[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القيادي بحزب السلم والتنمية السلفي مراد القدسي: منفتحون على الجميع (حوار)

أخيرا، قطعت جماعة الحكمة (السلفية) في اليمن كل التساؤلات حول خياراتها السياسية المطروحة على الساحة، والتي كانت محصورة بين خياري الانضمام إلى حزب الرشاد السلفي؛ أو تأسيس حزب سياسي جديد خاص بها.

جماعة الحكمة أصدرت قبل ايام بيانا عن اللجنة التحضيرية أكدت فيه قرب إشهار الحزب السلفي الجديد "حزب السلم والتنمية" والذي سيكون بالتأكيد إضافة نوعية كبيرة للمشهد السلفي –بشكل خاص- وللمشهد السياسي اليمني والاسلامي بشكل عام، كون جماعة الحكمة لها تواجد كبير من خلال جمعية الحكمة اليمانية الخيرية وبعض المراكز التعليمية والدعوية في مختلف محافظات الجمهورية.

الشيخ مراد القدسي المرشح الأبرز - حسب قوائم "إيلاف"- لمنصب الأمين العام لحزب السلم والتنمية، وناقشنا معه جدوى تأسيس الحزب ولماذا تأخر إعلانه، ونتائج الحوارات التي جرت بين الحكمة والرشاد خلال الفترة الماضية، وما أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها، وعن البرنامج السياسي للحزب وحجم تعامله مع الأحزاب الأخرى، ومسائل سياسية عامة كالمرأة والعمل السياسي، والتعامل مع الغرب، والشراكات أو التحالفات السياسية، وبعض تفاصيل التشابك بين الديني والسياسي، وتفاصيل أخرى تجدونها في ثنايا الحوار الذي يعيد نشوان نيوز نشره.. إلى التفاصيل:

* شيخ مراد نبدأ من الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام عن قرب إعلان جماعة الحكمة السلفية لحزب السلم والتنمية، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تأخر إعلان هذا الحزب حتى الآن؟
- بسم الله الرحمن الرحيم.. في الحقيقة اللجنة التحضيرية بدأت أعمالها لإنشاء حزب السلم والتنمية في 18 مارس الماضي، وفي ذلك دلالة أيضا على أحداث جمعة الكرامة وهي الجمعة التي تغير بعدها الكثير من مجريات الأحداث في البلاد، وحل الإشكال والأزمة التي كانت في بلادنا، وتحقق بعض الخطوات من نجاح الثورة التي غيرت وتغيرت من خلالها أوضاع البلاد.. إلى الآن لم تتأخر اللجنة التحضيرية في إتمام أعمالها.. بدأت من ذلك اليوم وبقي القليل واللمسة الأخيرة التي سيكون فيها انتخاب القيادات العليا في الحزب وإشهاره.

* الذي أقصده التأخر الزمني في التأسيس؟
- في الحقيقة نحن لم نتأخر زمنيا، نحن كنا عازمون منذ أكثر من عشر سنوات وعندنا بعض الإرهاصات والاستعداد من خلال الأطروحات الفكرية والعلمية؛ على ضرورة تأسيس حزب إسلامي.. وعند الكثير من منتسبي الدعوة السلفية المباركة في اليمن ضرورة العمل السياسي، ولكن لم يكن المناخ مناسب.

* كيف منذ عشر سنوات، وكنتم تعارضون العمل الديمقراطي وفكرة التحزب؟
- هذا غير صحيح، ونحن داخلون في العمل السياسي من حيث تسجيل المواقف الشرعية في كل أحداث البلاد منذ التسعينيات وحتى أيامنا هذه.. أيضا كانت لنا المشاركة من خلال الترشيح لمن نراه مناسبا في مجالس النواب، وكانت لنا مشاركة جزئية لبعض أفرادنا في محافظة حضرموت في المجالس المحلية. وأيضا كنا عازمون بالفعل على تأسيس الحزب ولكنا رأينا ان الوقت غير مناسب في ظل النظام السابق الذي كانت الانتخابات في عهده شكلية ويغلب عليها التزوير، لكننا كنا مشاركين. والآن رأينا الفرصة أصبحت سانحة للاعلان رسميا عن انفسنا كحزب.

* لكن هناك فتاوى لبعض الرموز السلفية بتحريم العمل السياسي وإنشاء الأحزاب السياسية؟
- الحقيقة.. كانت هذه الفتاوى قليلة.. وهي فتاوى اجتهادية خاصة بأصحابها وليست عند الكثير من مشائخ وعلماء الدعوة السلفية وإنما رأي لبعض العلماء.

* "مقاطعا" ماهو الرأي المجمع عليه فيما يخص التحزب لدى السلفيين؟
- الدعوة السلفية لها رأيان في قضية الدخول في العمل السياسي من حيث الانتخابات: رأي كان ظاهرا وقويا في عرضه وهو بالتحريم والمنع، ورأي آخر يرى الجواز وهذا هو الرأي الذي مال إليه الأغلب في فترات متقدمة منذ التسعينيات ويدعو للمشاركة في انتخاب الصالحين والمصلحين والغيورين على أمتنا وديننا، للعمل من خلالهم؛ والمحاولة في تخفيف الفساد في الأرض ومحاولة إصلاح ما أمكن إصلاحه من تشريعات وقوانين في البلاد.

