شن حزب المؤتمر الشعبي العام هجوماً هو الأعنف على الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ونائب رئيس مؤتمر الحوار، على خلفية ما قال إنها مزاعم وأقاويل نشرها الدكتور ياسين على موقع فيس بوك.
الهجوم المطول جاء بمقالة تحت عنوان: "حين يتحول السياسي إلى مجرد (مفسبك)!!" باسم المحرر السياسي على موقع المؤتمر نت وفيما يلي النص:
أمر يثير الغرابة والعجب حين يتحول السياسي إلى شخص يغرد على صفحات الفيس بوك بأقاويل ومزاعم ما أنزل الله بها من سلطان، ولا وجود لها إلا في مخيلات كاتبها ومن لف لفه من مروجي الأكاذيب وما أكثرهم اليوم.
هذه الحقيقة تنطبق على الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ونائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني ومستشار رئيس الجمهورية، وهو يترك كل مشاغله وهمومه وأعماله ليمارس هواية ترويج الشائعات على صفحته على الفيس بوك ويتحول من سياسي يحترمه ويقدره الناس إلى "مفسبك" يعبر عن نوازع العداء والكراهية والانتقام وتوزيع التهم جزافاً على الآخرين لمجرد أنهم يخالفونه الرأي السياسي.
الدكتور ياسين الذي بدأ عباراته المنتقدة للسلاح بذكر القوى السياسية لم يستطيع أن يسجل رأياً يُحترم فذهب إلى اعتساف الحقائق والتحدث عن المؤتمر الشعبي العام موجهاً له -أي المؤتمر- اتهامات باطلة زاعماً أن المؤتمر صادر ترسانة السلاح المملوكة للدولة.
مثل هذا الاتهامات الكاذبة تعودنا صدورها من مروجي الشائعات، وبعض القائمين على المواقع الالكترونية- ذات الدفع المسبق- وبعض الصحفيين الذين لا عمل لهم سوى الفبركات – لكن حين تصدر عن سياسي بحجم الدكتور ياسين فإنها تعبر عن موقف له أهداف خبيثة سيما حين نضعها في خانة التوقيت الذي صدرت فيه.
نعم إنها ورغم كونها أكذوبة، إلا أنها تعكس حقيقة عدم قدرة أمين عام الاشتراكين على تجاوز الماضي، والاستمرار في الفجور في الخصومة السياسية، لكن هذه المرة بترويج أباطيل وأقاويل لا وجود لها.
نود فقط أن نُذكر الدكتور ياسين سعيد نعمان بما يتعمد أن ينساه وهو أن المؤتمر الشعبي العام حزب سياسي وليس مليشيات مسلحة.. وأن المؤتمر لم ولن يعتمد على السلاح في أي يوم أو في أي مرحلة.. حتى وهو يشاهد أعضاؤه وقياداته تُغتال وتستشهد برصاص خصومه السياسيين أصر على ضبط النفس وتغليب مصلحة اليمن العليا سيما خلال العامين الأخيرين ،وتحديداً منذ اندلاع الأزمة السياسية في اليمن مطلع العام 2011م و إلى الآن وهي الفترة التي خسر فيها المؤتمر عدداً كبيراً من رموزه القيادية في كثير من المحافظات جراء عمليات اغتيالات سياسية ممنهجة ومخططة.
ولعله من المعيب على سياسي مثل ياسين أن يتهم المؤتمر بمصادرة ترسانة السلاح المملوكة للدولة، وكأًن الدولة كانت هي المؤتمر، والمؤتمر هو الدولة، ،إلا إذا كان هذا الاتهام الباطل يعكس حقيقة استمرار سيطرة الفكر الشمولي عليه حين كانت الدولة والحزب الذي ينتمي إليه شيئاً واحداً لا فرق بينها.. وهو فكر تجاوزه الزمن، وتجاوزناه جميعاً.
وإذا كان أمين عام الاشتراكي يحاول بمزاعمه تلك التلميح إلى القيادات العسكرية التي تربطها علاقة أسرية بقيادات المؤتمر الشعبي العام، فإننا نقول له: إن تلك القيادات كانت كغيرها تمارس عملها في السلك العسكري وفقاً للدستور والقانون الذي يحرم الحزبية في الجيش، وإنها كانت الأحرص على مصلحة الوطن وسلمت ما كان تحت إمرتها من جيش وعتاد عسكري وفقاً لقرارات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي الخاصة بالهيكلة في تجسيد لأنصع صور الوطنية، ولعل إشادة القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية بها في أخر خطاب له خير دليل على ذلك.
ولعله من المهم القول :إن المؤتمر الشعبي العام حزب سياسي لا حاجة له بالسلاح ولم يعتمد عليه يوماً ولن يعتمد عليه في المستقبل، فقد سلم السلطة حرصاً على اليمن، ولكن ما كنا نتمناه على الدكتور ياسين أن يسأل وزارة الدفاع ويستقي معلوماته منها، لا أن يتحول إلى (مفسبك) هاوٍ يروج الأكاذيب،فالمؤتمر الشعبي العام الذي كانوا يزعمون أنه غير قادر على البقاء إلا في ظل الهيمنة على المالية والإعلام والجيش والأمن سلم السلطة وتلك الوزارات وصمد بقيادته وقواعده وأنصاره وجماهيره على طول اليمن وعرضها أمام أعنف أزمة سياسية تشهدها البلد.
ولياسين السياسي نقول: كنا نأمل منك إن كنت حريصاً على الوطن أن تتحدث عن أولئك الذين رفضوا ولا يزالون حتى الآن تسليم المعسكرات وعتادها وفقاً لقرارات الهيكلة من القيادات المحسوبة على القوى السياسية التي تتحالف معها فأنت بترديدك الأكاذيب عن المؤتمر تظهر نفسك وكأنك تؤدي دوراً سياسياً وإعلامياً مرسوم سلفاً من أولئك الذين نهبوا سلاح الدولة، أو يتكئون على ترسانة من السلاح لا يستطيعون العيش من دونها، وهو ما نربأ بك أن تكونه.
لكن المثير للتساؤل لماذا لم يتطرق ياسين إلى تلك المليشيات المسلحة في الحصبة والستين التي ما تزال لا تكتفي بحمل السلاح،بل وتعمل على تخزينه ،ولا تزال حتى اللحظة بعد مرور عامين على الأزمة تمثل مناطق للعدوان المسلح..أم أن التحالف مع تلك القوى والمليشيات يمنعه عن ذلك ؟!
خلاصة القول: إننا نأمل من الدكتور ياسين أن يشغل نفسه بأحاديث تهم الوطن وتسهم في الخروج به إلى بر الأمان سيما ونحن في أجواء مؤتمر حوار وطني لا أن يحاول ممارسة هوايته في المناكفات السياسية ،وان لم يكن لديه ما يشغل به نفسه فليبحث عن مصير قضية محاولة اغتياله التي تناساها بعد أن صم أذان الناس حولها، أو أن يقول للناس كيف يقتل السلاح الذي تتدجج به قيادات في القوى التي يتحالف معها الشباب في قارعة الطريق، لا أن يوزع الاتهامات الكاذبة على المؤتمر باطلاً.