أرشيف محلي

الرئيس هادي: خلال أسبوعين سيعلن عن وثيقة الحوار الوطني بصورة نهائية

أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي عن وثيقة نهائية لمؤتمر الحوار الوطني سيتم إعدادها ‏بصورة نهائية خلال أسبوعين وقال إن ذلك "سيكون ذلك انجازا وطنيا وتاريخيا لليمن بصورة ‏غير ‏مسبوقة".‏

جاء ذلك في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده لرئاسة هيئة الحوار الوطني الشامل وقادة ‏الأحزاب والمكونات السياسية بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن مستشار الأمين العام للأمم ‏المتحدة جمال بنعمر وذلك لمناقشة التطورات والمستجدات الراهنة على مختلف الصعد ‏والمستويات وكذلك الوقوف أمام مشاريع مخرجات الحوار والنجاحات التي تحققت في هذا ‏المنجز الوطني الكبير .‏

وفي بداية الاجتماع استعرض الرئيس الخطوات الايجابية والأشواط الكبيرة التي تم قطعها ‏على طريق نجاح الحوار الوطني الشامل بصورة كاملة والإعداد والتهيئة للضمانات التي ستتم ‏من أجل ان تكون مخرجات الحوار عقد اجتماعي جديد لمنظومة حكم جديدة تتواكب ‏ومتطلبات القرن الواحد والعشرين .‏

وقال الرئيس " قطعنا أشواطا مهمة جدا وتاريخية وبكل الأبعاد الوطنية وبما يصب في ‏مصلحة استقرار وأمن اليمن .. مؤكدا ان العجلة قد دارت وهي تمضي نحو الآفاق الوطنية ‏المنشودة لصنع الغد الأفضل والتاريخ الجديد لليمن السعيد إنشاء الله وتتحسن الأوضاع سيئا ‏فشيئا " .. منوها إلى ان الفرق اليوم كبير جدا في طريق تجاوز الكثير من التحديات ‏والإشكاليات والمصاعب التي كانت ماثلة بالأمس.‏

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن جميع القوى السياسية التي كانت متخاصمة بالأمس هي ‏اليوم تصنع النجاح وتجسد الإرادة الوطنية والحكمة اليمانية على طاولة الحوار الوطني الشامل ‏وتجاوزت عقد الماضي وماسيه ومحنه .‏

وأكد الرئيس عبد ربه منصور هادي ان أي عمل كبير يبدآ بالإشكاليات والصعوبات حتى ‏تتشكل الرؤية وتدور العجلة وينتهي أيضا بالصعوبات حتى تتبلور المفاهيم وتصاغ العقود ‏والحلول بحكمة العقلاء والعلماء والمتخصصين والصادقين مع انفسهم ووطنهم .‏

وقال " ان النوايا الطيبة والصادقة قادرة على تجاوز كل التحديات والمحن علي أساس ان ‏الجميع مسئول أمام الله وأمام الشعب وبصفة استثنائية في هذا الظرف الدقيق والحساس من ‏تاريخ اليمن .‏

وأضاف "ان التاريخ دائما لا يرحم من ينكث بالعهود والعقود ولا يرحم المتخاذلين ‏والمترددين خصوصا عندما يكون ترددهم من موقع الاقتدار على فعل ما يصب في مصلحة ‏البلد وأمنه واستقراره".‏

وأكد الرئيس أن هذا الظرف الدقيق الذي يمر به اليمن لا يسمح بالتردد أو التخوف أو ‏الحسابات الخاطئة بل يجب ان يكون المرء مقدام على قدر عزيمته الوطنية ويطرح ويبوح ‏بكل شيء وبوضوح.‏

وتناول رئيس الجمهورية طبيعة المرحلة القادمة مرحلة انجاز الحوار الوطني وصنع ‏الدستور الجديد أو التعديل والاستفتاء عليه من الشعب وانتخابات تشريعية ورئاسية وعلى ‏الجميع تحمل المسئولية الوطنية بكل شجاعة واقتدار خصوصا وان شعبنا ومنطقتنا والعالم كله ‏ينظر إلى اليمن باعتباره صانع للفراده والاستثناء من بين الشعوب التي حل بها ما يسمى ‏بالربيع العربي .‏

