رئيسية

الناخبي: القضية الجنوبية يجب معالجتها تحت سقف الوحدة اليمنية (حوار)

قال أمين عام مجلس الحراك الجنوبي عبدالله الناخبي عضو مؤتمر الحوار الوطني: إن القضية الجنوبية يجب حلها تحت سقف الوحدة اليمنية وفي إطار وحدوية الدولة في اليمن..

مشيراً في حوار مع “يوميات الحوار” إلى أنه يفضل نظاماً فيدرالياً يراعي أن يكون الجنوب كله إقليماً واحداً كون تشكله من سلطنات وإمارات عدة قبل التحرر من الاستعمار البريطاني قد يؤثر على وضعه في حال عدم وضع كل المناطق الجنوبية سابقاً في إقليم واحد.. مؤكداً أن الحراك الجنوبي السلمي سيلتزم بكل قرارات مخرجات ونتائج الحوار الوطني أياً كانت.. نافياً وجود أي طبخات جاهزة أو أي قرارات معدة سلفاً.. متحدثاً حول كثير من النقاط والمواضيع المرتبطة بالحوار الوطني والقضية الجنوبية في نص الحوار تالياً:-

فرصة تاريخية

• بداية نحب أن نسمع رأيك حول انطلاق مؤتمر الحوار الوطني وتقييمك لمدى أهمية المؤتمر وما يمثله من انعطافة تاريخية غير مسبوقة لليمن واليمنيين؟
-مؤتمر الحوار الوطني يمثل فرصة تاريخية بالنسبة للشعب اليمني وهو ملتقى كل الفرقاء السياسيين في اليمن المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه وشباب الثورة الذين رغم ان تمثيلهم قليل ولكن نأمل ان يكونوا هم القوة القوية الدافعة لتنفيذ مخرجات المؤتمر وأيضا ممثلي الحراك الجنوبي الذي وصلوا في المؤتمر إلى النسبة المحددة لهم بـ85 عضواً المؤتمر قوامه كما تعلمون 565 يمثل الشباب منهم 20 % والمرأة 30 % من قوام كل المؤتمر وبقية النسب موزعة على الأحزاب: المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح .. إضافة إلى القائمة المخصصة للرئيس وقوائم اخرى تقدمت للرئيس ويعتبر الحضور مناسباً والمشاركة مناسبة.. وانعقد المؤتمر في 18 مارس والذي حمل دلالات عدة كون هذا التاريخ يصادف الذكرى الثانية لمجزرة جمعة الكرامة وتم اختيار هذا التاريخ من قبل اللجنة الفينة ورئيس الجمهورية..ولكي يقترن بذكرى الكرامة ويتحول يوم 18 مارس من يوم مأساة يوم المجزرة التي حصلت امام جامعة صنعاء في عام 2011م إلى يوم تاريخي يذكره الأجيال يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام وهو اليوم الذي عقد فيه المؤتمر الوطني للحوار.
تطلعات.

