طالب وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل المجتمع الدولي بالتدخل "لإيقاف النزيف الدموي" الذي يتعرض له الشعب السوري، في حين أكد نظيره المصري نبيل فهمي دعمه للحل السياسي في سوريا عبر مؤتمر "جنيف 2" وذلك قبيل اجتماع لوزراء الخارجية بمقر الجامعة العربية في القاهرة يتوقع التوصل فيه لقرار "توافقي" حول الضربة العسكرية المحتملة على سوريا.
وتحدث الفيصل في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره المصري قبيل الاجتماع، عن تطور الأزمة السورية التي حاولت خلالها الدول العربية طرح حل سلمي، لكن النظام لم يقبل به وأصر على استخدام الخيار العسكري، وصولا إلى تشكيل الائتلاف السوري المعارض الذي حظي بالاعتراف وأصبح ممثلا للشعب السوري في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وفق قوله.
وأشار الفيصل إلى أن الائتلاف طالب الدول العربية بالتدخل عسكريا لحماية المدنيين أو بالاكتفاء بتقديم الدعم للثوار كي يحموا أنفسهم، وأضاف أن بلاده أرسلت الأسلحة بالفعل لأنه "لا يجوز أن ننظر كعرب لمن يستغيث دون مساعدة".
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن تجاهل المجتمع الدولي للعنف في سوريا سمح للنظام باستخدام أسلحة أكثر فتكا، حيث انتقل من استخدام الدبابات والمدفعية إلى الصواريخ الإستراتيجية وصولا للغازات السامة، مشيرا إلى أن السلاح الكيميائي يحظر دوليا استخدامه ضد العدو "فلا نستحمل أخلاقيا" أن يستخدم ضد الشعب نفسه.
وأردف الفيصل قائلا إنه آن الأوان لأن تنضم الدول العربية خلال الاجتماع مع الائتلاف المعارض في مطالبته المجتمع الدولي بالمساعدة لإيقاف النزيف الدموي، كما حث نظراءه العرب على ألا يكتفوا بالشجب قبل أن يفنى الشعب السوري، وفق قوله.
ومن جانبه، أيد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي دعم الشعب السوري قائلا إن "السلاح الكيميائي محرم ولا ينبغي أن نسكت على استخدامه من أي طرف".
وأضاف أن مصر تؤيد الحل السياسي للأزمة السورية في إطار مؤتمر "جنيف 2" الذي كان يفترض عقده في مايو/أيار الماضي وما زال مؤجلا حتى الآن، مؤكدا أنه الحل الأمثل لتحقيق وحدة سوريا.
وقد طالب مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة بضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري التي دخلت عامها الثالث، وأشاد في كلمة استلامه رئاسة الدورة الـ141 للمجلس بإدانة الجامعة "جريمة استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة ومحاسبة المسؤولين عنه".
وكانت اجتماعات الدورة العادية للمجلس على مستوى المندوبين الدائمين قد انطلقت صباح اليوم، وأكد الأمين العام أهمية الدورة الجديدة، خاصة أنها تأتي في ظل مرحلة فارقة وتحديات تمر بها العديد من الدول العربية.
وتوقعت مصادر دبلوماسية عربية أن يخرج الاجتماع الوزاري ببيان يعطي انطباعا واضحا بالدعم العربي لأي إجراء عسكري ضد النظام السوري، وفق صحيفة القبس الكويتية.