أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً يقضي بإرسال بعثة خاصة للأمم المتحدة لمساعدة الحكومة الناشئة في الصومال، تسمى "بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال" (أنسوم). وستكون مهمتها مساعدة الحكومة الجديدة في "بناء السلام والدولة".
ووفق نص القرار، فإن البعثة مكونة من مائتي خبير في مجالات الأمن وحقوق الإنسان والسياسة والمالية، وستباشر مهمتها -وفق دبلوماسيين غربيين- بحلول 3 يونيو/حزيران، وتستمر ولايتها فترة أولية مدتها 12 شهراً، وقد تكون مقدمة لوضع القوة الأفريقية الموجودة في الصومال -والبالغ عديدها 17000 جندي- تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال القرار إن البعثة سيكون من أبرز مهامها القيام ب"مساع حميدة" توفرها الأمم المتحدة لعملية السلام والمصالحة التي تضطلع بها الحكومة، ودعم بعثة الاتحاد الأفريقي والحكومة بتقديم المشورة بشأن السياسات العامة في مجاليْ بناء السلام والدولة.
وأضاف أن البعثة ستعمل على مراقبة أية انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي -بما في ذلك المرتكبة ضد المرأة والأطفال- وتقديم تقارير عنها إلى مجلس الأمن الدولي. كما نص القرار الأممي على إعطاء البعثة الحق في مساعدة الحكومة الصومالية في صد "الجماعات الإسلامية المسلحة".
وطبقا للقرار، فإن البعثة الجديدة ستتخذ من العاصمة مقديشو مقراً، وسيجري نشرها في أجزاء أخرى من البلاد بناء على طلب الحكومة وحسبما تسمح به الظروف، مشيرا إلى "التقدم المهم" الحاصل في الصومال منذ السنة الماضية، رغم غياب حكم الدولة منذ أكثر من عشرين عاما.
وقال سفير بريطانيا بالأمم المتحدة مارك ليال غرانت -الذي وقفت بلاده خلف صدور القرار- إن البعثة الجديدة تمثل "الالتزام الأممي الأكثر أهمية بالصومال في العقدين الأخيرين".
ترحيب صومالي
وبدوره، رحب سفير الصومال لدى الأمم المتحدة علمي أحمد دوالي بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن إنشاء البعثة الدولية في الصومال. وقال -أمام المجلس- إن القرار يدعم الحكومة الجديدة بالصومال، وييسر لها تحقيق السياسات المتعلقة بتطوير حكومة الصومال وأمنه، وغير ذلك من المجالات.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذا القرار "يضمن على الأقل الخطوات الأولى" لدعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأن هذا الدعم سيكون أكثر فعالية وخاصة مع تشكيل بعثة "أنسوم" التي ستضمن أن لدى الصومال وحكومته "باباً واحداً" لإجراء الحوار وتقديم الدعم.
وكان أمين الأمم المتحدة بان كي مون قد عيّن البريطاني نيكولاس كاي ممثلاً خاصاً له بالصومال خلفاً لأوغسطين ماهيغا الذي تنتهي ولايته في 3 يونيو/حزيران المقبل. ومن المقرر أن ينظم بالسابع من الشهر الجاري مؤتمر دولي بلندن لحشد الدعم المالي للحكومة الصومالية الجديدة المنتخبة.