أوضح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن كل انقلاب عسكري شهدته تركيا في تاريخها المعاصر أعادها 10 سنوات إلى الوراء، فضلاً عن أن حقبة الانقلابات العسكرية بقيت فترة مظلمة في تاريخ تركيا . داعياً إلى آخذ العبرة في مصر .
وأشار رئيس الوزراء التركي، في كلمة ألقاها ضمن فعاليات اجتماع خاص يعقده العلماء الأتراك المغتربون خارج الوطن، في مدينة اسطنبول التركية، أن من قاموا بالانقلابات العسكرية في تركيا، حوسبوا وسيحاسبون حتى لو كان ذلك آخر يوم في حياتهم، وأن على من قاموا بالانقلاب في مصر، الاطلاع على هذه الحقائق الهامة في تاريخ تركيا الحديث.
وأضاف أردوغان، أن الدول الغربية لم تسم حتى اللحظة ما جرى في مصر ب "الانقلاب العسكري"، وأن عدم اتخادها موقفاً واضحاً مما جرى في مصر، يدل على عدم إلتزامها بمبادئها الديمقراطية، كما يدل على نواياها غير الصادقة تجاه المنطقة، مذكراً أن تلك الدول لم تقدم أي دعم ولو بقرش واحد لمصر بسكانها الثمانين مليون، ولم يقف إلى جانب مصر في محنتها المادية سوى تركيا وقطر.
وشدد رئيس الوزراء التركي على أن الدول الغربية لم تقف متفرجة على الأزمة التي شهدتها اليونان وقامت بمدها بالمساعدات المالية لإخراجها من أزمتها الاقتصادية بعكس ما فعلت مع مصر، "وفي ذلك أكبر دليل على إزدواجية المعايير التي تنتهجها الدول الاوروبية"، معرباً في الوقت ذاته عن تقديره لموقف الاتحاد الإفريقي وتعليقه عضوية مصر في الاتحاد.
وتابع أردوغان، أن تركيا تعتبر من أكثر الدول القديمة التي تمتلك تقاليد متجذرة في المنطقة، وهذا ما يمنحها بعداً مختلفاً، وأن مصر مثلها بذلك مثل تركيا، فهي تعتبر أيضاً من الدول التي تمتلك موروثاً قديماً وثرياً في المنطقة، كما أنها تشترك مع تركيا بمجموعة قيم كتيرة نابعة من التاريخ والحضارة المشتركة لكلا البلدين، فضلاً عن مشاعر الأخوة المشتركة بين الشعبين الشقيقين، مضيفا "إننا نرى بأن المدن التركية لا تختلف عن المدن المصرية، والتشابه بين الطرفين كبير، ومن هنا تأتي أهمية التجربة التركية، التي ينبغي على شعوب ودول المنطقة قرائتها، لاحتوائتها على عبر مهمة، تقدّم الفائدة للساعين في تحقيق تجربة ديمقراطية ناجحة في المنطقة".
وشدد رئيس الوزراء التركي، على أن السلاح الإعلام لا يصنعون نظاماً ديمقراطياً، وأن صندوق الاقتراع الذي اعتبره شرف العمل الديمقراطي هو الكفيل بمحاسبة المقصرين من الحكام، وأن تركيا تعتمد على مواقف مبدئية، ولو أن الانقلاب مورس على المعارضة لكانت تركيا اتخذت موقفاً مماثلاً لموقفها الحالي، كما أن الشعوب التي حكمت من قبل حزب واحد طيلة 30 عاماً، لم تمنح الفرصة لحزب بالكاد أتم عامه الأول في السلطة، مشيراً أن الانقلابات العسكرية والاستخفاف برأي الأغلبية، كفيلين بإفشال العمل الديمقراطي، وأن ما يحدث في مصر هو تحكم الأقلية بالأكثرية، وأن المسؤولية المترتبة على الصامتين عمّا يجري، لا تقل أبداً عن المسؤولية الملقاة على عاتق من قاموا بالانقلاب.
وختم أردوغان أن الأحزاب التي تخسر في الانتخابات، تعيد النظر في خطاباتها وممارساتها وتلجأ إلى الجماهير لتطور ذاتها، وتتفادى أخطائها في المرات المقبلة، أما الانقلابات العسكرية، فهي شيء مختلف تماماً، مشيراً أن من فشل في الانتخابات التركية سابقاً، استعانوا دائماً بالجيش من أجل الاستحواذ على السلطة، مشدداً أن الشعب المصري هو شعب شقيق للأتراك، وأن القائمين على الانقلاب العسكري في مصر، يعملون على سجن الرئيس المصري محمد مرسي، وأن تركيا ستبقى على مسافة واحدة من الشعب المصري، لكنها تنظر إلى الذكريات المؤلمة التي شهدها تاريخها، وهي لا تريد رؤية ذلك يتكرر في مصر، بل تريد أن تتجلى الديمقراطية في ذلك البلد الشقيق، وأن الانقلابات كانت وما زالت حالة لا إنسانية، ثم حيّا أردوغان الشعب المصري الشقيق، وتمنى له تحقيق حياة ديمقراطية متطورة.