏ يعني أفهم الآن أنها فيدرالية من شطرين؟
نعم الأمر كذلك.‏

‏ ولكن ألا ترى أن الفيدرالية من شطرين مقدمة مؤكدة لانفصال قادم؟
لا ، هذا كلام فاضي لمن يتخوف من الوحدة الاتحادية الفيدرالية أنها ستكون تمهيداً لانفصال، هذه ‏تعزيز للديموقراطية وتعزيز الدولة الديمقراطية تعزيز للدولة الموحدة وتعزيز لازدهار الحياة السياسية ‏والحزبية داخل البلد.‏

‏ لماذا لا تكون فيدرالية من خمسة أقاليم أو سبعة أو تسعة؟
أنا أقول الآن ضمن الإشكالية القائمة، عندنا مشكلة الجنوب كقضية سياسية ينبغي أن يتركز ‏الحوار من زاوية الفيدرالية على علاقة الجنوب بهذه الدولة الاتحادية هذا هو المطلوب الآن لكن أي ‏صيغة أخرى نصوغها للمستقبل لأنه ربما الصيغة الأولى وهي الفيدرالية بين الشطرين قد تكون ‏ممكنة الآن لكن الصيغة الأخرى التي أنا لا أعترض عليها من حيث المبدأ لكن أقول أنها من القضايا ‏التي يمكن أن تطرح لاحقا في المستقبل.‏

‏ هل عندكم تصور لقضية صعدة؟
مع الأسف نملك نحن تحليلا داخليا بأن ما حدث في صعدة هو نوع من الصراع المذهبي مع ‏الأسف وكان اللقاء المشترك يعبر عن قلقه قبل الحرب الأولى في عام 2004م وكن الاشتراكي بالذات ‏يتوقع أنه لو انفجرت حرب وإن أخذت في الأيام الأولى مظهر سياسة الدولة لكن كان يخاف أن تأخذ ‏مظهراً من الصراع المذهبي وهذا حدث.‏

‏ حل المشكلة؟
هي تحقيق الديمقراطية يعني بمعنى من حق أنصار الله أن يمارسوا نشاطهم الفكري والسياسي ‏ومن حق الإصلاح أو الاتجاه السلفي أن يمارسوا نشاطهم على مستوى البلاد طولا وعرضا وعلى كل ‏جهة من هذه الجهات أن تعترف بمشروعية الآخر وفي حق التعبير عن نفسه وعلى الدولة أن تتصرف ‏على هذا الأساس.‏

‏ هل أفهم أن الصراع أو الحرب التي حصلت تستهدف الزيدية كمذهب بدرجة رئيسية؟
هناك شيء من هذا النوع وأنت تلاحظ الآن في أدبيات الطرفين أو بعض المقالات التي تميل إلى ‏هذا الطرف أو ذاك تشعر بنزعة مذهبية أنه مع أو ضد بدوافع مذهبية وهو أمر يثير التقزز صراحة.‏

‏ أتفق معك لكن من ناحية ثانية إذا ما نظرنا إلى تكوين السلطة في صنعاء هي زيدية على الأقل ‏من خلفية جغرافية؟
الحكومة في صنعاء وأي حكومة أخرى أنا لا أنظر إليها الآن وخصوصا بعد ثورة سبتمبر بأنها ‏حكومة زيدية لأن ما يميز الزيدية عن الشافعية في الصلاة هو الضم أو الإرسال، من يحكم في صنعاء ‏أكثرهم يضمون وليست المسألة كذلك والمفروض أننا نحلل حال الحكم هذا أو ذاك من خلال الزاوية ‏الاجتماعية، هذا الذي يحكم، يحكم لمصلحة من؟ هل لمصلحة العمال والفلاحين والكادحين أم أنه يحكم ‏لمصلحة ضيقة شخصية؟ يجب النظر إلى الأمور بهذا المعنى.‏

‏ يقال: إن الحزب الاشتراكي اليمني الآن يعيش وضعا استثنائيا حيث تراجع قليلا في جوانبه ‏التنظيمية، إلى أي حد هذا الكلام صحيحاً؟
هذا الأمر هو صحيح لأن الحزب الاشتراكي وجهت له ضربات قمعية عديدة خصوصاً فرع ‏الحزب في شمال الوطن الذي ظل تحت القمع منذ نشأته وبعد الوحدة وخصوصا بعد حرب 94 ‏تعرض الحزب برمته شمالا وجنوبا لمظاهر عديدة من القمع ونحن فخورون بأننا موجودون رغم ‏مظاهر القمع التي وجهت إلى هذا الحزب سواء وسائل إدارية أو وسائل بوليسية أو اعتقالات أو فصل ‏من العمل أو حرب هنا أو حرب هناك، مع ذلك أن الحزب موجود لكن لنعترف وليقدر الآخرون ‏ظروفنا بأن مثل هذه الأعمال القمعية التي وجهت للحزب وآثارها ما زالت قائمة حتى اليوم أنها أثرت ‏على وضعه التنظيمي كثيرا لكن من حقنا نحن الاشتراكيين أن نفكر باعتزاز بأنه رغم كل ما جرى ‏وما قدم هذا الحزب من تضحيات نحن ما زلنا موجودين.‏

‏ هل عندكم حلول مستقبلية لهذه المشكلة تحديدا خلال الفترة القادمة؟
عندنا مناقشات طويلة ومعمقة لهذا الأمر ولا أخفيك بأننا نلمس اندفاع أوساط واسعة من الشباب ‏يبحثون عن الحزب وكثيرا سواء بالمدينة أو الريف ولكن الضربات التي وجهت إلينا أثرت على ‏وضعنا التنظيمي بحيث صارت قدرتنا على استيعاب هذه الأعداد الهائلة محدودة ونحن نبحث كيف ‏يمكن أن نتجاوز هذه الصعوبة.‏

‏ يقول البعض: إن أعضاءكم يتفلتون عنكم اليوم، أو أنكم لم تستطيعوا احتواءهم بالأصح، وخاصة ‏في عدن والجنوب بشكل عام.. الآن بعضهم انضم إلى الحراك المسلح وبعضهم ينادي بالانفصال ولم ‏تستطيعوا ضبط بوصلة أتباعكم في الجنوب بشكل عام؟
هذا الأمر يرتبط بما أشرت إليه، قيادة الحزب الاشتراكي وخصوصا بعد الحرب بذلت جهوداً ‏مضنية من أجل لملمة الحزب ولكن أقول إن القيادة لم تتوقف كثيرا وكثيرا لكي تضع حلاً لهذه ‏المشاكل والظاهرة السرية التي برزت في أوضاع الحزب وخصوصا في الجنوب وأعضاء الحزب في ‏جنوب البلاد كمواطنين في جنوب البلاد هم أكثر من صبر على أعمال القمع والحرب التي جاءت.‏

‏ لكن هذا لا يمنع أن يبقوا في إطار الحزب وتوجيهاته؟
‏ الحزب ليس حجرة صلبة صماء لا يتأثر بأعمال القمع، الحزب هو كيان اجتماعي يتأثر ‏بالأعمال السلبية أو الإيجابية.‏

‏ بالمقابل أيضا بعض أنصاركم أو أتباعكم أو القيادات الصغيرة اليوم أصبحت جزءاً من المشروع ‏الحوثي؟
لا ، هذا أمر غير صحيح.‏

‏ مقاطعا : كيف؟
وإنما يظهر أن حركة الحوثيين عندما تحركوا ليثبتوا وجودهم في الحياة الاجتماعية والحياة ‏السياسية ونحن نعرف أن الناس بشر وأعمال القمع جعلت بعض العناصر تذهب يمينا أو شمالا هنا ‏وهناك ولكن مثل هذه الحالة هي تعتري الكثير من الأحزاب السياسية حتى في الظروف العادية بمعنى ‏لا يوجد أي حزب في العالم لا يذهب هذا العنصر من أعضاء هذا الحزب أو ذاك إلى أماكن أخرى، ‏ونحن كحزب ديمقراطي لا نتصرف بطريقة فيها نوع من التحكم في سلوك الناس يعني علاقة أي ‏عضو بالحزب هي علاقة ذات طابع ديمقراطي تعتمد على قناعة، يعني الحزب مفتوح لمن يرغب أن ‏يعمل من أجل برنامج الحزب الاشتراكي اليمني والباب مفتوح لمن أراد أن يغادر هذا الحزب إلى ‏أحزاب أخرى.‏

