من الأرشيف

رؤساء وقضاة محاكم عدن يحذرون من كوراث وانحرافات جراء إغلاق المحاكم (بيان)‏

حذر رؤساء وقضاة محاكم محافظة عدن من نتائج كارثية على المدينة جراء إغلاق المحاكم، ‏وقالوا إن الضرر سيلحق بأبناء هذه المحافظة في شتى شؤون حياتهم في الأماكن العامة والخاصة من ‏إنحرافات وكوارث لا تحمد عقباها في ظل غياب سلطة القضاء.‏

جاء ذلك في بيان رفعوه إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى حصل نشوان نيوز على نسخة منه، ‏وقال البيان: "كيف يعني إغلاق محاكم عدن وهو ملاذ أصحابها والركن المتين الذي يلجأون إليه كل ‏ما اشتد الظلم والجور عليهم ، بعد أن صدر البيان من الهيئة الإدارية للمنتدى القضائي م/ عدن والهيئة ‏الإدارية لنقابة الموظفين الإداريين وكذا بيانات المحافظات والمتضمن تعليق الأعمال وفقأً للجدول ‏الزمني المحدد ابتداءً من 16/فبراير/2013م وصولاً إلى إغلاق المحاكم والنيابات في المحافظة ‏بتاريخ 9/مارس /2013م حتى إقرار التسويات والدرجات القضائية المستحقة لأعضاء السلطة ‏القضائية وحقوق الموظفين الإداريين".. ‏

وفيما يلي نص البيان: ‏
بيان صادر عن رؤساء وقضاة محاكم محافظة عدن
‏ بسم الله القائل في محكم كتابه العزيز .‏
‏ (( وأمرهم شورى بينهم )) والصلاة والسلام على رسوله الطاهر الأمين وآله وأصحابه الغرّ ‏الميامين
‏ ثم أما بعد ،،،
‏ (( فإن السلطة القضائية تعتبر من أهم السلطات التي تتكون منها الدولة ويناط بها العديد من ‏المهام الجسيمة التي يُبنى عليها استقامة موازين العدل بين أفراد الأمة على أساس الشريعة الإسلامية ‏الغراء لبناء صرح شامخ للعدل الذي يحمي الحقوق والحريات والدماء والأعراض وسيادة البلاد وأمنها ‏واستقرارها .‏

ومن المعلوم أن مهنة أعضاء السلطة القضائية بعنصريها قضاة وإداريين وغيرهم من أعوان ‏القضاء لهي من أرفع المهن وأعلاها وأشرفها قدراً وأعظمها مسؤلية أمام المولى عزّ وجل ّ ثم أمام ‏الناس وأن هذه السلطة قد حملت عبئ الأمانة العظمى على عاتقها ، وأن ما يعانيه‘ منتسبوا هذه السلطة ‏في هذه المرحلة التي يمر بها وطننا الحبيب لهو أمر يُؤسف عليه ، خاصة ونحن على أبواب مرحلة ‏جديده وآفاق غدٍ لليمن نطمح جميعاً لتحقيق الغد المشرق النابع من أصالة أهله المشهود لهم بالإيمان ‏والحكمة والرصانة ورجاحة العقل .‏

‏ لذا كان علينا نحن رؤساء وقضاة محاكم محافظة عدن واجب ديني نابع من الشعور بالمسؤلية أن ‏نرفع هذا البيان إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى وإلى كل عضو في المجلس باعتبارهم من يمثلون ‏أعلى هيئة قضائية تتولى مهام السلطة القضائية وهذا براءة للذمة ورفع الحرج عنا ومحاولةّ منا لدفع ‏الضرر الذي سيلحق بهذه المحافظة ومواطنيها وأهلها الشرفاء الآمنين في شتى شؤون حياتهم في ‏الأماكن العامة والخاصة من إنحرافات وكوارث لا تحمد عقباها في ظل غياب سلطة القضاء .‏

‏ فكيف يعني إغلاق محاكم عدن وهو ملاذ أصحابها والركن المتين الذي يلجأون إليه كل ما اشتد ‏الظلم والجور عليهم ، بعد أن صدر البيان من الهيئة الإدارية للمنتدى القضائي م/ عدن والهيئة الإدارية ‏لنقابة الموظفين الإداريين وكذا بيانات المحافظات والمتضمن تعليق الأعمال وفقأً للجدول الزمني ‏المحدد إبتداءً من 16/فبراير/2013م وصولاً إلى إغلاق المحاكم والنيابات في المحافظة بتاريخ ‏‏9/مارس /2013م حتى إقرار التسويات والدرجات القضائية المستحقة لأعضاء السلطة القضائية ‏وحقوق الموظفين الإداريين.‏

‏ لذا ننوه إلى ضرورة الإلتفات للمتقاضين في هذه المحافظة التي عانت الأمرّين بين الشدّ والجذب ‏واعتصام قضاتها المظلومين وأعوانهم من الإداريين حين غض الطرف رؤسائهم عن مطالبهم ‏المشروعة قانوناً ولمدة شهور خلال العام المنصرم حين ظلت المحاكم والنيابات مغلقة ونزلاء السجون ‏ينتظرون تقريب العدل لهم وتعزيز دور القضاء في حماية الحريات العامة والخاصة وفي تلك الفترة ‏فمنهم من أهدرت أموالهم وتعطلت مصالحهم وسُلبت أراضيهم بالعدوان والإعتداءات وغير ذلك من ‏الإختلالات الأمنية التي عانت منها محافظة عدن دون حسيب أو رقيب.‏

‏ ونلفت عنايتكم إلى ما تعرض له قضاة هذه المحافظة خلال تلك الفترة ولازالوا حتى اللحظة ‏يعانون من الإنتهاكات ومحاولات الإعتداء عليهم وذويهم إلى مساكنهم من قبل المارقين والخارجين ‏عن القانون وذوي النفوذ اللذين لايريدون الأمن والإستقرار للبلاد وانتصار دولة النظام والقانون.‏

إننا على يقين تام ياقيادة مجلسنا الموقر أنكم رجالاً لا تنصرفوا عن الحق ولا تميلوا عنه ولا ‏ترضون بالذل والهوان لتلاميذكم وابناءكم أعضاء السلطة القضائية وكافة منتسبيها من أعوان القضاء ‏اللذين حملوا على عاتقهم أمر القضاء سنين عجاف دون كللٍ أو ملل وتعزيز هيبة ومكانة القضاء ‏وكبح جماح الظالمين ورفع الظلم عن الخصوم ولأهمية وعظمة أمر القضاء فقد نهى رسول صل الله ‏عليه وسلم (( أن يحكم القاضي بين أثنين وهو غضبان )) ذلك حتى لايفوت غضبه عليه من مقاصد ‏الحق والحكمة في توجيه الخصوم والحكم بينهم ، ويقاس على الغضب عوارض الإستقرار النفسي من ‏جوع وعطش وانشغال الفكر فكيف الحال بهم اليوم وما وصلوا إليه.‏

‏ لذا كان لزاماً علينا توجيه هذا النداء إليكم لإبراء الذمة وثقةّ منّا فيكم وبسعيكم المشكور بصدد ‏حسم هذه المسألة وأن تكون في طي اهتماماتكم وجدول أعمال مجلسكم في وقف التصعيد وإغلاق ‏محاكم عدن وإطلاق التسويات والدرجات المستحقة لإعضاء السلطة القضائية حتى لا تستفحل الأمور ‏وتزداد تعقيداً وكذلك الحال لموظفي السلطة القضائية ولا يكون ذلك إلا بالدفع بخطوات الإصلاح ‏والتحديث لأجهزة السلطة القضائية خطوات متقدمة على طريق بناء القضاء الحديث الذي يجمع بين ‏الأصالة والمعاصرة ليصبح العدل ميسوراً لجميع أفراد هذا الشعب ولينعم بظل العدل اليمنيون ‏جمعيهم على طول البلاد وعرضها وندعوا الجميع إلى النظر فيمن ينتظرون العدالة من النساء ‏والأرامل والطفل الحدث والمسجون وأصحاب الحقوق حتى لا تضيع حقوقهم فنصبح منكرين للعدالة.‏

‏ لذلك نضع الجميع أمام مسؤلياتهم التاريخية والقضاء أمانة في أعناقنا جميعاً.‏
،، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل ،،
‏ صدر بمحكمة إستئناف م/ عدن
‏ بتاريخ : 5/ جماد أول/1434ه
‏ الموافق : 17/ مارس/ 2013م ‏
‏ ‏

زر الذهاب إلى الأعلى