* هل وصل السلفيون جميعا إلى هذه القناعة ويعتبر هذا تحولا لدى السلفيين؟
- ليس هناك تحول في الحقيقة، الرأيان ما زالا موجودان.. وهناك من لازال يمتنع عن العمل السياسي والخوض في تفاصيله الحزبية وغيرها، وهذا رأي يُحترم وله أتباعه، ولكن صار الأغلب والأكثر يميل إلى المشاركة. ولكنا في الحكمة قناعتنا بالمشاركة قديمة وليست طارئة أو جديدة، لا يمكن أن نقول بذلك فنحن نشارك.

* "مقاطعا".. أقصد أن هناك فتاوى معارضة للعمل السياسي؛ كانت تصدر من داخل جماعة الحكمة نفسها؟ هل ما زالت تلك الأصوات تعارض أم تغير الوضع؟
- لايوجد حتى الآن في داخل جماعة الحكمة من يعارض العمل السياسي، بل هناك اتفاق تام على المشاركة في العملية السياسية، ولم يكن هناك امتناع لسبب التحريم أو أنه لا حاجة لنا به.

* إذن ما لذي كان يمنعكم من تأسيس حزب في السابق؟
- كان الامتناع كما حكيت لك في إجابة سابقة، الظروف لم تكن مناسبة لأن الانتخابات كان يغلب عليها التزوير والمناكفات السياسية فكنا ننأى بأنفسنا عنها.

* هل تعتقدون أن الوضع تغير للأفضل بحيث يمكن أن تساهموا في العملية السياسية ويكون لكم وجود حقيقي فيها؟
- نحن نلمس من خلال مانشاهد في الوضع الحاضر ان هناك تغيرا كبيرا حدث في الحياة السياسية اليمنية، ونحن متفائلون أننا سنسير إلى الأفضل. ونحن ما زلنا في الفترة الانتقالية ولايمكن أن نحكم على الأمور بشكل نهائي إلا على المدى البعيد. لكن نحن من خلال هذه السنوات إن شاء الله، هناك استعدادات لوجود تيارات جديدة وأحزاب جديدة والكل سيخوض هذا الغمار والمهم أن الإنسان يثبت عبر برامجه ما الذي يسعى لتقديمه لهذه الأمة.

* حزب السلم والتنمية من يمثل؟ جماعة الحكمة وحدها أم لديها شركاء آخرون؟
- الحقيقة أن جماعة الحكمة لها دور رئيس في قضية إنشاء حزب السلم والتنمية، لكن هذا لايعني أن الحزب سيكون تابعا ويكون له إدارة خلفية من خلال الجماعة، بل سيكون له الاستقلال التام من خلال قياداته السياسية التي ستنتخب إن شاء الله لتسيير امور الحزب. وهذا الحزب لكل اليمنيين وليس خاصا بالحكمة أو بغيرها، وهو لكل من يؤمن بأهدافه ومبادئة ولكل من يرى فيه القدرة على تحقيق شيء ملموس للامة، وهو مفتوح للجميع.

* هل يمكن ان تعطونا بعض الاسماء البارزة من مؤسسيه؟
- الذين ساهموا في تأسيس الحزب شخصيات كبيرة ونخبة متميزة من اهل العلم التواقين لتقديم ماينفع الامة من خلال العمل السياسي، وهي لجنة اختيرت من الأخوة الذين توافقوا على ذلك..

* ماابرز اسماء في هذه اللجنة؟
- كلهم بارزين وفضلاء ولانزكيهم على الله، بينهم الشيخ عقيل المقطري والشيخ عمار بن ناشر والشيخ الحميري وغيرهم الكثير.

* يعني كلهم من داخل تيار الحكمة فقط؟
- لم نمنع أحدا من الدخول معنا، بل وطالبنا بعض الشخصيات من خارج الحكمة الدخول معنا، لكن البعض اعتذر وله مبرراته التي نحترمها ونقدرها، وعموما لازال باب المشاركة مفتوح لهم ولغيرهم لأن الحزب مفتوح للجميع.

* الشيخ أبو الحسن المأربي ومركز دار الحديث بمأرب هل له علاقة بهذا الحزب؟
- الشيخ أبو الحسن مازلنا على تواصل معه ولعله تأتي البشائر بمشاركته أو مشاركة أتباعه في الحزب، وهو الحقيقة لايريد أن يشارك بنفسه ولم يكن معنا في اللجنة التحضيرية، لكنا على تواصل معه، ومازلنا معه ومع غيره ممن يرغب بالمشاركة في السلم والتنمية.

حزب الرشاد السلفي
* الشيخ أبو الحسن المأربي دخل في فترة من الفترات في صلح أو توفيق مابين الحكمة والرشاد، في الأخير يبدو أن التوافق لم يتم، ورأت الحكمة أن تؤسس حزبا خاصا بها، هل ترى ان ابو الحسن سينضم اليكم ام سيفضل الرشاد؟
- يمكن ان يوجه هذا السؤال لأبي الحسن نفسه اذا اردت الاجابة القاطعة، اما نحن فنرى ان له الخيار التام.. وللعلم فلم يكن بيننا نزاع مع حزب الرشاد حتى نقول أنه دخل في صلح. كنا نقول إن حزب الرشاد يمكن أن يكون للجميع إذا استطاع أن يستوعب الطاقات والكوادر والكفاءات بشكل صحيح ومرضي للجميع، لكننا لم نر منه ذلك، اي الاستيعاب بشكل عملي للكوادر والطاقات في تيار الحكمة، وبالتالي رأينا أنه من المصلحة الراجحة عندنا - بعد دراسة وتأني- أن نؤسس حزبا آخر. ولعلنا نستطيع أن نقدم مالم نكن نستطيع أن نقدمه من خلال الرشاد، لكن لايعني هذا أن هناك مناكفات أو مكايدات أو صراعات بيننا وبين الرشاد بل سنسعى إلى التكامل والتنسيق مع كل حزب يريد للبلد الخير، سواءً كان الرشاد أو غيره.

* مانتائج الحوارات التي دارت بينكم وبين الرشاد قبل اتخاذكم القرار بتأسيس حزب جديد؟
- الحقيقة نحن نحمل هذا المشروع قبل أن يحمله الرشاد "مشروع تأسيس حزب سلفي" ونحن الذين ذهبنا لاخواننا في تيار الإحسان والمستقلين للانضمام إلى هذا المشروع. وكنا مشاركين ومؤسسين في اتحاد الرشاد فلما لم نر النتائج التي ظهرت بها انتخابات الرشاد بالشكل المرضي؛ كان لابد أن يكون لنا حوار مع إخواننا في الرشاد فتم الحوار، واتفقنا في بداية الأمر على أن يكون العمل شراكة ومشاركة وأن يكون الحزب للجميع، لكنا أيضا لم نجد الصورة التي تصاغ عمليا من قبل إخواننا في الرشاد في كيفية الشراكة؟ وهم طالبوا أن تكون الشراكة توافقية في المرحلة القادمة، ولكن كيف صورة هذه الشراكة؟ وما هي طبيعتها؟ لم تكن محددة!! بعدها طالبنا من خلال ورقة تقدمنا بها وفيها نوع من التفصيل العملي للمشاركة مع الرشاد. وأظن أن الرشاد وضعوا بعض الإشكالات عليها ورأت الحكمة أن هذا يعتبر رفضا منهم، وبالتالي اتجهنا إلى الخيار الذي رأيناه أجدى وانفع وهو تشكيل حزب جديد.

* ما هي مطالبكم التي كنتم تريدونها من الرشاد؟
- مطالبنا أن يكون هناك مناصفة في العمل، وفي المشاركة، إذا كانت الرئاسة لهم فالأمانة لنا والعكس، المهم أن نتفاوض على ذلك ونتفاهم.. الاخوة وضعوا إشكالات قالوا انها قانونية وواقعية على أنه لايمكن ذلك وإنما سنتوافق مستقبلا، وبناء عليه رأينا في الحكمة أن لا جدوى من الدخول في شيء لا نعرف ماذا سيكون مستقبلا. فلذلك استخرنا الله تع إلى وتشاور الاخوة فيما بينهم وخرجوا برأي أن نستمر في عملنا وتأسيس حزبنا لأن لدينا الكوادر الكبيرة التي بإمكانها أن تؤسس حزبا والتكامل مع إخواننا.

* كيف ستكون علاقتكم بحزب الرشاد على ضوء حواراتكم السابقة معهم؟
- لا أستطيع أن أتنبأ الآن أو اخبرك كيف سيكون حجم التنسيق والتعاون بين الحزبين، لكني التقيت بالشيخين الفاضلين الشيخ محمد العامري رئيس الرشاد، والأمين العام الشيخ عبدالوهاب الحميقاني، وقلت لهم إن شاء الله نكون على تنسيق وتكامل وأبديا استعدادهما لذلك، وأظن أن هذا الذي سيكون..

* أقصد هل هناك صيغة عملية للتنسيق، كالنزول في قائمة واحدة في الانتخابات مثلا أو غيرها من القضايا السياسية التي يتم التنسيق حولها بين الاحزاب المتقاربة؟
- الصيغة العامة للتنسيق وكيف سيكون؟، وهل سننزل بقائمة واحدة في الانتخابات القادمة أو لا؟، اعتقد انها اسئلة سابقة لاوانها، وهذا ستحدده الهيئة العليا للحزب في المرحلة القادمة، ولن نستبق اجتماعاتها وقراراتها بهذا الشأن.

* هل تلقيتم رسالة تهنئة رسمية من الرشاد بعد التناولات بأنكم ستعلنون الحزب؟
- هو الحقيقة لم يعلن الحزب رسميا، ولم يُشهر رسميا حتى ننتظر من أي حزب التهنئة.. هو مجرد بيان أردنا من خلاله قطع دابر التكهنات التي ظهرت في الإعلام والتي أظهرت بعض الأسماء والشخصيات، وأظهرت بعض الخلافات التي هي متوهَّمة وغير واقعية، فأحببنا أن نبين أن هذا الحزب موجود وأن اللجنة التحضيرية انتهت من أموره ويتزعمه فلان وفلان وذكرنا بعض قادة الحزب كالشيخ الدكتور عقيل المقطري وغيره.

* متى تتوقع إعلان وإشهار الحزب؟
- قريب إن شاء الله، المسألة إجرائية نظامية وقانونية؛ وهي التي قد تؤخرنا أو تعجلنا، لكن نحن خلال هذا الشهر نحاول قدر الإمكان.

* هل قدمتم أوراق طلب قبول الحزب إلى لجنة شؤون الأحزاب أم لا؟
- إلى الان لا؛ لم نتقدم، لكن سنتقدم إن شاء الله قريبا.

* برنامج الحزب
* نريد أن نعرف منكم ما الذي ستقدمون وتضيفوه، بمعنى ما الذي يميز برنامجكم السياسي عن غيره؟
- الحقيقة أن أي برنامج سياسي لأي حزب لابد أن يرتكز على مرتكزات. من تلك المرتكزات أولا: أن العمل السياسي ليس مجال تشريف إنما هو مجال تكليف، وأن من يدخل مجال السياسة لابد أن يتحلى بروح المسؤولية، وأن يقدم شيئا جديدا للأمة.
نحن قدمنا لأمتنا خيرا وقدمنا لأمتنا دعوة ولمس الناس أثرنا الكبير في هذا الباب، ونستطيع إن شاء لله من خلال العمل السياسي أن نقدم شيئا آخر، وأضن أن في برنامجنا السياسي الكثير الذي يمكن أن نقدمه من خلال الحفاظ على هوية البلد وثقافته وعقيدته وأخلاقه وقيمه أولا، ثم السعي للحفاظ على استقرار وأمن البلاد.

* كيف يمكن أن تعملوا ذلك في ظل المتغيرات الحاصلة، وفي ظل حوار وطني ودستور جديد وشكل دولة من المحتمل أن يكون جديد؟
- نحن كحزب أو تيار لم نكن عضوا في الحوار الوطني وإن كنا نتابع ما يجري في الحوار، وإذا أمكن نستطيع من خلال أفرادنا الذين في المحافظات من خلال منظمات المجتمع الأهلي، ومن خلال تواجد قياداتنا العلمية في المحافظات أن نقدم رأينا في كل قضية تطرح. لكنا الآن لدينا برنامج سياسي لابد ان نحوله إلى جانب عملي حتى نتكلم عن كيفية ماذا يمكن أن نقدم. نحن نصيغ البرنامج كرؤية، والهيئة التي تؤسس الحزب ستناقشه ثم ستقره ثم سيتحول برنامج عملي في القيادة التي ستأتي إن شاء الله، فهذا هو الذي سيحصل....

* "مقاطعا" لم افهم ماذا تريد بالضبط شيخ مراد؟
- اقصد اني سأتكلم الآن عن تفاصيل ولا أستطيع أن ألزم الآخرين بها لأنها رؤية شخصية لي.. نحن مثلا إذا كان شكل الدولة يتفق عليه عقلاء اليمن- كرؤية شخصية لي- إن كانت الدولة أمام ثلاثة أشكال: شكل اتحادي، أو اندماجي كالوحدة السابقة مع تصحيح مسارها، أو شكل انفصال. وكل الخيارات مطروحة. وفي الواقع أننا يمكن أن نتفق على أمور أساسية، أن اليمن وحدة متكاملة سياسيا ثم شكل الدولة يحدده العقلاء من خلال الحوارات المستفيضة وتطرح جميع المشاريع على طاولة الحوار البناء الذي يقدر فيه المصلحة العليا للبلاد وبعد ذلك ما يختاره الشعب وتختاره هذه الأمة نحن لن نكون شاذين ونخالف ما تختاره. المهم أن يكون مما يوافق شريعة الله وما يحقق المصلحة العليا للبلاد.

* ماوراء السلم والتنمية؟
* اسم الحزب الآن السلم والتنمية.. الاسم عميق وكبير هل تملكون البرنامج السياسي بما يوافق هذا الكلمة؟
- عندما يسمع الآخرين أو يقرءون عن برنامجنا لهم أن يحكموا: هل نملك أم لا.. لكننا من خلال مانكتبه نظن أننا نملك وواثقون بأنفسنا أننا لدينا مانقدمه ومتفائلون.

* ما هي مقوماتكم؟
- مقوماتي: الناحية الفكرية التي أضعها للأمة من خلال أطروحات متوازنة وسلمية ومحققة للمصالح. أيضا من خلال الكوادر المؤهلة فالحمد لله من خلال استعراض بسيط للكوادر الموجودة لدينا نجدها كوادر مؤهلة أكاديميا في كثير من المجالات. الشيء الآخر من خلال الانتشار والتواجد، فلنا تواجد -الحمد لله- في كثير من المحافظات خاصة المحافظات الرئيسية الكبرى التي لها تأثير في صناعة القرار في يمننا الحبيب. أيضا نستطيع ان نفتح أي تفاهم أو لقاءات مع الآخرين لتتلاقح الأفكار والتجارب، ولايعني أن الإنسان سيأتي بشيء لم يأتِ به الأوائل إنما قد نحسن أو نستدرك أو نعدل بعض ما أمكن من البرامج السابقة التي أخطأت في أطروحات برامجها.

* كما تعارف واشتهر عن السلفيين أنهم أصحاب نفس قصير في مسألة التعامل مع وجهات النظر الأخرى، والبعض يقول معارك السلفيين فيما بينهم لم تحسم بعد، فكيف سيتعاملون مع المتباينين معهم سياسيا في قضايا كثيرة وكبيرة؟
- أولاً.. معارك السلفيين فيما بينهم البين هي معارك وهمية في رؤوس أصحابها الذين يبتكرونها، يبتكرون صراعات ويتهمون الآخرين بتهم جاهزة، وهي جزاف في كثير منها، وأيضا يُحملون الأمور غير ماتحتمل ويتناقضون حقيقة، ولذلك هم يختلفون فيما بينهم كل فترة وفترة. ونحن لانلتفت إلى صراع معهم ولسنا بحاجة إلى أن ندخل في معارك جانبية هامشية تعيقنا عن مشروعنا الإسلامي الحضاري في بلادنا اليمن. أما الانفتاح على الآخرين نحن ما دخلنا العمل السياسي إلا ونعرف أنه لابد من الانفتاح على الآخرين وماعندنا أننا كنا منغلقين أصلا. لنا لقاءاتنا الموسعة من خلال تيار حزب الإصلاح وغيرهم من الأحزاب. لقاءاتنا مع التيارات الدينية كتيار الحوثي، تمت لقاءات وفتحنا مجال للحوار، وهم يتعجبون أننا نطرح طرحا متوازنا وسنظل هكذا. سنكون على مسافة قريبة من الجميع، المهم أن نغلب المصلحة العليا للبلاد.
الحقيقة ما عندنا في فكرنا ولا في منهجنا أننا نمتنع من الحضور والانفتاح على الآخر، بل ديننا يدعونا إلى الحوار، والحكمة ضالة المؤمن ولابد من الاستفادة من التجارب، وأضننا سنمارس العمل السياسي بهذه الصورة.

* هل يمكن أن يشكل السلم والتنمية مع الرشاد وأحزاب أخرى تكتل خاص بهم، أم يمكن أن ينضم إلى اللقاء المشترك أو غيره من التحالفات القائمة؟
- أظن أن دورنا ليس دور أن ننضم إلى تحالفات سابقة سواءً اللقاء المشترك أو غيره. نحن سنبدأ أولاً بالبناء الداخلي لحزبنا والنظر في برامجه والسعي لتحقيقها في الواقع. ثم كل موقف وكل قضية وكل أمر يحتاج إلى اللقاء مع أي طرف؛ ويحقق ذلك مصالحنا ويتماشى مع مبادئنا التي أسس الحزب من أجلها فلا مانع لدينا. أما أننا سنلزم أنفسنا بتحالفات هنا أو هناك أظن أن ذلك ليس مجديا في هذه المرحلة.

* "مقاطعا".. هناك من يرى أن طبيعة المرحلة خاصة بعد موجة الربيع العربي، ان الأمور السياسية كانت أقرب إلى التكتلات مثلا في مصر كان هناك ائتلافات معينة سواء الإسلاميين والليبراليين، هل في حساباتكم قيام مضلع للمثلث السياسي؟
- هذه قضية في حساباتنا، وهذا سنقره من خلال الدراسة الواقعية في المرحلة التي تتناسب مع ذلك والتي سنحتاج إليها، أما الآن لا أستطيع أن أفتئت وأقول أننا سندخل أو لا. لأن النفي والإثبات يحتاج إلى دراسة وتأني.

* من تظن أنه أقرب إليكم من الأحزاب السياسية؟
- والله كل من يحمل هم هذه الأمة وعقيدتها وهويتها، وكل من يريد تحقيق مصلحة البلاد هو أقرب إلينا. وأظن أن إخواننا في الرشاد أقرب من الجميع، والإصلاح حزب عريق وكبير وغيرهم ممن يمكن أن يحقق نفس سياساتنا أو يمكن أن نتفق معه في مواقف معينة المهم أننا نريد الخير لهذا البلد.

* التعامل مع المرأة
* أين سيكون موقع المرأة في حزب السلم والتنمية، كجانب عملي وليس كلافتة خصوصا وأنكم تضيقون من التعامل مع المرأة؟
- الحقيقة ليس عندنا تضييق أو ضيق في التعامل مع المرأة، نحن نقرر ما قررته شريعتنا وأقره رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (النساء شقائق الرجال). فإذا كانت هي شقيقة الرجل فهي شقيقته في الفكر وفي العمل وفي السياسة وفي كل المجالات.. نحن لانضيق وإنما لانريد أن نخرج عن ثوابت شريعتنا وعن عقيدتنا وعن أخلاقنا وقيمنا التي يقوم عليها هذا المجتمع اليمني المسلم، اننا نضع المرأة في المجالات التي تتناسب معها ومع قدراتها وفطرتها وما يحافظ على عفافها وحيائها، وكل المجالات التي تجيز لها الشريعة ومتاحة لها فهي تدخل فيها.

* كجانب عملي في إطار عمل الحزب، هل يمكن أن ترأس المرأة دائرة؟
- إلى الآن لم ندخل في قضية تأسيس الدوائر والكلام عنها، فنحن مازلنا في طور اللجنة التحضيرية. ولكن هذا يخضع إلى سياسة الحزب الداخلية ولوائحه، وأظن أن هذا سابق لأوانه وسيجيب عليه الأخوة فيما بعد.

* كقراءة مستقبلية كيف ستتعاملون مع الدعوات التي تدعوا لحرية المرأة، معلوم أن الحركات الإسلامية والأحزاب تقول بأنها ستمكن المرأة بما قررته الشريعة، إذا كانت هذه الدعوات مخالفة للشريعة، كيف سيتعامل حزب السلم والتنمية في هذه المسالة، ألا تخشون من الدخول في صراع مع الخارج؟
- الحقيقة نحن مشكلتنا في قضية المرأة والخلاف حول عملها في المجتمع. أنا أظن أنها إذا حُلت داخليا سنستطيع كلنا أن نواجه الجانب الخارجي، لأننا إذا كانت هناك أزمة داخلية وخلاف داخلي فالغرب أو من يريد أن يصطاد في الماء العكر منهم يتخللون من خلالنا إذا وجدوا فرقة وخلاف.. إذا اتفقت الأحزاب في البلد أن الإسلام عقيدة وشريعة والمرأة اليمنية جزء من هذا المجتمع وجزء أصيل ولها مكانتها ولها حقوقها الكاملة في كل النواحي التي كفلتها الشريعة فأظن أننا لسنا مختلفين من حيث التقرير والتأصيل. أما أن يُزج بها في أماكن وفي أمور وأعمال لاتتناسب مع فطرتها فيؤدي إلى خروجها عن حيائها وعفتها والإضرار بها، وإفساد المجتمع وإيقاعه بالفتن من خلال المرأة المسلمة اليمنية؛ فأظن أن هذا مرفوض من كل العقلاء والأحزاب ينبغي أن تحافظ على هذا الأصل الأصيل الذي يقوم عليه المجتمع.

* لكن ملامح تمكين المرأة بشكل أكبر ونسب عالية ظهرت في الحوار الوطني؟
- هذه عبارة عن محاولات لإقحام المرأة في أمور قد تضر بها، وأظن أن النساء لن تتجاوب مع ذلك، والآن هم يفرضون أمور تمكين المرأة، وقضية الكوتا، قضية أن تدخل في مجالات كبيرة تتعبها فأنا أقول حقيقة أن المجتمع المسلم له أن يرفض هذه الأمور التي تخالف الشريعة.

* لكن إذا كان المجتمع المسلم هذا الذي تتحدث عنه، لم يرفض تلك المحاولات.. أنتم لماذا لم تتخذوا أي خطوة معلومة على أرض الواقع؟
- إن كنت تقصد بأنتم حزب السلم والتنمية، فهو لم يبدأ بعد حتى نحاسبه على أفعاله. وإن كنت تقصد بأنتم التيار الإسلامي وعلى رأسهم العلماء، فالعلماء بينوا في مواقف كثيرة من خلال بياناتهم أن قضية المرأة ينبغي أن تأخذ بُعدا حقيقيا وواقعيا.. هناك مظالم واقعة على المرأة في مجال التعليم، في مجال حرمانها من الميراث، قد تزوج بغير رضاها، هذه المظالم ينبغي أن ترفع عنها، ويتفق الجميع عليها.
هناك منظمات في البلد أو هيئات تشتغل لصالح إصلاح أوضاع المرأة والمطالبة بحقوقها بما يوافق الشريعة فلا شك أننا نؤازرها ونكون معها. وهناك منظمات تحاول أن تفسد المجتمع من خلال المرأة، كما قال أحد الغربيين "إذا مدت المرأة المسلمة إلينا يدها فقد فزنا بكل شيء" معنى ذلك ان هذه المنظمات تشتغل وتسبح ضد هذا المجتمع وضد قيمه وأخلاقه. وأظن أن المجتمع ينبغي أن يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه في مواجهة هذه المنظمات وأفكارها التي تخالف شريعتنا وقيمنا وأخلاقنا.

* التعامل مع الغرب

* كيف سيكون تعاملكم كحزب مع الدول الغربية، مثل السفارات الغربية والمنظمات الموجودة في صنعاء، هل لديكم رؤية للتعامل معهم؟

- نحن نعيش في اليمن ولنا حكومة ولنا دولة قائمة، فأي تعامل مع الخارج يكون محكوما عبر الدوائر المعينة من قبل الحكومة، اما إن كنت تقصد علاقات دولية فالعلاقات الدولية تقوم بين الحكومات فقط وليس مع الاحزاب.

* لكن الأحزاب الآن لها علاقاتها مع الدول الخارجية عبر السفراء، والسفراء يلتقوا دائما بأمناء ورؤساء الأحزاب في مقراتهم وفي منازلهم؟
- في الحقيقة سيكون عندنا انفتاح في هذا الأمر، من أراد أن يلتقي بنا أو نلتقي به. والمهم في العلاقة أننا عندنا سقف واضح وهو مصلحة البلاد العليا وأمنها واستقرارها والحفاظ على هويتها. لامانع أن يكون هناك لقاءات نعرفهم ما لدينا، وأن نعرف مالديهم، إن كانوا يريدون خيرا لبلادنا فسيكون بيننا وبينهم التعاون في هذا الباب لأن شريعتنا أجازت لنا مثل هذا. لكننا نرفض كما يرفض الكثير الوصاية الدولية والهيمنة على بلادنا والتحكم في طريقة إدارتنا لبلادنا. لاشك أن هذا نرفضه جميعا ولن يكون حزب السلم والتنمية أو غيره من الأحزاب نكرة في هذا الباب بل هذا مطلب للجميع.

تنظيم الحكمة من الداخل
* هناك من طالب من داخل جماعة الحكمة، أن تبدأ الجماعة بترتيب وضعها كجماعة اولا، ثم تعلن الحزب، هل ترتبت الجماعة لكي تعلن الحزب؟
- الحقيقة الجماعة مرتبة من زمان.

* كتنظيم رسمي؟
- التنظيم الرسمي أخذ وقته المناسب في الظهور والوضوح، لكن نحن جماعة منظمة الحمدلله، وقد انطلقنا للعمل السياسي أو انطلق الكثير من كوادرنا عبر هذا الإطار، نحن سنحافظ على حزبنا ولعلنا سنكون إن شاء لله في الحزب، فإذا كنا في الحزب سيكون هو الأمر الذي نلتقي عليه في تحقيق التغيير المنشود الذي ننشده في إصلاح أوضاع بلادنا، لكن العمل الجماعي القائم عليه جماعة الحكمة سيكون منحصرا في الجوانب الدعوية التي كانت عليه وستظل.

* هل سيكون حزب السلم والتنمية الذراع السياسي لجماعة الحكمة؟
- ليس بهذه الصورة، لكن الحاضن والمؤسس له هي جماعة الحكمة. لكن هو حزب لكل اليمنيين، وله قيادته المستقلة التي تدار من داخل الحزب، أما أن نقول ذراع بمعنى أن الجماعة تشرف وتتحكم به..

*"مقاطعا".. هذا الذي اقصده، أن تكون جماعة الحكمة هي من توجه الحزب السياسي؟
- لن يكون واقعيا أن تتحكم فيه. سيكون له استقلاله التام من خلال قيادته التي ستختار وتنتخب. ولكن نحن سنتقبل النصيحة من كل من يريد ان يقدم النصيحة سواءً من جماعة الحكمة أو من غيرها. هناك جماعات دينية ونعرف هناك مذاهب وهناك أحزاب، فالأحزاب لها استقلالها والجماعات لها استقلالها ولايمكن أن يتدخل كل طرف بشأن الطرف الآخر.

* هل أنت مع تعدد الأحزاب السياسية السلفية في إطار الجماعة؟
- الحقيقة من حيث الأصل ينبغي للتيار الإسلامي كله أن يكون حزبا واحدا. لكن أحيانا إذا كانت لاتستوعب هذه التيارات طبيعة المرحلة التي نحن فيها وكيف يمكن أن تجمع الكوادر وتقنعهم ببرامجها، وكيف يمكن أن تفتح لحوار مفتوح لتصحيح المسار التي لديها؛ فإن التعدد سيكون هنا ضرورة من أجل إيجاد مساحة أخرى قد يشتغل بها الآخرون مما قصرت بها الأحزاب السابقة.. عندما نرى حزبا قد قصر في جانب ورآها الآخرون انه لا يمكن الشغل مع هذا التقصير ومع هذا الخلل ولكن هم سيأتون بشيء آخر فأسسوا حزبا اخر، فيكون التعدد إن كان في ظل متغيرات وتقديم نظريات سياسية اجتهادية في تغيير أوضاع البلاد.. أظن أن هذا تعدد راشد ومقبول، بشرط أن لا يكون بينهم البغي والظلم والتراشق بالتهم والمناكفات.

* أنت تتحدث عن أن كل حزب سيعمل على ردم هوة الخلل في الحزب الآخر، أين الخلل لحزب الرشاد حتى أنشأتم حزب السلم والتنمية؟
- الحقيقة أنا لا أريد أن أتكلم عن حزب الرشاد، لأني لست مطلعا على ما يجري فيه، وأدبياته التي صدرت عنه قليلة.. وليس عنده صحيفة أو ناطق حتى نتكلم عن أخطاء. لكن نحن نرى أن الرشاد عندما نشأ؛ نشأ بطريقة مستعجلة ولم يأخذ حظه من الدراسة واستيعاب الآخرين، أيضا لم يوجد شراكة حقيقية في صياغة قيادته ورؤاه، فهذا هو الخلل الذي جعلنا نرى انه لابد من إيجاد حزب آخر، ولايعني أننا نتصارع لكن لابأس أن نوجد حزب آخر نرى أننا سنقدم أكثر مما كنا سنقدمه في ظل قيادة الرشاد الحالية.

* خلافات داخل الحزب
* نقلت بعض وسائل الإعلام إن هناك خلافات وتباينات في إطار جماعة الحكمة، بين من وقفوا مع الثورة ومن وقفوا ضدها، ما أثمرت عنه قائمة جديدة، الرئيس والأمين العام والنائب وبعض المراكز في الحزب، يقال بأنه تم إقصاء الشيخ عقيل بسبب مواقفه؟ وهل القائمة التي نشرت صحيحة؟

- أولا القائمة التي نشرت ليست صحيحة بمعنى أنها قائمة ليست منتخبة، الحزب لم يُشهر ولم تنتخب القائمة. كون هناك مقترحات أو قوائم تُقدم من اللجنة التحضيرية لمن يمكن أن يشغل المناصب بحسب المعايير التي وضعتها اللجنة التحضيرية فهذا عبارة عن مقترح كمشروع. أما أن يقال أنها هي القائمة النهائية وأنها لن تتغير أو تتبدل، فما دور الأخوة القائمين على تأسيس الحزب إن كانت القائمة قد بُت فيها؟
وأما أن هناك خلاف داخل الحكمة حول من وقف مع الثورة ومن وقف ضدها؛ فالحقيقة أن المجلس العلمي للجمعية وهو المجلس الذي فيه علماء الدعوة وقادتها أصدر بيانا متقدما تقريبا بعد جمعة الكرامة بوقت يسير، طالب فيه تحديدا في الفقرة الثالثة: طالب الرئيس صالح بالتنازل عن السلطة، أيضا جاءت المبادرة الخليجية ورحّب بها. هذا هو رأي المجلس العلمي للجمعية. اما تساؤلك حول بعض الأصوات التي لها رأي خاص انفردوا به، وهو (الرأي) لم يكن مساندا للثورة لكنه لم يكن ضد الثورة والتغيير وضد إصلاح البلاد ورفع الظلم عن الناس، فنحن نربأ بأنفسنا أن يكون واحدا منا يقف مع الظلم أو مع الطغيان أو مع إقصاء الآخر أو أن تستمر المكايدات السياسية في البلد.

* لكن يقال أنه تم إقصاء الشيخ عقيل المقطري الذي كان له قصب السبق في الدعوة للعمل السياسي وخرج للثورة مبكرا، وحسب القائمة التي وردت تم تعيينه في دائرة ليست مناسبة لتقدمه السياسي؟
- كما قلت لك أن هذه القائمة وغيرها من القوائم هي مقترحات وليست نهائية، الذي سيحدد أنها نهائية الانتخابات التي ستتم عند إشهار الحزب، لكن أيضا عندما يقال أن الشيخ عقيل أقصي، هو لم يقل هذا ولايجوز التقول عليه، الشيء الآخر عندما يتصور البعض وهو خارج الحلبة ولايدري ماذا يدور في الداخل، يقول أقصي فلان وكذا.. الأصل لابد لنا جميعا – وأنا واحد منهم- أن يوضع كل واحد منا في المكان المناسب الذي يراه إخوانه، فينبغي أن ينزل عند رأي الآخرين. وكون الشيخ عقيل رئيس أو غير رئيس فلا أظن أن هذا إشكال عند الشيخ عقيل نفسه، وهو لم يطلب أن يكون رئيسا ونحن نعتبر الشيخ عقيل كما كان وسيظل مؤسس في هذا الحزب بل هو زعيمه وله التنظير الفكري. أما كونه لايكون في موقع الرئيس ليس مهما، هل كل قادة الأحزاب أو منظريها في الرئاسة، طبعا لا.. تجد كثير من المنظرين ليسوا في الرئاسة ولا في الأمانة العامة. لكن هو في دور كبير بل هو رأس الحزب. وما أحتاج أن نضرب لهذا أمثله. فالشيخ إذا لم يكن في الموقع الرئيس بحسب الانتخابات التي ستتم وبحسب تقدير المصالح المرجوة فإنه سيقوم بدوره الفاعل داخل الحزب، وهذا الذي سيكون إن شاء الله.

* وهل هو راضٍ بذلك؟
- لاشك أن الشيخ قيادة كبيرة وهو مؤسس رئيس. وما أظن أن الشيخ يؤسس في هذا الحزب ويشارك في اللجنة التحضيرية وكان دوره فاعلا ويشارك في الأطروحات الفكرية القديمة السياسية ثم سيُقصى. هذا لن يكون، نحن أول نجاح لنا أن نعرف ونقر تماما بمكانة هذا الشيخ الجليل الذي له مكانته في نفوس الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى