arpo28

هل تكون الفدرالية الشكل الجديد للدولة باليمن؟

مع دخول مؤتمر الحوار الوطني في اليمن مرحلته الثانية، لم يتوصل المؤتمرون إلى اتفاق نهائي بشأن الشكل الجديد للدولة في البلاد، إلا أن الكثير من السياسيين وقادة الأحزاب وأعضاء الحوار الوطني يؤيدون مبدأ الفدرالية كشكل للدولة القادمة، وإن اختلفت وجهات نظرهم في شكل الفدرالية هل تكون من إقليمين أم من أقاليم عدة.

وقال ياسر الرعيني نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار إن الحوار سيفصل في مسألة شكل الدولة، وأوضح أن المكونات السياسية في الحوار قد قدمت رؤاها في هذا الموضوع، ولكن الجو السياسي العام في البلاد يشير إلى ضرورة تغيير شكل النظام بخلاف ما كان عليه في السابق.

وأكد الرعيني -في حديث للجزيرة نت- أن المؤتمرين لم يتوصلوا إلى غاية الآن إلى اتفاق بشأن الشكل الجديد للدولة. وتحدث عن وجود مطالبات بالفدرالية، إلا أنها لم تقدم كرؤى للمؤتمر، مشيراً إلى أن الموضوع مرتبط بفريقي بناء الدولة والقضية الجنوبية اللذين ناقشا جذور القضية ومحتواها ولم يناقشا بعدُ حلولها.

ودعا الرعيني الأطراف المشاركة في الحوار إلى التوافق وتقديم التنازلات وأخذ كل الآراء بعين الاعتبار، وكذلك أخذ رأي المجتمع اليمني فيما سيتم التوافق عليه في موضوع شكل الدولة القادمة في البلاد.

أزمة وحدة
من جانبه يرى مقرر فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار شفيع العبد أنه قبل الحديث عن الشكل الجديد للدولة لابد من البحث في الأزمة التي تعيشها البلاد اليوم، والتي اعتبرها أزمة وحدة وليست أزمة سلطة أو نظام سياسي أو شكل نظام الدولة.

واعتبر العبد -في تصريح للجزيرة نت- أن النظام الذي حكم اليمن بعد الحرب هو المسؤول عن الوضع الحالي للبلاد، وبالتالي لابد من إعادة صياغة الوحدة قبل الذهاب للفدرالية أو أي مشروع آخر، وأشار إلى أن حل القضية الجنوبية لن يكون بالفدرالية وإنما بالبحث عن صيغة جديدة للوحدة.

بدوره استبعد رئيس المجلس الوطني للنضال السلمي لتحرير دولة الجنوب أمين صالح إمكانية إقامة نظام فدرالي في اليمن، مشيراً إلى أن إصلاح النظام السياسي يتطلب وجود دولة مركزية قبل وجود أي فدراليات.

وأكد صالح للجزيرة نت أنه لابد من إيجاد مخارج موضوعية وفقاً لطبيعة الأزمة الموجودة، معتبراً أن مؤتمر الحوار لا يحمل في طياته شيئاً جديداً، وأن اليمنيين عجزوا عن إيجاد حلول لمشكلاتهم قبل مؤتمر الحوار وسيكونون كذلك أثناء الحوار وبعده.

وبشأن حل القضية الجنوبية، طالب صالح بإنهاء هيمنة المنتصرين في حرب 1994، واستعادة دولة الجنوب باعتبار أن الوحدة فشلت وأن الحرب كان سببها عدم القدرة على بناء الدولة التي جاءت الثورة الجديدة للمطالبة ببنائها لكنها عجزت حتى الآن عن ذلك.

حلول نظرية
من جانبه يرى رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات عادل الأحمدي أن الفدرالية لن تكون شكلاً جديداً لدولة واحدة في اليمن، بل ستكون شكلاً لدول عدة في البلاد، وأن اليمنيين متفقون على أن المشكلة كانت في إدارة النظام وليس في شكله، ولذلك قام الشعب بثورة لتغيير إدارة النظام.

وأشار الأحمدي في حديث للجزيرة نت إلى وجود قوى خارجية تشجع على الفدرالية لإيجاد يد لها في اليمن، مثلما تسعى إيران لدعم القاعدة في الجنوب حتى تهتم بعض القوى الخارجية ببقاء الحوثي كمعادل موضوعي للقاعدة.

واعتبر الأحمدي أن الفدرالية ليست حلاً لمشكلة الجنوب أو مشكلة اليمن عموماً، وأن ما يحدث في مؤتمر الحوار هو عبارة عن حلول نظرية لا تلامس الواقع، وأنه كان ينبغي على الرئيس وحكومة الوفاق أن تواكب ما يحدث في الحوار بعمل معالجات ميدانية تعيد ثقة الناس في دولة الوحدة الحالية.

وأكد أن معظم اليمنيين يجمعون على ضرورة إيجاد نظام لا مركزي ولكن ليس بطريقة تقسيم الأقاليم والفدراليات "لأنه تقسيم خطر في ظل وجود نزعات انفصالية في الجنوب والشمال".

وكان مركز نشوان الحميري للدراسات قد أصدر دراسة ناقشت توجهات مؤتمر الحوار ومنها ما يتعلق بشكل الدولة، وخلصت الدراسة إلى أن المستفيد من تطبيق الفدرالية في اليمن هو تنظيم القاعدة، مستدلة بأقوال لقادة التنظيم تشير إلى أنهم ينتظرون بفارغ الصبر إعلان الفدرالية لينفردوا بالمناطق التي هم أقوياء فيها وإعلانها ولاية تابعة للقاعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى