أثار اتهام البيت الأبيض نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية وتجاوز الخطوط الحمراء ردود فعل متباينة، ففي حين دعمتها دول غربية، طالب أمين عام الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالإسراع في إرسال بعثة تحقيق أممية إلى سوريا، قالت دمشق إن هذه الاتهامات حافلة بالأكاذيب، وتستند إلى معلومات "مفبركة"، وهو ما ذهب إليه أيضاً المستشار الدبلوماسي في الكرملين يوري أوشاكوف، الذي أشار إلى أن هذه الاتهامات غير مقنعة.
فبعد ساعات من قرار الإدارة الأميركية تزويد المعارضة السورية بالسلاح، والتأكيد على استخدام النظام الأسلحة الكيماوية في حربه ضد الثوار، قالت وزارة الخارجية السورية إن الولايات المتحدة تكذب بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ليكون لديها مبرر للتدخل في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين.
وأوضحت الوزارة في بيان صادر عنها، الجمعة 14 يونيو/حزيران، أن البيت الأبيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام مثل هذه الأسلحة رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك "جماعات إرهابية في سوريا لهذه النوعية من الأسلحة". وأكدت الوزارة أن الولايات المتحدة التي تسعى من خلال اللجوء إلى أساليب مبتذلة لتبرير قرار الرئيس باراك أوباما بتسليح المعارضة السورية، تمارس ازدواجية فاضحة في تعاطيها مع الإرهاب.
وأضافت أنه في الوقت الذي تدعي فيه حرصها على مكافحة الإرهاب وتصدر قرارات بإدراج "جبهة النصرة" على قوائمها، تقوم الإدارة الأميركية بتوفير الدعم للمجموعات الإرهابية في سوريا بالسلاح والمال والعتاد وتوفر التغطية السياسية لتلك المجموعات عبر منع مجلس الأمن من إدانة المجازر التي ترتكبها وآخرها مجزرة حطلة في محافظة دير الزور التي ارتكبتها "جبهة النصرة" وأودت بحياة ما يزيد على 60 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال".
يأتي هذا بعد أن أعلن البيت الأبيض، الجمعة 14 يونيو/حزيران، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية. وكان السيناتور الأميركي، جون ماكين، أكد أن واشنطن قررت تسليح المعارضة السورية. كما أكد البيت الأبيض أنه لم يتخذ بعد قراراً بشأن فرض حظر جوي على سوريا، وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل الدعم العسكري للمعارضة.
وذكرت الإدارة الأميركية أن أوباما أعاد حساباته بشأن الأزمة السورية بعد ثبوت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي. وقال أعضاء في الكونغرس الأميركي إن البيت الأبيض أكد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد لأسلحة محظورة.