arpo28

أزمة البرلمان توسع الهوة بين هادي وصالح (تقرير)‏

أثار تقدم أحد نواب البرلمان في اليمن بعريضة اتهام للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة ‏الوفاق الوطني بالخيانة العظمى الكثير من التساؤلات، خصوصاً مع ما تبعها من تصعيد من ‏المؤتمر الشعبي العام برفض أي اتفاقات مخالفة للمبادرة الخليجية. ‏

وجاءت هذه الخطوة بعد أنباء عن مشاورات لوثيقة تحدد مخرجات مؤتمر الحوار بحيث تبدأ ‏مرحلة انتقالية ثانية بحل البرلمان وتحويل مؤتمر الحوار إلى جمعية تأسيسية. ‏

وحذر مراقبون لـ"نشوان نيوز" من أن يقدم الرئيس عبدربه منصور هادي على أية خطوة ‏استباقية بحل مجلس النواب بعد التصعيد الأخير، معتبرين أنها ذلك مخاطرة مجهولة ‏العواقب. ‏

وتقدم عضو البرلمان عبده محمد بشر بعريضة اتهام لرئيس الجمهورية ولحكومة الوفاق ‏الوطني بالخيانة العظمى وخرق الدستور والمبادرة الخليجية والتفريط بسيادة البلاد وتقسيم ‏ثروات البلاد بين الأطراف، بسبب تبني "الفدرالية". ‏

وقالت مصادر عديدة إن دعوى بشر وهو عضو عن المؤتمر الشعبي العام استقال في 2011 ‏وانضم للاحتجاجات المناهضة، لاقت تأييداً من العديد من الأعضاء داخل البرلمان ما يعني أن ‏الدعوة قد تتوسع مع استمرار التصعيد. حيث بإمكان151 (نصف الأعضاء) أن يصدروا ‏الاتهام رسمياً من البرلمان، وبموافقة ثلثي أعضائه يحال الرئيس إلى التحقيق المحاكمة. لكن ‏بنود محلق المبادرة الخليجية تشترط التوافق. ‏

وينص الدستور اليمني في المادة 128 على أنه "يكون اتهام رئيس الجمهورية بالخيانة ‏العظمى أو بخرق الدستور أو بأي عمل يمس استقلال وسيادة البلاد بناء على طلب من ‏نصف أعضاء مجلس النواب ولا يصدر قرار الاتهام إلا بأغلبية ثلثي أعضائه ويبين القانون ‏إجراءات محاكمته فإذا كان الاتهام موجهاً إلى رئيس الجمهورية تباشر هيئة رئاسة مجلس ‏النواب مهام رئاسة الجمهورية مؤقتاً حتى صدور حكم المحكمة". ‏

وأكد مراقبون إن مجلس النواب في هذه المرحلة الانتقالية القائمة على التوافق والوصاية ‏الخارجية، وإن كان قد تعدا فترته المحددة إلا أنه يعد آخر مؤسسة وطنية منتخبة من الشعب.‏

وربط محللون لنشوان نيوز بين هذا التصعيد وبين الأخبار التي ترددت عن العثور على ‏عبوات ناسفة 23 أغسطس الماضي داخل مبنى البرلمان، لكن وزارة الداخلية نفتها في وقت لاحق.‏

وتبع ذلك تسريبات عن اتفاق بين الرئيس هادي مع قيادات حزبية يفضي إلى حل البرلمان ‏وتحويل مؤتمر الحوار إلى جمعية تأسيسية بديلة. الأمر الذي دفع مخاطرة بالعملية السياسية. ‏الأمر الذي اعتبرته اللجنة العامة في المؤتمر الشعبي العام خطوة موجهة ضد حزبهم الذي ‏يمتلك أغلبية المقاعد داخل البرلمان، ما دفعها للاجتماع برئاسة رئيس الحزب علي عبدالله ‏صالح معلنة رفضها أي اتفاقات خارج إطار المبادرة الخليجية. ‏

والسؤال اليوم هو: هل ستدفع الخطوة التي قام بها النائب عبده بشر واجتماعات المؤتمر ‏الرئيس هادي لإلغاء مجلس النواب قطعاً لمثل هذه الدعوات، أم أنها ستدفعه للتراجع وتصحيح سير المرحلة ‏الانتقالية التي اتجهت لاستهداف ثوابت الدولة ومؤسساتها الوطنية؟

زر الذهاب إلى الأعلى