من الأرشيف

أمين عام الرشاد يقدم رؤية لبناء الدولة القادمة في الحوار الوطني (نص الرؤية)

ألقى الأمين العام لحزب الرشاد الشيخ عبد الوهاب الحميقاني رؤية الحزب حول هوية الدولة القادمة أمام فريق بناء الدولة بمؤتمر الحوار في اليمن ، وقال الشيخ الحميقاني أن الصراع والتباين بين القوى السياسية اليوم يدور حول قضيتين وهي الإنفراد بالسلطة والاستبداد بها، والاستئثار بالثروة والعبث بها.

وتحدث الشيخ الحميقاني عن الدولة المنشودة التي قال أنها ليست هوية حزب ولا جماعة معينة وليست هوية تقاسميه بين الأحزاب والقوى السياسية، أو هوية توفيقية بين المتنازعين والمتحاورين، وإنما هي كما قال هوية حاضرة في كل لحظة ضاربة في أعماق الزمن راسخة في ربوع اليمن متجذرة في قلوب وسلوك أكثر من خمسة وعشرين مليون يمني.

وحذر من الانزلاق في الصراع حول الهوية حيث قال أنه فخ يجب علينا الحذر منه جميعاً لأنه يسهم في إعاقة ترسيخ الأمن والاستقرار والتقدم والحركة نحو بناء دولة المؤسسات والعدالة وسيادة القانون والحكم الرشيد.
ووضع الشيخ الحميقاني ثلاث نقاط لهوية بناء الدولة وهي:
أولا الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن جزء منها والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية.
ثانياً الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية.
ثالثاً الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات.

ولأهمية الرؤية ننشر نصها..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه وبعد
فإن هوية الدولة هي السمة الدالة عليها بمثابة بطاقة التعريف بها وبشعبها بين الدول والأمم .
ولا ريب أن لكل بلد هويته الذي يتميز بها ويحافظ عليها ويفاخر بها , ولتحديد هوية الدولة التي نريد بناءها فلابد أولاً من تقرير ما يلي :
1- 1- أن الصراع والتباين والاختلاف بين القوى السياسية اليوم يدور حول قضيتين :

الأولى : الإنفراد بالسلطة والاستبداد بها .
الثانية : الاستئثار بالثروة والعبث بها .
ولم يختلف اليمنيون حول هويتهم ولم تكن يوماً من الأيام هي سبب خلافهم أو تخلفهم , والتقرير الدولي الذي حذر في عام 2008م وفي عام 2010م من فشل الدولة في اليمن وصنفها ضمن العشرين دولة الأسوأ فشلاً في العالم والتي تمثل خطراً قادماً على العالم فإنه عزى السبب في دخول الدولة اليمنية دائرة الفشل إلى ضعف الأداء الحكومي وليس الهوية.
2- أن هوية الدولة التي نريد بنائها ليست غائبة عنا سنبحث عنها أو منعدمة منا سنعمل على إيجادها وليست هوية حزب أو جماعة معينه وليست هوية تقاسمية بين الأحزاب والقوى السياسية أو هوية توفيقية بين المتنازعين والمتحاورين , وإنما هي هوية حاضرة في كل لحظة ضاربة في أعماق الزمن راسخة في ربوع اليمن متجذرة في قلوب وسلوك أكثر من خمسة وعشرين مليون يمني بارزة في صورهم وتصوراتهم, فهوية دولتنا هي هوية شعبنا الذي يريد ويطلب منا أن نحافظ عليها ونرسخها في دولته القادمة.
3- إن الانزلاق في الصراع حول الهوية فخ يجب علينا الحذر منه جميعاً لأنه يسهم في إعاقة ترسيخ الأمن والاستقرار والتقدم والحركة نحو بناء دولة المؤسسات والعدالة وسيادة القانون والحكم الرشيد والنهضة والنمو والرقي.
4- أن هوية الدولة التي نقررها هنا هي الهوية العامة والمجملة وليست الهوية التفصيلية المختصة بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي ستفصل لاحقاً في الدستور في إطار الهوية العامة وبما لا يتعارض معها .

وعليه فإن حزب الرشاد مع هوية شعبه اليمني ويقررها هوية للدولة التي نريد بنائها كما يلي:

أولاً 🙁 الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة وهي وحدة لا تتجزأ
ولا يجوز التنازل عن جزء منها والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية ).
ثانياً: ( الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ).
ثالثاً: ( الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات ).

وهذه الملامح الثلاثة للهوية هي ما نص عليها دستور الجمهورية اليمنية فيجب تثبيتها في الدستور القادم وتجميدها بحيث لا تكون هذه المواد قابلة للنقض أو التغيير أو التبديل بحال .
وفي هذا المقام ونحن نتكلم عن الهوية فإنه يحتم علينا تذكير أنفسنا جميعاً بما يجب علينا نحو ملتنا وأمتنا من الشعور بالمسؤولية بين يدي الله عز وجل .
فعلينا أن نرسخ هذه الهوية ونحميها وندافع عنها لا سيما فيما يتعلق بدين الدولة ومصدر تشريعها لأننا شعب مسلم أمرنا الله عز وجل أن نخضع لأمره وأن ننقاد لشرعه ولا يسع أحداً الخروج على ذلك والشريعة الإسلامية هي شريعة الرحمة والعدل والخير والتسامح والنهضة والرقي, وأحكامها ومصادرها تستوعب تطور الحياة ونوازلها المتجددة بل إنها تقرر أن تصرفات الناس ومعاملاتهم وشؤون حياتهم ودنياهم الأصل فيها الإباحة ولا تمانع من الاستفادة من التجارب والحضارات والنظم الإنسانية التي لا تتعارض مع أحكامها ونصوصها الغراء.
ونحن جميعاً ننتمي إلى هذا الشعب المسلم المؤمن وإيماننا يقتضي منا الخضوع لشريعته والإيمان بها والتحاكم إليها وعدم الخروج عنها .
قال سبحانه (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا (
وقال سبحانه (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
وقال سبحانه ( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
حزب الرشاد اليمني
عبد الوهاب بن محمد الحميقاني

زر الذهاب إلى الأعلى