حذر الامين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن سلطان حزام العتواني من خطورة استمرار الأعمال الهادفة إلى تقويض ما تبقى من هيبة الدولة وعرقلة وحرف مسار المرحلة الإنتقالية من قبل قوى الفساد القديم - الجديد ، وجماعات الإستقواء التي تهيمن اليوم على المسرح السياسي في ظل التدهور المريع لأجهزة الدولة وغياب سلطتها .
وقال في كلمته التي القاها اليوم بمناسبة افتتاح اعمال الدورة الاستثنائية الثانية عشرة للجنة المركزية للتنظيم الناصري: في الوقت الذي تقترب فيه المرحلة الإنتقالية من الإنتهاء لا يزال هناك من يضع العراقيل أمام إنجاز مهامها الأساسية فحتى الآن لم يتم إستكمال نقل السلطة وعملية التغيير في الجهاز الإداري المدني والعسكري والأمني والعبث بالسلطة القضائية وبروز ظاهرة خطيرة متمثلة بالتكفير والتكفير المضاد.
واكد ان المؤتمر الشعبي العام لا يزال يختطف مجلسي النواب والشورى ويتعمد حرف هذه المؤسسات عن أداء مهامها المناطة بها وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، من خلال الاستقواء بالأغلبية في محاولة مكشوفة لتعطيل الشرعية التوافقية وإجهاض العملية السياسية.
واوضح امين عام التنظيم الناصري :ان حكومة الوفاق فشلت في مواجهة الإنفلات الأمني الكبير والتصدي للأعمال التخريبية التي تضر بالمصالح العامة من ضرب لخطوط نقل الكهرباء وتفجير لأنابيب النفط وتهريب السلاح وقطع الطرقات وغيرها من الاعمال التي تمس مصالح الشعب وتكدر حياتهم وتسبب إنتكاسة لمشروع التغيير .
ودعا الحكومة لبذل المزيد من الجهود والإهتمام بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين والإنحياز للفئات الفقيرة التي لم تلمس أي تحسن يذكر حتى الان.
ونبه لخطورة مؤشرات خضوع الحكومة لإملاءات مؤسسات الدعم الدولي التي تقدم ما يسمى بالإصلاحات التي قادت الكثير من الدول إلى الفشل وفجرت الأوضاع السياسية والإجتماعية فيها.
لافتا إلى ان اقدام الحكومة على تنفيذ إي زيادات في أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية والمحروقات سيؤدي إلى قيام ثورة جديدة .
وجدد العتواني الدعوة لرئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني سرعة اتخاذ التدابير والمعالجات العاجلة لمواجهة الآثار الكارثية لعملية التهجير القسري لليمنيين المغتربين في المملكة السعودية وتقديم الحلول والمعالجات المناسبة بما يكفل لهم العيش الكريم ويقيهم ذل وامتهان الأشقاء.
وشدد على اهمية الارتقاء بمستوى أداء اللقاء المشترك بتنفيذ وثيقة تطويره المطروحة على هيئاته وتوسيع دائرة التحالفات السياسية مع كل القوى التي تتشارك معه حلم بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، واستدرك قائلا (مالم يتم ذلك فإن المشترك سيصبح خارج التاريخ) .
وعبر عن ثقته بقدرة الشعب اليمني على رص الصفوف والتحرر من الخوف وصناعة تاريخ جديد لليمن وتفويت الفرصة على عصابات المصالح غير المشروعة التي تعمل على تدمير فرص التحول وعرقلة الإنتقال الديمقراطي .
مشيرا إلى ان عتبة التحول والتغيير الذي يمثل مؤتمر الحوار الوطني الشامل أهم محطاتها لم يعد بالإمكان تفويتها أو التفريط بها وأمام هذا المؤتمر فرصة تاريخية لبناء اليمن الجديد من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة والمجتمع .
ونوه إلى انه رغم العراقيل والصعوبات التي تهدف إلى إفشال الحوار الوطني والعودة لمربع العنف إلا أنه قطع شوطا كبيرا نحو حسم العديد من الموضوعات والدخول في القضايا الصعبة والمصيرية التي سيترتب على حلها مستقبل اليمن وملامح النظام الجديد وشكله .
وجدد العتواني التأكيد على رفض التنظيم الناصري لكافة أشكال الهيمنة والاستفراد واستنكاره لمحاولة بعض قوى ومراكز النفوذ الاستحواذ على الوظيفة العامة وتسييسها في كافة مفاصل الجهاز الإداري للدولة، من أجل تحويل إمكانيات البلاد لخدمة فصيل سياسي بذاته، وحرمان بقية مكونات المجتمع من فرص التوظيف، والترقي في السلم الوظيفي وفقا للمعايير العلمية والقانونية.
واهاب برئيس الجمهورية أن لا يصبح أسيراً لمزاجية قوة سياسية معينة، فهو رئيس لكل جماهير الشعب التي انتخبته بالإجماع، واضاف : أن هذه الجماهير، ومعها كل القوى الخيرة، وفي طليعتها التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ستؤازره بكل ما تمتلك من إمكانيات، من أجل إنجاح العملية السياسية، وتحقيق آمال وطموحات شعبنا اليمني العظيم.
وكان امين عام التنظيم الناصري اشار في بداية كلمته إلى إن أهمية إنعقاد هذه الدورة تتمثل في وقوفها أمام أهم استحقاق تنظيمي هو المؤتمر الوطني العام الذي يأتي انعقاده تتويجا لجهود كافة مناضلي التنظيم وكوادره الذين قدموا نموذجا متميزا بتفانيهم وتضحياتهم من أجل تجذير الممارسة الديمقراطية داخل التنظيم من خلال عقد الدورة الإنتخابية الكاملة إبتداء من المراكز التنظيمية في القرى والعزل ومرورا بمؤتمرات المناطق والفروع وصولا إلى عقد المؤتمر الوطني العام.
وبين ان هذه الدورة الإستثنائية ستقف امام التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الوطني العام الحادي عشر التي تم إنجازها في ظروف إستثنائية عصيبة تحدى فيها مناضلي التنظيم وكوادره الصعاب وقهروا المعوقات بفضل تكاتفهم وحرصهم النضالي وإرادتهم الصلبة .
وقال العتواني إننا اليوم وفي مثل هذه الظروف الإستثنائية نؤكد بكل ثقة أننا قادرين على عقد المؤتمر والوقوف أمام خيارات التجديد للهيئات القيادية والتطوير والتحديث للبرامج واللوائح والوسائل والآليات النضالية بما يجعل من مؤتمرنا علامة فارقة في مسيرتنا النضالية من أجل الإنطلاق نحو المستقبل المنشود لما لهذا الإستحقاق التنظيمي والسياسي من أثر بالغ على مستقبل عملنا التنظيمي وأدائنا السياسي وعلى مجمل العملية السياسية بشكل عام .