رئيسية

هل يتجه اتحاد شباب اليمن لتزكية قائمة اسماء جاهزة لقيادة قادمة؟

اتحاد شباب اليمن الذي تأسس في العام 2003م وبالتحديد في 29 يناير وتم انتخاب قيادته ‏في ظروف قد تكون غامضة نوعاً ماء حيث انها لم تعطي مستوى المشاركة العادلة لأغلب ‏محافظات الجمهورية في قيادة الاتحاد العام وحتى قيادات الفروع في بعض المحافظات ‏وخاصة الجنوبية تم فرض قياداتها بطريقه أو بأخرى من شباب المحافظات الشمالية بغض ‏النظر عن الانتخابات أو التزكية التي تم اجراءها إلا انها لم تكن إلا عبارة عن بزة تم تفصيلها ‏في صنعاء .‏

ومع الاحتقانات الموجودة في المحافظات الجنوبية والانتقادات التي تلقاها الاتحاد بسبب ذلك ‏اقدم على اجراء بعض التغييرات بالوساطة في بعض المحافظات بصورة التفويض أو التنازل ‏لشباب من المحافظات الجنوبية إلا ان قيادة الاتحاد العام ظلت كما هي فاقدة للشرعية بعد ‏انتهاء فترة ولايتهم في نهاية العام 2006م الذي كان من المفترض ان يتم في ذلك الحين اجراء ‏انتخابات لاختيار قيادة جديدة للاتحاد ولا نعلم كيف استمر الاتحاد في تسيير انشطته وسحب ‏ارصدته المالية بعد ان انتهت فترة صلاحيته بانقضاء الفترة المحددة في القانون ولا نعلم من ‏الذي مدد له فترة بقاءه لممارسة مهامه بغير وجه حق .‏

‏ حيث استمرت قيادة الاتحاد برئاسة الاستاذ / معمر الارياني ومن معه يمارسون مهامهم ‏بانفرادية دون شرعية تذكر لعدة اسباب اهمها ان بقاءهم اصبح مخالف لقانون وزارة الشئون ‏الاجتماعية والعمل رقم (1) لعام 2001م الذي ينظم عمل الاتحادات والجمعيات والمؤسسات ‏الاهلية والذي نص صراحةً بحق التمثيل العادل لكل من يشملهم الكيان التنظيمي جغرافياً ‏حسب التسمية والأهداف في اللائحة الداخلية وبما انه سمي اتحاد شباب اليمن اذاً لابد ان يكون ‏الحق لكل شاب يمني الانتساب اليه اضف إلى ذلك فقد حدد القانون فترة اجراء الانتخابات كل ‏اربع سنوات مع تقديم تقرير تفصيلي للجمعية العمومية أي – الاعضاء - عن كل الانشطة ‏التي تتعلق بالاتحاد بما فيها الامور المالية التي شكك في صحتها كثير من الكتاب والنقاد ‏واعتبر اخرون انها تتعرض للنهب المنظم .‏

‏ وفي حين اصبح الكثير من الشباب يطلق عليه اسم " اتحاد معمر " نظراً لتمسكه الشديد ‏برئاسته والتصرف به كما يحلو له حسب وصف البعض، بهذا يبدوا انه قد فقد اهدافه ورؤيته ‏وكيانه بالمفهوم الوطني الحقيقي، حتى ان استمارات العضوية فيه لا تعطى إلا لأناس محددون ‏لا نعرف ما هي المعايير التي تتوفر فيهم ولا تتوفر في غيرهم؟ مع العلم انني اعرف شباب ‏كثير حاولوا الانتساب إلى الاتحاد وطالبوا بالاستمارات عدة مرات ولكن لم تعطى لهم حتى ‏الان، وإذا كانت فيزا عمل في دولة اجنبية لكانوا حصلوا عليها بكل سهوله، بينما استمارة ‏الاتحاد تعثر الحصول عليها وهذا يعد مخالفاً للقانون الذي انشى بموجبه الاتحاد والذي اعطى ‏الحق لكل شباب اليمن الانتساب اليه متى طلبوا ذلك شريطة الالتزام بالقانون والنظام الداخلي ‏للاتحاد .‏

‏ وفي ظل الظروف الراهنة التي تعيشها اليمن وإجماع الكل في الوطن من اقصاه إلى ادناه ‏على التعامل مع هذه المرحلة بصورة استثنائية وأحقية التمثيل العادل للجنوب في الهيئات ‏والاتحادات الوطنية على اساس المناصفة بين الشمال والجنوب باعتراف الحكومة والساسة ‏ومنظمات المجتمع المدني وحتى عامة الناس، وما مؤتمر الحوار الوطني إلا خير دليل، كل ‏هذا ليس من اجل سواد عيون احد أو مجاملة لمكون ما وإنما من اجل المصلحة الوطنية لان ‏الجميع وصل إلى قناعة ان الحفاظ على المصلحة الوطنية يتطلب الاعتراف باتفاقية الوحدة ‏التي تمت في 22/مايو/1990م والإقرار بحق شعب الجنوب في الشراكة بالمناصفة .‏

