أرشيف محلي

البيض «يبيّض»‏ وجه هادي: لا جدوى من الاعتذار سوى كونه اعترافا بجريمة احتلال الجنوب

هي لحظة لطالما تمناها وانتظرها علي سالم البيض، وقدمتها له حكومة الوفاق في صنعاء على طبق من ذهب معلنة اعتذارا رسميا عن حرب كان البيض طرفا فاعلا في اشعالها واليوم يتصرف وكأن الاعتذار موجه له، باعتباره هو الجنوب!! وبالطبع يرفض الترحيب بالاعتذار لكنه يعتبره دليلا قانونيا على الاعتراف بالاحتلال!! تماما كما فعل بنو عمومته الحوثيون، الذين اعتبروا أنفسهم "صعدة".. لتتلو افواههم بيان ترحيب بالاعتذار وتنطلق اياديهم على زناد مدافع الهاون تقصف المواطنين في صعدة إلى يوم الناس هذا.

لا يتجسد العبث السياسي كما هو اليوم.. ولا شيء يعدل خيبة اليمنيين في قيادتهم الجديدة كما هو اليوم.. ونبلٌ هو الاعتذار عند من يثمنه، وعكس ذلك هو السفاهة بعينها.

هذا نص بيان مكتب علي سالم البيض تعليقا على بيان الاعتذار الذي أعلنته حكومة الوفاق أمس الاربعاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

بلاغ صحفي صادر عن مكتب الرئيس علي سالم البيض بشأن ما يسمى اعتذار حكومة الاحتلال اليمني لشعب الجنوب

تتو إلى المحاولات اليائسة لإجهاض هدف شعب الجنوب التحرري المتمثل بالتحرير والإستقلال وإستعادة دولته وتتعدد الأساليب والتي كان آخرها مايسمى بإقرار حكومة الاحتلال اليمني بمشروع الاعتذار للجنوب وصعده ,وحيث ان مايسمى ب(مشروع اعتذار للمحافظات الجنوبية) قد جاء ليجسد شرعنه جديدة للإحتلال اليمني من خلال مضامينه التي تؤكد على مايسمى وحدة اليمن ويعمل لتأسيس عهد جديد للإحتلال اليمني فأننا نؤكد على مايلي :

اولاً: إن الاعتذار يأتي في إطار ما يسمى بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تجاهلت تماماً أي إشارة لقضية شعب الجنوب وتطلعاته للحرية والاستقلال وجاءت فقط لمعالجة أزمة السلطة بين أطرافها اليمنية المتناحرة . مما يدلل بالقطع بان الاعتذار يأتي فقط ضمن مخطط إنجاح مؤتمر الحوار اليمني وبنود المبادرة الخليجية المزمنة تحت سقف مايسمى بالوحدة اليمنية .لذلك فأن رفض شعب الجنوب لمايسمى بالاعتذار يأتي رفضا لمايسمى للحوار اليمني واساسه التنظيمي المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية,,

ثانيا: ما يسمى اعتذار فاقد لمقومات واركان الاعتذار السياسي قانونا اهمها عدم قبوله من شعب الجنوب وصدوره من جهة غير معترف بها وايضا جاء في مفرداته محاولا لتجسيد شرعية جديدة وتأسيس عهد جديد لاحتلال الجنوب من خلال النص في مضمون مايسمى اعتذار على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن

ثالثا: ان الاحتلال في الجنوب قائم على فتوى دينية جهادية تكفيرية اباحت دماء واعراض واموال شعب الجنوب وهي الاساس الشرعي بالنسبة للاحتلال في بقائه في الجنوب من وجهة نظر الاحتلال, لذلك ان اي اعتذار في ظل فتوى تكفيرية قائمة بموجبها يتم سفك دماء الجنوبيين ونهب اموالهم وثرواتهم يعتبر باطل

=رابعا: الاعتذار في نفس الوقت يعتبر اعتراف بالجريمة السياسية في احتلال الجنوب ولن يبلغ اثره القانوني الا باستعادة دولة الجنوب وانها الاحتلال كما ان الاعتذار الحقيقي يتم بعد خروج المحتل وإنتهاء سيطرته وسطوته العسكرية وتهيئة لخلق علاقات ودية ومن موقع الندية الحقيقية ليتم معالجة آثار جريمة الحرب والعدوان على ضوء العرف ومبادئ القانون الدولي المعمول بها في مثل هذه الحالات المشابهة

خامسا: ويعلم الجميع أن حرب 94م قد أضرت بالجنوب ضرراً بالغا كدولة وشعب وهوية وأصبح الجنوب محتلاً بسبب هذه الحرب الظالمة،

ولذا فإن اعتذار حكومة الاحتلال عن الحرب التي وصفها بالخطأ الاخلاقي لا يكفي ان لم يعتذر عن نتائجها المتمثلة بالاحتلال الغاشم للجنوب وما ترتب عنه من فعل ضار بالجنوب أرض وشعبا وهوية

ولا جدوى من هذا الاعتذار الذي يصر على بقاء الاحتلال وأضراره مالم يتم أزالة الاحتلال وتصفية آثاره وتعويض شعب الجنوب عن ما أحدثه لهذا الجيل والأجيال القادمة.

صادر عن مكتب الرئيس علي سالم البيض

بيروت 22اغسطس 2013

زر الذهاب إلى الأعلى