arpo28

عرض كتاب التمييز بين شيعة الاعتدال والتوازن الإِسلامية وشيعة الغلو والتطرف الإِمامية

تناول الكتاب جملةٍ من الحقائق عن الفكر الإِمامي: ‏
‏1- الفرقة الإِمامية الاثني عشرية، مِن ضمنِ ما أبتدعته تهمة بغضِ الأئمة رضي الله عز وجل عنهم، ‏وألقتها على شيعة الأعتدال والتوازن، وبهذا غير صادقة، فلن يبغض آل البيت "عربي"، بل يبغضهم "العلج"، ‏وهذا ما ذكره "شيخ الإِمامية الطوسي" في كتابهِ الأمالي، الصفحة 191: «عن أبي ذر الغفاري، قال: رأيت ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب بيده، وقال: يا علي مَن أحبنا فهو ‏العربي، ومَن أبغضنا فهو العلج..»، وبهذا تبرئةِ لشيعةِ الأعتدال والتوازن، وأنها مِن شيمِ شيعة الغلو، ‏والتطرف، اللذين تبنوا الفتنة، وشرخ الوحدة الإِسلامية.‏

‏2- شيعة الغلو، والتطرف الإِمامية، مَن تقاعس، وتخاذل عن نصرةِ الأئمة، الذين ذموهُم بأبشعِ الكلمات، ‏فالخليفة علي بن أبي طالب، يذمهم: « واني والله قد دعوتكُم عوداً وبدءاً، وسراً وجهراً، وفي الليلِ ‏والنهار، والغدو والآصال، ما يزيدكم دُعائي إلا فراراً وإدباراً، ما تنفعكم العظة والدعاة، إلى الهدى ‏والحكمة،..»، وأبنه السبط الحسنرضي الله عنه، يذمهم: « قتلكم أبى، وطعنكم إياى، وانتهابكم متاعى..»، ‏والسبط الحُسين رضي الله عنه، شهيد الغدر والخيانة، ونكث البيعة الإِمامية، يذمهم:« وقد خذلنا شيعتنا، ‏فمَن أحب منكُم الانصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام.»..
لذا فإِن الشيعة الإِمامية مَن أستدرجتهم ‏لمصيدةِ الموت، وقتلتهم، ومثلت بهم، يؤكد ذلك: « قال زين العابدين- بصوت ضئيل وقد نهكته العلة-: ‏ان هؤلاء يبكون علينا، فمَن قتلنا غيرهم.»؟! هذا ما أكده الخليفة علي، منذُ قرون خلت، بوصفهم:« ‏أحلامكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وأنتم فسقة مراق..»، وخلُص لنتيجةٍ مُرة وهو بين ‏ظهرانيهم:« واللهِ لقد مللتهم، وأبغضتهم، وملوني، وأبغضوني، وما بلوتُ منهم وفاءاً، ومَن فاز بهم فاز ‏بالسهم الاخيب".؟ والله ما لهم ثبات ولا عزم "على" أمر، ولا صبر على السيف.»؟! وهذا الذي تناولناه بنوع ‏من التفصيل في الفصلِ الثاني من الكتاب.‏

‏ 3- الشيعة الإِمامية، مَن أنتهج مسالك الغلو..إلخ، بتشبثهم بتُراثٍ يُؤجج الحقد والبغضاء بين المُسلمين، ‏فهذا قطبهم "الشيخ الصدوق" في كتابهِ "معاني الأخبار"، ص288، يتهم شيعة الأعتدال والتوازن، ب:« وأما ‏عدونا المُخالف علينا، فهو المُبَشر بعذابٍ الابد..»، وهذا الآخر "الفيض الكاشاني"، يتهمهم:« فهو ‏المُخالف، والعامي، والشقي، والهالك، والمُشرك، والضال، والظالم، وصاحب المشأمة، وأهل الشمال..»، ‏فأخترعت الفرقة/الشيعة الإِمامية الأعداء قسراً، كونها الوسيلة الحتمية للفتنة الإِسلامية. الأمر الذي دفع ‏مُنظري الفرقة الإِمامية جميعاً إِلا الأقل، إلى لعنِ اؤلئك الأعداء المُختلقين/الموهومين، الذي نجدهُ في مُقدماتِ ‏كتبهم، أو بين صفحاتها، مِن مثلِ آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي، الذي يقول في مُقدمةِ أحد كُتبهِ، ما ‏نصهُ:« واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين، مِن الأولين والآخرين إلى يوم الدين.؟!»(1)، وهذا تناولناه ‏بالفصل الأول.‏
والفرقة الإِمامية بذلك سعت ولا زالت تسعى إِلى خلقِ الغلو، والتطرف والفتنة بين مُقلديها/أتباعها، مِن خلالِ ‏حقنهم بجرعاتٍ، تلو الجُرعاتِ بمضامين رواياتٍ أنفرد تُراثها الفكري بذكرِها، جاءت على الضدِ مِما ورد في ‏القرآنِ الكريم والسنة النبوية، فالأساس الذي قام عليه فكرها، هو تقسيم جمهور المُسلمين، إِلى مُعسكرين ‏متناحرين:‏

