أرشيف محلي

مكتب الأمم المتحدة يبعث برسائل رئيسية عن الوضع الإنساني في اليمن

بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس يبعث لكم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤؤن الإنسانية برسائل رئيسية حول الوضع الانساني في اليمن. كما ينتهز هذه المناسبة العالمية الهامة لدعوة الممولين إلى الوفاء بالتزاماتهم بشكل عاجل من أجل استيفاء أهم ما يحتاجه اليمن من متطلبات انسانية.

نشوان نيوز ينشر نص رسائل مكتب الامم المتحدة:

يستمر اليمن في مواجهة الوضع الإنساني الهش رغم المكتسبات السياسية الأخيرة. الحوار الوطني والمقرر أن ينتهي في شهر سبتمبر يعتبر خطوة رئيسية في العملية السياسية الحالية، وينبغي أن يخلق نجاحه فرصاً لتحسين الاستجابة الإنسانية.

منذ عام 2012، زاد وجود ووصول الأمم المتحدة وشركائها من المنظمات الدولية غير الحكومية خصوصاً في جنوب اليمن، حيث انخفضت وتيرة العنف. وفي الوقت نفسه، حدثت زيادة مرحب بها في أنشطة المنظمات غير الحكومية من منطقة الخليج وزيادة في إشراك المنظمات اليمنية في جهود الاستجابة الإنسانية.

لا يزال يسود الوضع في اليمن مظاهر الفقر المدقع والأسعار المتقلبة للغذاء والسلع الأساسية والبطالة والعنف وانعدام الأمن وتشريد المدنيين وانعدام الخدمات الأساسية بما في ذلك الخدمات الصحية وانقطاع سبل العيش بسبب الصراعات المحلية..

من بين 24 مليون نسمة هم إجمالي سكان اليمن، هناك حوالي 13.1 مليون يمني - أكثر من نصف إجمالي الناس – هم بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية. كما ان أكثر من نصف عدد السكان محرومون من المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي الملائمة، إضافةً إلى 10 ملايين ليس لا يملكون ما يكفي من غذاء، وأكثر من 6 ملايين يعانون من نقص فرص الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية. ويعاني مليون طفل من سوء التغذية الحاد منهم 250 ألفاً يعانون من ذلك بشدة ويمكن أن يموتون إن لم تتوفر لهم المساعدات الفورية. ويتعرض العديد منهم ايضاً لخطر الإعاقة الذهنية مدى الحياة وانخفاض الإنتاجية.

عمل تحسن الاستقرار في العديد من المناطق وعودة أكثر من 160 ألف نازح في الجنوب على توفير فرصة لزيادة قدرة السكان المتضررين على الصمود من خلال أنشطة كسب الرزق ودعم وبناء القدرات وتعزيز الحلول المستدامة. ومع ذلك، يهدد نقص التمويل بتقويض هذه الجهود، مع وجود العديد من الناس غير القادرين على كسب عيشهم أو العائدين من مناطق النزوح إلى مناطقهم المليئة بالالغام الارضية.

في الشمال، لايزال 300 ألفاً من اليمنيين نازحين. وفي نفس الوقت، طلب 238 ألف شخص معظمهم من الصوماليين اللجوء في اليمن بينما استمر المهاجرون من القرن الأفريقي في الوصول بحثا عن فرص اقتصادية في منطقة الخليج و. في الأشهر الأخيرة، عاد حوالي 200 ألفا من اليمنيين من المملكة العربية السعودية في أعقاب التعديلات في قانون العمل، وحصلوا على آفاق محدودة للعمل في اليمن.

تعد حماية المدنيين، بما في ذلك تدابير منع والاستجابة مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل والعنف القائم على نوع الاجتماعي، من الأولويات الاستراتيجية لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2013. فلا يزال يتم تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات المسلحة والجماعات المسلحة ويتعرضون لأخطار معينة وخصوصاً الاعتداء الجنسي والاتجار والاستغلال والانفصال الأسري والزواج القسري. كما تتعرض النساء والفتيات بشكل خاص للعنف القائم على أساس النوع الإجتماعي.

تستهدف خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2013 ثلث سكان اليمن من خلال مجموعة من أنشطة الإنعاش المبكر والطاريء. وفي يوليو، تم استعراض الخطة مع متطلبات التمويل المعدلة و التي بلغت قيمتها 702 مليون دولار أمريكي. إلا أن عملية المراجعة قد وجدت أن أكثر الأنشطة ذات الأولوية الحرجة لا تزال تعاني عجزاً في التمويل. ففيما بعد منتصف هذا العام لم يتم تمويل سوى 43 في المائة.من متطلبات الخطة.

ستعجز اليمن عن تحقيق تحول مستدام في اليمن مالم يتم استيفاء الاحتياجات الأساسية لملايين الناس الأكثر ضعفاً . لن تساهم خطة استجابة إنسانية فعالة في معالجة المعاناة الإنسانية فحسب لكنها أيضا ستجعل التقدم نحو الانتعاش مضطرداً. يعمل الشركاء في المجال الإنساني مع الحكومة لمعالجة التحديات الرئيسية، لكن يمكنهم فقط تحقيق أفضل ما لديهم إن كانت أنشطتهم ممولة تمويلاً جيداً.

زر الذهاب إلى الأعلى