يقول محللون إن الفوضى التي يشهدها اليمن والتحذيرات من هجمات التي جعلت الولايات المتحدة تغلق بعثاتها الديبلوماسية في أنحاء الشرق الأوسط قد تعوق خطط الرئيس باراك أوباما لإغلاق سجن غوانتانامو.
وتتعرض خطة اوباما لاستئناف عملية إعادة النزلاء اليمنيين، وهم مجموعة كبيرة بالسجن، إلى بلادهم لانتقادات متزايدة بسبب التركيز في الآونة الأخيرة على هذا البلد باعتباره مرتعا لنشاط تنظيم القاعدة.
وحذر سيناتور أميركي شارك في المناقشات بشأن إغلاق سجن غوانتانامو من مغبة نقل سجناء إلى اليمن، وأقر مسؤول في حكومة أوباما بأن "الأوضاع الحالية ستؤخذ حتما في الحسبان عند تقييم" مسألة هل ينبغي إعادة أي معتقلين إلى اليمن.
وقال دانييل غرين الخبير بشؤون اليمن في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "من غير المحتمل أن يحدث" في المستقبل القريب.
ويضم السجن 166 معتقلا تم اعتقالهم في عمليات لمكافحة الارهاب منذ غزو افغانستان عام 2001. ومن هؤلاء 86 اعتبر أنهم لا يشكلون خطرا على الولايات المتحدة وسمح بنقلهم إلى مكان آخر أو الإفراج عنهم. ومن هؤلاء 56 ينحدرون من اليمن وكان من المتوقع ان يبدأ أوباما إعادتهم إلى وطنهم قريبا بعد أن رفع حظرا على عمليات نقل السجناء إلى اليمن في آيار/ مايو.
غير ان جناح القاعدة في اليمن المعروف باسم القاعدة في جزيرة العرب زاد نشاطه في اليمن مثيرا قلق المسؤولين الأميركيين الذين يخشون ان السجناء المفرج عنهم قد ينتهي بهم المطاف بالانضام إلى المتشددين الإسلاميين.
وقال السيناتور ساكسبي شاملبيس العضو الجمهوري في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب "حيث أنه بات معروفا الآن ان جناح القاعدة في اليمن يتآمر علينا بقوة فإني لا أفهم كيف يمكن ان يقول الرئيس بصدق أن أي معتقل ينبغي نقله إلى اليمن".
واضاف قوله في بيان "ارسالهم إلى بلدان ينشط فيها تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له ويواصلون الهجوم على مصالحنا ليس هو الحل".
ويبدو ان القاعدة تعيد تنظيم صفوفها منذ العام الماضي حينما طردت من البلدات في جنوب اليمن التي كانت قد سيطرت عليها.
وتلجأ القاعدة الآن إلى عمليات الكر والفر لمهاجمة كبار الضباط أو المنشآت العسكرية وقالت الحكومة انها اكتشفت مؤامرة للاستيلاء على مرفأين للنفط والغاز وعاصمة إحدى المحافظات في شرق البلاد.
وكان اليمن محط المخاوف من أن القاعدة ربما تخطط لشن هجمات في آب/ أغسطس. وكان احد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تغلق سفاراتها في انحاء الشرق الأوسط وأفريقيا هو مراسلات تم اعتراضها بين جناح القاعدة في اليمن وكبار قادة القاعدة في الخارج.
وقال غرين من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "ما زالت القاعدة قوية في اليمن... وبوجه عام فإن عددا لا بأس به من المعتقلين الذين أعيدوا إلى الوطن انضموا مرة أخرى إلى القتال" في صفوف القاعدة.