قال تقرير أصدرته جامعة هارفارد الأميركية أن جملة تكاليف الحرب الأميركية ضد الإرهاب التي أعلنها الرئيس السابق بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، والتي تشمل حرب العراق وحرب أفغانستان، ستبلغ ستة تريليونات دولار. وبالإضافة إلى تكاليف الحروب الفعلية، تشمل التقديرات نفقات علاج الجرحى، والآثار النفسية التي يشتكي منها كثير من الجنود العائدين.
وقالت ليندا بلايمز، أستاذة في جامعة هارفارد وأشرفت على إعداد التقرير «سنواجه تخفيضات في المصروفات العسكرية والدبلوماسية، وفي برامج الأبحاث والاستثمار، على المدى البعيد، لعقود قادمة، بسبب تكاليف هذه الحروب». وقال التقرير إن من أسباب زيادة التقديرات أن أغلبية الصرف على الحروب كانت ديونا، ولا بد أن تدفع الحكومة الديون والفوائد عليها، وأن هذه الديون أضافت تريليوني دولار لديون الحكومة الأميركية التي وصلت إلى 16 تريليون دولار.
وأشار التقرير إلى أنه كنتيجة لخيارات الإنفاق خلال الحرب فستواجه الولايات المتحدة قيودا في تمويل الاستثمارات في أطقم العاملين والدبلوماسية والبحث والتنمية والمبادرات العسكرية الجديدة، حيث إن إرث القرارات التي اتخذت خلال حربي العراق وأفغانستان سيهيمن على مستقبل الميزانيات الفيدرالية لعقود قادمة.
وأوضحت بلايمز في تقريرها أن الولايات المتحدة أنفقت تريليوني دولار تقريبا بالفعل على الحملتين العسكريتين في أفغانستان والعراق، مشيرة إلى أن تلك التكاليف هي فقط جزء من التكلفة النهائية، فالنفقات الكبيرة المستمرة ستضخ لتوفير الرعاية الطبية والمكافآت للمحاربين القدامى الذين تسبب النزاعان في إعاقتهم.
وكانت دراسة أجرتها جامعة براون قالت إن التكاليف الإجمالية ستكون أربعة تريليونات دولار. وكان المفتش الأميركي الخاص بالعراق، ستيوارت بوين، أكد أن الحرب على العراق تكلفت قرابة تريليون دولار. لكن، قال خبراء إن هذا الرقم قد يصل إلى أربعة تريليونات دولار، إذا أضيفت إليه التكاليف طويلة المدى. وحسب الخبراء، تشمل هذه التكاليف نفقات القواعد الأميركية في الدول العربية، والأموال التي دفعت، وتدفع، لشركات الحراسة الخاصة التي حرست الممتلكات الأميركية في العراق، وأفغانستان، وغيرهما.
وبالنسبة للعراق، تشمل التكاليف أكثر من 60 مليار دولار لإعمار العراق. ويُعتقد أن عشرة مليارات منها أهدرت في الفساد. وقال التقرير الذي أصدره معهد واتسون للدراسات العلمية في جامعة براون إن ما لا يقل عن 134 ألف عراقي مدني قد قتلوا. ولم يستبعد التقرير أن تكون الحرب قد أدت إلى، وأسهمت في، قتل أربعة أضعاف هذا الرقم. وقال التقرير إنه إذا أضيفت أعداد القتلى الآخرين وسط القوات الأمنية والصحافيين والعاملين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى المسلحين المعارضين، فسيرتفع عدد قتلى الحرب من 176.000 إلى نحو 189.000 قتيل.
ونشر هذا التقرير الذي اشترك في إعداده أكثر من 30 أكاديميا وخبيرا قبل حلول الذكرى السنوية العاشرة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق. وكان نفس المعهد نشر، في عام 2011، دراسة قالت إن جملة التكاليف في العراق وصلت إلى أربعة تريليونات دولار، مستندة إلى أرقام حقيقية من الخزانة الأميركية والتعهدات المستقبلية من تكاليف النفقات على معوقي الحرب من المحاربين الأميركيين.
ولفت التقرير إلى أنه تاريخيا فإن هذه الفاتورة المستحقة سيتم دفعها لاحقا على مدى الكثير من العقود، مشيرا إلى أن أعلى إنفاق للدفعات المالية لعلاج الإعاقة بالنسبة للمحاربين الأميركيين في القرن الماضي جاءت عقب عقود من انتهاء النزاعات.
ونوهت الدراسة بأن المدفوعات لفيتنام وحرب الخليج الأولى ما زالت في تزايد. وأوضحت الدراسة أن إنفاق الأموال المقترضة لدفع تكاليف الحربين زاد من تكلفتهما الباهظة، حيث أضاف النزاعان تريليوني دولار للدين الأميركي، مما يمثل تقريبا نسبة 20 في المائة من الدين الذي تحملته الولايات المتحدة في الفترة ما بين عامي 2001 و2012.