حذر الكاتب السياسي في اليمن علي ناجي الرعوي، رئيس تحرير صحيفة الثورة سابقاً، من مؤامرة على الوحدة اليمنية قد تقود إلى الاقتتال، مستغرباً صمت الدولة والدول الراعية على التحركات المطالبة بالتمزيق. وحذر من أن اليمن سوف يتمزق إلى كيانات، وقال إن ما سيترتب على ذلك هو اندلاع مواجهات يموت فيها الآلاف ثم التمزيق.
وقال علي ناجي الرعوي في مقال صحفي في "أخبار اليوم"، يعيد نشوان نيوز نشره: دعونا نبدأ من حيث ما يبدو اليوم هو (الأهم) أليس من الغريب أن ينسحب الحراك الجنوبي من الحوار قبل جلسته الختامية وأن يلجأ إلى المطالبة بحوار ندي بين الشمال والجنوب يعقد في دولة محايدة من اجل التشاور حول فك الارتباط والتفاهم على الطرق الموصلة إلى الانفصال مع انه الذى دخل الحوار قبل اكثر من خمسة اشهر وهو الذى يعلم علم اليقين أن هذا الحوار سيجري تحت سقف الوحدة وليس شيئا آخر".. وأضاف: "أليس من المريب أن يخرج علي سالم البيض عقب هذا الانسحاب ليحرض من على قناة فضائية لبنانية قريبة من حزب الله على العنف والعصيان المدني في المحافظات الجنوبية التي سبق وان سلمت عن طيب خاطر من قبل الإدارة الحاكمة للبلاد لمليشيات الحراك التي صارت تتوعد كل من يرفض تنفيذ تعليماتها بالقتل والتنكيل؟".
وأضاف الرعوي: "اذا كان الأمر لا يحتمل الحديث عن مؤامرة ضد الوحدة.. فكيف نفهم صمت دولتنا والدول الراعية للتسوية السياسية والمبادرة الخليجية والمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اليساري القديم جمال بنعمر, حيال التحركات والأنشطة المشبوهة لعلي سالم البيض وبعض القيادات الجنوبية التي تتنقل بين العواصم لجمع الأموال بهدف زعزعة استقرار اليمن وتخريب وحدته ودفع أبنائه إلى الاقتتال وسفك دماء بعضهم البعض؟ وماذا يعني هذا الصمت رغم ادراك الجميع بخطورة الدور الذى بات يلعبه البيض وتلك القيادات ليس فقط على صعيد عرقلة جهود التسوية السياسية وإنما بتورطه في التحريض على العنف ونشر الفوضى وإذكاء الصراعات الداخلية بين اليمنيين؟".
وقال: الثابت أن هذه القيادات الانفصالية هي من تجهزت واستقوت وتوحشت وأحسنت تدبير أمورها إلى درجة أنها من صارت تتآمر على اليمن ووحدته وتتعاون مع أعدائه علناً وفي الخفاء دون أن يرف لها جفن و اذا ما كانت تنتظر شيئاً فليس سوى اللحظة التي تفاجئنا بخارطة جديدة للوطن وعلم ونشيد ودولتي جوار على احسن تقدير"..
مضيفاً: "وحتى نفوت عامل المفاجأة على تلك القيادات الانفصالية فعلينا التسليم منذ الآن أن ما سيحدث ليس اكثر من مواجهات تسفر عن استشهاد بعض آلاف وتشريد أخرى ثم تدخل الأشقاء والأصدقاء ووقف إطلاق النار وبدء الأمم المتحدة بالاستفتاء على مشروع الانفصال ووضع البراميل على الأطراف وإقامة النصب التذكارية للشهداء ثم الانتقال إلى المباحثات على المناطق المتنازع عليها وتوقيع معاهدة حسن الجوار بين جمهورية الشمال العربية وجمهورية الجنوب الديمقراطية".
وختم بالقول: "من حسن حظنا أن هذه المواجهة ستكون آخر المواجهات بين الجمهوريتين الشمالية والجنوبية لان كل واحدة منها هي من ستتمزق إلى عدة كيانات ودويلات تتفرغ لقتال بعضها البعض إما على بئر نفط أو على تصرف ناقة تجاوزت حدود الدولة الأخرى.. ولا عيب في ذلك السنا أحفاد العرب الأقحاح الذين خاضوا حرب داحس والغبراء وغيرها من الحروب العبثية في التاريخ القديم والوسيط والمعاصر".