توقعت بريتش بتروليم "بي بي" البريطانية العملاقة للنفط في تقرير أصدرته، مؤخراً، انتشار طفرة النفط والغاز الصخري التي غيرت سوق الطاقة الأميركية، بالإضافة إلى زيادة إنتاج الغاز الصخري إلى ثلاثة أمثال إنتاجه الراهن، وأن يزيد إنتاج النفط الصخري صعب الاستخراج إلى ستة أمثاله بحلول عام 2030.
غير أن كريستوف رول، كبير الاقتصاديين في "بي بي"، أشار إلى أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن تستطيع بقية الدول اتباع النهج الأميركي، وإلى أنه من المنتظر أن تظل أميركا الشمالية مهيمنة على إنتاج الوقود الصخري طوال العقدين المقبلين، وفقاً لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية.
وقال رول إن الدول الأخرى التي لديها إمكانيات إنتاج النفط والغاز الصخري تفتقر إلى مجموعة العوامل الفريدة التي ساعدت على حدوث الطفرة الهائلة التي تشهدها الولايات المتحدة. وتشمل تلك العوامل قطاعاً راسخاً لخدمات حقول النفط مزوداً بأسطول ضخم من منصات الحفر، وأسواق مالية متقدمة، ونظام مالي متخصص، وملكية خاصة للاحتياطيات.
كما قال رول: "لم تنجح دول أخرى غير الولايات المتحدة وكندا بعد في تجميع هذه العوامل من أجل دعم تنمية الإنتاج".
وساعدت الطفرة الصخرية على زيادة إنتاج غاز الولايات المتحدة بنسبة 20% تقريباً خلال السنوات الخمس الفائتة، الأمر الذي أوصل أسعار الغاز الأميركي العام الماضي إلى أدنى مستوياتها في فترة عشر سنوات، فيما تحول نقص الغاز المطلوب بالولايات المتحدة إلى وفرة زائدة عن الحاجة. وامتدت طفرة الغاز الصخري الآن لتشمل النفط، حيث زاد إنتاج حقول باكين الصخرية بولاية نورث داكوتا من 100 ألف برميل يومياً من خمس سنوات إلى ما يفوق مليون برميل نفط يومياً.
وزاد إنتاج نفط الولايات المتحدة بمقدار 760 ألف برميل يومياً العام الماضي، ما يعد أكبر زيادة سنوية منذ أن بدأ إنتاج النفط تجارياً في الولايات المتحدة عام 1859. وقالت «بي بي» إنه من المنتظر للولايات المتحدة أن تسبق روسيا والمملكة العربية السعودية لتصبح أكبر منتج نفط في العالم هذا العام، على خلفية زيادة إنتاج النفط الصخري والوقود الحيوي من جهة، وخفض إنتاج منظمة أوبك المتوقع من جهة أخرى.
وقالت «بي بي» إنه من المنتظر أن تصبح الولايات المتحدة مكتفية ذاتياً بنسبة 99% بما تنتجه من طاقة بحلول عام 2030 في الوقت الذي تشهد اقتصادات مثل الصين والهند زيادة اعتمادها على وارداتها النفطية، غير أن موارد هاتين الدولتين من النفط والغاز الصخرية هائلة، حيث قالت «بي بي» إن في آسيا ما يقدر بنحو 57 تريليون متر مكعب من الغاز الصخري القابل للاستخراج، و50 مليار برميل من النفط الصخري، بينما يقدر ما في أميركا الشمالية بنحو 47 تريليون متر مكعبة من الغاز الصخري، و70 مليار برميل من النفط الصخري.