قال المتحدث باسم الرئاسة في مصر إن الحوار هو "الوسيلة الوحيدة" لحل الأزمة الراهنة في البلاد، وفي حين واصل أنصار الرئيس محمد مرسي ومعارضوه الاحتشاد في مناطق مختلفة بالقاهرة والمحافظات، أحرق محتجون مقرات عدة لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في عدد من المحافظات.
فقد قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إيهاب فهمي في مؤتمر صحفي مساء الأحد إن الحوار هو "الوسيلة الوحيدة" لحل الأزمة الراهنة في البلاد، مضيفا "لا سبيل إلا أن يجلس الطرفان (السلطة والمعارضة) معا ويسعيان للتوصل إلى تفاهمات مشتركة".
وأشار فهمي إلى أن الرئيس مرسي اجتمع برئيس مجلس الوزراء هشام قنديل وأجرى اتصالات مع وزراء الدفاع والداخلية والصحة لمتابعة عمليات تأمين المظاهرات وحماية المواطنين وتأمين المرافق الحيوية للدولة، مؤكدا أن الدولة لن تتهاون مع أي شكل من أشكال الخروج على القانون.
حماية الشرعية
في هذه الأثناء، واصل مؤيدو الرئيس محمد مرسي اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية شرق القاهرة لليوم الثالث، حيث طالبوا باحترام الشرعية وبأن يستكمل الرئيس المنتخب مدته الرئاسية، متهمين القوى المطالبة برحيل مرسي بأنها تريد "الانقلاب على الشرعية".
وفي السياق أعربت حركة مصابي ثورة 25 يناير عن تأييدها للرئيس مرسي، وتلت المنصةُ الرئيسية للاعتصام بيانا صادرا عن الحركة، أكدت فيه أن الآلية الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات هي التي ستساهم في تقدم مصر وازدهارها.
كما أعلنت منصة الاعتصام أن الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي الذي وصل إلى القاهرة الليلة الماضية سوف يلقي كلمة أمام المعتصمين في وقت لاحق مساء اليوم الأحد.
وأعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عن تنظيم وقفات حاشدة مؤيدة للرئيس مرسي مساء اليوم في محافظات أسوان وسوهاج والمنيا والفيوم.
فيما كشفت مصادر الغرفة المركزية لاعتصام القوى المؤيدة للشرعية النقاب عما وصفته بمخطط الفلول لإثارة العنف والهجوم على الفريقين في التحرير ورابعة العدوية. وقال مصدر بالغرفة المركزية للاعتصام إن معلومات مؤكدة تشير إلى وجود بلطجية بمركب خلف فندق الفورسيزون بغاردن سيتي، وإن هذه المركب مملوكة لأحد رجال الأعمال الممنوعين من السفر، يجتمع فيه البلطجية ومعهم نوعيات متعددة من البنادق.
مطالب بالرحيل
وعلى الجانب الآخر، احتشد المعارضون لمرسي في ميدان التحرير بدعوة من حركة تمرد وأحزاب وقوى سياسية معارضة للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وردد المعتصمون هتافات مناهضة للرئيس المصري وجماعة الإخوان المسلمين.
وكانت مسيرات تضم الآلاف من المحتجين على النظام المصري الحاكم قد انطلقت بعد عصر اليوم الأحد، من مناطق عدة بالقاهرة وبالمحافظات للمشاركة في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام.
وفي موقع آخر، احتشد مزيد من المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، واعتلى عدد من المحتجين الكتل الخرسانية التي وضعتها أجهزة الأمن لمنع أي اقتحام. في الوقت نفسه واصل مئات من معارضي مرسي اعتصامهم أمام وزارة الدفاع مطالبين بتدخل الجيش.
كما تظاهر معارضون للرئيس المصري في عدد من الميادين الرئيسية في محافظات الغربية وبورسعيد والسويس، حاملين لافتات تطالب بإسقاط النظام وبرحيل مرسي عن السلطة.
لا رحيل
وفي السياق أكد الرئيس المصري محمد مرسي أنه لن تكون هناك ثورة ثانية، ورفض في تصريحات لصحيفة "الغارديان" البريطانية الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، مؤكدا أنه لن يسمح بأي انحراف عن أحكام الدستور وأن استقالته المبكرة قد تضعف شرعية من يأتي بعده مما يخلق حالة من الفوضى التي لا نهاية لها.
كما دعا عصام الحداد -مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية- المشاركين في الاحتجاجات السلمية أن يعزلوا أنفسهم بوضوح عن البلطجية "الذين يستخدمونهم كغطاء". ودعا الزعماء الذين يدعون إلى هذه الاحتجاجات "للابتعاد عن لغة العنف وتحويل الذين يعارضونهم إلى شياطين".
حرق مقار
من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في القاهرة أن محتجين أضرموا النار في مقرين لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في محافظتي الشرقية والدقهلية.
ويأتي ذلك بعد ساعات من إضرام مجهولين النار في مقرين لحزب الحرية والعدالة في بني سويف، بعد مناوشات بالأسلحة مع القائمين على حماية المقرين.
وقد قالت جماعة الإخوان إن ثمانية مقار لها ولحزبها هوجمت يوم الجمعة في مدن مختلفة منها المقر الرئيسي للجماعة في محافظة الإسكندرية.
وفي سياق الوضع الأمني، تمكنت قوات الأمن من ضبط 143 من الذين يوصفون بالبلطجية لمنعهم من الاندساس وسط المتظاهرين. كما تمكنت مباحث الإسكندرية من ضبط ثلاثة أشخاص بحيازتهم أسلحة في كمين على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي.
ووقع انفجار كبير في شقة سكنية بمنطقة البساتين في القاهرة بعد ظهر اليوم الأحد، كانت تستخدم لتصنيع متفجرات من أجل استعمالها خلال المظاهرات. وذكرت مصادر إعلامية أن الانفجار المدوي كشف عن وجود كميات من الأسلحة والبارود داخل الشقة.