أشاد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن جيرالد فايرستاين بما يسمى "الإعتذار" الذي أعلنته حكومة الوفاق لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وأبناء محافظة صعدة عن حرب 94 وحروب الحوثي.
وقال السفير فايرستاين في مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء " إن الاعتذار شيء جيد ومهم في طريق استكمال التسوية السياسية والعمل الجاد من أجل مصلحة اليمن".. مؤكداً بأن الاعتذار ليس بالأمر السهل.
واستغرب ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من موقف غير مرحب بهذا الاعتذار من قبل نائب رئيس الجمهورية الأسبق على البيض.
وقال:" كان الأولى على" البيض" أن يقدم الاعتذار كون حرب 1994 كانت نتيجة لتصرفات شارك فيها هو ولهذا ينبغي عليه الاعتذار".
وأشار السفير الأمريكي إلى أن مؤتمر الحوار الوطني قطع أشواطاً مهمة وتجاوز الكثير من الصعوبات إزاء القضايا المعروضة على المؤتمر بما في ذلك بلورة الحل العادل للقضية الجنوبية.. مؤكداً أهمية العمل على متابعة تنفيذ النقاد الـ20 والنقاط الـ11 وبما يفضي إلى استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية ونجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
ودعا كافة الأطراف إلى مواصلة العمل الجاد والنقاشات بما يفضي إلى إنجاز كافة الملفات والأجزاء الرئيسية في وقتها المحدد بما يضمن إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد وإجراء الانتخابات القادمة في الموعد المحدد.
وأوضح أن الرئيس باراك أوباما والإدارة الأمريكية متفائلين بتنفيذ التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة في مواعيدها المحددة.. مؤكداً استعداد بلاده والمجتمع الدولي لدعم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ودعم اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء لتقوم بدورها ومهامها في إعداد السجل الانتخابي الجديد.
كما أشاد السفير الأمريكي بنتائج الزيارة الأخيرة للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية للولايات المتحدة الأمريكية. مؤكدا أنها حققت نجاحات هامة على مختلف الأصعدة.
ولفت إلى أن مباحثات ولقاءات الرئيس هادي مع الرئيس أوباما وكبار المسؤولين الأمريكيين تركزت على مناقشة كافة القضايا المتصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية ومكافحة الإرهاب فضلا عن مناقشة موضوع المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو.
وقال " إن الرئيس أوباما أكد التزامه بدعم اليمن في المرحلة الانتقالية وفي كافة المجالات الاقتصادية والسياسية ودعم جهود اليمن في مكافحة الإرهاب وأنشطة تنظيم القاعدة الإرهابي وتقوية اليمن لتقوم بدورها في هذا الجانب".. لافتاً إلى أن زيارة قائد القيادة الوسطى للجيش الأمريكي إلى اليمن تصب في هذا الاتجاه بالإضافة عن مناقشة جوانب الدعم الفني لعملية إعادة الهيكلة للقوات المسلحة والأمن وبناء قدراتها.
وفيما يتعلق بموضوع إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء أكد السفير فايرستاين أن هذا الأجراء الذي اتخذته بلاده لا يعكس عدم ثقة واشنطن بالحكومة اليمنية بل على العكس فالولايات المتحدة الأمريكية تثق في قدرة الأجهزة اليمنية على توفير الأمن.
وقال " إن هذا الإجراء تم اتخاذه احترازياً نظراً لطبيعة التهديدات وحتى يتم التمكن من التعامل مع هذه التهديدات ومواجهتها بشكل أفضل ".. مشيراً إلى أن السفارة تعمل وبشكل أقل من المعتاد خصوصا القسم القنصلي الذي يقدم خدمات محدودة نظراً لمحدودية الطاقم الإداري للسفارة وان استئناف العمل في السفارة بشكل اعتيادي سيتم بعد عملية تقييم بما يضمن سلامة العاملين في السفارة وزوارها.
وأضاف " إن تنظيم القاعدة في اليمن وشبه جزيرة العرب أصبح أكثر ضعفاً مما كان عليه قبل عامين وهذا لا يعني ان التهديد من هذا التنظيم قد انتهى لكنه لم يعد بذلك القدر من القوة و لم يعد يسيطر على مناطق أو محافظات.
ومضى قائلا :" ولكن هذا التنظيم الإرهابي وبعد ان تمكنت القوات المسلحة والأمن في اليمن من ضرب أوكاره أتجه لتنفيذ عمليات إرهابية داخل اليمن راح ضحيتها عدد من المواطنين والعسكريين اليمنيين وهذا يؤكد ضرورة العمل معاً في سبيل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي".
وتابع " إن التعاون بين الحكومتين اليمنية والأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب الذي بدأ بشكل كبير عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م سوف يستمر من خلال دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في اليمن وتحديثها لتكون قادرة على مكافحة المنظمات الإرهابية وكذا حماية اليمن بشكل عام".. لافتاً إلى أن التعاون القائم بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية ساهم بشكل كبير في تقليل حجم الأخطار التي يشكلها تنظيم القاعدة.
وأبدى السفير الأمريكي استعداد بلاده لدراسة أي طلب يتقدم به اليمن للحصول على أي نظام معين لمكافحة الإرهاب وستضعه في عين الاعتبار بمافي ذلك الحصول على تقنيات حديثة أو طائرة بدون طيار.
وبشأن المعتقليين اليمنيين في غوانتانامو أكد فايرستاين أن الرئيس أوباما أعلن نيته إغلاق المعتقل بشكل نهائي وكذا إنهاء الحظر على إعادة المعتقلين اليمنيين ممن تنطبق عليهم الشروط.
وقال :" إن المحادثات مع الحكومة اليمنية تسير بشكل جيد للتسريع بحل هذا الموضوع ومراجعة ملفات بعض المعتقلين للسماح لهم بالعودة إلى اليمن".. موضحاً في هذا الصدد أنه تم خلال الاسبوع الماضي عقد لقاء بالعاصمة الإيطالية روما ضم ممثلين عن اليمن والسعودية وأمريكا لمناقشة بناء منشأة في اليمن لإعادة تأهيل المعتقلين الذين سيعودون من غوانتانامو وإعادة تأهيل المتطرفين الذي يتم ضبطهم في اليمن وأن العمل مستمر مع كافة الشركاء ومنهم الأمم المتحدة لإنجاز هذا المشروع.
وأثنى السفير فايرستاين على خطوة الرئيس عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجنة لحل مشكلة منطقة دماج بمحافظة صعدة بغية احتواء أي خلافات تنشأ من شأنها التأثير على اليمن وتشكل خطر على السلم الاجتماعي.
وقال:" نأمل من قيادات الأطراف المتنازعة أن تتخذ خطوات لحل القضية بشكل نهائي".
وحول التزام المانحين بتنفيذ تعهداتهم لدعم اليمن قال " إن هناك حوارات مثمرة لتسريع تخصيص هذه الالتزامات المالية نظراً لأن بعض المانحين لا يمضون بنفس الوتيرة وهناك تباطئ في تنفيذ التعهدات من قبل عدد من الدول المانحة بتبريرات مختلفة.
وأشار إلى أن الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن الذي سيعقد في نيويورك في سبتمبر القادم سيعمل على تقييم مستوى الأداء ومدى التزام الحكومة والمانحين في الوفاء بالواجبات والالتزامات المحددة على كل منهما في مؤتمرات المانحين السابقة.. مؤكدا في ذات الوق أن بلاده قدمت معظم التزاماتها وتعهداتها التي التزمت بها لليمن.