بدأ الجيش المصري عملية عسكرية واسعة في شمال سيناء، وقال شهود عيان أن شرقي سيناء في المنطقة ما بين رفح والشيخ زويد تحول إلى ساحة حرب حقيقية، في حين أكدت وكالة أسوشيتد برس أن أرتالا من الدبابات والقوات التابعة للجيش المصري في طريقها إلى المنطقة التي يستهدفها الجيش منذ أيام بدعوى البحث عمن يصفها بعناصر إرهابية مسلحة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الشهود قولهم إنه ومنذ الصباح الباكر بدأت قوات مشتركة من الجيش والشرطة حملة مكثفة شملت عددا من قرى المنطقة بينها المقاطعة والظهير والقريعة، واستخدمت فيها الدبابات والمجنزرات والعربات المصفحة فضلا عن الطائرات التي قصفت أهدافا مختارة.
وأضاف الشهود أن طائرات الأباتشي تحلق في سماء المنطقة وحول الشيخ زويد ورفح وعلى القرى التي يتم قصفها الآن، وأن المنطقة تشهد حالة من التوتر الشديد بعد أن حاصر الجيش مدينتي رفح والشيخ زويد مانعا الدخول إليهما أو الخروج منهما، فضلا عن التشديد الأمني في جميع نقاط التفتيش بالمنطقة القريبة من الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني.
وحسب مصدر أمني نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية، فإن الجيش والشرطة يستهدفان تطهير البؤر التي توجد بها الجماعات المسلحة، واصفا حملة اليوم بأنها ضخمة تشارك فيها جميع القوات تحت قيادة قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي.
وفي السياق ذاته، نقلت أسوشيتد برس عن مصدر عسكري لم تكشف عن هويته، أن الجيش يريد "تنظيف" المنطقة الواقعة على الحدود مع غزة من "المسلحين الإسلاميين" الذين يتحصنون بها، كما نقلت عن شهود عيان أن أرتالا من الدبابات والعربات المصفحة وقاذفات الصواريخ فضلا عن عربات لنقل الجنود شوهدت في طريقها إلى تلك المنطقة لدعم القوات الموجودة بها.
وتأتي العمليات الجديدة بسيناء بعد يومين من محاولة لاغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم وبعد أسابيع تعددت فيها الهجمات على مواقع وعناصر الجيش والشرطة بسيناء مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من هذه العناصر.
وتصاعدت الهجمات في سيناء على خلفية التوتر العام الذي تشهده مصر منذ الثالث من يوليو/تموز الماضي عندما تدخل الجيش في الشأن السياسي وأعلن قائده عبد الفتاح السيسي عن تعطيل الدستور والإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وما تبع ذلك من مقتل المئات وإصابة الآلاف في تدخل عنيف من الأمن لفض اعتصام مؤيدي مرسي.
وبدورها استهدفت قوات الجيش والشرطة مرارا ما تقول إنها مواقع لمسلحين جهاديين، كما استهدفت الأنفاق التي تمر تحت الحدود من رفح إلى قطاع غزة، وقالت صحيفة الجمهورية الحكومية قبل يومين إن الجيش نجح في تدمير أكبر من 90% من هذه الأنفاق التي يقول أهل غزة إنها سبيل رئيسي للحصول على احتياجاتهم في ظل الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.