أعلنت مؤسسة حرية للحقوق والحريات الاعلامية والتطوير أن مستوى الخطر على حرية الاعلام في اليمن ارتفع إلى اللون (البرتقالي) وهو المستوى العالي في مؤشرات الخطر الذي تعتمده مؤسسة حرية في تصنيفها للحالات الخطرة، وذلك بعد وقوع العديد من محاولات الاغتيال للصحفيين وإطلاق النار المباشر عليهم خلال الأيام القليلة الماضية.
واستنكرت مؤسسة حرية بشدة محاولة الاغتيال التي تعرض لها الصحافي منصور نور، مساء الأربعاء الماضي بمحافظة عدن، حيث أطلق عليه مسلحون مجهولون النار بمنطقة دارسعد، أسعف على إثرها للمستشفى وأدخل على الفور قسم الانعاش، وبُتِرت رجله لاحقا بعد تأثّرها بالاصابة البليغة.
وفي بلاغ لمؤسسة حرية أفاد نجل نور، علاء منصور نور أن والده الذي يعمل صحافيا في مكتب صحيفة (26سبتمبر) بمدينة عدن، تعرض إلى محاولة اغتيال في تمام الساعة السابعة مساء الأربعاء الماضي من قبل مسلحين مجهولين.
وأوضح أن أشخاصا مسلحين كانوا يستقلون سيارة، لم يستطع المجني عليه منصور نور تحديد تفاصيلها نظراً للظلام في الشارع، قاموا بإطلاق النار عليه أمام الباب الخلفي لحديقة الملاهي بدار سعد بمحافظة عدن، بعد خروجه من مراسم عزاء، متجهاً إلى مقر عمله، مما أدى إلى إصابته بثلاث طلقات نارية في ساقه اليمنى والتي بترت لاحقا، وهو الآن يرقد في قسم العناية المركزة بالمستشفى وفي حالة صحية حرجة.
وطالبت مؤسسة حرّية السلطات المحلية والأجهزة الأمنية بمحافظة عدن وكافة الجهات المعنية بتحمل مسؤوليتها تجاه ما تعرض له نور وكشف ملابسات الحادثة وتوضيحها للرأي العام وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
وتزامنت حادثة اغتيال نور مع محاولات اغتيال أخرى وحوادث اعتداءات جسدية مباشرة على صحافيين في أكثر من منطقة، حيث تعرض مراسل صحيفة الأهالي في البيضاء ناصر علي إلى محاولة اغتيال أيضا، عبر إطلاق الرصاص عليه من قبل شخص مسلح، أثناء تغطيته لمواجهات مسلحة بين قوات الجيش ورجال القبائل في مدينة رداع، أصيب على إثرها بلطقات نارية في يده اليمنى وأسعف إلى المستشفى وحالته الآن مستقرة.
كما تعرض مصور قناة السعيدة الفضائية بمحافظة الحديده عبدالله أحمد شايع إلى اعتداء بالضرب المبرح ومصادرة الكاميرا ومسح كل ما فيها من مواد مصورة من قبل نحو 20 موظفا في مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة الحديده بقيادة شخص يدعى محمد العوامي، على خلفية تصويره تقريرا عن طفح شوارع الحديدة بمياه الصرف الصحي، تم بثه في برنامج صدى الاسبوع على قناة السعيدة.
وفي مؤشر خطير، تعرّض نجل مراسل صحيفة وموقع (مأرب برس) بمدينة تعز محمد الحذيفي إلى محاولة اختطاف من قبل مدنيين مجهولين، يستقلون سيارة هايولكس مساء أمس الأحد في شارع الروضة بمدينه تعز، وعندما فشلوا في اختطافه قاموا بدهس الطفل بالسيارة في محاولة مقصودة لقتله، أسعف على إثرها للمستشفى بعد أن تعرض لإصابات بليغة في جسده وبالذات في رجله ورأسه.
وأوضح الحذيفي لمؤسسة حرية أن أشخاصا حاولوا اختطاف ولده وهيب البالغ من العمر 13 عاما إلى سيارة هايلوكس غمارتين تحمل لوحة رقم 39528/3 خصوصي أبيض، غير أنه فلت من أيديهم وهرب منهم فلحقوه بالسيارة وقاموا بدهسه بالسيارة في الشارع في محاولة لقتله عمدا.
وتعتبر مؤسسة حرية هذا البيان بلاغا للنائب العام ولوزارة الداخلية ولكافة الأجهزة الأمنية، وتطالبهم بتحمل مسئولياتهم في الوفاء بالتزاماتهم نحو حماية الصحافيين وتوفير المناخ الآمن لممارسة العمل الاعلامي في البلاد، الذي يعتبر أهم ركائز النظام الديمقراطي وحقوق الانسان.
كما تدعو المنظمات الحقوقية والمهتمة بالحريات الاعلامية المحلية والدولية إلى التضامن مع الصحافيين والإعلاميين في اليمن الذين تعرضوا للانتهاكات ومناصرتهم والدفاع عنهم، والانتصار لحرية الصحافة والإعلام في اليمن، التي سجّلت ارتفاعا خطيرا في نسبة الانتهاكات للحريات الاعلامية في الآونة الأخيرة.