ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم سيشوان الصيني إلى مائة وسبعة وخمسين شخصا كما أصيب خمسة آلاف وسبعمائة آخرين، وشرد آلاف آخرون وفق آخر حصيلة أوردتها وكالة شينخوا الصينية للأنباء. وقد توجه رئيس الوزراء الصيني لي كيغ يانغ إلى الإقليم المنكوب للإشراف بنفسه على جهود فرق الإنقاذ.
وقعت كارثة اليوم في سفح هضبة التيبت في إقليم سيشوان، وهي المنطقة التي تشهد نشاطا زلزاليا كبيرا، والتي ضربتها هزة أرضية قوية في 2008 مخلفة آلاف القتلى.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغإلى حشد الجهود لتوفير العون للمنكوبين في المنطقة، في حين توجه إليها رئيس الوزراء لي كيغ يانغ للإشراف مباشرة على أعمال الإنقاذ.
وأظهرت اللقطات الأولى أبنية صغيرة مدمرة، وأكواما من الدمار في الشوارع. كما أظهرت صور التقطت من الجو مناطق ريفية سويت منازل فيها بالأرض، وأخرى تبدو عليها الأضرار بوضوح.
وكانت حصيلة اولية لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) -نقلا عن مكتب الزلازل في سيشوان- قد اشارت إلى مقتل 113 شخصا، بينما أشارت الحكومة المحلية في مدينة يؤان -التي تدير منطقة لوشان في بيان- إلى أن 2600 شخص جرحوا، بينهم 330 في حالة حرجة، و تهدم نحو عشرة آلاف منزل.
وانقطعت المياه والكهرباء عن منطقة ليشان حيث مركز الزلزال، وقد انهارت معظم المباني في المنطقة الحضرية القديمة، وأقفلت الانزلاقات الأرضية الطرق في كثير من أرجاء المنطقة.
نشر جنود
ونشرت السلطات الصينية ما يزيد عن ستة آلاف جندي، وعددا من الطائرات في سيشوان للمساعدة في جهود الإنقاذ والإغاثة.
وطلب الرئيس الصيني شي جينبينغ بذل أقصى الجهود لمساعدة الضحايا، بينما قال رئيس الوزراء لي كه تشيانغ إنه سيتوجه إلى المنطقة المنكوبة.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن قوة الزلزال بلغت سبع درجات، بينما قدر المعهد الأميركي للجيوفيزياء شدته بـ6,6 درجات. وذكر التلفزيون الحكومي أن انهيارات التربة تعرقل وصول فرق الإنقاذ إلى مكان الكارثة.
رجل إنقاذ يحمل طفلا انتشله من بين الأنقاض (الفرنسية)
ورجح المعهد الأميركي للجيوفيزياء أن يكون هناك "عدد مهم" من الضحايا بسبب الدمار "على نطاق واسع". وقدر عمق الزلزال بـ12 كلم، وهو قليل نسبيا، مما يساهم في زيادة الأضرار.
وشعر سكان في الأقاليم المجاورة ومدينة تشنغدو -عاصمة إقليم سيشوان- بقوة الزلزال، مما دفع كثيرين منهم للخروج من المباني، وذلك حسب روايات وردت على موقع سيناويبو للتواصل الاجتماعي الذي يشبه تويتر.
عشرون ثانية
وقال أحد سكان شينغدو -في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة- إنه شعر بالهزة الأرضية لحوالي عشرين ثانية في شقته الواقعة في الطابق الثالث عشر.
ويقيم في مدينة يؤان نحو 1.5 مليون شخص، وهي تعتبر الحاضرة الرئيسية لثقافة الشاي الصينية، ومركز الحفاظ على حيوان الباندا المهدد بالانقراض، والذي أشارت الأنباء إلى أنه لم يصب بالضرر.
وكان زلزال قوي ضرب في 2008 إقليم سيشوان الذي يعد واحدا من أكثر الأقاليم اكتظاظا بالسكان، مما أدى إلى سقوط حوالي سبعين ألف قتيل، وفقدان 18 ألفا آخرين.
وتشهد الصين باستمرار زلازل، وكان أعنفها زلزال يعد واحدا من الأقوى في التاريخ، ضرب منطقة تانغشان (شمال شرق) في 1976 وأدى إلى سقوط 242 ألف قتيل رسميا و700 ألف حسب مصادر أخرى.