‏ ومن جهة اخرى اذا كان كل الساسة والقادة والرعية في اليمن وخاصة في الشمال اجمعوا ‏على ان يكون رئيس الجمهورية من الجنوب وتم التوافق على فخامة المشير / عبدربه منصور ‏هادي رئيساً للجمهورية بدون أي منافس وهناك كثير من الهيئات والتيارات منها السياسية ‏والمدنية ...الخ سلكت هذا الطريق وفضلت ان يتولى قيادتها جنوبيون، ومع كل تلك الشواهد ‏والمتغيرات التي طرأت على الحالة اليمنية بعد المبادرة الخليجية، هل يمكن ان تؤثر تلك ‏التغييرات على سياسة الاتحاد العام لشباب اليمن في انشطته وتوجهاته وفي انتخاب هيأته ‏بالمناصفة بين الشمال والجنوب مع امكانية التنازل عن رئاسة الاتحاد لتكون هذه المرة رئاسته ‏لأحد شباب المحافظات الجنوبية حتى يكون الاتحاد رمزاً للمصالحة الوطنية بين شباب اليمن ‏ككل وشريكاً في اعادة الاعتبار لشباب الجنوب الذين تم تهميشهم منذ العام 1994م .‏

‏ اضف إلى ذلك فقد شهدت اليمن خلال العامين الماضيين ثورة من التناقضات وعاصفة من ‏التغييرات اطاحة بعدد كبير من قادة الدولة والمجتمع بما فيهم رموز ورؤوس الجيش اليمني ‏وأوجدت المعادلة الوطنية الجديدة في نسبة التمثيل الوطني بين الشمال والجنوب، والتي يمكن ‏ان تجعل تلك الاحداث من الاخ معمر الارياني ان يتقبل عملية التغيير بروح رياضية وان ‏يكتفي بان يكون من نتائج ذلك التغيير الذي اوصله إلى ان يكون وزيراً للشباب والرياضة ‏والذي ليس من حقه ان يتمسك برئاسة الاتحاد طالما اصبح وزيراً في السلطة التنفيذية ‏والخضوع للأمر الواقع في انتخابات ديمقراطية وإعطاء الفرصة للآخرين في رئاسة الاتحاد ام ‏انه يؤمن بالتغيير الذي يأتي لصالحه ويتهرب من التغيير الذي قد يضر بمصالحه .‏

‏ لقد تطرقت إلى هذا الموضوع ليس بسبب اي عداء مع الأخ معمر الارياني بالعكس في ‏الجانب الشخصي اكن له كل الاحترام والتقدير بعيداً عن الممارسات الخاطئة التي يسلكها في ‏قيادة الاتحاد وهو شاب يتمتع بنشاط وقدرات عالية لكن المرحلة الحالية تتطلب منا ان نعمل ‏من اجل المصلحة الوطنية ويجب ان نكون صادقين مع انفسنا ومع من حولنا حتى نتمكن من ‏بناء وطن مزدهر يسوده الامن والاستقرار ويجب ان تأخذ العبر من اخطاء الماضي التي ‏سادها الاقصاء والتهميش ومصادرة حقوق الاخرين والتي خلفت كومة من القضايا والمشاكل ‏باتت اليوم تهدد امن ووحدة واستقرار اليمن بصورة لا ينكرها إلا جاحد .‏

‏ لم اكتب إلا سطور بسيطة جداً عن فقدان شرعية الاتحاد ومستوى استيعابه لكل الشباب ‏الوطني من عدمه وشكل هيئاته الممكن ان تكون في التشكيل القادم، وقد حاولت ان اذكرها ‏للتنبيه بعد ان وصلتني معلومات مؤكدة من بعض قيادات الاتحاد في بعض المحافظات عن ‏شروع قيادة الاتحاد العام لشباب اليمن في الاعداد والتحضير بصورة قد تكون سرية نوعا ما ‏لعقد المؤتمر العام للاتحاد وانتخاب قيادته الجديدة في مايو القادم مما يضع الشباب امام الامر ‏الواقع والاقتناع بالنتائج مثلها مثل سابقاتها، ولازالت مرحلة التحضير يكتنفها الغموض التام ‏حتى اليوم حيث لم نجد فيها اي اليه محددة تواكب متطلبات المرحلة واحتياجات التغيير ‏وتضمن التمثيل العادل للشباب في المحافظات الجنوبية ولم يتم قبل ذلك عقد اي مؤتمرات ‏لفروع الاتحاد في المحافظات التي هي الاخرى فاقدة الشرعية منذ عدة سنوات .‏

‏ وفي الاخير ليس امامي إلا ان اوجه بعض الاسئلة الهامة بحثاً عن اجابات شافيه لها وهي ‏كيف يعملون على التحضير لعقد المؤتمر العام للاتحاد بينما لم يتم الاعلان عن لجنة ‏تحضيرية بعد ان فقدت الهيئة السابقة شرعيتها بالانتخابات منذ اكثر من سبع سنوات؟ وكيف ‏يتم التصرف بالإعتمادات المالية التابعة للاتحاد في ظل غياب صفتهم القانونية وفق قانون ‏الشئون الاجتماعية والعمل الذي حدد فترة الانتخابات كل اربع سنوات؟ وكيف يتم دعوة ‏قيادات من فروع المحافظات في ظل فقدانهم للشرعية منذ سنوات ودون عقد مؤتمرات فرعية ‏لهم؟ وهل لازال الاخوة في الاتحاد لا يستوعب التغييرات التي حدثت خلال المرحلة الراهنة ‏ولا يؤمنون في اهمية التدوير القيادي في الحفاظ على الوحدة الوطنية؟ ام انهم لازالوا ‏يتمسكون بمواقعهم القيادية في الاتحاد واعتباره ملكاً لهم مثل رئيس الاتحاد الذي اصبح يسمى ‏الاتحاد باسمه؟ والاهم من كل هذا وذاك هو هل لازال اخواننا في الاتحاد العام لشباب اليمن ‏يرفضون الاعتراف بحق شعب الجنوب بما فيهم الشباب في التمثيل العادل في عضوية وقيادة ‏الاتحاد بالمناصفة؟

Back to top button