‏ لكن وقد اصبح هذا الأمر يشكل ظاهرة أو في مستوى الظاهرة، ألا تعتقد أن ذلك خطر على ‏الحزب الاشتراكي، خاصة أن الحزب الاشتراكي يحمل مفهوما عالميا أمميا فيما دعوة الحوثي سلالية؟
علينا جميعاً أن نتوقف أمام هذه الظاهرة في كثير من أصقاع العالم وكذلك أحزاب اليمن لا يمكن ‏أن تشذ على هذه القاعدة، خذ عندك أي حزب من الأحزاب اليمنية الأخرى سوف تتلمس أن هناك آراء ‏متباينة ومواقف متباينة تجاه هذه القضية أو تلك وخصوصا تجاه القضية الاجتماعية على سبيل المثال ‏يعني أنا أرى أن القضية الاجتماعية يعتريها الكثير من التباينات سواء في فهم أو ترجمة هذا الفهم لدى ‏كثير من أعضاء هذه الأحزاب الأخرى.‏

‏ أفهم الآن من كلامك أنك تبرر لهؤلاء انتقالهم أو تأثرهم بالأفكار الأخرى؟
لا ، أنا لا أبرر أشعر بقناعة أنهم تركوا الحزب الاشتراكي وأنا أتوقع أن هؤلاء سوف يعودون ‏إلى حزبهم.‏

‏ برأيك ما هي أسباب التأثر هذه؟
أولاً هناك نوع من المبالغة والتهويل في هذه المسألة، كل ما في الأمر أن الحزب الاشتراكي ‏اليمني وقف ضد الحرب على الحوثيين وعلى صعدة بشكل عام، لأنها حرب ظالمة، وقد ترك هذا ‏الموقف آثارا نفسية جيدة لدى الحوثيين الذين قالوا إن هذا الحزب هو الذي وقف بجد وصدق معنا. ‏فبعض الناس يقرر ما أشرت إليه من موقف الحوثيين تجاه الحوثيين، وهذا غير صحيح.‏

‏ ماذا عن نظرتكم للمؤتمر الشعبي العام مستقبلاً؟
أنا شخصياً من الناس الذين اشتركوا في تأسيس المؤتمر الشعبي العام، ووثائقه النظرية لا بأس ‏بها، والمطلوب هو أن تبذل العناصر الناضجة داخل المؤتمر الشعبي العام جهودا إضافية لكي يصبح ‏المؤتمر الشعبي العام حزبا حقيقيا، حزبا لا يستند على السلطة ولا على النفوذ بقدر ما يستند على ‏برامجه ونضالات أعضائه لتطبيق برامجه ورؤاه.‏

‏ ستتعاملون معه بصورة طبيعية لاحقاً؟
نحن ربما الحزب الأول الذي دخل في حوارات مختلفة مع المؤتمر الشعبي العام عبر سلطته، ‏سواء قبل الوحدة أو بعدها، ولدينا ميراث من الحوارات والصراعات أيضاً بيننا وبين المؤتمر الشعبي ‏العام، كما هو الحال مع أحزاب أخرى، نحن اليوم مع الإصلاح في إطار مكون واحد وهو اللقاء ‏المشترك وقد كان الصراع يوماً ما دامياً ومؤلماً بين الطرفين، وكانوا القوى المعنوية والإعلامية ‏والتنظيمية التي خاضت حروب السلطة مع الحزب الاشتراكي لسنوات طويلة، لكن هذا لا يشكل ‏حاجزا أمام عمل جديد يفرضه الشعور بالمسئولية تجاه البلد.‏

‏ ما هي الضمانات الحقيقية لتنفيذ مؤتمر الحوار؟
الشعب اليمني .. يجب أن يكون الحوار مفتوحاً ومن حق الشعب أن يتابع كل نقاط الحوار، وعلى ‏كل القوى أن تعلن آراءها بوضوح، وأن تشرك القطاعات الاجتماعية المختلفة لكي يراقبوا مسيرة ‏الحوار بعيداً عن السرية والتخفي.‏

زر الذهاب إلى الأعلى