يعاني أهالي محافظات عدن ولحج وأبين بجنوبي اليمن من الانقطاع المتكرر للكهرباء والذي يصل إلى أكثر من أربع مرات يومياً ولساعات طويلة، الأمر الذي ولد استياءً عاماً، خاصة مع بداية الصيف الحار في تلك المحافظات التي تعد أكثر محافظات اليمن حرارة، ولا يستطيع المواطن فيها العيش بدون كهرباء، بالإضافة إلى تعطل العديد من الأعمال في تلك المناطق جراء الانقطاع.
وقال أحمد كليب -وهو مدير مركز تدريب واستشارات بعدن- إن انقطاع الكهرباء مشكلة يعاني منها كل أبناء عدن والمناطق الحارة في اليمن، ويؤثر سلباً على عمل مختلف القطاعات في تلك المناطق.
وأضاف كليب في حديث للجزيرة نت أن انقطاع الكهرباء أدى إلى تعثر العديد من الدورات والبرامج التي ينظمها مركزه، بالإضافة إلى تأثيرها على أداء الطلاب بالمركز وتحصيلهم العلمي وقدرتهم على المراجعة والاستذكار.
ودعا كليب الحكومة اليمنية إلى سرعة حل مشكلة الكهرباء في اليمن عموماً وخاصة في عدن وبقية المناطق الحارة كونها الأكثر تضرراً من الانقطاع، واعتبر الكهرباء هي الحياة في تلك المناطق ولا يستطيع الناس الحياة بدونها خاصة مع فصل الصيف الحار جداً.
وعود بتحسين الأوضاع
من جانبه وعد مدير المؤسسة العامة للكهرباء المهندس عبد الرحمن سيف بتحسين أوضاع الكهرباء في اليمن بشكل عام وخاصة في عدن ولحج وأبين، مؤكداً أن محطة المخاء ستعود لإنتاج 110 ميغاوات خلال أسبوعين، الأمر الذي سيدعم شبكة الكهرباء الوطنية لتغطية العجز العام للكهرباء.
وأوضح في تصريح للجزيرة نت أن عدن بحاجة إلى 165 ميغاوات سيتم تجهيز 145 ميغاوات منها خلال الأيام القادمة، حيث سيتم تجهيز التوربين السادس في محطة الحسوة خلال الأسبوع القادم والذي سيزود المحافظة بخمسين ميغاوات، بالإضافة إلى 25 ميغاوات من محطة المنصورة و13 ميغاوات من محطة خور مكسر بعد استكمال التجهيزات الخاصة بتوليد الطاقة من تلك المحطات، كما سيتم تزويد المحافظة بـ20 ميغاوات من الشبكة الوطنية للكهرباء.
وأشار سيف إلى أن لجنة المناقصات أقرت قبل أيام الاتفاقية الخاصة بتزويد عدن بـ130 ميغاوات من الطاقة المشتراة والتي سيكون 90 منها في محطة المنصورة و40 في محطة الحسوة، منوهاً بأنه سيتم توريد 30 ميغاوات منها بحلول منتصف يونيو/حزيران القادم ، و60 أخرى ستورد خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب القادمين على التوالي، مؤكداً أنه خلال أربعة أشهر لن تكون هناك انقطاعات للكهرباء في عدن على الإطلاق.
وبشأن محافظتي لحج وأبين قال مدير مؤسسة الكهرباء اليمنية إنه سيتم معالجة الانقطاع المتكرر في المحافظتين بتزويدهما بـ10 ميغاوات لكل محافظة من الشبكة الوطنية للكهرباء.
مشكلة قديمة
بدوره قال محافظ عدن وحيد علي رشيد إن مشكلة كهرباء عدن ليست وليدة اللحظة ولكنها قديمة. فمحطات الكهرباء فيها جاوزت عمرها الافتراضي، وزاد الطين بلة التوسع العمراني في المدينة والطقس الحار فيها، مما أدى إلى زيادة استهلاك الكهرباء وخاصة في الصيف، بالإضافة إلى ما تتعرض له شبكة الكهرباء الوطنية من اعتداءات.
وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن السلطة المحلية بعدن بذلت جهوداً كبيرة لحل مشكلة الكهرباء في المحافظة، واستطاعت العام الماضي -وبدعم من رئيس الجمهورية والحكومة- استيراد مولدات كهربائية مستأجرة قدرتها 60 ميغاوات , منوهاً بأنه ورغم تلك المعالجات فعدن ما زالت بحاجة إلى منظومة كهربائية جديدة وبقدرات أكبر للقضاء على مشكلة الكهرباء للأبد.
وأكد رشيد على السعي لمتابعة استكمال رفد عدن بطاقة إضافية قدرها 200 ميغاوات ، على أن يتم تركيب 130 منها، وتوفير 70 ميغاوات أخرى من خلال صيانة المحطات القديمة "وسيتم تنفيذ ذلك -بإذن الله- وإن تأخر قليلاً بسبب بعض الإجراءات الروتينية".
ودعا رشيد الحكومة ووزارة الكهرباء للتسريع بسد حاجة عدن من الكهرباء كونها مدينة عالمية يجب الاهتمام بكل جوانب الخدمات فيها.
يشار إلى أن الحكومة اليمنية في اجتماعها الأخير أقرت إنشاء محطة كهرباء جديدة في عدن بتكلفة بلغت 200 مليون دولار بقدرة 150 ميغاوات في فترة زمنية لا تتجاوز 24 شهراً. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد من اتفاقية وُقعت بين اليمن والكويت تقضي بتمويل دولة الكويت مشروع إعادة تأهيل منظومة الكهرباء في عدن بتكلفة قدرها 35 مليون دولار.