طالب سياسيون ومفكرون وحقوقيون الدولة ببسط نفوذها في محافظة صعدة شمالي اليمن والمناطق المجاورة لها التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، منتقدين ما وصفوها بمزايدة الحكومة والأحزاب السياسية بقضية صعدة.
وقال عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور عمر مجلي إن قضية صعدة حاضرة في أذهان اليمنيين منذ عام 2004، وأبدى أسفه لتسويق مظلومية الحوثي على حساب مظلومية المظلومين من أبناء المحافظة الذين قال إنهم حرموا من حقوق المواطنة والخدمات الأساسية وشردوا من ديارهم وصاروا الضحية في القضية التي تتناولها بعض الأطراف لأغراض سياسية وحزبية –حد قوله.
وأضاف إن خلافات الأحزاب والقيادات الوطنية أضاعت قضية صعدة.
واعتبر الدكتور مجلي في ندوة: "على طريق بناء الدولة.. قضية صعدة" أقامها المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية، إن الحركة الحوثية منهج موغل في العنف وتمجيد الجهاد والحرب، مشيراً إلى انتشار الثأر والعنف والأحقاد والطبقية في صعدة منذ نشأت جماعة الحوثي، ومستنكراً عسكرة طلاب المدارس لخدمة مشاريع غير وطنية.
وطالب مجلي بعودة الدولة إلى صعدة وإعادة الممتلكات واغلاق المعتقلات وتسليم جماعة الحوثي بوجود دولة.
من جهته، طالب الباحث والمحقق في المذهب الزيدي محمد يحيى عزان بمعالجة آثار الحروب في صعدة واطلاق سراح المعتقلين من سجون الحوثي واعادة الممتلكات المنهوبة وتعويض المتضررين والمعاقين وتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم بدون شروط مسبقة، مشيرا إلى أن جماعة الحوثي تشترط على النازحين الراغبين في العودة تعبئة استمارات والتوقيع على تعهدات تمنع عنهم حقوقهم وحرياتهم، وأضاف: "يجب منح النازحين الحقوق التي كانت ممنوحة في عهد صالح على الأقل، وحتى الحقوق التي تمنحها اسرائيل للفلسطينيين".
وتحدث عزان عن ضرورة إلغاء تشريعات أصدرت في ظل غياب الدولة وأخذت وسلبت ومنحت بموجبها حقوق يجب أن تكون لاغية وأن يلغى كل ما ترتب عليها.
وقال إنه لامانع لديه من أن يحكم الحوثي، لكن عبر طرق مشروعة.
وشدد على ضرورة اتاحة الفرصة للحريات والعمل السياسي، معتبرا أن الحديث عن وجود حريات في صعدة "مغالطة"، وأضاف: "لا وجود للحريات في صعدة، والحرية التي يقصدونها أن تكون حرا في مدحهم والتصفيق لهم".
واعتبر عزان أن من يتصور أن الحوثيين يمكن أن يكونوا حزباً سياسيا "فهو واهم".
من جانبه، انتقد عضو مؤتمر الحوار الوطني محمد عيظة الشبيبة موافقة الحكومة على نبش قبر مؤسس جماعة الحوثي واستخراج جثته ونقلها إلى صعدة.
وأضاف مخاطبا الحكومة: "أنتم تعيدون جثث الأموات إلى صعدة ونحن مشردون منذ 3 سنوات.. نحن أحياء نمشي على الأرض فلم لم تعودونا إلى منازلنا!؟". واستطرد: "الحي أولى من الميت يا حكومة الوفاق",مشيرا إلى أن رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة طلب من وزير الدولة حسن شرف الدين نقل تعازيه إلى عبدالملك الحوثي.
وقال إن الشعار الذي ترفعه جماعة الحوثي رفع لاستثمار عاطفة المسلمين وخديعة الناس، معتبرا أن الشعار رفع لقتل اليمنيين.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي "ألغت كل جميل في صعدة، شردت، هجرت، فجرت، اعتقلت، دمرت"، مطالباً بعودة الدولة إلى المحافظة ونزع السلاح من جماعة الحوثي.
الباحث في الجماعات الاسلامية نبيل البكيري قال إن قضية صعدة لم تعد قضية يمنية بحتة وأن العامل الدولي حول القضية إلى قضية خارجية، مؤكدا: "صعدة لم تعد محافظة يمنية إلا في نطاق الجغرافيا"، مضيفا: "قضية صعدة أصبحت واحدة من الملفات في أدراج الخارجية الإيرانية".
واعتبر البكيري تشييع جثمان حسين الحوثي "اعلان مباشر لمرحلة أن صعدة أصبحت محافظة إيرانية"، وقال إن الاحتفال الرسمي خارج السيادة الوطنية "تحد صارخ لـ50 عاما من النظام الجمهوري".
وأضاف أن إيران تحكم في العراق ولبنان وسوريا "وهي في الطريق إلى اليمن".
وحذر من دخول صعدة في مستنقع الطائفية السياسية، مضيفا: "اليمن قادم على حرب طائفية شئتم أم أبيتم.. الفتنة الطائفية تترصدكم، ما لم يكن هناك حلا وطنيا في إطار النظام الجمهوري والوحدة الوطنية".
واتهم عضو مجلس الشورى السفير السابق عبدالوهاب الروحاني الرئيس والحكومة بارسال ممثلين لهم للمشاركة في تشييع جثة حسين الحوثي، وقال إن النظام الانتقالي وفر بيئة لجماعة الحوثي لم تتوفر في عهد صالح.