الخارجية التركية تدعو رعاياها لمغادرة لبنان بعد اختطاف طيارين تركيين من قبل مجموعة شيعية في بيروت
تبنت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "زوار الإمام الرضا" خطف طياريْن تركييْن فجر الجمعة في العاصمة اللبنانية بيروت.
وبثت قناة "الجديد" اللبنانية بيانا للجماعة التي تبنت العملية جاء فيه أن الطياريْن "هم ضيوف لدينا لحين إطلاق سراح إخوتنا زوار الأماكن المقدسة والمخطوفين في إعزاز، والذين تتحمل تركيا المسؤولية المباشرة عن حريتهم". وأضافت "نتوجه للجانب التركي برسالة واحدة: أمان ربي أمان، بيرجع زوار بيطلع قبطان".
وكانت مجموعة من 11 لبنانيا شيعيا احتجزوا في محافظة حلب شمال سوريا وهم في طريق العودة من زيارة دينية لإيران. وأفرج في حينها عن النساء في المجموعة، بينما أطلق سراح اثنين من الرجال على دفعتين. ولا يزال تسعة رجال محتجزين في مدينة إعزاز، علما بأن أسرهم طالبوا أنقرة ببذل مزيد من الجهد للإفراج عنهم.
وذكر مراسل الجزيرة في بيروت أن لجنة أهالي المختطفين تعد تركيا داعما أساسيا لمقاتلي المعارضة في سوريا، وبالتالي فإن لها نفوذا على المقاتلين الذين يحتجزون اللبنانيين وقد تمثل وسيطا قويا للإفراج عنهم.
ووفق المراسل فإن المجموعة التي تبنت الاختطاف غير معروفة، ولم يسبق لها القيام بأي عمل ميداني أو سياسي، علما بأن الإمام الرضا هو ثامن الأئمة الشيعة، ولد في العام 766 وتوفي في العام 818، ودفن في مدينة مشهد الإيرانية.
من جهتها دعت وزارة الخارجية التركية الرعايا الأتراك في لبنان إلى المغادرة قائلة في بيان نشر بموقعها على الإنترنت "نظرا للوضع الراهن، ينبغي على مواطنينا أن يتجنبوا السفر إلى لبنان إلا في حال الضرورة".
وقال الرئيس التركي عبد الله غل للصحفيين في مطار إسطنبول إنه يأمل في الإفراج عن المختطفين "بكامل صحتهما وبأسرع وقت ممكن" مضيفا أنه سيتحدث إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان للمساعدة في تأمين إطلاق سراحهما.
كما أعلن الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل" أندريا تيننتي أن تركيا قررت سحب سرية الهندسة والبناء العاملة في إطار يونيفيل بحلول الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول المقبل.
من جانبه أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصالا هاتفيا مع كل من رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للوقوف على ملابسات خطف الطيارين، في حين صرح السفير التركي لدى بيروت إنان أوزيليدز بأنه يأمل بأن تعمل سلطات البلاد من أجل إطلاقهما.
كما قالت وزارة الخارجية التركية وشركة الطيران إنهما على اتصال وثيق بالسلطات اللبنانية، مؤكدة أن باقي أفراد طاقم الشركة بخير في فندق ببيروت وسيعودون لتركيا قريبا.
وعن ظروف عملية الاختطاف، قالت الشرطة إن ستة مسلحين على الأقل يستقلون سيارتين اعترضوا الحافلة قرب جسر الكوكودي جنوبي بيروت عند الثالثة والنصف فجرا.
وشهد لبنان سلسلة من أعمال العنف أدت لسقوط قتلى وجرحى بعد إعلان حزب الله اللبناني عن مشاركته بالمعارك داخل سوريا، مما أدى أيضا لتصاعد في حدة الخطاب السياسي والمذهبي داخل لبنان.