• باعتبارك أحد أعضاء الحوار وممثلاً في قائمة الحراك الجنوبي ما هي تطلعاتكم في هذا المؤتمر؟
-نحن كجزء من ابناء الجنوب ارتحنا كثيراً لما سمعناه من ملاحظات ليس من ابناء الجنوب فحسب ولكن من ابناء الشمال الذين يعلنونها صراحةً ويقولو: إن إخواننا في المحافظات الجنوبية ظلموا. ولابد أن نضع الحلول المناسبة التي ترضيهم ونحن نأمل أن تتخذ الاتجاهات الاساسية لحل القضية الجنوبية بما يمثل اليمن في المستقبل للانتقال نحو التنمية والاستثمار وتوفير الامن والاستقرار وتطبيع الحياة بشكل افضل ووضع قيمة للإنسان اليمني سواء الذي كان موجوداً داخل اليمن أو المغتربون المشتتون الموجودون في أنحاء العالم .. باعتقادي ان شباب الثورة، شباب الحراك الجنوبي، أبناء الجمهورية اليمنية، السؤال المطروح أمامنا هو كيف ننتقل من مجال التظاهر من مجال الكفاح السلمي في الساحات إلى ميادين العمل والتنمية وأقصد بذلك في إطار الاقتصاد الوطني وتتفرغ السلطة لأداء مسؤولياتها ولا تظل منشغلة بالصراعات السياسية ومشغولة بالحفاظ على كرسي السلطة من أجل أن ننتقل باليمن إلى حال أفضل وأرقى ونفكر كيف يمكن ان نستخرج الثروات من بلادنا وكيف يمكن أن نفتح مجالات الاستثمار خلال السنوات القادمة وفق قوانين ميسرة تحظى بثقة المستثمرين وتجذبهم.. هنا نوجه دعوة إلى دول الجوار وإلى الدول الراعية لمبادرة الخليج لأن يتعاونوا مع اليمنيين لاستخراج النفط والثروات المعدنية التي تزخر بها بلادنا ولا زالت في باطن الأرض..
وأعتقد بأن هناك الكثير من الإمكانات التي نحن بحاجة أن يستمر معنا الآخرون فيها وأن ننتقل باقتصاد اليمن من الوضع الذي نعيشه من طلب المساعدة إلى استخراج الثروات إن شاء الله في المستقبل وترسيخ الأمن والاستقرار وبناء الجيش الوطني الحديث على اساس الهيكلة الجديدة التي نأمل أن تتحقق طبعاً وقد اتخذت بعض القرارات لم يتبقَ إلا تنفيذها، ونتمنى ان تحل كل مشاكل اليمن سواء العاطلون عن العمل أو المبعدون عن اعمالهم من الحراك الجنوبي أو إعادة ممتلكات الدولة في الجنوب بشكل عام سواء التي آلت إلى المؤسسة الاقتصادية العسكرية أو التي هي بحوزة متنفذين من حرب 94؛ لأن حرب 94 هي التي أحدثت المشكلة في الجنوب وهي التي اثرت على ممتلكات الدولة في الجنوب وأيضاً أثرت على كل مجريات الحياة حتى القضية الجنوبية ازداد الأهمية لها من بعد حرب 94 التي تم فيه اقصاء الجنوبيين، لذلك نتمنى بأن توجد شراكة بين أبناء الشمال وأبناء الجنوب بعد مؤتمر الحوار..
وأن نفكر بطريقة ممتازة للاتجاه نحو الحل السياسي في إطار الدولة اليمنية الموحدة من أجل الحفاظ على الوحدة والاستمرار فيها لوقت اطول وهذا ليس تفكيراً عندي فقط بل اسمعه عندما نتناقش مع المندوبين في الحوار الوطني، اجد عندهم نفس الرؤى وهذا مانتمناه ان يحصل إن شاء الله في مؤتمر الحوار الوطني، وبالنسبة للأوضاع السياسية في اليمن يبدو أننا في اليمن بحاجة إلى تعزيز الدولة، إلى بناء الدستور، إلى وجود القوانين لسيطرة الدولة وامتدادها إلى كل شبر من راضي الجمهورية حتى تستطيع ان تبسط النظام والقانون، أن تكون دولة مؤسسات وبالتالي يلتزم جميع المواطنين بكل القوانين التي تسنها الدولة لتطوير ونقل اليمن من هذه الحالة إلى الحالة الأفضل، وصولنا إلى الحوار الوطني هذا معناه وصول اليمن إلى المحطة الرئيسية التي توضع السياسات المناسبة لتطور اليمن ومستقبله والانتقال نحو الأفضل لأنه لا خيار آخر ولا طريقة اخرى غير الحوار نستطيع أن نحدد فيها كل الاختلالات التي حصلت خلال سنوات وعقود من الزمن خلال الفترة الماضية.
مفتاح القضايا.

• يتحدث الكثيرون وفي مقدمتهم قيادة مؤتمر الحوار أن مفتاح حل كل القضايا اليمن والمدخل لمعالجة مشاكلها هو حل معالجة القضية الجنوبية.. هل يمكن أن توضح لنا كيف سيكون ذلك؟
-يكثر الحديث عن القضية الجنوبية لحجم المأساة التي حصلت في الجنوب، هناك انقلاب كامل تم على اتفاق الوحدة وحرب 94 مثّل ضربة قوية حتى للوحدة نفسها وتم إلغاء الشراكة مابين الشمال والجنوب، فالحديث الذي يطرح الآن هو أن حل القضية الجنوبية هو المدخل الرئيسي لحل بقية القضايا في اليمن لأن الاتجاه السياسي والنظام السياسي الذي سيُتفق عليه لحل القضية الجنوبية سيؤثر على بقية وكل مصفوفة القضايا الوطنية الأخرى التي ستناقش في مؤتمر الحوار الوطني ومن ضمنها الدولة المدنية..
أي شكل الدولة ماذا سيكون؟ هل ستكون الدولة دولة اتحادية فيدرالية؟ وكم أقاليم ستُنشئ؟ وهل سيتم اعتماد نظام برلماني أم رئاسي أم رئاسي برلماني؟.. فالشكل الذي سيتخذ لحل القضية الجنوبية سيؤثر على شكل الدولة وعلى صياغة مواد الدستور القادم والمهام التي يتعلق بها الدستور.. فحل القضية الجنوبية سيؤثر بشكل كبير على بقية القضايا.

وجهة نظر
• إذا كانت القضية الجنوبية هي مفتاح حل القضايا الوطنية فما هو مفتاح ومدخل حل ومعالجة القضية الجنوبية نفسها من وجهة نظرك؟
-أهم شيء نريده للقضية الجنوبية أن يكون حلها ضمن إطار الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدوية الدولة، بمعنى آخر أن تحل تحت سقف الوحدة اليمنية.. نحن دخلنا في التشطير وجرى فيه اقتتال مرتين ودخلنا في الوحدة اليمنية وحصل فيها قتال في 94 إذا الوحدة الاندماجية فشلت و التشطير فيه مسائل تم الاختلاف والقتال عليها.. إذاً لابد لنا أن نبحث عن أسلوب جديد يطوّل في عمر الوحدة.. وفي رأيي الشخصي أن الشكل الإماراتي الاتحادي هو الأفضل وان تكون دولة اتحادية تقام على اساس اقليمين إقليم عدن يضم المحافظات الجنوبية وإقليم صنعاء يضم المحافظات الشمالية التي كانت تشكل الجمهورية العربية اليمنية.

دولة اتحادية
• لكن البعض يري أن قيام الدولة على أساس إقليمين فقط هو تهيئة للعودة إلى الحالة التشطيرية فما هو ردك؟
-ملاحظتي للذين يطرحون أن الأقاليم مدعاة للانفصال والتشطير..لا .. فهناك كثير من الدول مثل الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكثير من بلدان العالم والدول النادرة هي قائمة على شكل اتحادي سيكون شكلاً مناسباً مع تأكيدنا نحن أبناء الجنوب أننا سنكون في مقدمة الصفوف لتنفيذ أي رأي سيتخذ لمعالجة القضية الجنوبية سواء كان بهذا الشكل أو أي شكل آخر. نريدها ان تكون دولة اتحادية على اساس اقليمية ونقول لماذا اقليمان؟ لأنه عندنا في الجنوب ما قبل عام 67 أي قبل تحرير الجنوب من الاستعمار كان يوجد اكثر من 20 سلطنة وإمارة وكل سلطنة وإمارة لها حكمها الذاتي ولها مساحتها الجغرافية المحددة فعندما تضع كل إمارة من هذه الإمارات إلى إقليم سيؤثر على بقية الأقاليم لذلك يستحسن ان يكون الجنوب كله اقليم..
وفي المحافظات الشمالية فلا مانع عندنا ان يكون لديهم اقاليم كما يشاؤون، إقليم إقليمين ثلاثة أقاليم فما عندنا مانع، وهذا راجع للنقاش وللتناسق الجغرافي ولعدد المحافظات الشمالية بالشكل الذي يروه مناسب.

تخرصات
• يتداول الشارع تخرصات عدة تغذيها أيضاً بعض المواقع الموجهة.. ومن تلك التخرصات أن هناك طبخات جاهزة وأن مخرجات ونتائج الحور تم إنجازها سلفاً وما مجريات وفعاليات المؤتمر سوى إجراءات شكلية لإيجاد المشروعية المطلوبة لتلك النتائج.. أنت كمشارك في المؤتمر ما رأيك بطرح كهذا؟
-أنا اعتبر أن الشارع عنده حق ان يتطلع وأن يتأمل بأن تأتي حلول مناسبة لكل المعضلات والمشاكل التي يعاني منها اليمن لكن أنا كواحد من أعضاء المؤتمر وكعضو من أعضاء اللجنة الفنية أؤكد أنه لا توجد هناك أي طبخات ولا توجد أي قرارات مسبقة، القرار سيكون للمندوبين المتحاورين انفسهم وما اتفق عليه المتحاورون طبعاً عبر لجان سيكون هو المعتمد، ويوجد هناك قضايا ستقدم للمؤتمر وهي قضايا عدة ستناقشها التسع اللجان المتخصصة وكل لجنة مخصصة ستناقش كل ما يتعلق بالقضية التي تخصها وبالتالي ستجتمع عدة شهور من ثلاثة شهور إلى أكثر وستقدم تقريراً نهائياً للجلسة الختامية وما وافق عليه المؤتمر وأقروه هو الذي سيكون ناجحاً، لكن أنه توجد طبخات أنا شخصياً لا أتفق مع ذلك.

أوراق سياسية
• يرى بعض المحللين أن القضية الجنوبية والحراك الجنوبي ليست سوى أوراق سياسية لعبتها وتلعبها الأطراف السياسية للضغط على بعضها البعض.. ابتداءً من تبني المشترك للمتقاعدين المطالبين بحقوقهم عام2007م وتوفير الدعم لهم والغطاء السياسي ليحوّل ذلك إلى حراك سياسي للضغط على السلطة والنظام آنذاك.. لكن النظام بالمقابل تبنى حِراكاً أو دعم فصائل حِراكية تطالب بالانفصال وفك الارتباط وذلك للتشويش على الحراك المدعوم من المشترك وخلط الأوراق عليه.. باعتبارك أحد رموز وقادة الحراك الجنوبي.. هل من توضيح أكثر.. وهل سيستمر اللعب بالقضية الجنوبية كأوراق بين أطراف الحوار؟
-الحقيقة أن القضية الجنوبية هي قضية حقيقية موجودة على الأرض، والقضية الجنوبية هي قضية اجتماعية ثقافية سياسية سكنية وهي لامست كل أوضاع الحياة في الجنوب لذلك فهي قضية سياسية بامتياز، هي ممكن تقول من حيث الطرح عدة آراء، هناك من يطلب الانفصال وهناك من يطلب فك الارتباط وهناك من يطلب الفيدرالية وهذه الآراء ولكن الصحيح هو الرأي الذي سيتخذه المؤتمر في القاعة.. وما سيتخذه المؤتمر من قرارات, وهي التي سنلتزم بها ولا يوجد لنا أي أوراق.. هناك مشاكل حقيقية في الجنوب فالمبعدون عن العمل هم أكثر من 450 ألف شخص وقضايا الإسكان هناك أكثر من 1350 منزلاً مصادراً, ومزارع الدولة هناك أكثر من 25 مزرعة مصادرة وكذا أكثر من 40 مزرعة من مزارع التعاونيات الخدماتية هي ما تم مصادرتها وممتلكات الدولة في الجنوب كلها مصادرة.. لذلك هناك مشكلة حقيقية موجودة في الجنوب وأهمها إعادة الشراكة وإعادة المبعدين عن أعمالهم.. إذاً فالقضية الجنوبية لها مفردات لابد من حلها..
نحن نتكلم فيها الآن لأن الناس هناك يعانون من مشاكل عديدة فهم يعانون من السكن (أزمة مساكن) يعانون من التعليم يعانون من الصحة يعانون من الغلاء, وهذه الأمور لابد أن نضع لها حلاً في إطار العمل القادم إن شاء الله وهي أعباء كبيرة نطلب من الدول الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية بأن تتعاون معنا فيها, وأن يتعاونوا معنا في إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل, وعلى فكرة العاطلون ليسوا موجودين في الجنوب فقط بل البطالة موجودة في الشمال أيضاً فالعاطلون حسب ما أعرف يبلغون في اليمن كلها حوالي مليونين منهم مليون و400ألف في الشمال و600ألف في الجنوب ولذلك هؤلاء الناس بحاجة إلى إيجاد عمل لهم, إضافة إلى توفير عمل للذين تم إبعادهم من أعمالهم.. القضية الجنوبية بحاجة إلى التفكير لإيجاد تمويل، من أين نمول القضايا التي نريد حلها لكن مستقبل اليمن كبير وخيرات اليمن موجودة، أهم شيء هو أن توجد دولة فاعلة وأن يوجد عمل وأن يوجد تحصيل ضرائبي لمقدرات البلد الموجودة وبالتالي نتمكن من توفير الاحتياجات المطلوبة لأبناء الشعب بما فيه إعادة المياه والكهرباء وخاصة أيام ارتفاع الضغط والحرارة وخاصة في عدن وحتى في صنعاء لابد للدولة أن تفكر كيف يمكن أن تضمن المياه لفترة قادمة لصنعاء.

التزامات
• إحدى المشاكل الرئيسية في الجنوب أن المجتمع كان قبل الوحدة مجتمعاً اشتراكياً يعتمد الناس فيه على الدولة كلياً في توفير وتأمين احتياجاتهم ومتطلبات عيشهم الأساسية وتأمين سكنهم وغيره.. ويجدون اليوم أنفسهم أمام دولة تخلت عن التزاماتها تجاههم ومثّل ذلك أحد دوافع غالبية البسطاء للمشاركة في الحِراك.. هل تعتقد أن أي نظام قادم يمكنه إعادة ما كان يتم توفيره وضمانه في ظل النظام الاشتراكي؟
-نعم كانت الدولة في الجنوب تقوم بوظيفتها الاجتماعية، والوظيفة الاجتماعية لا تتمثل في تأمين العمل والسكن بل وتتمثل أيضاً في التعليم المجاني والإجباري، حيث كان لايمكن للمواطن ان يترك اولاده يجلسون في البيت من دون تعليم لابد ان يدفع بهم إلى المدرسة ثم يتعلمون حتى يصلوا إلى الثانوية العامة، بعدها لابد ان يذهبوا للخدمة العسكرية وبعد الخدمة العسكرية الدولة ملزمة أن تبحث لهم عن عمل.. إذ كان مسألة العمل موجودة وتجد السكان في عدن في لحج في محافظة حضرموت في أبين، معظمهم يعملون مع الدولة في قطاعات الدولة الوظيفية في وزارات الدولة في تعاونيات الدولة على عكس الأمور التي لاحظناها في الشمال لأنه هنا تجدهم قبائل تجار ومزارعين، والذي ماعنده من هذه الأمور يمكن ان يشتغل خاص، المهم انه مسؤول عن لقمة عيشه، لكن في الجنوب كان معظمهم يعملون مع الدولة وهذه هي المشكلة الأساسية التي تضرر المواطن منها، لذلك اقول إن النظام القادم لابد ان يضع حلاً أولاً لإعادة الأمور المكتسبة في التربية والتعليم والصحة والإسكان والطرقات والمياه وهذا ضروري جداً..
فالناس يتطلعون بأن تكون الدولة مهتمة بهذا الجانب، حتى الأمن والاستقرار كان الناس ينامون في الشوارع ولا يُسرق منهم شيء، يعني الأمن والأمان كان موجوداً، نحن بحاجة الآن لأن نثبت دعائم الأمن وأن يكون الأمن الذي يهرب منه الناس اليوم هو الذي يحمي المواطن في كل محافظات اليمن الجنوبية والشمالية وهذا ماينقصنا الآن ونريده أن يُعالج في المستقبل إن شاء الله بعد مؤتمر الحوار الوطني.

مفاجآت
• بعض المراقبين يرون أن ظهور واستخراج مخزونات نفطية في مناطق جنوبية ولد طموحاً في الجنوب ودافعاً خفياً لدى البعض لإعادة الدولة الشطرية والتمتع بالثروة النفطية في محافظات معينة بدلاً من أن يتشاركها كل اليمنيين.. فما قولك في كلام كهذا؟
-أنا أقول: إن اليمن ثرواته لازالت موجودة في باطن الأرض وأنه هناك مفاجآت، ربما تفاجئنا المحافظات الشمالية بمخزون نفطي ومخزون من الغاز ومن الثروات المعدنية اكثر من الجنوب، ولهذا أنا أتذكر أثناء إبداء الملاحظات في مؤتمر الحوار يأتي واحد من أبناء الجوف ويتكلم اسمه محمد راكان ويقول: عندنا حقول نفطية ضخمة موجودة في الجوف ستكون هدية لشعب اليمن بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني، يعني لاحظ محافظة يمكن تقول: إنها أبعد نقطة من المحافظات الجنوبية وهي محافظة قبلية تفاجئنا أنها هي المحافظة التي تعلن من الآن ان ثروات اليمن جاهزة وما على اليمنيين إلا ان يستخرجوها.. لذا أقول لإخواننا في الجنوب: إن الثروات موجودة في الوطن شمالاً وجنوباً وربما تفاجئنا المحافظات الشمالية بمخزون نفطي وغاز وثروات معدنية أفضل مما هو موجود في المحافظات الجنوبية، رغم اننا على اطلاع ان في الجنوب وفي المحافظات الشمالية يوجد في جبالها الكثير من الثروات المعدنية وإننا إلى الآن لم نتمكن من إجراء الدراسات المتتالية ولابد على الدولة أن تقوم بالدراسات المتكاملة من أجل أن تنهض بالاقتصاد الوطني واستثمار ما هو موجود من خيرات البلد، وبلادنا واعدة إن شاء الله بالخير.

• كلمة أخيرة تود قولها؟
-اولاً أهنئ شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً بنجاح مؤتمر الحوار الوطني. ثانياً: أطمئنهم بأن ما لاحظناه من خلال المؤتمِرين الموجودين والمتحاورين يبشر بخير من أن العقول اليمنية التي وصلت إلى هذه المحطة التاريخية ستستطيع الخروج بمخرجات يرتضيها شعب اليمن، وأدعو شباب الثورة وشباب الحراك الجنوبي إلى الاستمرار في فعالياتهم فهم يمثلون قوة حقيقية لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار.. لننتقل جميعاً باليمن من مجال السياسة والاعتصام إلى مجال العمل والبحث عن مقدرات الشعب اليمني وتعزيز قدرة الدولة وتعزيز الاقتصاد الوطني ورفع قيمة المواطن اليمني داخل اليمن وخارج اليمن وهذا ما نتمناه إن شاء الله في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى