arpo28

صدور كتاب التدهور القيمي في المُجتمعِ العراقي في ظلِ الاحتلال الاميركي للعراق

صدر كتاب "التدهور القيمي في المُجتمعِ العراقي في ظلِ الاحتلال الاميركي للعراق" للدكتور ثروت اللهيبي الحنكاوي ، عن دار دجلة ناشرون وموزعون في المملكةِ الأردنية الهاشمية- عمان، يتكون ‏الكتاب من 851 صفحة، وهو "مُجلد يوثق مُفردات من ملايين المُفردات، التي جاء بها التحالف الأميركي-‏الصهيوني-الإِيراني المُحتل للعراق".‏

وبإِيجاز جداً يمكن وصفه بأنهُ: (( الكتاب البحثي العلمي المُتميز الذي يكشف عن حقائقِ إِستراتيجية ‏التحالف المُحتل للعِراقِ في تمزيقِ النسيج الاِجْتِماعِي الأخْلاقي للعائلةِ العراقية/المُجتمع العراقي. ))‏ فهو الكتاب الأول سواء على مستوى المكتبة العراقية، أو العربية الإِسلامية، حيثُ يُوثق/يُؤرخُ حالة "شاذة" مِن ‏الحالاتِ "الشاذة" العديدة التي جاء بها ذلك التحالف المُحتل للعراق، فهو لم يفِ بوعودهِ الكاذبة وهذا شأنهُ عبر ‏التأريخ، بأن يجعل العراق المُحتل أنْمُوذجاً شرق أوسطياً مِن حيث "الحضارة"، بل كانت الحقيقة أن جعل منهُ أنْمُوذجاً ‏كونياً مِن حيث اِنتشار "الشذوذ المُحرم شرعاً والمُستقبح إِنسانياً" المُختلف الأشكال، ومنهُ "اللواط -المِثلية الجنسية- ‏الشاذة"، وعد اِنتشارها في العِراقِ المُحتل هدفاً مِن أهدافهِ الإستراتيجية، وهو لم يستطع أن يُحقق النجاح في ‏اِستفحالها، مِن دونِ الدور الفاعل والمؤثر/المُشارك لمن يحكم العراق منذُ السنة العجفاء تلك، وفق ثمانية الحُكم ‏الإِمامية-الأميركية اللاشرعية، المُتمثلة ب: (( العمامة، والعباءة، والطائفية، والكذب، والفساد، والغدر، ‏والسيف، والدم.)).‏

الوضع المُظلم الذي يعيشهُ شعب العراق المُحتل، لَمْ يكُن مِن نسجِ الخيال، بل هو حقيقة واقعة، ‏تفاصيله الدقيقة في "بروتوكولاتِ حُكماءعُملاء صهيون".. ومثلُهُ جرى ولا زال يجري، في العراقِ المُحتل منذُ ‏السنة العجفاء 2003 حيثُ غزوه واحتلاله، وهذا الكتاب ضم بين دفتيهِ، أحداث مُوثقة، وحقائق، مُرَّة مُؤلمة عن ‏ذلك، فهو في حقيقتهِ، « يدقُ ناقوس الخطر الظلامي» لِمَا جرى فيه، و « ناقوس خطر مِن النتائجِ الكارثية» لما ‏يجري فيهِ، وهي آخذة بالازديادِ تصاعُدياً، وأُفقياً، بشكلٍ كارثي ومُرعب، يضعها بين أبناء الإِنسانية بشكلٍ عام، ‏وبين أبناء العراق المُحتل بشكلٍ خاص، ولكنهُ آيسٌ مِن صحوةِ ضمير الاحتلال الأميركي، ومَن جاء بهم، أو جاءوا معهُ، ‏لتصحيحِ مسارات كوارثهم في العراق، فهُم مَن تباهى/يتباهى، وتبختر/يتبختر فرحاً، وزهواً بمَا حل بالشبابِ ‏العِراقي، مِن تحلُلٍ أخلاقي، ومَا حل بالعائلةِ العراقية مِن تراخي، ومَا أصاب المُجتمعِ العراقي، مِن تمزُقٍ ‏وتشتُت. ‏

جاء الاحتلال الأمريكي للعِراقِ، في السنةِ العجفاء تلك، ب: "اللوط/المِثلية الجنسية الشاذة"، وبأنواعِ قناني ‏الخمور، ودعاياتها، التي يسيل لها لعاب الشباب، وبأسعارٍ زهيدة على الأعمِ يستطيعون تناولها، وأتى بأنواعِ ‏الديكورات، والأضواء الخافتة، والأغاني الرخيصة، والملابس النسائية الفاضحة، بموديلاتها المُغرية، و..إلخ. ‏ولكنهُ لَم يأتِ بمُسبباتِ مَا أدعى، بأنهُ سيجعل مِن العِراقِ المُحتل، واحة الديمقراطية في الشرقِ الأوسط.‏

لم يفِ بوعودهِ النرجسية، التي تشدق بها، بأنهُ سيجعل شعب العِراق، يأكلون ب "أطباقٍ مِن ذهبٍ"، وب ‏‏"ملاعق مِن فضة"ٍ، على "موائد عامرة بكُل مَا لذ وطاب"، و "يسافرون على متنِ المركبات الفضائية لزيارةِ ‏القمر"، لقضاءِ إِمَا رحلة الصيف، أو رحلة الشتاء، وفق مَا يُعجبُهم، وأنَّ ناطحات السحاب في مُدنِهِم، ستفوق ‏ناطحات السحاب، في أميركا ودول أوربا وغيرهما، ارتفاعاً، وعدداً و..إلخ، وأن صناعاتهم/صادراتهم ستغزو ‏أسواق العالم، وأن دول العالم أجمع، لن تفتح فقط حدودها لاستقبالِ شعب العراق، بل ستفتح أبواب دورها، فهُم ‏في ظلِ الاحتلال، على نفسِ منوال المواطن الأمريكي، مِن حيث ميزات المواطنة الكونية.‏

لَمْ تفِ "الحكومات العراقية الطائفية"، التي جاءت مع ذلك المُحتل على ذاتِ الدبابة، بتنفيذ وعودها، ‏بأنها بعد أن أقصت مع المُحتل الأميركي، نظاماً قالت عنهُ دكتاتورياً، ذبح الديمقراطية مِن الوريدِ للوريد، ‏ستُمارس هي الديمقراطية، وتعيد بناء حضارة العراق، التي تعرقلت جراء حروب، وزادتها تأخُراً العقوبات ‏الأُممية. وإذا بتلك الحكومات، هي الأكثر سوءاً في تاريخِ العراق الحديث والمعاصر، وفي تاريخ الحضارة ‏الإِنسانية، فدمرت العِراق، وسرقة ثرواته، وحكمتّهُ، ولا تزال تحكُمهُ، حُكماً طائفياً بحتاً، وحُكماً دكتاتورياً فاسداً، ‏ولا تملك مِن السيادةِ على أراضيهِ، سوى سيادتها القلقة على المنطقةِ الخضراء، التي تتحصن فيها ك ‏‏«الجرذان»، منذُ السنة العجفاء 2003، وها هي تلهثُ لتقسيمهِ. ‏

تناول الدكتور ثروت اللهيبي: "ظاهرة استفحال اللوط/المِثلية الجنسية الشاذة" وغيرها بالبحثِ والتحليل، ‏التي رُبما غفل عنها الكثير مِن زُملائه الباحثين العراقيين، كتوثيقٍ للأجيالِ العراقية، والعربية، والإِنسانية، ‏سواء المُعاصرة منها، أو القادمة، لتجد بين أيدي باحثيها وغيرهُم، مَا هو موثق عن أسوأ مَا شهده العِراق ‏المُحتل في تاريخهِ، مِن تخريبٍ، وتدميرٍ، مُمنهج مِن قبلِ ذلك التحالف والحكومات العراقية، المُتمثل بأسوأ ‏جوانبه، وأشدها ظلامية، وأقصرها لتيهان شعب العراق في المجهولِ، واللا معقول، ظاهرة اللواط/"المِثلية ‏الجنسية الشاذة" وغيرها، لتحقيقِ أهدافٍ ثلاث، مِن جُملةِ أهدافٍ عدة: ‏
• تغييب الهوية العقيدية لشعبِ العراق المُحتل.‏
• تغييب الهوية القومية/العروبية لشعبِ العراق المُحتل.‏
• تغييب الهوية الوطنية لشعبِ العراق المُحتل.‏

في حالِ تحقيق ما ورد آنفاً، سيتمخض عنهُ نتيجتين رئيسيتين، مِن جُملةِ نتائج عدة:‏

- النتيجة الأولى: جعل شعب العراق "غوييم". وهو مُصطلح لا إِنساني، ولا أخلاقي، ورد في بروتوكولات ‏حُكماء/عُملاء صهيون، ونص تعريفه صهيونياً، هو «الغوييم: قطيع مِن الغنم، ونحنُ ذئابهم، وتعلمون ماذا ‏يحلُ بالغنم إِذا جاءتها الذئاب..».(‏ ‏). ‏

- النتيجة الثانية: جعل شباب العراق، وهُم أمل العراق في بناءِ حضارتهِ، وفق ما ورد بنفسِ البروتوكولات: ‏‏«وأما شباب الغوييم: فقد فتناهم في عقولهم، ودوخنا رؤوسهم، وأفسدناهم بتربيتنا إِياهم على المبادئ ‏والنظريات التي نعلم أنها فاسدة، مع أننا نحنُ الذين لقناهم ما تربو عليه.».(‏ ‏). ‏

وهذا ليس بمُستغربٍ، بل هو جوهر إِستراتيجية الاحتلال الأميركية في العِراقِ، يتم تنفيذها بدقةٍ عالية، ‏مِن قبلِ «الحكومات العراقية»، وبصمتِ «مرجعيتها الطائفية» غير المُبرر، وبأدواتها الطوعية كالأحزاب ‏الطائفية المُسيسة، ومِيليشياتها الدموية، وغير ذلك الكثير، وبهذا فالجميع يقود مؤامرة لتدميرِ، وتخريب القيم ‏الأخلاقية للمُجتمعِ العراقي، ومَا "ظاهرة اللواط/المِثلية الجنسية الشاذة" وغيرها، التي أخذت مداها بين مُعظم ‏شرائح ذلك المُجتمع ولا زالت، إِلا دليلاً يؤكد أدوارهم اللاشرعية واللاأخلاقية، ولا سيّما وأنهُم قادرون بفتوى ‏إمامية طائفية واحدة، على قلبِ إِستراتيجية الاحتلال رأساً على عقب، وإِنقاذ المُجتمع العراقي مِن محنهِ التي ‏عانى، ويُعاني منها منذُ تسيدهم الحُكم في السنةِ العجفاء 2003.‏

"إِن المسافة بين البداية المُتمثلة بغزوِ واحتلال العراق.. والنهاية التي تتمثل بتحريرهِ بعونِ الله ‏جلا وعلى، ‏يشهدُ باندفاع «الحكومات العراقية» طواعية وبقوةٍ، في مُمارسةِ دورها اللاشرعي، واللادستوري، واللاقانوني، ‏ثم اللااخلاقي، واللاوطني، باستفحالِ ظواهر تفتيت، وتمزيق النسيج الاجتماعي للعائلةِ العراقية، النواة ‏الرصينة التي يشهد لها تاريخ العراق بعفتها، ونقائها، وطهارتها، وتماسُكها، ومتانة خلُقِها، وتمسُكِها/مُحافظتها على العاداتِ والتقاليد، ولم يكُن ذلك الاِندفاع، إِلا شكلاً مِن أشكالِ التضاد الصارخ، بين ‏النظرية والتطبيق، أي بين أميركي كافر يحتلُ العراق، لا يحتاج إِلى التعريفِ، بمدى حقدهِ على الإِسلام ‏والعروبة، وبين أحزاب طائفية مُسيسة، تدَعي أنها تحكُم العراق باسم الإسلام، وحيث ثُمانية حُكمها الأمامي: ‏‏(( العمامة، والعباءة، والطائفية، والكذب، والفساد، والغدر، والسيف، والدم.)).‏

