قال سياسي يمني بارز، إن المنتمين لجماعة الحوثي المسلحة في شمال اليمن أكثر عدداً من أتباع حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين السنية، التي تمتلك أكبر قاعدة جماهيرية منظمة في هذا البلد المضطرب منذ أكثر من عامين. وتحالف «الحوثيون» الشيعة و«الإصلاحيون» السُنة في عام 2011 لإطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي كان حليفاً رئيسياً ل «الإخوان» منذ توليه رئاسة البلاد في عام 1978، وشن في السنوات العشر الأخيرة من حكمه، ست حروب ضد جماعة الحوثي، حديثة التأسيس والنشأة في محافظة صعدة شمالي البلاد.
وقال حسن زيد، أمين عام حزب الحق الإسلامي الشيعي، أحد حلفاء حزب «الإصلاح» في ائتلاف «اللقاء المشترك»: «الحوثيون أكثر من الإصلاحيين»، الذين يُقدر أعدادهم بما لا يقل عن مليوني شخص، حسب مصادر في حزب الإصلاح»، الذي يمتلك 42 مقعداً في البرلمان، ويحل في المرتبة الثانية بعد حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح «المؤتمر الشعبي العام»، صاحب الأكثرية النيابية. وأشار زيد في مقابلة مع محطة تلفزيونية يمنية إلى أن جماعة الحوثي، التي تطلق على نفسها اسم «أنصار الله»، «بدأت تنتشر وتؤثر» على أطراف سياسية أخرى، من بينها حزب صالح، والحزب الاشتراكي، ثاني أبرز مكونات «اللقاء المشترك»، الذي يرأس ويمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية منذ تشكيلها مطلع ديسمبر 2011.
وحذَّر زيد، الذي اشتهر بانتقاداته اللاذعة لمختلف القوى السياسية في البلاد، جماعة الحوثي من الزوال «إذا لم تقر مشروعاً وطنياً سياسياً»، معتبراً أن مشروع هذه الجماعة المذهبية، التي ترفع شعار «الموت لأميركا الموت لإسرائيل»، لا يزال مقتصراً في المرحلة الراهنة على «الدفاع على السيادة الوطنية». وتوقع أمين عام حزب الحق أن «تبلور» جماعة الحوثي مشروعها الوطني على خلفية مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أهم خطوة في اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن انتقال السلطة في اليمن.
وينوب عن «الحوثيين»، الذين عارضوا بقوة اتفاق المبادرة الخليجية منذ توقيعه أواخر نوفمبر 2011، 35 شخصاً في مؤتمر الحوار الوطني، الذي يشارك فيه 565 عضواً يمثلون ثمانية مكونات رئيسية، أكبرها مكون الرئيس السابق.
وعلّق حسن زيد على انخراط «الحوثيين» في الحوار الوطني بالقول: «الرجوع إلى الحق فضيلة»، لافتاً إلى أن جماعة الحوثي كانت ستخسر الكثير في حال رفضت المشاركة في مؤتمر الحوار الذي يبحث منذ انطلاقه يوم 18 مارس، إعداد دستور جديد وحلول جذرية للأزمات الكبرى في اليمن، من بينها وضع جماعة الحوثي التي تحكم ذاتياً، منذ عامين، محافظة صعدة المحاذية للملكة العربية السعودية.
من جهتها، انتقدت مصادر في حزب «الإصلاح» تصريحات زيد المتعلقة بحجم جماعة الحوثي، التي خاضت منذ 2011 معارك متقطعة مع مليشيات قبلية موالية للإصلاح في أكثر من منطقة شمال اليمن. وقالت تلك المصادر ل «الاتحاد»: «إذا كانت جماعة الحوثي بهذا الحجم الكبير، فلماذا خلت مخيمات الاحتجاج بعد انسحاب أعضاء الإصلاح منها»، الشهر الفائت بعد قرار تعليق الاحتجاجات والتظاهرات الأسبوعية. وأشار إلى أن مخيم الاحتجاج في صنعاء «بات شبه خالٍ» على الرغم من استمرار «الحوثيين» في الاعتصام. وتساءلت تلك المصادر عن سبب «إخفاق» حزب الحق، وهو واجهة سياسية للتشيع في اليمن منذ أكثر من عقدين، في حصد مقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 1997 و2003.