[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

من أسرار أزمة المشتقات النفطية خلال عامي 2011- 2012م (بالوثائق)‏

عاشت بلادنا اليمن أزمة خانقة في المشتقات النفطية خلال العام 2011م إلى درجة أن مواد ‏البترول والغاز والديزل، انعدمت من السوق تماما وأصبحت تباع في السوق السوداء بأسعار ‏خيالية، كونه لا يمكن الاستغناء عنها لتسيير الحياة اليومية.‏

ولا شك أن الأحداث التي سبقت أزمة المشتقات، وتزامنت معها، كانت السبب الرئيسي وراء ‏انعدام تلك المواد من السوق، خاصة مع المعارك التي نشبت في أكثر من مكان، بين مؤيدين ‏ومناهضين للنظام السابق، سواء من الجيش الذي انقسم أو من المسلحين. ولكن الذي لا يعرفه ‏أحد، أن هناك أسباب أخرى، كان لها دور أساسي في الأزمة، يقف خلفها تجار نفط، بمساندة ‏من قيادات بارزة في الجيش، محسوبة على الثورة، بعد اعلان الانضمام لها، لكنها لم تنضم ‏لمعاناة الشعب لمساعدتهم على تخفيف الأزمة، بإخراج كميات هائلة من المشتقات وبيعها في ‏السوق بسعرها الحقيقي.‏

حصلنا على عدد من الوثائق التي تشير أن تاجر النفط توفيق عبدالرحيم متورط بشكل مباشر ‏في اشتداد أزمة النفط، وانعدام المشتقات من السوق، حيث تشير احدى المذكرات الصادرة من ‏نائب الرئيس حينها الفريق الركن، عبدربه منصور هادي، إلى وزير النفط، خاطبه فيها بإنزال ‏كميات هائلة من الديزل مخزنة لدى توفيق عبدالرحيم للسوق من أجل التخفيف من الأزمة إلا ‏أن الأخير رفض ذلك.‏

وصدرت المذكرة في وقت حرج، كانت تعاني فيها البلاد من أزمة خانقة في المشتقات، ‏وغير مسبوقة، في تاريخ 27 / 7/ 2011م، حيث يتذكر سكان في العاصمة صنعاء، أن 20 ‏لتر من مادة الديزل بلغ قيمتها 15 ألف ريال، وجاء في مذكرة نائب الرئيس: " الأخ وزير ‏النفط المحترم. بناءً على تقرير الأمن القومي حول المخزون في منشأة حجيف من قبل توفيق ‏عبدالرحيم مطهر والمقدرة ب(27) ألف طن من مادة الديزل. أعملوا على انزالها إلى السوق ‏لتخفيف الأزمة".‏

وأشارت مذكرة أخرى، صادرة من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، إلى وزير النفط ‏والمعادن إلى أن هناك كمية كبيرة من الديزل مخزنة في الخزانين (4، 6) في منشأة حجيف ‏بمحافظة عدن وتبلغ (11.010) طن متري من قبل المؤسسة الوطنية للنفط (توفيق عبدالرحيم ‏مطهر). وجاءت المذكرة بناء على رسالة كانت قد سبقتها للهيئة العليا لمكافحة الفساد، من ‏الجهاز، وافقت فيها الهيئة على تشكيل لجنة من ممثلي كل من ( نيابة استئناف عدن، فرع ‏الجهاز في محافظة عدن، وفرع شركة النفط، وإدارة الأمن في عدن) لتقوم بسحب الكمية ‏المخزنة لدى المتعهد في منشأة حجيف توفيق عبدالرحيم، وتسليمها، لشركة النفط اليمنية، ليتم ‏توزيعها على السوق المحلي. وأشارت المذكرة إلى أن تلك الكمية المخزنة لدى المتعهد توفيق ‏عبدالرحيم، مخصصة في الأساس ليتم توزيعها في السوق المحلي، ومخزنة منذ العام 2008، ‏وأن شركة النفط اليمنية قد أعادت للمتعهد فارق الدعم. ورأى الجهاز المركزي للرقابة ‏والمحاسبة بحسب ما توضحه المذكرة "سحب الكمية واعادة توزيعها في السوق، نتيجة الأزمة ‏التي تعيشها بلادنا المتمثلة في أزمة وقود الديزل والبنزين"، مضيفة أن التوزيع يجب أن ‏يكون بعد القيام بمعالجة الكمية في مصافي عدن من قبل المتعهد، نظرا لتغيير مواصفاتها ‏بسبب طول مدة تخزينها.‏

مصدر في شركة النفط أكد لنا أن توفيق عبدالرحيم رفض الانصياع لتوجيهات القضاء ‏والجهات الحكومية المسئولة خصوصاً فيما يتعلق بإطلاق المخزون لديه التي قال أنها كانت ‏ستحل جزء كبير من الأزمة، مشددا على الانتباه أن الكمية (متري وليست باللتر) ما يعني أنها ‏كمية هائلة. وقام توفيق عبدالرحيم بتوزيع الكمية على محطاته الخاصة، وبيعها بسعر السوق ‏السوداء حينها، دون أن يقوم حتى بمعالجتها، وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث مشاكل في ‏محركات كثير من الناقلات والسيارات، والمنشآت الصناعية التي استخدمت ذلك النوع من ‏الديزل، بما فيه المركبات العاملة بالديزل في مدينة تعز.‏

منشأة حجيف بوابة الثراء غير المشروع

يواصل تاجر النفط توفيق عبدالرحيم، استهتاره بالدولة بطرق عدة، ومؤخرا ظهر خلاف بين ‏شركة النفط اليمنية الحكومية والمؤسسة الوطنية للنفط المملوكة لتوفيق عبد الرحيم، حول ‏منشأة حجيف المؤجرة له لمدة 10 سنوات.‏

يقول نفس المصدر السابق، أن عقد الايجار وقع بتاريخ 11/3/2003م، ويفترض به أن ‏ينتهي بحسب المدة المتفق عليها، والمقدرة بـ10 سنوات، في تاريخ انتهى 11/3/2013م، إلا ‏أن المستأجر توفيق عبدالرحيم، رفض تسليم المنشأة بعد انتهاء عقد إيجاره رغم توجيهات ‏الدولة باستعادتها". وطبقا للمصدر فإن توجيهات استعادة المنشأة تمثلت "برسالة وجهها وزير ‏النفط والمعادن احمد عبدالله دارس إلى توفيق عبدالرحيم مطهر مستأجر المنشأة سلمت عبر ‏المحكمة التجارية تنص على تسليم المنشأة يوم 11مارس 2013م بحسب العقد المبرم". إلى ‏جانب قرار مجلس الوزراء بمنع إعادة تأجير المنشأة أو تأجير أو تجديد أي عقود لكافة ‏المنشآت النفطية في محافظة عدن، ولا يزال الكلام للمصدر، حيث تم تشكيل لجنة بحسب ‏توجيهات وزير النفط لاستلام منشأة حجيف إلا أنه تم منعها من الدخول إلى المنشأة من قبل ‏مسلحين مدنيين تابعين لتوفيق عبد الرحيم" وقال أنه لم يكتفي بهذا، بل قام مسلحوه بإطلاق ‏النار على عمال الشركة أثناء محاولتهم نقل المعدات داخل سور المنشأة وإصابة اثنين منهم، ‏أحدهم في حالة خطيرة جراء إصابته بطلقتين في بطنه".‏

خلاصة الإضرار بالاقتصاد الوطني
قام توفيق عبدالرحيم بحسب ما تشير له الوثائق، بتخزين المواد البترولية في منشأة حجيف، ‏تلك المنشأة التي عادت عليه بمبالغ طائلة، لأنها مكنته من التحكم بالسوق والبيع بالسعر الذي ‏يريده هو. كان يستلم الديزل لتموين الكهرباء والمستهلك المحلي, إلا أن تخزينه وعدم بيع تلك ‏الكميات تسبب بحدوث أزمات تموينية خطيرة، خاصة في المحافظات الجنوبية. لا يمكن ‏الاستهانة بالكميات المهولة التي تم تخزينها في المنشأة، فقد أضرت بالاقتصاد الوطني، ‏وساهمت في تفاقم أزمة المشتقات خلال العام 2011-2012م، كون الدولة تصرف مبالغ ‏طائلة دعما لهذه المشتقات، إلا أنه يتم بيعها إلى جهات غير مستهدفة بالدعم، كالمصانع ‏الخاصة التي يفترض أن تشتري الديزل بالسعر المحرر (غير المدعوم). وتوضح مذكرة نائب ‏الرئيس حينها، أن حجم تلك الكميات بلغ أكثر من إحدى عشر ألف طن متري أي ما يعادل ‏أكثر من ثلاثة عشر مليون لتر ديزل وهي الكمية المخزونة في الخزانين (4,6) منذ عام ‏‏2008م الأمر الذي سبب اختناقا في هذه المادة.‏

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367363275.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367365170.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367371346.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367369451.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367370813.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367363907.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367371386.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367367122.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367371555.jpg

https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/old/dir2/images2/2013/4/6/1/2/1367366282.jpg

زر الذهاب إلى الأعلى