قال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن الدكتور أحمد عوض بن مبارك إن إن مؤتمر الحوار أنعقد في جو ايجابي شفاف وسقف مفتوح وكلمات مركزة عبرت في كثير منها أو معظمها عن نبض الشارع اليمني في مختلف مناطقه. وعلى رأسها قوى الحراك المطالبة بالانفصال.
وأكد بن مبارك في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء أنه من خلال هذا المؤتمر وماساد جلساته من شفافية ونقاشاته من جدية أثبت اليمنيون حرصهم على صنع مستقبلهم الافضل عبر طاولة الحوار ويخطون لوحة جميلة لتحقيق كافة آمانيهم فضلا عن تجسيد حرصهم على معالجة مختلف قضاياهم عبر بلورة حلول تعكس رؤى وفاقية لمختلف الاطراف والمكونات .. مشيرا إلى الابعاد الوطنية العميقة التي حملتها كلمتي الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في حفل الافتتاح وفي جلسة العمل الاولي وخصوصا تأكيده ان هذا المؤتمر هو مؤتمر كل أبناء اليمن, وكذا توجيهه لدعوة لكل من لم يلتحق بعد بالمؤتمر بأن هذا المؤتمر مفتوح ومازال هناك مجال لممثلي كل ابناء اليمن بأن يشاركوا في اعماله.
وأوضح أن مؤتمر الحوار يدار وفقا لمبادئ أساسية يتصدرها مبدأ الشمول من حيث الموضوعات والمشاركة وهذا ما تجسد من خلال تمثيل المشاركين لمختلف الاطراف السياسية والتكوينات والمنظمات، مبينا في هذا الصدد ان قوام المشاركين في المؤتمر 565 عضوا وعضوة وقد حضر508 عضوا وعضوة منهم جلسات المؤتمر في الثلاثة الايام الماضية والمتبقيين ليسو منسحبين فبعضهم تأخر وصولهم من خارج الوطن واخرين مكلفين بمهام رسمية بينما من اعلنوا مواقفهم بعدم المشاركة في الجلسات الاولى لاعمال المؤتمر لم يتجاوز عددهم عشرة اشخاص.
وأشار إلى أن المؤتمر أتسم ايضا بشمول الموضوعات التي تناقش ولأول مرة قضايا اليمن الرئيسية كلها والتي تتمثل في تسعة موضوعات تشمل القضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة والحكم الرشيد وقضايا اجتماعية وحقوق وحريات فضلا عن المصالحة والعدالة الانتقالية وأسس بناء الجيش ودورهما في الحياة السياسية وغيرها من الموضوعات الرئيس التي ستشكل أسس صياغة الدستور القادم وملامح الدولة اليمنية القادمة الدولة المدنية الحديثة التي لطالما حلمنا بها.
ولفت أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى أن هذا المؤتمر يتميز بالمشاركة الحقيقية لممثلي مختلف فئات المجتمع وليست مشاركة ديكورية.. موضحا في هذا الشأن أن هذا المؤتمر ليس مؤتمرا يحضره الالاف ويقرر مصيرهم عدد محدود وانما مؤتمر يتسم بالمشاركة الحقيقية والفعلية.
وقال :" أعضاء المؤتمر سيكونون الركن الرئيسي الذي سيعد قرارات المؤتمر ولكن ليس وحدهم فقط وانما الامانة العامة لمؤتمر الحوار أعدت برنامجا يضمن المشاركة المجتمعية بحيث يضمن لكل مواطن ومواطنة يمنية في أي قرية أو مديرية أو محافظة أن يشارك ويتواصل مع اعضاء المؤتمر من خلال وسائل اتصل الكترونية مختلفة تتيح فرص المشاركة المجتمعية بالاضافة إلى مجموعة من الترتيبات بمايعرف بخيم الحوار وغيرها من الفعاليات ".
وتطرق إلى التحديات الكبيرة التي واجهت الأعداد لتنظيم هذا المؤتمر في زمن قياسي إلا أن كادر الامانة العامة للحوار وهو كادر يمني بالكامل وأغلبه شباب ومعظمهم متطوعين عمل ليلا ونهارا بإصرار وإرادة لا تلين في سبيل انجاز كافة الترتيبات والتغلب على كافة الصعاب والتحديات.
وأعتبر أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الاعلام شريكا وركنا اساسيا لإنجاح اعمال مؤتمر الحوار .
وقال :"نحرص على الشراكة الاستراتيجية مع وسائل الاعلام وممثليها من اجل ايصال ما يدور من نقاشات داخل المؤتمر إلى اكبر شريحة للمجتمع لتجسيد أحد المبادئ الذي يدار بموجبه الحوار وهو مبدأ الشفافية وهذا ماتجسد من خلال البث المباشر لجلسات المؤتمر عبر القنوات الفضائية"، مشيدا بالتغطية الاعلامية لفعاليات المؤتمر خلال الايام السابقة من قبل وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية .
وبشأن إمكانية أتاحة الفرصة لمن لم يلتحقوا من قيادات بعض فصائل الحراك الجنوبي المتواجدين في الخارج في اعمال المؤتمر بعد انطلاق اعماله .. قال بن مبارك:" المشاركون والمشاركات في مؤتمر الحوار هم من يملكون القرار باتخاذ أي اليات مناسبة للتعاطي مع هذه القضايا".
وحول الأمال المعلقة على المؤتمر لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وجبر الضرر للمتضررين من الاحداث والصراعات التي شهدتها اليمن في السابق.. قال أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل": اليمن لديها تجربة نعقتد انها مختلفة وتجسدت فيها الحكمة اليمانية واستطعنا ان نتوافق ونعالج قضايانا بالحوار ".
وأضاف :" هذا العملية السياسية أحد عناصرها هو بالمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية التي تستهدف معالجة آثار احداث الماضي, وهناك مشروع قانون أحيل إلى مجلس النواب لاستكمال اجراءات مناقشته واقراره واستيعاب الملاحظات المثارة حوله والتي تتركز حول السنوات الاساس، بينما اشار القانون إلى التعاطي مع احداث 2011 ".. مبينا أن مؤتمر الحوار سيشكل فريق عمل متكامل قوامه 80 شخص سيناقش المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وعبر هذا الفريق ستطرح كافة القضايا ليس بهدف نبش الماضي ولكن من الضرورة بمكان ان نعترف بالاخطاء وأن نجبر الضرر بمايهيء المناخات الملائمة للانتقال إلى المستقبل ".لافتا إلى ان تاريخنا مليئ بالمشاكل والصراعات وغرقنا فيها واليمنيين هم اكثر توقا اليوم انهم ينتموا إلى المستقبل ويكونوا وكلاء للمستقبل لا وكلا للماضي.
وتابع قائلا ": الماضي مهم ضروري تقييمه واستخلاص العبر منه ومعالجة آثاره ولكن الاهم منه هو ننتقل إلى المستقبل ونعيش المستقبل بكل تفاصيلة
واستطرد قائلا:" الارادة الداخلية اليمنية تلاقت مع مصالح المجتمع الدولي، فالقضية اليمنية كان كل المجتمع الولي متفق في كلمته تجاه اليمن ولم نجد أي موقف متباين حولها ".. مؤكدا ان المجتمع الدولي يدعم بالاجماع العملية الانتقالية في اليمن .
وفي رده على سؤال حول مدى تأثير غياب بعض قادة فصائل الحراك في معالجة القضية الجنوبية عبر مؤتمر الحوار .. أكد أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن الجنوب قضية وليس اشخاص ولايمكن لاي شخص ان يحتكر أو يدعي أنه الوحيد من يمثل قضية الجنوب.. موضحا ان ماحملته الكلمات والنقاشات والمداخلات التي القيت في جلسات المؤتمر ابتداء من جلسة الافتتاح بمافي ذلك ماجاء في كلمة الحراك الجنوبي السلمي بأن ذلك ابلغ رد على كل من يقول أنهم لايمثلون الشارع الجنوبي .
وقال :" بالتأكيد أن هناك قوى أخرى تساهم في تمثيل الشارع الجنوبي وترفع قضيته وقدمت تضحيات وقدومها ومشاركتها في هذا المؤتمر سيكون محل تقدير وهذا مانتمناه ونسعى له ومازال الباب مفتوحا لمشاركتهم، لكن لايمكن القبول في ذات الوقت بأي طرح يرى بأن من يشاركون حاليا في المؤتمر من بقية قوى الحراك السلمي والذين استمعنا إلى كلماتهم ومداخلاتهم بأنهم لايعبرون عن الشارع الجنوبي".