أدانت العديد من المنظمات الحقوقية العربية والغربية فض القوات المصرية لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة، وأكدت أن فرقها الميدانية أحصت مئات القتلى وآلاف الجرحى من المدنيين السلميين، وتحدثت بعض هذه المنظمات عن سقوط عقيدة الجيش المصري بعد مشاركته في قنص وإعدام المدنيين.
واعتبرت عدة منظمات عالمية أن الأمن المصري أعد ونفذ هجوما دمويا ضد المتظاهرين مع اتخاذ إجراءات للتعتيم على "المذبحة" من خلال قطع بث وسائل الإعلام.
وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات المصرية أخلت بالتزاماتها تجاه ضمان أمن وسلامة المعتصمين السلميين.
وأوضحت المتحدثة باسم المنظمة سارة الحشاش للجزيرة نت أنهم بصدد إصدار بيان حول الوضع في مصر، بعد إجراء تقييم شامل واستلام تقارير من موفديهم إلى القاهرة.
وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن ما حصل اليوم في مصر من شأنه أن يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي. ورأت أن كل من شارك في هذا الهجوم بأي وسيلة "مشارك في جرائم ضد الإنسانية".
وشددت، في بيان أدانت فيه دموية الجيش المصري، على أن بدء الهجوم بمذبحة يعني أن مصر دخلت مرحلة خطيرة من الفوضى. وقالت إن عقيدة الجيش المصري أصابها خلل كبير، حيث شارك بفاعلية في عمليات القنص والإعدامات الميدانية.
المنظمات قالت إن طبيعة الإصابات تؤكد دموية الجيش (الجزيرة)
وشددت على أن ما حصل اليوم في مصر يؤكد سلمية الاعتصام وكذب الادعاءات التي تحدثت عن وجود أسلحة في الميدانين.
وحمّلت المنظمة المجتمع الدولي المسؤولية عن تساقط الضحايا في ميادين مصر، حيث التزم الصمت في الوقت الذي كان يستطيع فيه القيام بإجراءات لحل الأزمة ومنع حدوث مذبحة.
وتؤكد تقارير ميدانية وطبية في مصر سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى في القاهرة، بعد إمعان القوات المصرية في إطلاق الرصاص على المعتصمين. لكن وزارة الصحة المصرية قالت إن عدد القتلى 95 فقط وإن من بينهم بعض رجال الأمن.
وفي وقت سابق، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باستخدام قوات الأمن المصرية للعنف في فض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام إن الأمم المتحدة ما زالت تجمع المعلومات لكن يبدو أن مئات الأشخاص سقطوا بين قتيل وجريح في الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.
من جهتها، أصدرت سبع منظمات حقوقية دولية بيانا أكدت فيها أن فرقها الميدانية في القاهرة رصدت مقتل 230 متظاهرا صباح اليوم الأربعاء خلال فضّ الأجهزة الأمنية لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
وقالت المنظمات في بيان صحفي مشترك الأربعاء إن من بين الضحايا 26 من الأطفال والنساء وكبار السنّ، وإن الإصابات تركّزت في الصدر والرأس.
وأوضح بيان المنظمات أن المعتصمين في ميدان النهضة تم استهداف خيامهم التي اشتعلت فيها النيران، وأنه تم رصد عدد من الجثث المتفحمة.
وأكّدت ساندرا أوين الباحثة في قسم الشرق الأوسط بالمرصد الأورومتوسطي أن "استخدام قوات الأمن للقوة المميتة ضد المعتصمين السلميين المؤيدين للرئيس المعزول، يظهر مستوى غير مسبوق من الاستهتار بالأرواح البشرية.
ووقعت البيان عدة مؤسسات حقوقية هي: الحقوق للجميع السويسرية، المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أصدقاء الإنسان الدولية، مركز العدالة السويدي، ليبرتي كيتي، مفوضية الحقوق المدنية الأميركية، ومنظمة القانون الجنائي والإنساني الأميركية.
وحذرت هذه المنظمات من أن اتساع دائرة سفك الدم يهدد بانهيار منظومة الأمن والسلم الاجتماعي، معبّرة عن مخاوفها من الانزلاق إلى الحرب الأهلية.
وحملت المنظمات السلطات المصرية المدنية والعسكرية، المسؤولية المباشرة عن دماء الضحايا، ولاسيما بعد تواتر تصريحات البدء في فض الاعتصامات السلمية بالقوة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة, وشدّدت على أن "مرتكبي الجرائم ضد الأرواح لن يفلتوا من المحاسبة أمام العدالة الدولية".