arpo17

بطل اليمن للملاكمة عامل نظافة ومدربه حمالاً بميناء عدن

في غمرة المعاناة والظروف القاسية استطاع عامل النظافة بمدينة عدن اليمنية اللاعب العشريني ناصر إبراهيم أن يقهر المستحيل وأن يكون بطلا لليمن في الملاكمة، بعد حصوله على الميدالية الذهبية في بطولة القائد الدولية للملاكمة في الأردن الشهر الماضي، وبفضله نالت اليمن المركز الثالث في هذه البطولة.

ومع أن الشاب إبراهيم لاعب المنتخب الوطني لليمن في الملاكمة في نادي شمسان الرياضي بعدن قد سبق له أن حصد عشر ميداليات ذهبية في بطولات محلية متعددة، إلا أن ما يميز هذا الإنجاز الجديد الذي حققه هو كونه يعد أول إنجاز دولي في تاريخ الملاكمة اليمنية وجاء من رحم المعاناة في ظل الإمكانات الشحيحة.

أمام عامل النظافة الذي أصبح بطل اليمن للملاكمة وأمام مدربه في نادي شمسان ومدرب المنتخب الوطني للملاكمة، مأمون منصر والذي يعمل هو الآخر حمالاً بالأجر اليومي في ميناء عدن، تقف مشدوها أمام مزيج بين المعاناة والإرادة.

أول إنجاز
يشير المدرب مأمون إلى أن بطولة القائد الدولية التي تقام سنويا بالأردن تعد بطولة دولية كبيرة وأن حصول الملاكم اليمني ناصر إبراهيم على المركز الثالث فيها يعد أول إنجاز يحققه المنتخب اليمني للملاكمة على المستوى الدولي بعد نجاحه في وثت سابق على المستوى العربي.

وأوضح ناصر للجزيرة نت أنه ورغم كل الظروف الصعبة وعدم توفر الإمكانات، نجح الملاكم في تحقيق هذه النتائج في غياب الاهتمام من وزارة الشباب والرياضة اليمنية والاتحاد اليمني للعبة.

وأشار مأمون إلى أنه وبعد فراغه من عمله بالميناء واستكمال ناصر لمهمته عاملا للنظافة بعدن، يلتقيان مساء للتدرب في نادي شمسان الرياضي وبإمكانيات جد بسيطة.

وأوضح أن عمله مدربا بدأ في نادي شمسان قبل تسع سنوات وحقق عشرين بطولة متنوعة بين فئات الشباب والناشئين والرجال وكلها في المراكز الأولى، ونجح في الحصول على مائتي ميدالية.

ورغم أن اللاعب نصر إبراهيم غادر مقعد الدراسة بعد أن أنهى تعليمه الثانوي في سن الثامنة عشرة للالتحاق بالعمل في صندوق النظافة بالأجر اليومي بحثاً عن مصدر رزق له ولأسرته التي يعولها والمكونة من أم وخمسة إخوة، إلا أنه لم يتخل عن ممارسة اللعبة التي أحبها منذ طفولته.

يقول ناصر إن إجمالي ما يتقاضاه من أجر يومي الآن في عمله بعد ترقيته عقب فوزه بهذه البطولة الدولية من عامل نظافة إلى مشرف يصل في الشهر إلى 27 ألف ريال (130 دولار).

طموح كبير
وفي غمرة هذه المعاناة لدى ناصر طموح كبير في أن يصبح في المستقبل بطلا عالميا في لعبة الملاكمة، وهو يشعر بأن ما حققه في البطولة الدولية سيقربه من تحقيق حلمه رغم معاناته وظروف معيشته القاسية.

وقال ناصر إنه ورغم شعوره بمرارة التجاهل للإنجاز الذي حققه من قبل المسؤولين باستثناء محافظ عدن الذي قام بتكريمه، عبر عن طموحه في أن يكون بطلا عالميا.

ولعل ما يجعل الشاب ناصر على يقين بتحقيق التميز والنجاحات وتخطي كل الصعاب هو حبه وإخلاصه وتعلقه بهذه اللعبة التي عشقها منذ نعومة أظافره حينما كان يصنع -كما يقول- من وسادات المنزل خصماً لنزاله.

ويشير ناصر إلى أن أبرز الملاكمين الذين كانوا منذ طفولته يمثلون له مصدر إلهام في اللعبة وهو يتمنى الآن أن يصل إلى نفس ما وصلوا إليه في المهارة والنجومية، هما الأميركي محمد علي كلاي واليمني نسيم حميد.

وأقر ناصر بفضل مدربه عليه ودور التوجيهات التي يقدمها في تحقيق النتائج التي وصل إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى