كشف اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية العامل في سوريا أمس الجمعة أن أعضاءه شاهدوا عشرات المرضى الذين يعانون مما يعتقد بأنها نتيجة هجمات بأسلحة كيمياوية، وأكد ارتفاع تلك الأعداد بشكل متواصل.
وصرح توفيق شماع -وهو أحد مؤسسي الاتحاد- لوكالة الأنباء الفرنسية إن لديه عشرات الحالات لهجمات يبدو أنها بأسلحة كيمياوية خصوصا بين المدنيين.
وقال اتحاد المنظمات الطبية -الذي ينشر عشرات الأطباء التابعين له في مستشفيات ميدانية بأنحاء سوريا- إن 97% من الضحايا مدنيون، وإن الحالات تركزت بشكل خاص في أحياء دمشق.
واستند شماع إلى قائمة من 34 هجوما مشتبها فيه جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش في سوريا، ليوضح أن معظم الهجمات تم شنها -على ما يبدو- بواسطة مقاتلات أو مروحيات عسكرية أو صواريخ.
وأضاف أن هذه الهجمات تتكرر بشكل مطرد، وأنه منذ بداية العام الحالي شاهدوا زيادة كبيرة في هذه الهجمات، و"في الأيام الأخيرة تحدث الهجمات بأسلحة كيمياوية في ضواحي دمشق بشكل شبه يومي". وقال إن النظام السوري هو الذي يملك هذه الأسلحة.
من جهته، أعلن الطبيب المختص بالأورام موسى الكردي الذي يعمل في مدينة كامبردج البريطانية، للصحفيين في جنيف أنه شاهد بنفسه أربعة مرضى يعانون تبعات هجوم كيمياوي.
وقال الكردي إن الجرحى الأربعة -وجميعهم من العائلة نفسها- أحضروا إلى المستشفى من منزلهم في سراقب حيث أصيب 26 شخصا وتوفي أربعة في هجوم يشتبه في أنه كان بغاز السارين يوم 29 أبريل/نيسان الماضي، طبقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش بسوريا.
وتتهم جهات غربية والأمم المتحدة النظام السوري باستخدام أسلحة كيمياوية ضد المعارضة المسلحة، وكان مسؤولا أمميا قال مؤخرا إن المنظمة الدولية تتلقى تقارير متزايدة عن استخدام أسلحة كيمياوية في المواجهات المستمرة منذ أكثر من عامين في سوريا.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت سابق إن بلاده تملك "دليلا قويا" على استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية، وأعلن نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن الفحوص التي أجريت على مصابين سوريين يعالجون في تركيا تشير إلى استخدام تلك الأسلحة.
واتهم النظام السوري في وقت سابق الجيش الحر باستخدام سلاح كيمياوي في بلدة خان العسل بحلب مما أدى إلى مقتل 26 مدنيا.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم 27 مارس/آذار الماضي تعيين العالم السويدي أكي سيلستروم رئيسا للبعثة المستقلة التي تتولى التحقيق بشأن احتمال استخدام سلاح كيمياوي في سوريا.