أكد شهود عيان من منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة في مصر قيام قوات الأمن بإحراق عدة منازل هناك، بحجة عدم العثور على أصحابها المطلوبين.
وبث ناشطون مشاهد تظهر احتراق أحد المنازل بعد مداهمته أكثر من مرة، بحسب ما أكد سكان من المنطقة. وتشهد منطقة كرداسة حملة مداهمات واعتقالات تقول الجهات الأمنية إنها تهدف للقبض على مطلوبين.
وقال أحد سكان بلدة كرداسة للجزيرة إن قوات الأمن قامت بحملة مداهمات واسعة النطاق، تخللها حرق أكثر من خمسة منازل بعد مداهمتها.
وقال محمد السيد إن أحد هذه البيوت يرجع لوالد أحد قتلى فض اعتصام رابعة العدوية، مشيرا إلى أن عملية الحرق تتم بالعمد بعد مداهمة المنزل وعدم العثور على أصحابه.
وأضاف السيد أن أهالي المنطقة يحاولون السيطرة على الحرائق، إلا أن قوات الأمن تمنع سيارات المطافئ من الوصول إلى البيوت المحترقة، كما تقوم بتهديد من يشارك في إطفاء الحرائق بالاعتقال.
وتابع للجزيرة أن قوات الأمن اعتقلت زوجة أحد الأطباء المشهورين بكرداسة وابنه الذي لم يتجاوز عمره اثني عشر عاما، ولفت إلى أن البلدة تعاني من حصار خانق منذ عدة أيام أدى لنقص المواد الغذائية، وأن الأهالي يعيشون حالة من الرعب ولا يستطيعون الذهاب إلى المستشفيات أو إلى أعمالهم.
وأشار الشاهد إلى أنه لا توجد أي عمليات تصدٍ لقوات الأمن، وأن المسيرات التي خرجت أمس الجمعة وقبل ذلك كانت سلمية تماما، مؤكدا أن قوات الأمن تهدف "لتركيع أهالي البلدة الذين رفضوا الانقلاب بعد أن صوتوا لصالح الرئيس المعزول محمد مرسي ولصالح الدستور بأكثر من 90%".
وكانت قوات من الجيش والشرطة قد شنت حملة عسكرية واسعة على بلدة كرداسة لا تزال مستمرة منذ الخميس الماضي، وقامت باعتقال عشرات الأشخاص.
وشهدت الحملة مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة، وسط أنباء عن إطلاق النار عليه من مسافة قريبة، مما يفتح الباب أمام احتمال قتله بطريق الخطأ.
كما قرر وزير التعليم تأجيل الدراسة -التي بدأت في مصر اليوم- في كرداسة لمدة أسبوع بسبب الظروف الأمنية، وذلك وسط حفاوة واضحة من الإعلام بالحملة التي وصفتها صحيفة الجمهورية بأنها حملة "تحرير كرداسة من الإرهاب"، وفي المقابل وصفتها صحيفة الحرية والعدالة لسان حال جزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين بأنها "إعلان حرب ضد المصريين".
وتأتي مداهمة كرداسة بعد أيام من عملية مماثلة قامت بها قوات الجيش والشرطة في بلدة دلجا بمحافظة المنيا في صعيد مصر.