من الأرشيف

مناع يتحدث عن جاهزية مطار صعدة.. ودعوات للرئيس بتعيين محافظ يمثل الدولة

عبرت أوساط سياسية في اليمن عن قلقها العميق إزاء مخاوف تساورها من استخدام مطار صعدة حلقة وصل لنقل الأسلحة المختلفة والذخائر وأجهزة الاتصالات وغيرها من متطلبات الدعم اللوجستي للحوثيين القادمة من إيران أو عبرها بصور مباشرة أو غير مباشرة في ظل السيطرة شبه التامة للمليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي على أهم المراكز المدنية والمواقع الاستراتيجية والطرقات في محافظة صعدة، بما فيها عاصمة المحافظة ومحيط مطار صعدة.

وفي ظل تبعية مطلقة لرأس السلطة المحلية والتنفيذية بالحافظة ممثلة بالشيخ ورجل الأعمال/فارس مناع محافظ المحافظة الذي أعلن غير مرة تبعيته للحوثي وآخرها ما نشرته مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي من فيديو للمحافظ وهو يتحدث عن تبعيته وتلقيه الأوامر ممن سماه "السيد" كناية عن زعيم الجماعة المسلحة/عبد الملك بدر الدين الحوثي..

واعتبرت هذه الأوساط أن سعي المحافظ ومن ورائه جماعة الحوثي خلال الشهور الماضية لإنشاء مدرج بالمطار طوله 4كيلومترات وبتكلفة تزيد عن "1.2" مليار ومائتي مليون ريال وكذا توجيه كافة إمكانيات الجهات الحكومية وكذا صندوق إعمار المحافظة بأعمال الترميمات والتجهيزات والتسوير واستكمال البنية التحتية بصورة سريعة وعاجلة تم تسخير كل الموارد لهذا المطار في حين أن آلاف المنازل والمزارع والمدارس والمصالح الحكومية مازالت مهدمة جراء حروب التمرد الحوثية الستة والتي خلفت عشرات آلاف النازحين من المواطنين من أبناء صعدة معظمهم موزعون في أمانة العاصمة ومحافظتي عمران وحجة ومنهم بدون مأوى سوى الخيام ويعيش الآلاف منهم على المساعدات والمعونات المقدمة من هيئات ووكالات أممية وأميركية وأوروبية منذ سنوات في حين يتم توجيه موارد المحافظة وحتى موار صندوق الإعمار باتجاه تجهيز وتهيئة مطار صعدة الذي لاشك أنه مشروع استراتيجي لمحافظة آمنة مستقرة تحت سلطة الدولة والقانون وليس لمحافظة تحكمها المليشيات المسلحة التي شنت ستة حروب وقتلت الآلاف وشردت عشرات الآلاف ودمرت المنازل والحرث والنسل..

وأشارت هذه المصادر لما سمتها الحركة النشطة والدؤوبة والمتابعة الحثيثة وغير البريئة من قبل محافظ صعدة وعدد من أبرز قيادات جماعة الحوثي المسلحة للمطار الذي نقلت مصادر عن المحافظ بعد زيارته للمطار أمس أن المطار أصبح جاهزاً ومهيئاً بعد الانتهاء من الدرج وأن كل الإمكانيات موجهة للمطار الذي تم إنجازه في زمن قياسي فيما الشعب منشغل بالمرحلة الانتقالية وقضاياها وبالحوار وفي الوقت أيضاً الذي تمت فيه تشديد الرقابة على المنافذ البحرية والبرية والجوية للدولة بعد اكتشاف شحنات من الأسلحة في البر والبحر أهمها الشحنة الإيرانية المضبوطة العام الماضي "جيهان 1" والذي بدأت محاكمة المتهمين فيها هذا الأسبوع بالمكلا محافظة حضرموت.

وأضافت الأمر واضح بجلاء مادامت محافظة صعدة خارج قبضة الدولة وخارج سيادة النظام والقانون وفي ظل سلطة في صعدة لا تتلقى أوامرها من الدولة بل من سيد المليشيات المسلحة وفي ظل الهيمنة المسلحة لمليشيات الجماعة على أهم مراكز المحافظة ومقراتها وبعد التشديدات الأمنية التي تتخذها الدولة على منافذ اليمن في بقية المحافظات فإن مسألة وقضية تجهيز مطار صعدة بمبالغ تجاوزت مئات الملايين إلى المليارات في هذه الفترة تحديداً يؤكد على أجندة خطيرة ونوايا مبيتة أقلها استخدام المطار حلقة وصل مباشرة مع طهران وغيرها من المنافذ التي ستتمكن الجماعة المسلحة وراعيها الإيراني من نقل الأسلحة والذخائر والمؤن وكافة المستلزمات اللوجستية وحتى انتقال العناصر البشرية من وإلى صعدة مباشرة دون الحاجة لموانئ ومنافذ اليمن البحرية والبرية والجوية الأخرى لاسيما وصعدة خارج سلطة الدولة وتحت هيمنة المليشيات المسلحة للجماعة الحوثية.

الأوساط السياسية دعت الدولة والشعب اليمني للتنبه لمثل هكذا مشاريع يتم تسخير كافة إمكانيات وموارد الدولة لها وحتى موارد صندوق الإعمار لما دمرته الحروب وأكدت على الدولة اليمنية وعلى رأسها الرئيس/عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية أن يعيد صعدة إلى حظيرة الوطن حضن الدولة وأن يفك أسرها من الجماعات المسلحة وأن يصدر قراراً جمهورياً بتعيين محافظ لصعدة يتلقى توجيهاته من قيادة الدولة ويكون موظفاً لدى حكومة الجمهورية اليمنية،وذلك في أسرع وقت.

ما لم فإن تسخير إمكانيات الدولة في صعدة لصالح جماعة متمرة ودخلت الحوار من باب التمرد المسلح، ناهيك عن تبعيتها لمشروع إقليمي خارجي تنفذ أجندته وتعلن قياداتها التبعية الروحية والولائية لهذا المشروع وإمامه في طهران بعد أن أصبحت الجماعة خنجراً مسموماً في خاصرة اليمن وعنقها بل وفي خاصرة الجزيرة العربية عموماً.

زر الذهاب إلى الأعلى