ومِن القليل، الذي يُرسخه ذلك الاحتلال، وتلك الحكومات، هو إِشاعة «بطالة مُزمنة»، فلا الاحتلال ‏يعمل على إنشاءِ مشاريع حضارية، ولا الحكومات تفتح ذراعيها لشبابها لاحتوائِهم، ولا قطاع خاص يعمل، لا ‏بل يُوغلان بالتعمُدِ في إِشاعتِها، بتركهِ أبناء البلد على الحالِ، الذي يتناول بعضاً مِن مُفرداتهِ المُهمة هذا ‏الكتاب، ويُنفذ خطة لاإِنسانية، ولاأخلاقية، تتمثل في استيرادِ "عمالةٍ أجنبية" بينما شبابه عاطلين عن العملِ، ‏يتضورون جوعاً، فيتمخض عن ذلك « فقر مُدقع »، وقديماً قالوا: «الفقر يذهب بعزةِ النفس، ويفضي إِلى ‏خلعِ الحياء»، بحيث أن مِن شدةِ الفقر تبدأ العائلة، بالتهاونِ في "شرف بناتها"، أو "بيع أعضائها البشرية"، أو ‏‏"بيع أطفالها وصبيانها".؟ ومِن هُنا تبدأ «ثقافة الاتجار بالبشر»، و« ثقافة الاتجار بالأعضاءِ البشرية»، ثم ‏‏« ثقافة الاتجار بالعاهرات»، والأنحِدار نحو المثلية الجنسية الشاذة، فضلاً عن التهافُتِ على مَا يُشيعه، ويروج ‏لهُ، ويدعمهُ بقوةٍ، مِن أفعال مشبوهةٍ لا أخلاقية، مُضللاً الشباب بجملةٍ مِن الخدعِ والأكاذيب، أجاد ‏استراتيجيتها ومسالكها، وتيقن مِن أن نتائجها كارثية على الشبابِ والمُجتمع، ولكن هذا هو مَا يُريده ويسعى ‏إِليهِ.‏

ولكي يتحقق مَا ورد أعلاه، وغيره الذي على منوالهِ، "يمنع الاحتلال تلك الحكومات مِن تنفيذِ/تشريعِ أيَّ ‏قانون يمنع، أو يفرض تعليمات، تحول دون أن يجعل مِن الشبابِ مُترنحين في الشوارع، ومُتكدسين في ‏الزوايا المُظلمة، والعاهرات على الطرقِ، ينتظرن مَنْ يعطف عليهِن بليلةٍ رخيصة، مقابل «ثمن دواء لها أو ‏لأبويها»، أو «علبة حليب لطفلها». أو تشريعٍ مَا، يؤدي إِلى خفضِ نسبة البطالة، والتخفيف مِن حدةِ "الفقر ‏المُدقع"، والسعي للحد مِن أستفحال المِثلية الشاذة،..إلخ، فتبدأ العائلة بالتفكُكِ، وتصبح مُجرد ذكرى عائلة... ‏فعندئذٍ أحكم ذلك الاحتلال، قبضتَهُ على العِراقِ المُحتل، فلا مرجعية طائفية "ناطقة"، تملكُ جُراءة الإِفتاء ب ‏‏"الحق"، ولا حزبٌ يعترض، ولا شباب يقاوم... ولا أثر لمبادئ أخلاقية سامية. ولا ... ولا..؟ وبالتالي أصبحت ‏‏"الحكومات العراقيةمِن حيث النظرية والتطبيق"، وبالمفهومِ البسيط، مُجرد «عُملاء رخصُهم دون مستوى رخص ‏البقر الموبوء بمرضِ جنون البقر».‏

ويتحقق كُل ذلك وغيره، جراء «فساد مُزمن»، مكافحَتهُ لا تتمُ، سوى بالإِطاحةِ بالاحتلال، والحكومات ‏التي نصبها، ولا خيار غير ذلك، وإِن أدعى مَن أدعى غيرِ ذلك، فهو لا يتعدى التضليل، والخداع، والكذب، القائمة ‏على تجذير الفساد، مِن خلالِ مُخالفة الوقائع السائدة، على الأرضِ العراقية.‏

إِن الاحتلال والحكومات العراقية، بعجزِهم المزعوم، عن إِيجادِ حل لتلك الظواهر، الآخذة بالازدياد يؤكد ‏الحقائق التي تُشير، أنهُم مُتعمدين في عدمِ مُعالجتها، ولا سيّما وأن عدداً مِن عناصرِ المِيليشياوية، والشرطة ‏في وزارة الداخلية، هُمْ مَن يُمارس اللواط/المِثلية مع المُعتقلين، أو مع "المِثليين"، أو يلوحون باستخدامها، مع ‏المُلقى القبض عليهم مِن الأبرياء، و...إلخ، وهذا مَا وثقناه في هذا الكتاب، بشهاداتٍ عراقية موثُوقة. ‏

