الرئيس هادي: القضية الجنوبية وشكل الدولة أبرز التحديات وما يتم إنجازه يمثل «جوهر التغيير»
دعا الرئيس عبدربه منصور هادي إلى "شحذ الهمم" من أجل تجاوز ما تبقى من التحديات التي لاتزال تواجه المرحلة الانتقالية في اليمن ، وأشار إلى من "بين تلك التحديات إيجاد الحلول الملائمة للقضية الجنوبية وشكل الدولة وإنجاح العدالة الانتقالية وطي صفحة الماضي بالكامل". وألمح إلى أنه يتم إنجاز عقد اجتماعي جديد.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم بمنظمات المجتمع المدني وقطاع المرأة الأعضاء في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، حيث نبه إلى أن "على أبناء اليمن ان يقرأوا بوعي كامل المشهد العربي لاستلهام الدروس اللازمة من أجل الحفاظ على روح التوافق والمضي قدما في مواجهة التحديات الماثلة أمامنا".
واعتبر الرئيس عبدربه منصور هادي ان ما يتم إنجازه اليوم سيمثل جوهر التغيير الشامل من خلال انبثاق منظومة عقد اجتماعي جديد يمثل نقله نوعية شاملة نحو افاق تاريخ اليمن المعاصر وبكل متطلبات الحداثة وتأكيدا لانتصار إرادة التغيير التي يقودها أكثر من 85 بالمائة من الشعب اليمني والهادفة إلى امن واستقرار ووحدة اليمن .
وقال الرئيس "العالم كله متفق معنا على المستويين الإقليمي والدولي بل ويدعمنا إلى حد كبير .. مضيفا" ان اليمن ربما الوحيد في العالم العربي الذي دفع ثمن الحرب الباردة التي كانت تولد صراعا جنوبيا جنوبيا أو شماليا شماليا أو بين الشمال والجنوب ولفترة طويلة".
وأشار إلى أننا ومنذ نصف قرن منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ماتزال مطالب الناس هي نفسها منذ ذلك الزمن الكهرباء المياه الطرقات الصحة العامة التربية والتعليم البنى الاساسية المتصلة بتطور المجتمع وثقافته واليمن بحاجة الان إلى استراتيجية اساسها البناء والتطوير والكف عن الصراعات والخلافات والانقسامات .
ولفت إلي أننا أمام مرحله حاسمه تصاغ فيها خريطة المستقبل المأمول وفقا لأساسيات المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ودعم الخبرات والكفاءات الدولية وعلى مختلف مستوياتها القانونية والنظامية والاقتصادية.
وبين الرئيس عبدربه منصور هادي طبيعة الاتجاهات العامة والتصورات للنظام الجديد وصولا إلي الحكم الرشيد.. مشدداً على "الجميع نزع الخوف والتردد فعصر الخوف والتردد قد انتهى الي غير رجعة وستكون لدى اليمن قريبا وثيقة دولية هي وثيقة الحوار الوطني الشامل في اليمن ستعترف بها الامم المتحدة والعالم بأسره".
وكرر الرئيس "عبدربه منصور هادي إشادته بالإرادة الصادقة للقوى الحية باليمن وتغليبها المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن الحسابات الضيقة وأهمية ذلك في تذليل الصعاب ومواجهة التحديات وتحقيق الأماني والتطلعات لأبناء الشعب اليمني".
ونوه الرئيس إلى أن ما "تحقق من أشواط في طريق تحقيق النقاط الـ20 والـ11 هو تأكيد للنية الصادقة والرغبة الأكيدة في الأجواء الملائمة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني وتهيئة المناخات لإنجاح ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية".
وأكد أن الهدف "يتعدى تطبيق تلك النقاط إلى بناء واقع يمني جديد يلبي التطلعات والآمال لجماهير الشعب كافة والمتمثلة في الدولة المدنية الحديثة المرتكزة على الحكم الرشيد والعدالة والحرية والمساواة من خلال بناء منظومة حكم جديدة قوامها الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة واحترام ارادة الشعب".
وأشار الرئيس إلى الدور الحيوي والبناء لمنظمات المجتمع المدني والذي تميز في عملية المشاركة المجتمعية من خلال تمكين آلاف المواطنين من إيصال أصواتهم إلى مؤتمر الحوار وذلك ما يؤكد بان الحوار ليس فقط شان المتحاورين داخل الصالات وإنما هو شان كل اليمنيين.
ولفت إلى ان المشكلة الأساسية لليمن هي التنمية الشاملة والدور المهم الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في التنمية البشرية والدعوة إلى الاستمرار في هذا الدور المحوري والتوسع فيه مستقبلا على أساس ان اليمن الجديد الذي سينبثق من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبقيه استحقاقات المرحلة الانتقالية سيوفر كل الضمانات الدستورية والإدارية والقانونية لتشجيع عمل منظمات المجتمع المدني وتسهيل أداء رسالتها الوطنية.
واعتبر أن "الحوار الوطني قد حقق إنجازات وطنيه عظيمه ومثل حالة حضارية متقدمة بالقياس على ما كان عليه الوضع في اليمن قبل الحوار وكذلك بالقياس على ما يجري في العالم العربي".
وشدد الرئيس علي أن الحوار الوطني الشامل لم يوفر فقط تكلفة باهظة على اليمن كما نراها تدفع الآن في بعض بلدان الربيع العربي ولكنه أيضا أعطى كذلك لليمنيين أفقا جديدا وحالة استثنائية وايجابية وذلك بفضل الإرادة السياسية اليمنية الجامعة والمتمثلة بكافه قوى المجتمع اليمني وفي الطليعة قطاع المرأة ومنظمات المجتمع المدني فضلا عن الدعم الإقليمي والدولي منقطع النظير الذي حظيت به عملية التغيير والانتقال السلمي في اليمن.
ودعا الرئيس إلى ضرورة تواصل الجميع كل من موقعه نشطاء المجتمع المدني وقيادات المرأة مع كافه شرائح المجتمع من اجل خلق الرأي العام الداعم لمخرجات الحوار الوطني الشامل وبث روح التوافق.
واعتبر الرئيس ان الظروف التي نشبت فيها الأزمة مطلع العام ٢٠١١م كانت كارثية بكل المقاييس وكان الوضع فيها مهدد بالكامل .
وقال "اتصلت بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وقلت له المسافة بيننا وبين الانتخابات الرئاسية المبكرة صعبة جدا جدا ولا يمكن الوصول إلى يوم الاستحقاق الانتخابي بدون دعم خاصة بالنفط ومشتقاته لأنه حينها لم يكن هناك نفط ولا كهرباء ولا مياه، فوجه فورا بتلك المساعدة السخية لثلاثة اشهر كانت بمثابة المنقذ للوضع بصورة لا تقبل المجادلة وجرت الانتخابات الرئاسية بعد ذلك ودارت عجلة الخطوات والقرارات والإجراءات المطلوبة وفقا لمعطيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة".
واكد الرئيس ان على الجميع تحمل المسئولية الوطنية كاملة دون تردد أو حسابات خاطئة.. وشدد على ان تلاعب اي حزب في المستقبل على الديمقراطية أو محاولة الاستفراد لم تعد واردة وان النهج الديمقراطي الحقيقي والواقعي سيكون سيد الموقف ولابد من ان نمضي مع قطار القرن الواحد والعشرين دون تخلف .. معتبرا ان هذه الغاية هي أساس لنضالات اليمنيين من جميع القوى السياسية وقطاع المرأة ومنظمات المجتمع المدني بكل مشاربها واتجاهاتها وثقافاتها .
بعد ذلك فتح أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور احمد عوض بن مبارك باب الحوار والمداخلات والنقاشات حيث تحدثت عدد من الأخوات والأخوة حول عدد من النقاط والقضايا والموضوعات المتصلة بحيثيات مخرجات الحوار القانونية والاقتصادية والدستورية ومختلف المحاور ذات الصلة.