arpo37

تحركات دولية مكثفة بشأن كيميائي سوريا

يعقد وزراء خارجية أميركا وبريطانيا وتركيا والرئيس الفرنسي اجتماعا رباعيا الاثنين للتباحث حول تنفيذ اتفاق تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. من جهته أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الروسي، وحذرت الولايات المتحدة من عدم تنفيذ الاتفاق الذي رفضته المعارضة السورية.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأحد أنه سيستقبل الاثنين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ في حضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وتابع "سنبحث مضمون القرار المقبل لمجلس الأمن" المتعلق بالاتفاق الروسي الأميركي.

من جهتها نقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن كيري دعا نظيره التركي أحمد داود أوغلو للمشاركة في نفس الاجتماع. مضيفة أن كيري تحدث هاتفياً مع أوغلو عن الخطوات التي لا بد من اتخاذها بغية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية، وفقا للاتفاق.

ورحبت سوريا الأحد -على لسان وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر- بالاتفاق الأميركي-الروسي. وقال في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية إن الاتفاق "يساعد السوريين على الخروج من الأزمة" من جهة، ومن جهة ثانية "أتاح تجنب الحرب ضد سوريا".

ويحدد الاتفاق الذي أعلنه السبت وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في جنيف جداول زمنية، حيث يعطي دمشق مهلة أسبوع لتقديم لائحة بأسلحتها الكيميائية على أن تتلف هذه الأسلحة بحلول نهاية الفصل الأول من العام 2014.

تحذير لسوريا
ووصف هولاند الاتفاق بشأن إزالة الأسلحة الكيميائية في سوريا بأنه مثل "مرحلة مهمة، لكنه ليس نقطة النهاية"، مشيرا إلى أنه يتعين توقع "إمكان فرض عقوبات" في حال عدم تطبيقه.

وقال هولاند في مقابلة مع شبكة "تي إف 1" التلفزيونية إن قرارا للأمم المتحدة حول فرض رقابة على الترسانة الكيميائية السورية، وهو مبدأ توافقت عليه الولايات المتحدة وروسيا السبت، قد يتم التصويت عليه "بحلول نهاية الاسبوع" المقبل.

من جهته هنأ الرئيس الأميركي نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لأنه تحمل مسؤولية دفع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى تفكيك الأسلحة الكيميائية".
وأعرب أوباما الذي رحب بالاتفاق ووصفه ب"التقدم الملحوظ" -في مقابلة مع شبكة أيه بي سي نيوز سجلت الجمعة- عن أمله بأن تكون الجهود الدبلوماسية الخاصة بسوريا المدعومة بالتهديد العسكري نموذجا للتفاوض بشأن طموحات طهران النووية.

ومع ذلك لوحت واشنطن بالضربة العسكرية في حال لم يلتزم النظام السوري تماما بكل تفاصيل الاتفاق.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التهديد بشن عمل عسكري أميركي في سوريا يبقى "فعليا".

من جانبه رأى نتنياهو أن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة "أكثر أمانا بكثير"، مضيفا أنه "يجب أن يواكب الدبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنجاح".

بدوره رحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الأحد بالاتفاق، داعيا الأطراف إلى توفير الظروف لإنجاحه والمضي في التسوية السياسية.

كما رحبت إيران بانضمام سوريا إلى الاتفاقية، مطالبة بأن تنضم إسرائيل إلى الاتفاقية نفسها، كما نقلت وكالة فارس للأنباء عن مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية.

وفي برلين عرض وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله تقديم بلاده دعما لجهود التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية.

وفي وقت سابق اعتبر وزير خارجية الصين وانغ يي في بكين أثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن الاتفاق "يسمح بفتح أفق لتسوية أزمة سوريا بالسبل السلمية". وكرر فابيوس القول إن الاتفاق يشكل "تقدما كبيرا" إلا انه يبقى "خطوة أولى".

كما رحب الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن بالاتفاق، ودعا النظام السوري إلى احترام هذا الاتفاق "بدون تحفظ".

تشكيك وتحذير
من جهته حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما الروسي النائب إلكسي بوشكوف من أن روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تفسرا بشكل مختلف الاتفاق، مضيفا أنه "يعد إنجازاً كبيراً لكنه يترك كثيرا من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها". وأبدى وزيرا خارجية تركيا وكندا، أحمد داود أوغلو وجون بيرد، السبت تشكيكهما في عزم دمشق على التخلص من ترسانة أسلحتها الكيميائية.

أما المعارضة السورية فعبرت عن استيائها من الاتفاق، وطالبت المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الأسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد وإتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.

زر الذهاب إلى الأعلى