دعا الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الازهر في كلمة أذاعها التلفزيون المصري إلى بدء تحقيق عاجل في المجزرة التي اعترفت قوات الأمن المصرية بارتكابها صباح اليوم في مصر وأسفرت عن استشهاد أكثر من 50 شهيداً و250 جريحاً بالرصاص الحي .
ووجه الأزهر خطابه بتشديد غير مسبوق إلى القائمين على السلطة في مصر ، داعياً إبى "تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية خلال يومين على الاكثر واعطاء هذه اللجنة صلاحية كاملة لتحقيق مصالحة شاملة لا تقصي أحدا من أبناء الوطن". ودعا إلى إطلاق جميع المعتقلين السياسيين.
كما دعا إلى "الاعلان العاجل عن مدة الفترة الانتقالية والتي ينبغي ألا تزيد على ستة أشهر".وطالب "باطلاق سراح جميع المحتجزين والمعتقلين السياسيين"، مناشدا جميع الاطراف "الوقف الفوري لاسالة الدماء".
وفيما يلي نشوان نيوز ينشر النص
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛
شعب مصر العريق بعد استنكارانا وإدانتنا وتألم قلوبنا لهذه الدماء التي سالت فجر اليوم فإن الأزهر الشريف يعزى أسر الشهداء و يواسى الجرحى و المصابين من أبناء مصر و يصارح القائمين على أمور هذا الوطن بالآتي : _
فتح تحقيق عاجل لكل الدماء التي سالت وإعلان النتائج أولاً بأول على الشعب المصري حتى تتضح الحقائق و توأد الفتنة.
الإعلان العاجل عن مدة الفترة الانتقالية والتي ينبغي ألا تزيد عن ستة أشهر والإعلان عن جدول زمني واضح ودقيق للانتقال الديمقراطي المنشود الذي يحقق "وحدة المصريين وحقن دمائهم" وهو الأمر الذي من أجله شاركتُ في حوار القوى والرموز الوطنية و السياسية.
يهيب الأزهر الشريف بجميع وسائل الإعلام المختلفة ضرورة القيام بالواجب الوطني في تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الاحتقان أو يؤججه.
ويطالب الأزهر الشريف بإطلاق سراح جميع المحتجزين و المعتقلين السياسيين وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية أمنيين مطمئنين. كما يؤكد على واجب الدولة في حماية المتظاهرين السلميين وتأمينهم وعدم الملاحقة السياسية لأي منهم.
وأخيراً إذ أدعو كل الأطراف على الساحة المصرية لتحكيم صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان، فإنني من خلال مسئوليتي الدينية والوطنية أدعو الجميع إلى الوقف الفوري لكل ما من شأنه إسالة الدماء المصرية الزكية وأعلن للكافة أنني قد أجد نفسي مضطراً، في هذا الجو الذي تفوح فيه رائحة الدم، ولا يفارق ذهني فيه قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " لزوال الكعبة حجرا حجراً أهون عند الله عز و جل من إراقة دم مسلم بغير حق" أن أعتكف في بيتي حتى يتحمل الجميع مسؤوليته تجاه وقف نزيف الدم منعاً من جر البلاد إلى حرب أهلية طالما حذرنا من الوقوع فيها.
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.