وقال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهوريه " طالما والعالم معنا وإخوتنا معنا وقد ‏سمعنا من زعماء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومجلس ‏التعاون الخليجي سمعنا منهم جميعا عبارات الاطراء والتشجيع والدعم وأكدوا أنهم جميعا مع ‏خروج اليمن إلى بر الأمان وآفاق الوئام والسلام والتطور والازدهار .‏

وخاطب الرئيس الحضور جميعا بقوله: ما دام العالم هكذا معنا لا بد أن نكون مع أنفسنا ‏ونعتبر هذا الدعم فرصة تاريخية لم ينالها اليمن أو غيره من قبل وغير مسبوق على المستوى ‏الدولي والإقليمي .‏

ونوه أيضا إلى ان المشكلة الاقتصادية لدينا تمثل الهم الاول ولا ننسى هنا دعم المملكة ‏العربية السعودية بزعامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في أوج ‏الأزمة، الذي قدم لليمن العون السخي والكبير من النفط ومشتقاته .‏

وشدد الرئيس عبد ربه منصور هادي علي ان الوقت يمضي بسرعة ونحن أمام خياراتنا ‏الوطنية ولا بد من تغليب مصلحة الوطن العليا على ما عداها من المصالح الضيقة وان نكبر ‏فوق الخلافات بعد ان انجزنا مشروعنا الوطني الكبير في منظومة حكم جديدة ترتكز علي ‏الدولة المدنية الحديثة والعدالة والحرية والمساواة .‏

وأكد ان الجمهورية اليمنية قد قامت على انقاض نظامين لدولتين شطريتين في 22مايو عام ‏‏1990م وهذا ما يعرفه العالم . وقال "صحيح هناك أخطاء حصلت لكننا نبذل جهودا حثيثة من ‏أجل معالجتها" .‏

واعتبر الرئيس ان إعادة هيكله القوات المسلحة والأمن سيكون المتغير المهم والحاسم في ‏طريق التحديث وتجسيد الوحدة الوطنية ، وأن ما تم انجازه من خطوات وقرارات وإجراءات ‏ومتغيرات يمثل تحولا كبيرا وتجاوزا لتحديات جمة ونحن اليوم على مشارف نهاية انجاز ‏المؤتمر الوطني الشامل بعد ان كان الوضع ممزقا ومشتتا ومنقسما على مختلف مستوياته ‏وجوانبه .‏

وخاطب الرئيس عبد ربه منصور هادي قادة الأحزاب والمكونات السياسية وهيئة الرئاسة ‏قائلاً " أنتم القادة وأنتم الزعماء للأحزاب والتكوينات السياسية والحوار وبين أيديكم كل ‏القضايا الوطنية التي تناقشونها بالنوايا الحسنة والسجايا الوطنية من أجل خروج بلدنا الي بر ‏الأمان " .‏

وأعرب الرئيس عن ثقته بأن الجميع عند مستوى المسئولية والتحديات ولدي الجميع إيمان ‏مطلق بان اليمن بعون الله يصنع المستقبل من أجل تحقيق آمال وتطلعات الجماهير والأجيال ‏الصاعدة .‏

ونبه الرئيس عبد ربه منصور هادي الي ان الجميع سينهمك خلال هذين الأسبوعين في ‏إعداد وثيقة الحوار الوطني بصورة نهائية وسيكون ذلك انجازا وطنيا وتاريخيا لليمن بصورة ‏غير مسبوقة .‏

هذا وقد تحدث المستشار السياسي للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر وأعرب عن تقدير ‏الأمم المتحدة لما يصنعه أبناء اليمن من أجل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وشبابهم، وقال أهنئكم ‏جميعا علي هذا الانجاز الوطني العظيم . وأكد بنعمر ان المجتمع الدولي ينظر الي اليمن ‏بإعجاب شديد كونه يخرج من معضلته بالحوار الوطني الشامل .‏

وقال اننا متأكدون أنكم قادرون علي تجاوز كل الاشكاليات والمعوقات .. منوها إلى ان ‏الجميع يدعم اليمن ويضمن مخرجات حواره الذي يعتبر أهم حوار وطني علي مستوى منطقه ‏الشرق الأوسط .‏

كما تحدث الكثير من الحاضرين مقدمين الملاحظات والإيضاحات والمقترحات حول العديد ‏من القضايا ذات الصلة بالموضوع .‏

زر الذهاب إلى الأعلى