وثق الدكتور ثروت اللهيبي في كتابهِ، الأسباب الكامنة وراء مُلاحقة، المِثليين العِراقيين الشاذين، وكيفية ‏التعرف عليهم في الشارع العراقي، وروايات عدد منهُم، يتحدثون فيها: كيف نجو مِن مقصلةِ، الموت ‏الميليشياوية.؟ وكيف عُذب، وقتل مَنْ لَمْ ينجو مِنها.؟ والموقف الدولي، الذي اعترض على مثلِ تلك الأساليب ‏الفوضوية، في استهداف المِثليين، ولَمْ يأتِ ذلك الاستفحال مِن العدم، بل جاء جراء افعالٍ ثلاثة متوائمة:‏
أ- الفعلٍ الأول: تمثل بالإِستراتيجية الأميركية في تدميرِ القيم الاجتماعية العراقية.‏
ب- الفعل الثاني: دور الحكومات العراقية في تبني تلك الإِستراتيجية والعمل على تنفيذها.‏
ج- الفعل الثالث: المُباركة المرجعية الإمامية الطائفية، لكلا الفعلين أعلاه، بصمتها المُطبق على الاحتلال ‏وموالاته، ومَا يفرض عليها ذلك، مِن انصياعٍ تام، لتنفيذِ تلك الإِستراتيجية بالذات وغيرها. ‏
وهذا مَا تناوله الدكتور ثروت اللهيبي بحقائق موثقة، وتحليل رصين، في البابِ الثاني مِن الكتاب.‏

ووثق الكتاب: كيف أصبح للمِثليين الشواذ في العراق المُحتل أماكن خاصة علنية يلتقون بها، وحفلات ‏ماجنة علناً يُقيمونها، وتشبه كامل بالنساءِ الساقطات، مِن حيث ارتداء الملابس النسائية الفاضحة، واستخدام ‏المكياج بألوانهِ المُشمئزة، وإِطالة الشعور، وارتداء السلاسل، والأساور الذهبية، أو الفضية.. وغير ذلك.‏

‏ ثم، كيف أن لكُلِّ « مِثلي/لوطي شريك حياته» يُمارس معهُ نفس مَا يُمارس الرجل مع زوجته. الأمر ‏الذي دفعهم إِلى التفكيرِ بالمُطالبةِ بالاعترافِ بحقوقهم في المُجتمعِ العراقي، مِمّا يعكسُ حقائق أكدناها في ‏كتابنا هذا، أن الاحتلال والحكومات العراقية ومرجعياتها، كانت مُتعمدة في أن تستفحل تلك الظواهر، والطامة ‏الكُبرى أن لا نوايا لديهم لمُعالجتها والذي على شاكلتهِ، سوى "الإِطاحة برؤوسهم" مِن قبلِ العناصر الميلشياوية ‏بين حينٍ وآخر. هذا فضلاً عن تحليلِ آلية قتل تلك المِيليشيات للمِثليين العراقيين الشاذين.‏

وقد تناول الدكتور اللهيبي هذا الموضوع في البابِ الثالث مِن الكتاب.‏
ثم: للتاريخ وللإِنسانية أجرى الدكتور ثروت اللهيبي مُقارنة/مُفاضلة، بين ما ألحقهُ الاحتلال الأميركي ‏والحكومات العراقية بثُمانية الحكم تلك، مِن أضْرَارٍ بالعِراقِ كوطن ودولة، الذي شمل الإِنسان، والعقيدة، ‏والنبات، والحيوان، والماء، والسماء، و..إلخ، كنتائج جراء حُكمهم بثمانيةِ الحُكم الإِمامي-الطائفي أعلاه.‏

وما ألحقهُ "المِثليون العراقيون الشاذون"، بالمُجتمعِ العراقي مِن ضَرر، لا يتعدى مُحيطهم العائلي، ‏والاجتماعي الضيق جداً. وقد أستطرد اللهيبي قليلاً في هذهِ المُقارنة/المُفاضلة، مِن حيث الشواهد، والأدلة، ‏لأجلِ الخروج بنتيجةِ نهائية مُنصفة، يجدها القارئ الكريم في الباب الرابع مِن هذا الكتاب.‏

ولعل المُفارقة المُهمة، في هذا الكتاب، أن عقوبة اللوطي/المِثلي، في الفرقةِ الإِمامية الاثني عشرية، ‏مُحددة بشروطٍ وتحديدات شديدة، وردت في القرآن الكريم، ثم في عددٍ مِن الرواياتِ، التي تم نقلها عن الأئمةِ ‏الكِرام أبناء الكُرام، ثم مَا أجتهد به فُقهاء الفرقة مِن المُتقدمين والمُتأخرين، لَمْ نجد أن العناصر الميلشياوية ولا ‏القائمين عليها، ولا مراجعها، قد التزموا بها نهائياً، بل تغافلوها، وعدُوا وجودها كعدمهِ.؟! وهذا مَا يُؤكد ‏فوضويتها، وعدم شرعية مَا قامت بهِ، تجاه المِثليين العراقيين مِن مُلاحقةٍ، وتعذيبٍ، وخطفٍ، وقتل، وهذا مَا ‏تناولهُ الدكتور اللهيبي بشكلٍ موثق، مِن أُمهاتِ الكتب الإِمامية حصراً في البابِ السادس. ‏

الظاهرة المُهمة، التي أثارها هذا الكتاب، هي: لماذا لَمْ يُطبق، القائمين على تلك المُيليشيات، ومراجعها، ‏الحد/العقوبة، على الذين يُمارِسُون الزواج الموقت/المتعة، الذي حرّمه الأئمة الكِرامُ أبناء الكِرام، وعدّوه بشكلٍ ‏جلي لا لبس فيه، وفق قولهم، ب: «لا يُمارسنه عندنا إِلا الفواجر». وأنهُ «زواج المُستأجرات ». ‏
الأمر الذي جعلنا نتساءل:‏
أليس: "اللواط/المِثلية الجنسية الشاذة" مُحرمة شرعاً.؟
ثم: ألم يُحرم الأئمة الكرام "زواج الفواجر/المتعة" شرعاً.؟ ‏
إِذاً: ما الفرق بين الاثنين المُحرمين.؟!‏
فلماذا: عُوقب اللوطيون/المثليون.؟ وتُرك "الزناة/الزانيات.؟
هذا ما أجبنا عليهِ، إِجابة بحثية علمية موثقة بدقةٍ، مِن الصفحاتِ العتيقة لأُمهات الكُتب الإِمامية، فضلاً ‏عن رؤيتنا التحليلية، في البابِ السابع مِن الكتاب حيث تناولنا مفهوم الزواج المتعوي الزنوي الإمامي بما يؤكد أن ‏فاعليه يستحقون العقوبة مثل ما استحقها/يستحقها المِثليين الشاذين العراقيين وفق المفهوم الفوضوي للحكومات ‏العراقية. ‏

استكمالاً للتوثيقِ، الذي أشرتُ إِليهِ أعلاه، وفي إِجابة على أسئلةٍ توقعها الدكتور ثروت اللهيبي مِن قبلِ ‏القارئ الكريم، مِن قبيل:‏
‏(1) مَا هو التفسير العلمي ل اللواط/"المِثلية الجنسية الشاذة".؟!‏
‏(2) هل أنها قد أقتصرت، على العِراق، وهو يئن تحت ثقل الاحتلال والحكومات التي تحكمهُ، أم أنها قد ‏أمتدت إِلى الكثير مِن الدولِ العربية الشقيقة، التي أكرمها الله ‏، بتحرُرِها مِن الاحتلال، وبحكوماتٍ ‏رشيدة، إِلا أن اللواط/المِثلية قد وجدت فيها موطىء قدم، كُنا لا نتمناهُ ليس للعِراق المحتل، ولها، بل ‏للإِنسانيةِ برُمتها.‏
الإِجابة على ذينك السؤالين، تناولها الدكتور اللهيبي بشكلٍ موجز في البابِ الأول مِن الكتاب.‏
‏(3) ثُم، مَا هو موقف الإِسلام الحنيف، والعقائد الوضعية الأُخرى، مِن "اللواط/المِثلية الجنسية الشاذة.‏
ثم، هل لها مِن علاجٍ شافِ.؟
نعم: للإِسلام موقفاً، ثم دوراً إِلهياً نموذجياً، في التحذيرِ، أو التقرُب مِنها أولاً، ثم الحدِ منها، واستأصالها ‏ثانياً، ثم مُعالجة مَن وقع، بين كماشتها الظلامية ثالثاً.‏
‏ هذا ما تناولهُ الدكتور ثروت اللهيبي، في البابِ الخامس مِن هذا الكتاب.‏

نخلص مما ورد أعلاه، أن الدكتور اللهيبي قد تعامل مع ما ورد في الكتاب بأسلوبِ بحثي رصين، ‏وبجهدٍ وصبرٍ متواصل دؤوب، ولم يتعامل مع الأحداث التي تناولها في العراق المُحتل بنتف معلومات ‏سائبة، فهو أرخ، ووثق ما يحتاجه فعلاً مَن يبحث عن الإِجابة عن تساؤل: ماذا فعل التحالف الاميركي-‏الصهيوني-الإِيراني بالعائلة العراقية، بالمجتمع العراقي.‏

وأودُ الإِشارة، إِلى أن الذي تناوله الكتاب، حديثاً جداً، عُمره بعد غزو وأحتلال العراق في السنةِ العجفاء ‏‏2003، ولا زال استفحاله قائماً، فما كُتب بهِ بحثياً لم أجده، أو لم استطع الوصول إليهِ هذا إِنْ وجد، لذا فقد ‏لجأتُ إِلى المصادر الإِعلامية الموثوقة، وتجنبتُ الغير موثوق منها، مِن خلالِ جمُلةِ مِن عملياتِ التدقيق، ‏والتمحيص السائدة في العملِ البحثي.‏

وقال: أدعو الله ‏عز وجل، أن يجعل مِمّا ورد في هذا الكتاب، سبباً مِن أسبابِ الأهتمام الإِنساني الأُممي، ‏بما يجري في العراق المُحتل مِن "مظالم"، ثم الإِهتمام الجدي والفاعل، مِن قبلِ أبناءهِ المُخلصين لهُ ونظراءهم ‏في الإنسانيةِ، أيّاً كانت عقيدتهم، بمعالجةِ "اللواط/المِثلية الجنسية الشاذة" وغيرها المُستفحلةِ فيهِ.‏ ثم: مُعيناً للمؤرخين، والباحثين، الذين يبحثون عن دقةِ الوقائع، والأحداث، ومصداقيتها، وتحليلها، بعيداً ‏عن العاطفةِ، وأنْ يسد الفراغ القائم في المكتباتِ العربية، بما حوى مِن مواضيع، ليس مِن السهولةِ الخوض ‏بها، أو تناولها.‏ وفي نهايةِ المطاف، أحمدُ الله ‏جل جلاله وأشكرهُ حتى يرضى ‏، ثم شكري واحترامي، لكُلِّ مَنْ ساهم مِن ‏زُملائي الكِرام، في خروجِ هذا الكتاب، ليكون بين يدي القارئ الكريم.‏

إِذن، "هو كتاب بحق يستحق الاِقتناء والقراءة، والترويج لا سيما وأن فيهِ الكثير مِن الحقائقِ عن اِستفحالِ ‏اللواط/المِثلية بالعراق المُحتل، الذي ستُفاجئ القارئ الكريم، استطاع المؤلف تتبعها مِن مصادرها الرصينة، ‏ويُحللها، ويُقارن أضْرَارها بالأضْرار ِ التي خلفها ويُخلفها التحالف الأميركي-الصهيوني-الإِيراني المُحتل ‏للعراقِ منذُ السنة العجفاء 2003 ، وغير ذلك الكثير".‏

والقارئ الكريم يستطيع الاتصال بدار دجلة ناشرون وموزعون في المملكة الأردنية الهاشمية- عمان– شارع ‏الملك حسين- ص.ب: 712773- رمز بريدي 11171 عمان- تلفاكس : 009647901603631 ‏‏- خلوي: 00962795265767 – ‏[email protected]‏- ‏[email protected]

للحصولِ على نسخة من الكتاب الذي مِن المُفيدِ جداً أن تحصل عليه كُل عائلة عراقية بشكل خاص، ‏وكل عائلة عربية بشكل عام، فضلاً عن النخبة العربية الإِعلامية، ورواد البحث العلمي، وطلبة العلم، ‏و...إلخ، لا بل حتى القائمين على حكم العراق المحتل منذُ السنة العجفاء 2003 ليطلعوا على بعضاً من ‏مُنجزاتهم في تخريبِ وتدمير العائلة العراقية/المُجتمع العراقي.‏

زر الذهاب إلى الأعلى