من الأرشيف

مؤتمر الحوار يدين أحداث العنف في عدن ويعتبرها محاولة لحرف مساره

أدان مؤتمر الحوار الوطني الشامل بشدة الاعتداءات السافرة التي قامت بها قوات الأمن ضد أفراد ومجموعات من المتظاهرين السلميين في مديريات مختلفة من مدينة عدن صباح اليوم ونتج عنها ثلاثة جرحى بينهم امرأة.

جاء ذلك في بيان أصدره أعضاء وعضوات المؤتمر وتلاه نائب رئيس المؤتمر الدكتور ياسين سعيد نعمان في مستهل الجلسة المسائية اليوم.

وطالب المشاركون في مؤتمر الحوار، في البيان وزيري الدفاع والداخلية بتقديم تقرير تفصيلي للمؤتمر عن تلك الإعتداءات واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
وكلف المؤتمرون هيئة رئاسة المؤتمر بالتواصل مع الجهات المعنية لمعرفة ملابسات هذا الاعتداء وتقديم تقرير إلى جلسة المؤتمر يوم السبت القادم .. معتبرين هذه الاعتداءات محاولة تهدف إلى حرف مؤتمر الحوار عن مساره .

وقد أكد رئيس الجلسة المسائية نائب رئيس المؤتمر الدكتور ياسين سعيد نعمان، استنكار جميع أعضاء المؤتمر لكل أعمال العنف .. مشيراً إلى حق التظاهر السلمي لكل فئات ومكونات الشعب دون قمعهم أو التعرض لهم كمبدأ أخلاقي وسياسي.
وشدد على ضرورة اضطلاع الدولة بمسؤوليتها في حماية المتظاهرين سلمياً.
وقال :" ندرك أن هناك من لايريد للحوار أن يمر، وهناك أطراف تريد أن تفجر الموقف بأي شكل من الأشكال".

وأضاف :" مازال التطرف السياسي سيد الموقف وإذا لم يتعامل الجميع مع هذا المشهد بمسؤولية فإننا سنجد أنفسنا أسيري التطرف".. مؤكداً على أعضاء المؤتمر ضرورة التعامل مع مختلف القضايا بمسؤولية.

وأشار إلى أن هيئة رئاسة المؤتمر ملزمة بكامل أعضائها بتقديم رد عن تلك الأحداث إلى المؤتمرين يوم السبت القادم.

كما قدم عدد من اعضاء وعضوات المؤتمر مداخلات حول الاحداث المؤسفة التي شهدتها عدن اليوم وماشهدته أمانة العاصمة من اعتداءات اجرامية ومحاولات اغتيال اثمة لاحد اعضاء مؤتمر الحوار و رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني .. منبهين أن هذه الاحداث أنما تندرج في سياق الأعمال الاجرامية التي تسعى زعزعة الأمن والاستقرار واقلاق السكينة وإشاعة الفوضى في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد وهي تشهد مؤتمر الحوار الوطني المكرس لبناء الدولة وصياغة المستقبل لكل أبناء اليمن.

وشددوا على أهمية اليقضة والحذر من المخططات التأمرية لمن يسعون إلى عرقلة مؤتمر الحوار الوطني واعاقة اليمنيين من تحقيق النجاح المنشود لهذا المؤتمر الذي تعلق عليه الآمال في بناء اليمن الجديد وستؤسس مخرجاته لبناءالدولة المدنية الحديثة .

وأجمع المشاركون على رفض العنف أو اللجوء اليه من اي طرف كان وحرمة الدم اليمني وضرورة ان تحرص اجهزة الدولة على التقيد الصارم بالقوانين في كافة مهامها وأن تجسد أجهزة الامن شعار الشرطة في خدمة الشعب وتولي اهمية قصوى لحماية المواطنين .. مشددين على حق المواطنين في التظاهر السلمي للتعبير عن مطالبهم.
وعقب ذلك استمع المشاركون في مؤتمر الحوار إلى تقرير قدمه القائم بأعمال ممثل منظمة اليونيسيف لدى اليمن جيرمي هوبكنز حول واقع الاطفال في اليمن.

وأوضح التقرير أن اليونيسيف تعمل مع الحكومات ومنظمات المجتمع من أجل ضمان أن يحصل الأطفال على حقوقهم وما يحتاجونه في الجانب التعليمي والمعيشي.. مشددا على الاهمية التي يمثلها الاطفال في اليمن كونهم يشكلون نصف السكان.

ولفت إلى أنه وعلى الرغم من تحسن مؤشرات التعليم في اليمن خلال العقد الماضي إلا أن ما يزيد على مليون طفل بنسبة 22 % ما يزالون خارج المدارس وعلى الأخص الفتيات .. مبينا أن نسبة الفتيات خارج المدارس تمثل 30%، في حين يمثل الأولاد خارج المدارس 14% فضلا عن وجود تحديات اخرى في الجانب التعليمي تتمثل بوجود عجز في المعلمات خصوصا في المناطق الريفية وكذا تزايد اعداد الطلاب في سن الدراسة ومحدودية المدارس الامر الذي ينتج عنه كثافة الطلاب في فصول المدارس القائمة وتصل الكثافة في بعض المدارس إلى 120 طالب في الفصل الواحد بجانب ندرة المياه الصالحة للشرب في المدارس في المدراس والنظافة الصحية والصحة المدرسية وجميعها تشكل عوامل مؤثرة في تشجيع الطلاب في سن التعليم على الالتحاق بالتعليم أو التسرب من المدارس.

وقال التقرير :" بالرغم من المكاسب التي تم تحقيقها في جانب الرعاية الصحية سيما في رفع نسبة تحصين الاطفال ضد الامراض الستة القاتلة، إلا أن أكثر من مليون طفل مازالوا يعانون من سوء التغذية الحاد، وربع هؤلاء الأطفال يواجهون خطر الموت، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم وجود الغذاء المناسب والكافي وانتشار أمراض الإسهالات، كما أن هذا الأمر يؤثر على النمو الجسدي لهؤلاء الأطفال وعلى نموهم العقلي وهو ما يؤثر عليهم سلباً طوال حياتهم".

وبحسب التقرير فقد انخفضت الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة في اليمن بحوالي النصف خلال الـ15 عام الماضية، فيما مايزال نحو 70 ألف طفلا يموتون كل عام قبل أن يبلغوا عامهم الخامس بسبب الإسهالات والإلتهاب الرئوي والملاريا ومضاعفات حديثي الولادة.

وأشار التقرير إلى أن نصف سكان البلاد لايحصلون على المياه الصالحة للشرب و73 بالمية من سكان اليمن خصوصا في الارياف لايحصلون على خدمات الصرف الصحي، موضحا ان ذلك يساهم في انتشار أمراض الإسهالات والوفيات بين الأطفال في تلك المناطق .

وبين أن اليمن من بين 192 دولة صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وقامت باصدار عدد من القوانين الوطنية التي تنسجم مع تلك الاتفاقية.

وأوضح التقرير أن العديد من الأطفال في اليمن تعرضوا للقتل والإصابة والتشوية نتيجة للألغام الأرضية والقذائف غير المتفجرة والقنابل اليدوية في مناطق المواجهات المسحلة .. لافتا في هذا الصدد إلى أن العام الماضي شهد مقتل 86 طفلاً أو اصابة أخرين بجراح خطيرة.

وأفاد أن نسبة الفيتات اللاتي يتزوجن قبل سن الـ15 عام تقدر بـ14%، كما أن حوالي 150 طفل يتعرضون لخطر صدور أحكام إعدام بحقهم أو في المراحل القضائية الاخيرة لصدور احكام اعدام ومنهم 25 طفل موجودين الآن في قائمة الإعدام لارتكابهم جرائم وهم في سن الاحداث.

واستعرض التقرير الجهود التي يبذلها اليونيسيف في دعم اليمن في المجالات التعليمية والصحية للأطفال .. مبينا أنه تم الاتفاق مع الجهات المعنية في اليمن بحظر تجنيد الاطفال قبل بلوغهم إلى السن القانونية .

وعقب ذلك فتح باب النقاش, حيث قدم عدد من اعضاء وعضوات المؤتمر مداخلاتهم, حول ما ورد من مؤشرات خطيرة في تقرير الوضع المائي في اليمن المقدم في الجلسة الصباحية وتقرير وضع الاطفال في اليمن.

وأكدوا على اهمية اعطاء أولوية في مخرجات المؤتمر لتلافي أزمة المياه والتعجيل باتخاذ المعالجات الوطنية على المدى القصير والمتوسط والطويل لمواجهة كارثة جفاف الاحواض المائية في عدد من المدن وايجاد البدائل لذلك مع اتخاذ الاجراءات الصارمة الكفيلة بالحد من استنزاف المياه والاستخدام الجائر لها في الزراعة وخصوصا استخدام طرق الري الحديث بدلا عن الطرق التي تهدر المياه .

ولفتوا إلى ان حضارات العالم قامت على ضفاف الانهار بينما حضارات اليمن قامت في محيط السدود الامر الذي عكس ادراك اجدادنا قبل الاف السنين بان اليمن يقع في المناطق شبه الجافة وحرصهم على حجز مياه الامطار والسيول لتوفير المياه لاحتياجاتهم الحياتيه المختلفة.. مبينين ان المياه اساس الحياة وبدونها تنعدم الحياة الامر الذي يستوجب ان تعطى المشكلة المائية الاولوية في المعالجة في الحاضر والمستقبل.

وشدد المؤتمرون على ضرورة التوسع في اقامة السدود والحواجز المائية والكرفانات لحجز مياه السيول والامطار بمايسهم في تغذية الاحواض المائية وتوفير المياه لتلبية احتياجات المواطنين في العديد من المناطق التي تعاني من ندرة المصادر المائية.

وانتقد المشاركون في المؤتمر ماتقوم به الشركات النفطية من اهدار للمياه التي تستخرج مصاحبة لخام النفط .. منبهين من مخاطر حقن تلك المياه بطرق عشوائية في جوف الارض وتسرب المياه المعاد حقنها إلى الاحواض المائية ممايؤدي إلى تلويثها.

وتناول أعضاء وعضوات المؤتمر في مداخلاتهم ضرورة ايلاء اهمية قصوى لمعالجة اوضاع الطفولة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم والاهتمام برفع مؤشرات التحاقهم بالتعليم ووقايتهم من الامراض.. مجمعين أن الاهتمام بالاطفال الذين يشكلون نحو نصف السكان في اليمن هو اهتمام بالمستقبل باعتبارهم أمل الحاضر وجيل المستقبل.

وأكدوا أن الاطفال الاصحاء والمتسلحين بالعلم والمعرفة سيكونون ركيزة اساسية لبناء اليمن الجديد المتطور والمزدهر في المستقبل.

وفي ختام الجلسة أبلغت هيئة الرئاسة المؤتمرين أن يوم السبت القادم سيكرس لمناقشة تشكيل فرق العمل المزمع انبثاقها عن مؤتمر الحوار لمناقشة محاوره المختلفة.

موضوع متعلق:
قيادات حراكية تنفذ احتجاجات في جلسة مؤتمر الحوار وتهتف ضد محافظ عدن (فيديو)‏

زر الذهاب إلى الأعلى