‏ الأول: معسكراً إِمامياً يؤمن ببدع، مُختلقة، وموضوعة، تدّعي أن الخليفة علي بن أبي طالب، بنصٍ ‏إِلهي، ونص نبوي، هو خليفة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ثم مِن بعدهِ الأئمة، والمُعتقد بذلك، ‏وغيره أطلقت عليه الفرقة الإِمامية تسمية "المؤمن"، الذي ورد تعريفه في تُراثها، بأنهُ:« المؤمن أي الإِمامي ‏المُعتقد لإِمامة الائمة الاثنى عشر.».‏

الثاني: معسكراً إِسلامياً ينفر، ويستعلي، ويرفض البدع الإِمامية، لأنها على الضدِ مِن كتاب الله عز ‏وجل وسُنته النبوية، يُمثل جمهور المُسلمين، أطلقت على أحدهم الفرقة الإِمامية تسميات مُجحفة عدة ‏منها،أنهُ: "كافر، ومُشرك، وشقي، وخالد في النار، وهالك، وضال، وظالم، وصاحب المشأمة، وأهل الشمال"، ‏و...إلخ.‏
في حين أن الخليفة علي، كان على الضدِ مِن ذلك، فهو الذي:« سنَّ السنَّة العلوية التسامُحية عند القدرة ‏‏»، مُقتدياً برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم التي نجدها في الكثيرِ مِن مواقفهِ، منها أنهُ بعد نصره في ‏‏"موقعةِ الجمل"، قال في خُطبةٍ لهُ: « فما ظنكم يا أهل البصرة الآن.؟..‏
فقال: قد عفوتُ عنكم، فأياكم والفتنة،..»، وقولهُ: «.. فعفوتُ عن مُجرمِكم، ورفعتُ السيف عن ‏مُدبركم، وقبلتُ مِن مُقبلكم..»، وهذا تناولناه بالفصل الثاني.‏

‏ 4- الخليفة علياً والأئمة مِن بعدهِ، مِن حيث اليقين المُطلق، براءٌ مِن كُلِّ ما نسب إِليهم مِن قبلِ ‏الفرقة الإِمامية، يتضاد مع كتاب الله عز وجل وسُنته، وأنهُم مع كُل ما يتوافق، ويتطابق معهُما، فهذا ‏الخليفة علي:« فقال: أيها الناس، قد كثُرت عليَّ الكِذابة، فمَن كذب عليَّ، مُتعمداً، فليتبوء مقعدهُ مِن ‏النارِ..»، ثم تأكيد/قول الإِمام جعفر الصادق: « مَن خالفَ كتابَ الله، وسُنة محمد صلى الله عليه وآله، فقد ‏كفر.»، وهذا ما تناوله المؤلف بدقةٍ عالية، وتحقيق، وتحليل بحُججٍ، وشواهد مِن الفكر الإِمامي، الذي ينفرد ‏بأمتلاكهِ قدرات عجيبة، وغريبة في أختلاق، ووضع الروايات غير الموثوقة، ولكي يكون لها غطاءاً مقبولاً لدى ‏مُقلديه/أتباعه، فقد نُسبت إِلى الأئمة، لا سيما وأن الجهل، والتكاسل في تتبُعِ مدى وثوقها، دفع اؤلئك ‏المُقلدين/الأتباع للركون "لفتاوى" مراجعهم الإِمامية، الذي بدورهم مَن جذّر الجهل، و..إلخ فيهم. ‏

‏5- تناول المؤلف الدكتور ثروت اللهيبي بيان أسباب إِنتهاج الفرقة/الشيعة الإِمامية لمثلِ ذلك النهج ‏اللا شرعي مع الأئمة الكرام، ووجد أنهُ يكمنُ مِن ضمنِ ما يكمنُ فيه، بما قالته الإِمامية نفسها، وبالذاتِ ‏قطبهم "الشريف المرتضى"، بقولهِ:«.. فقد كانت قلوب أكثرهم نغلة غير صافية..»، وهذا بتقديرنا السبب ‏المحوري في« تأصُلِ الأمراض النفسية، في تركيبِ شخصيات الشيعة الإِمامية »، التي دفعتهم إِلى الخيانة ‏والغدر بآلِ البيت، ثم تملُصِهم منها، وقذف مسؤوليتها على مُحبيهم شيعة الاعتدال والتوازن الإِسلامية، ‏وهذا الذي ورد بالفصل الثاني من الكتاب.‏

وبهذا حسب المؤلف يمكننا الجزم بأنَّ الفرقة/الشيعةِ الإِمامية الإِلهية الاثني عشرية، مَن أستدرج الأئمة لمصيدةِ ‏الموت، جراء ما في شخصياتِهم مِن سماتٍ إِنتهازية نجدها جلية أيضاً، في روايةٍ للإِمامِ موسى بن جعفر ‏رضي الله عنه، تصف الشخصية الإِمامية، ب:« لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما ‏وجدتهم إلا مُرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد، ولو غربلتهم غربلة، لم يبق منهُم إلا ما ‏كان لي»، وهذا الذي تناوله الفصل الأول.‏

‏6- هُنا لا بد مِن التساؤل: أين موقع شيعة الاعتدال والتوازن الإِسلامية، أمام مثل ذلك الغلو، ‏والتطرف، والفتنة الإِمامية.؟! موقعها النموذجي، هو كتاب الله عز وجل، وسنته النبوية الشريفة، التي ‏حذّرت، ونهت عن أيِّ شكلٍ مِن أشكال، الغلو، والتطرف، والفتنة، وعدّتهُم بمثابةِ الآفة التي تُمكن أعداءهم ‏منهم، وأنها مسالك أعداء الإِسلام ووحدته. وهذا ما تناولناه بالفصلِ الأول.‏

ونوه المؤلف الدكتور ثروت اللهيبي لما هو مهم جداً: وهو أن يعي القارئ ويستوعب، تشخيص ‏في مُنتهى الدقة، لـ"العلامة هادي العلوي"، الذي خلُص مِن دراستهِ المُستفيضة لفكر الفرقة الإِمامية، لنتيجةٍ ‏مُهمة جداً، تؤكد ما تأسس عليه الكتاب، نصُها: « مصادر الشيعة يُؤلفها دُعاة، فهي تقتصرُ في أخبارِها، ‏على المُلائمِ للطائفةِ، مَا صحَ، أو لَمْ يَصحُ.».(‏2 ‏). ‏

‏ وتمنى مِن القارئ الكريم، الصبر على ما سيقرئه في صفحاتِ الكتاب، لرُبما سيُفاجىء بما لم يقرأهُ، أو ‏يسمعَ عنهُ، وأيَّ شكٍ، أو أرتياب ينتابه، عليهِ العودة إِلى المصادر التي أستندنا إِليها، وما لم نذكرهُ لعدم ‏الإِطالة، تقشعرُ منهُ الأبدان، وتختلج لهُ العقول، ويحتار أهل العلم وغيرهم، والجميع يتساءل: ماذا تُريد الفرقة ‏الإِمامية بفكرها المليء بما لا يتوافقُ مع كتاب الله عز وجل وسنتهِ.؟

الكتاب المتميز في المكتبةِ الإِسلامية العربية، أثبت بأسلوبٍ بحثي علمي رصين، ومِن أُمهاتِ المصادر ‏الإِمامية، ومُتتبعاً بجُهدٍ مُضني تقييم الرواة، ومُحللاً بدقة الرؤى الإِمامية وربطها ببعضها، أن الفرقة ‏الإِمامية، مَن يعمل مِنذُ قرونٍ مضت ولا زالت، ضد الآية القرآنية: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ‏وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً..‏)آل عمران/103، ولهذا ‏قام فكرها، على مسالكٍ فتنوية، وفتاوى بدعوية، ورواياتٍ مُختلقة، ومُتهافتة، تحقنُ مُقلديها بجرعاتٍ، تلو ‏الجرعات، مِن الحقدِ، والبغضاء، لتنال مِن ثوابتِ الإِسلام.‏

‏فإِذن : الكتاب يستحقُ الإِقتناء، والقراءة، والترويج، بجدارةٍ واستحقاق.‏
ويمكن الحصول عليه من دار دجلة ناشرون وموزعون في الأردن- عمان– شارع الملك حسين- ‏‏00962795265767 – ‏[email protected]‏ - ‏[email protected]

‎)‎‏1)الخوئي، معجم رجال الحديث.
‏(‏ 1‏) هادي العلوي، محطات في التاريخ والتراث، دار الطليعة الجديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى