arpo28

ما وراء الهجوم على الرئيس هادي؟

ورأى محللون أن هناك حملة منسقة ضد الرئيس هادي، تدار عبر آلية النظام السابق، وتأتي في سياق الموجة التي تستهدف الرموز في بلدان الربيع العربي، الذين جاءت بهم صناديق الانتخابات.

وقال المحلل السياسي ياسين التميمي -في حديث للجزيرة نت- إن الحملة الإعلامية التي تقودها صحف المؤتمر الشعبي الذي يترأسه صالح، وحلفاؤه من جماعة الحوثي والمتضررين من التغيير، تهدف إلى تقويض رصيد هادي، في محاولة لإقصائه من المشهد السياسي برمته، بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في فبراير/شباط 2014.

واعتبر التميمي أن ثمة رغبة ملحة من الجناح المتطرف في حزب المؤتمر الموالين لصالح، الذين يرون في الرئيس هادي عائقا أمام طموحهم في "العبث والالتفاف" على التسوية السياسية، ولهذا فهم يصعّدون من حملتهم ضد هادي في محاولة لإقصائه من مشهد اليمن.

وأشار التميمي إلى أن صالح ومتطرفي حزبه يعدون العدة لاستعادة السلطة التي فقدوها خلال ثورة 2011، فهم لديهم مخططات للعودة إلى الحكم بطرق شتى، ربما من بينها صناديق الاقتراع خلال انتخابات فبراير/شباط 2014، وهم يرون في إقصاء الرئيس هادي من زعامة حزب المؤتمر، ضرورة لنهج وسائل أكثر خطورة في سعيهم لاستعادة السلطة.

ويعتقد التميمي أن إقصاء هادي بعيد المنال لأسباب عدة، بينها أنه يمثل صمام أمان المرحلة الانتقالية، وحلا لا بديل عنه لإدارة المرحلة السياسية فيما بعد، وذلك لأن اليمنيين يعوّلون عليه لتقوية بنيان الوطن ووحدته، وتعزيز قيم التغيير والثورة في البلد.

اعتراض بالمؤتمر
في المقابل تحدث مدير منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب عن "اعتراضات" داخل حزب المؤتمر الشعبي ضد السياسات التي يتخذها الرئيس هادي، وأوضح أن تلك الاعتراضات لم تدفع لاتخاذ موقف معاد من هادي.

وقال غلاب للجزيرة نت إن الرئيس هادي يحاول من خلال تصريحاته وأحاديثه أن يهدئ ويطمئن المؤتمر الشعبي، إلا أنه في أحيان أخرى يبدو مهددا وراغبا في فتح جبهات صراع ومتحديا للمصالح التي تمثل الحزب، وأشار إلى أن كثيرا من المؤتمريين لديهم قناعة كاملة أن هادي يستغل موقعه الرئاسي لإضعاف حزب المؤتمر لصالح خصومه.

ورأى أن استمرار هادي بسياسته الحالية لن يمكنه من الاستحواذ على حزب المؤتمر، وربما تكون نقطة ضعفه التي ستقوده إلى خسارة مستقبله السياسي.

وأشار غلاب إلى أن "هادي ربما يكون خضع لفكرة التخلص من صالح من رئاسة المؤتمر الشعبي، وهذه ستكون هي القاصمة لهادي نفسه وربما تقود إلى صراعات تنهي التسوية السياسية المتفق عليها وفقا للمبادرة الخليجية".

حملة متجددة
من جانبه اعتبر مستشار الرئيس اليمني للشؤون الإستراتيجية فارس السقاف، أن الحملة التي يتعرض لها الرئيس هادي ليست جديدة، وبالذات عندما يكون مصدرها حزب المؤتمر الشعبي.

وأشار إلى أن قيادات حزب المؤتمر يعملون على عرقلة التسوية السياسية منذ البداية خصوصا الجناح المتشدد الموالي للرئيس السابق صالح، والذين وقفوا ضد ترشيح هادي رئيسا توافقيا لليمن عقب تنحي صالح وموافقته على تسليم السلطة سلميا.

واعتبر السقاف أن غياب الرئيس هادي سيدخل اليمن في حرب أهلية، لأن المجتمع اليمني متوافق عليه لإدارة البلد، كما أن شعبية هادي في جنوب اليمن تتوسع وتتعزز الثقة فيه بانتصاره للقضية الجنوبية وحلها حلا عادلا.

وأشار إلى أن أي طرف سياسي يخل بالتزاماته أو يهدد المرحلة الانتقالية وإفشال المبادرة الخليجية ستتخذ ضده إجراءات وفقا للقانون، وسيقع تحت طائلة عقوبات مجلس الأمن الدولي.

وأشار إلى أن المبادرة الخليجية أتاحت لصالح خروجا آمنا وحصانة من الملاحقة، على أن يخرج من المشهد السياسي ولا يكون معرقلا لانتقال السلطة والتسوية السياسية، وطالب حزب المؤتمر أن يتخذ قرارا بشأن بقاء صالح في رئاسة الحزب.

وأكد أن كل القوى الوطنية لا تريد اتخاذ إجراءات الإقصاء أو الاجتثاث للمؤتمر الشعبي أو إخراجه من المشهد السياسي، لكن لا يمكن القبول ببقاء صالح لاعبا بالمشهد اليمني.

زر الذهاب إلى الأعلى